الولاء لك يا ابن سعيد ( برنامج خاص عن جلالة السلطان قابوس بن سعيد- سلطان عمان- )

    • العامري92 كتب:

      جميل جدا فاقدة
      احسنتي

      لي عوده
      مساء النور
      أخي الكريم
      عودة حميدة لربوع المنتدي
      روعـة الجمال مشاركتكم
      معنا
      في أنتظار
      عودتكَ
      وفقك المولى لكل خير

      $$9



    • -أصداء المنجز العماني في وسائل الإعلام الخارجية-






      صحف عربية تتحدث عن النهضة المباركة وتشيد برؤية جلالة السلطان

      أبرزت العديد من الصحف الخارجية أمس احتفال السلطنة بيوم النهضة المباركة المجيد والذي يوافق الثالث والعشرين من يوليو من كل عام، وأفردت صحف عربية مساحات للحديث عن السلطنة وما تحقق فيها من منجزات على مدار أربعة عقود من الزمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -.
      وكتبت صحيفة الدستور الأردنية مقالا في صفحة كاملة بعنوان " سلطنة عمان.. أربعة عقود من العمل شيد السلطان قابوس خلالها أركان الدولة العصرية"، وقالت الصحيفة إن السلطنة تحتفل بذكرى الثالث والعشرين من يوليو حيث اكملت اربعة عقود من العمل الدؤوب والمتواصل، وكان بناء الإنسان هو الهدف والغاية، حيث أكد جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - أبقاه الله - على أن (ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها إلى تحقيق غاية نبيلة واحدة هي بناء الإنسان العُماني الحديث).. ليس فقط للأخذ بيده وإعداده وإطلاق طاقاته الكامنة، ولكن أيضاً لإشراكه بشكل حقيقي وعملي في تحمل مسؤولية البناء والتنمية وصنع القرار، إن هذا المبدأ وهذا البعد الإنساني في علاقة السلطان قابوس مع أبناء شعبه مكن من تحقيق وترسيخ الوحدة الوطنية والتماسك بين أبناء الوطن واستشعار الحس الوطني.
      وتؤكد الصحيفة الاردنية ان التطور الذي تشهده سلطنة عمان في شتى الميادين يدل على نجاح السياسة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس الذي عمل من خلالها على اعادة صياغة الحياة في سلطنة عمان التي سادها السلام والاستقرار والأمن والامان معززة بجسور المودة ويد الصداقة الممدودة إلى كل الدول الشقيقة والصديقة من حولها وبامتداد العالم ، تحقيقاً للمصالح المشتركة والمتبادلة.
      وأكدت الصحيفة أن سياسات السلطنة ومواقفها على الصعيد العربي تحظى بتقدير واسع، نظراً لإسهامها الايجابي والمتزايد لحل مختلف القضايا العربية، ولمصداقية مواقفها في تطوير علاقاتها الثنائية مع مختلف الدول الشقيقة، وبما يخدم الاهداف والمصالح المشتركة والمتبادلة معها وينطلق ذلك من إيمان السلطنة بأهمية وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك وتوسيع نطاق التعاون بين الأشقاء واستثمار الامكانات المتاحة لتحقيق حياة أفضل للشعوب العربية كافة.
