
نعم...عندما يرحل المخلصون تتوتر الأحداث فكيف إنْ كان الذي رحل هو أحد العلماء فالعلماء هم ملح الأرض إن فقدناهم فسدت الأرض وعاش الناس في غياهب الضياع والحرمان .
ضج مضجعنا خبر رحيلِ العلامة الجزائري الكبير الشيخ الناصر بن محمد المرموري عليهِ رحمات الله فلقد وصلنا الخبر أنه في الساعة الرابعة و النصف من عصر يوم الأحد بتاريخ العاشر من جمادى الثانية لعام 1432هـ الموافق له الخامس عشر من مايو لعام 2011م أنتقل إلى رحمة الله الشيخ الناصر المرموري ليعتصر القلب حزناً على رحيل شخصية أسهمت إلى آخر لحظات عمرها في خدمة الأمة والعمل على توحيد صفها والعلو من شأنها فكرياً في كل نواحي الحياة فكم من مؤتمرٍ قد شاركَ فيه بالكلمةِ الطيبةِ وكم من محاضرةٍ ألقاها حباً لهذه الأمة وكم حديثٍ إذاعي أطرب سامعيهِ من تلك الحنجرة الطيبة التي لم تنطق إلا خيرا جواهر الكلام وأنصعه.
نعم رحلت يا سيدي ونحن عنك راضون ولكننا في نفس الوقت محزنون على فقدانك جسداً أما روحك فهي هنا في آثارك التي تركتها ومساهماتك التي قدمتها وتواضعك الجم الذي لا مثيل له أبداً وكانت النهاية في القرارة هناك حيث منبع العلم في الجزائر فكان للقرارة الشرف بأن تضمك في أحضانها محزونة على فقدك كأمٍ مكلومة فقدت أعز أبنائها.
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيهِ و لا نقول إلا ما يرضي ربنا إن العين لتدمع وإن القلب ليجزع وإنا على فراقك أيها الناصر لمحزنون ...عليك سلام الله ما نبض قلب في هذا الكون.
ابنك:
نصر بن سعيد المحاربي
الفرفارة-ولاية بدبد
15 جمادى الثانية 1432هــ \20مـــــايو 2011م