كيدهم في التضليل - 7shr

    • كيدهم في التضليل - 7shr

      [h=3]اطلعت ذات مرة على عدد من مجلة "وجهات نظر" الرصينة، والتي تحوي في العادة مقالات لكبار المفكرين والكتاب العرب. لكن ذلك العدد كان لا يحوي إلا على العناوين الرئيسية "مانشتات" لجريدة الأهرام في مواكبتها لثورة 25 يناير المجيدة. بدأت الأهرام مانشتاتها بمهاجمة الثوار ووصفهم بالشرذمة وبالمخمورين، ومع تصاعد الثورة صعدت الأهرام لهجتها لتصفهم بالمندسين والمخربين وتتهم بالعمالة، حتى اذعن النظام السياسي فوصفتهم بالشباب المطالب بحقوقهم، إلى أن تنحى المخلوع حسني مبارك فأتى مانشيت الأهرام في صبيحة اليوم التالي "الشعب أسقط النظام" مكتوبا فوق شعار الأهرام نفسه. واعتذرت الأهرام للثورة والثوار وكتبت فيها وفيهم مقالات المدح والثناء.[/h][h=3]ماذا حصل؟ إنها أحد أعرق الصحف العربية والتي تسمى بالقومية، لماذا لم تقل الحقيقة؟ باختصار لأن الإعلام في نظرياته يلعب دور المرآة التي تعكس تلك الحقيقة، ولكن في الواقع هو سلاح يستخدم في كثير من الأحيان كغطاء على الحقيقة نفسها.[/h][h=3]كتب د. فيليب تايلور كتابا ثريا اسمه قصف العقول والذي يتحدث عن الدعاية الإعلامية للحرب منذ العالم القديم حتى العصر النووي. ويبدأ كتابه بالقول "الحرب في جوهرها تبادل منظم للعنف، والدعاية في جوهرها عملية إقناع منظمة، وبينما تهاجم الأولى الجسد فإن الثانية تنقض على العقل، الأولى حسية والثانية نفسية". ويمضي فيليب في تعريف الدعاية بأنها المحاولة العامدة لإقناع الناس بأفكار أو سلوكيات يرغبها المصدر. وهو ينتصل عن مناقشة مدى أخلاقيات تلك النوايا.[/h][h=3]ومهما اختلفت ايدلوجيا المصدر ونواياه يبقى الإعلام والدعاية البوق الذي يفنخ فيه لتسويق أفكاره. فمثلا هناك فروق كبيرة جدا بين النظام الإشتراكي والنظام الليبرالي، ولكن لعلها تتقارب جدا في قضية توجيه الرأي العام، حسب ما يطرحه المفكر ناعوم تشومسكي في كتابه السيطرة على الإعلام.[/h][h=3]ولذلك حين تطالع وسائل الإعلام لا تعتقد ببرائتها الخالصة، فكثير من الأخبار والقصص الصحفية لا تكون لإظهار الحقيقة، بل لتشويش عليها في كثير من الأحيان، ولتوجيه الرأي العام لقضية هامشية لتشتيت النظر عن قضية جوهرية.[/h][h=3]الإعلام الجديد قلب المعادلة لفترة من الزمن، حيث أصبح الفرد البسيط، هو المصدر والرسالة و المستقبل في آن واحد! ولكن يبدو أن "المصدر" فهم اللعبة جيدا، ولن استغرب إن عاد الإعلام الجديد ليكون جزءا من منظومة المصدر![/h][h=4]حشر المنذري[/h]-ملاحظة: كل الكاريكاتيرات من إبداع الفنان السوري المناضل علي فرزات