      وتحت عنوان "سلطنة عُمان... تحصد ثمار 40 عاماً من الازدهار" أفردت السياسة الكويتية مساحة واسعة للحديث عن النهضة المباركة ومنجزاتها، وقالت الصحيفة: "لقد أكملت السلطنة أربعة عقود من العمل الدؤوب والمتواصل، وكان بناء الإنسان هو الهدف والغاية".
      وأكدت الصحيفة: "ان ما تحقق على امتداد السنوات الاربعين الماضية، على امتداد سلطنة عمان هو ثمرة من الثمار اليانعة لمسيرة النهضة العمانية الحديثة والتي يعود الفضل فيها إلى السلطان قابوس وقدرته على حشد الطاقات الخلاقة للمواطن العماني من ناحية وإلى تجاوب وتفاني المواطن العماني من ناحية ثانية، ومع الانطلاق بقوة وثقة وعزم وتصميم نحو مزيد من التقدم والازدهار، وأكد السلطان قابوس على نحو عميق الدلالة على أن "المستقبل المشرق المحقق للتقدم والنماء والسعادة والرخاء لا يبنى الا بالهمم العالية، والعزائم الماضية والصبر والاخلاص والمثابرة، ونحن واثقون بأن ابناء عمان يتمتعون بقسط كبير من تلك الصفات السامية، يشهد بهذا ماضيهم وحاضرهم، ونحن لا ريب لدينا ثقة بأنهم قادرون على بناء مستقبل سعيد بإذن الله".
      وكتبت صحيفة "26 سبتمبر" اليمنية في صفحة كاملة مقالا مطولا بعنوان "عمان : تحقيق التوازن والنمو المتواصل وإجراء تحول جذري في تركيبة الاقتصاد القومي"، وقالت الصحيفة: "يحتفل الشعب العماني الشقيق في هذه الأيام بيوم النهضة المباركة الذي يصادف الثالث والعشرين من شهر يوليو في كل عام".
      وقالت الصحيفة: "لقد سعى السلطان قابوس بن سعيد عند توليه مقاليد الحكم في البلاد إلى إخراج اسم عمان إلى الصعيد الخارجي، ورغم ما تركته السياسة القديمة من أعباء زادت من مشقة هذه المهمة إلا أن قابوس ومنذ بداية حكمه قام بزيارة إلى معظم العواصم العربية والإسلامية وبعض الدول الصديقة لبناء علاقات متينة مع هذه الدول وتعزيزها مستقبلا".
      واستعرضت الصحيفة العديد من المنجزات لاسيما في المجال الاقتصادي وكتبت: "بنظرة سريعة إلى ما حققه الاقتصاد الوطني خلال العام الماضي نجد انه أظهر قدرة على استيعاب التداعيات السلبية للأزمة المالية والاقتصادية العالمية والتراجع الحاد في أسعار النفط من 101.06 دولار للبرميل في عام 2008م إلى 56,67 دولار للبرميل في عام 2009، وبلغ إجمالي الناتج المحلي في عام 2009 ما يصل إلى 17.7 مليار ريال (23.1 مليار ريال في عام 2008م نتيجة لارتفاع أسعار النفط ، وارتفعت الإيرادات الحكومية عن مستوى تقديرات الموازنة لتصعد إلى 6.687 مليار ريال مقابل 5.614 مليار ريال المقدر في الموازنة وارتفع الإنفاق الحكومي إلى 6.7 مليار ريال مقابل 6.4 مليار ريال المقدر في الموازنة، وتعطي هذه الأرقام مؤشرات ايجابية لأداء أفضل للاقتصاد الوطني خلال السنوات القادمة". وكتبت صحيفة الجمهورية اليمنية مقالا بعنوان سلطنة عُمان..أربعةُ عقودٍ من النهضةِ الفريدةِ للأرض والإنسان": "تحتفلُ سلطنةُ عُمان الشقيقة بالذكرى الأربعين لانطلاقِ مسيرة نهضتها المباركة، التي حققت الكثير مما يصبو إليه الشعبُ العُماني من تقدمٍ وازدهارٍ وبناءٍ وتطورٍ ونهضة حديثة شملت كلَّ مناحي الحياة.. ففي الثالث والعشرين من يوليو عام 1970 م تسنّمَ جلالةُ السلطان قابوس بن سعيد زمام المسؤولية على عاتقه بعزمٍ لا يلينُ وإرادةٍ لا تنكسر، وهو يحملُ رؤية استراتيجية لإعادة البناء، على الرغم من الهمومِ الكبيرة والمشاكل الأكبر التي تواجههُ وتعترضُ برنامَجَه، واستطاع بنظرته الثاقبة وحكمته المشهودة أن يصنع تاريخاً جديداً لبلده. فالتفَّ العُمانيون من حوله وشكَّلوا نسقاً مُتجانساً تحكمهُ الثقة المتبادلة والمحبة والوفاء والاحترام، ويجمعهم هدفٌ واحدٌ هو بناءُ الوطن ، حتى نالوا ما أرادوه، ووصلوا إلى مرحلةٍ ما كان أحدٌ يتوقعُ الوصولَ إليها في هذه الفترة القياسية من عُمرِ البلدان والحضارات، بالذات إذا ما نظرنا للماضي وتراكماته وتعقيدات المرحلة وظروفها ، وها هم اليوم يواصلون مسيرةَ البناء بالوتيرةِ ذاتِها ـ إن لم تكن أكبر ـ ليُجسدوا حُبَّ الأوطان على الأرض كواقعٍ عملي، ويثبتوا أن إرادة الإنسان أكبر من كل الصعاب عندما تكون صادقةً ومُجرّدةً من كلِ المصالح الأخرى". وتمضي الصحيفة للقول: "إذا ما تحدثنا عن الإنجازات والنجاحات التي حققتها مسيرةُ النهضة منذ انطلاقتها والتي يحقُّ للأشقاء العمانيين أن يبتهجوا ويفاخروا بها، كون بلدهم قد أضحت من الدول التي يُشارُ إليها بالبنان في البناء والتطور، فإن أبرزَ الإنجازات وأهمها على الإطلاق هو بناءُ الإنسان العُماني باعتبارهِ الركيزةَ الأساسية لبناء الأوطان وديمومة الحضارات، حيث أولت المسيرةُ التنموية قضايا ومجالات التنمية البشرية اهتمامها الأعظم ، واستطاعت عبر جهودٍ جادةٍ ومتواصلة في هذه المجالات تحقيق قفزات نوعية في مجالات التعليم والصحة وغيرها من مجالات التنمية البشرية والاجتماعية ، فترى الأشقاء العمانيين مُتجانسين متناغمين وكأنهم أبناءُ قرية واحدة بل نبالغ إن قلنا : إنهم أبناءُ بيتٍ واحد، وذلك ما يُعتبرُ بالمنظور الاستراتيجي من أهم عوامل القوة للدول ، كونه ينعكس على الأمن والاستقرار حيث تتفرغ الجهودُ للبناء والتنمية".
      وكتبت صحيفة الشعب الصينية عن المناسبة في إطار احتفال جناح السلطنة في معرض أكسبو شنغهاي باليوم الوطني، ونقلت تصريحات لنائب رئيس مصلحة الدولة للطاقة الصينية ليو تشى قال فيها: "ان الاتصالات الودية بين الصين وسلطنة عمان تضرب بجذورها في أعماق التاريخ . وقبل اكثر من 1200 سنة وصلت السفينة العمانية العريقة صحار الى الصين، واصبح ذلك شاهدا بارزا للاتصالات الودية لشعبى البلدين الصينى والعمانى . وفى السنوات الاخيرة شهدت العلاقات الصينية العمانية تطورا شاملا وعميقا وشهد التبادل والتعاون بينهما تعزيزا مستمرا فى مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والثقافة الانسانية وغير ذلك.

      جريدة عمان Sat, 24 يوليو 2010


    • -عهد النهوض العماني-







      فيصل الحمود المالك الصباح - سفير دولة الكويت في الأردن :--

      يتقن العمانيون اخراج المعاني من مجازاتها اللغوية، وتحويلها الى وقائع ملموسة على ارض الواقع، لا تخطئها العين. ففي يوم النهضة مثلا، المناسبة التي يحتفلون بها كل عام، تتجسد مفاهيم «صناعة المستقبل» و«صياغة ملامح الزمن» لتفقد احاديث الصالونات هلاميتها وعمومياتها ودلالاتها الخيالية.
      ومع تراكم احتفالات العمانيين بهذا اليوم، على مدى العقود الأربعة الماضية، منحوا مفهوم صياغة «ملامح الزمن» بعدا جديدا، يعرفه الذين واكبوا مسيرة الخير والعطاء، التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- بهمة القائد الواثق بعزيمة شعبه. فالمعمار الملحمي لتجربة النهضة العمانية قصة نجاح يتوه المرء بين تفاصيلها ما لم يعرف سرها. وسبر أغوار الملحمة يبدأ من جذورها، الممتدة إلى عمق العلاقة بين قائد وضع أقدامه على ارض صلبة، ليحدد خارطة طريقه إلى دولة عصرية بكل ما تعنيه الكلمة، وشعب تعلم مواجهة المصاعب من جدلية ارتباطه بالبحر، ليتماهى مع شموخ وكبرياء الجبل. أولى مفردات العلاقة، حالة التفاعل الواعي، بين القائد الذي ادرك قيمة الإنسان وقدراته، والشعب الذي وثق في قدرة قيادته على تذليل المصاعب. وجدت هذه المفردة ترجمتها في النظام الأساسي للدولة الذي صدر مع تولي حضرة صاحب الجلالة مقاليد الحكم عام 1970 ليحدد عمل السلطات ويضع الإطار القانوني الذي يحفظ حرية الفرد وكرامته. ولمواكبة النهوض وتعزيزه بقي المشهد السياسي العماني متفاعلا مع الحاجة للتجديد والتطوير. فالتوسع في صلاحيات مجلس الشورى دليل حيوية، وثقة في نجاح التجربة ومناعتها، وحرص على ترسيخها. ديمومة التحديث والعصرنة التي تشهدها السلطنة في جميع المجالات دلالة على وضوح الرؤية العمانية وثمرة من ثمار الاستقرار في منطقة دائمة التوترات واتساع عملية البناء لتشمل مختلف الأصعدة تعبير آخر عن ادراك صانع القرار العماني لمتطلبات النهوض والتنمية. جمع العمانيون بين المرونة والثبات، والمحبة والحزم، والتأمل والعزم، وهم يرسخون نهضة في كل مناحي الحياة، مبنية على التعلم من التاريخ، ومفتوحة على المستقبل. وبعد أربعة عقود من العطاء والبناء والإنجاز تحول يوم النهضة العماني إلى عهد من النهوض
      .


    • -نموذج للاهتمام السامي بقطاع الزراعة-








      كل يوم يمر علينا يتناهى إلى سمعنا فيه إحصائيات دولية تتحدث عن تناقص تدريجي في معدلات الانتاج الزراعي بما لا يفي بحاجات أعداد السكان المتزايدة في العالم.
      ومن ثم فإن على الدول جميعها وبخاصة الناشئة منها أن تفتح الذهن لاستنباط حلول وبدائل لسد هذه الفجوة الغذائية وتعتبر المناطق الصالحة لزراعة انواع معينة من المحاصيل بالنظر الى ظروفها المناخية والبيئية ثروة لا تقدر بمال وهبة من هبات الله للبشر في ظل هذا الوضع وتأتي السلطنة ضمن طليعة الدول ـ بخاصة العربية ـ التي تمتلك البيئة والمناخ الصالح لزراعة اشجار يتعذر نموها في مناطق اخرى من شبه الجزيرة العربية مثل شجرة النارجيل التي تتميز بميزات عديدة وتدخل بمنتجاتها المتعددة في صلب حياة الإنسان الذي تعتبر الزراعة مصدر دخله الرئيسي كما يمكن ان تشكل مصدرا من مصادر الدخل القومي غير النفطي اضافة الى كونها معلما جماليا مميزا بمحافظة ظفار على وجه الخصوص التي تتميز بكل الميزات الصالحة للاكثار من هذا النوع من النخيل ولادراك حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لاهمية نخيل النارجيل أصدر جلالته أوامره السامية بزراعة مئة ألف نخلة نارجيل في المحافظة صرح بذلك معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني أمس، فيما يشكل بشرى سعيدة لاهالي محافظة ظفار التي تمتلك ايضا خبرة عريقة في التعامل مع هذه النخلة واكثارها واستنباط أنواع مميزة منها وأحيانا استيراد بعضها من الخارج لزراعتها في السلطنة وبالتأكيد ستحفز هذه الأوامر السامية المواطنين في ظفار على الاقتداء بمبادرة جلالة السلطان المعظم لاستعادة ألف نخلة النارجيل في المحافظة بعد ان تعرضت زراعتها للاهمال في غمار الحركة العمرانية التي شهدتها السلطنة في كافة المجالات مما غير من أولويات المواطن الذي كان يعتمد على الزراعة من قبل والان ها هو يعود الاهتمام بنخيل النارجيل كمصدر جيد للدخل خاصة وان بيئة محافظة ظفار ومناخها المداري يتفردان تقريبا على مستوى الوطن العربي بإمكانية استنبات هذا النوع من الأشحار المثمرة المخضوضرة طول العام وهو الذي يشكل احد اسرار جمالها وقيمتها الاقتصادية في آن واحد فضلا عن كونها تشكل مجالا خصبا لاقامة صناعات غذائية وخشبية من منتجاتها كما انها تفتح مجالا لليد العاملة الوطنية بما تحمل من خبرات مكتسبة لدى الأبناء من الاباء في تواصل تراثي فريد في بلادنا.
      فنعم ما قدمت يداك يا صاحب الجلالة ونعم ما وجهت إليه وحفزت المواطن للاستثمار في مجال نتميز فيه ونمتلك امكانيات زراعته إنها بحق هدية سامية ومقدرة تأتي في غمرة الاحتفال بالذكرى الأربعين ليوم نهضتنا المباركة على يديك ومن نتاج فكرك السديد.


    • -الجولات السلطانية .. استفتاء لا يتوقف-






      أوسلو في 15 ابريل 2005

      شورى غريبة على المشهد العربي كله، فالقائد هنا لا يجلس في قصره يتابع تقارير مستشاريه كما في معظم دول عالمنا الثالث التي يخرج فيها الزعيم مرتين: الأولى لدى افتتاح مشروع وتحضره كل كاميرات التلفزيون، والثاني في استقبال أو وداع ضيف كبير.
      خمسة وثلاثون عاما هي عمر النهضة العمانية ولا يزال السلطان قابوس بن سعيد ملتحما بأبناء شعبه، ومعبرا عن خلجاتهم، ومحققا أمانيهم، وواعدا بأقصى امكانياته لمستقبل مشرق.
      الجولات السلطانية حالة نادرة من الشورى التي يختصر بها السلطان قابوس كل الأنظمة الديمقراطية والحوارات والعلاقة بين الشعب وزعيمه، فيخرج العاهل العماني في جولات يقطع خلالها آلاف الكيلومترات، ويدخل قرى وواحات ووديانا، ويخترق صحراء، ويجتمع بأبناء شعبه، ثم يعطيهم أذنا صاغية للتعرف على مالا يستطيع أي مستشار أن يأتي به أو تصوره كاميرا مخرج محترف أو ينقله ساتالايت.
      ومن هنا تخرج التوجيهات، ولا يستطيع وزير أو محافظ أو أحد الولاة أن يصور للسلطان مشهدا غير صحيح، أو يقدم مشروعا يحمل فشله معه.
      عبقرية الجولات السلطانية تجعل توجيهات العاهل العماني كأنها خارجة من عمق الرغبة الشعبية الكامنة في الصدور ولكن بتوجيهات سامية.
      يقول السلطان قابوس في جولته الأخيرة: إن مهمة كل مخلوق على هذه البسيطة هي أن يكسب رزقه، ونحن كحكومة مسؤولون عن أن نعمل قدر الامكان لا يجاد هذه الفرص بكل الوسائل المتاحة.

      ثم يتطرق إلى عدد أفراد الأسرة، فينصح، ويشرح، لكنه، وبحكم معرفته بعادات وثقافة وتقاليد شعبه،يقف في الخط الفاصل بين الضغط في اتجاه تحديد النسل، أو الصمت وترك الأمور تجري لمستقر لها.
      السلطان قابوس يستمد عبقرية حكمه من شيئين: الأول، الحديث مع أفراد شعبه عن كل شيء وبتفاصيل لا تترك مجالا لسوء الفهم، فهو يتحدث عن السوكيات، والجد في العمل، والتعمين، وقبول أي وظيفة، وتربية الأبناء، والتطرف، والنظافة، والمياه، ومشاكل الطلاب، وخصوصيات المرأة، ورعاية المعاقين، وميزانية الدولة بدون رتوش أو مبالغة، زيادة أو نقصانا.
      السلطان قابوس تمكن من أن يجعل العمانيين يمارسون حبهم لبلدهم في قيمة العمل والعطاء والسلوك والمشاركة معه في تخطيط المستقبل الواعد لنهضة حققت المعجزات ولا يزال قائدها يوحي لشعبه أنه يخطو الخطوات الأولى لكي يظل الحماس متوهجا في الصدور.تحية لرجل وعد منذ خمسة وثلاثين عاما وأوفى بوعده وعهده.


    • -الجولات السلطانية- ممارسة ديمقراطية متميزة-







      احتفلت سلطنة عُمان الشقيقة مؤخراً بعيدها الوطني, في أجواء من الإستقرار والسلام, الذي أحرزه شعبها بتضحيات كبيرة على مساحة 37 عاما من النضال والعمل في سوح المعارك, من أجل الحرية والاستقلال والبناء الوطني الشامل, وقد شهدت السلطنة خلال هذه الفترة القصيرة من عمر التاريخ والانسان, تحولات كبيرة, يندر حدوثها بهذه السرعة في بلد اخر.

      لا أزال أذكر سنة سبعين وأوائل السبعينيات, وما بعدها, حين قام الشعب العماني, بقيادة قائده السلطان قابوس بن سعيد, بقفزة كبيرة في الأقاليم النائية من الوطن, بعد ان خاطب جلالته شعبه, بكلمات واثقة تميّزت بدلالات كبيرة, خرجت من قلبه المحب لناسه لتسكن في قلوبهم الطيبة, فكان العفو, وكانت الإنطلاقة الكبرى التي لم تحدها حدود, وكان التقدم السريع الذي تلاه ازدهار وثمار يانعة تتواصل الى اليوم.

      كان السلطان, ولا يزال, يلتصق بقضايا شعبه الى اللحظة, وهي السياسة التي يتميز بها, وفي سبيل تجذيرها, راح السلطان يجترح الممارسات الشعبية الجديدة, ليكون منغمساً في قضايا البسطاء يومياً, فكانت الجولات السلطانية الشهيرة, المنفردة أو الجماعية, التي يجوب خلالها السلطان بقاع السلطنة إبتداءً من السواحل الطويلة, والى أعماق الصحراء, حيث الشمس اللاهبة والرمال الحارة, وصعوبة الحياة, ويمضي فيها أياماً طوال, يتلمس خلالها احتياجات ومطالب ناسه, ويتناقش معهم في أمور البلاد والعباد بلا حواجز أو معيقات, ويعيش وإياهم ببساطة, في مضاربهم, وتحت اشعة الشمس اللاهبة, وهو واحدٌ منهم ولهم لا يميزه عنهم شيء سوى المسؤوليات الأبوية الكبيرة, التي تنتظره كل لحظة, ليعطي من خلالها المِثال والقُدوة على الدوام.

      بلا شك, تعتبر الجولات السلطانية السنوية قناة مبتكرة في عالم اليوم, وإن كانت , كما أرى, شكلاً جديداً وعصرياً ومطوراً من ديمقراطية العالم القديم, تتقاطع معه في الأساسيات, وتستمد أركانها من ديمقراطية المدن- الدول العريقة, حيث كان القائد يدعو شعبه للتشاور المباشر دون وجل أو حواجز أمنية أو إجتماعية أو غيرها, لمناقشة الهموم واتخاذ القرارات المدعومة شعبياً.

      إن لقاءات السلطان المباشرة مع مواطنيه تضج بالمعاني الكبيرة, فهي إذ تشعر المواطن بقدرته على الحديث بتلقائية وعفوية مع قائده, وعرض ما يجول في خاطره دون تدخل بيروقراطي أو مزاجي, أو تأثير خارجي, تفتح المجال رحباً لحوارات متبادلة حول الأولويات الوطنية في شتى الحقول, ما يعزّز مسيرة التنمية, ويمنح¯ها دوماً المزيد من وضوح الرؤية والفعالية والقدرة على تحقيق حشد إضافي للطاقات في الأُطر التنظيمية والجماهيرية الواسعة.


      مروان سوداح - جريدة دار الحياة الأسبوعية
      التاريخ: 29/11/2007
      العدد رقم: 133


    • -الشعب والقائد .. مَنْ يصنع مَنْ؟-






      الناس على دين ملوكهم.


      شغلني كثيرا موضوع العلاقة بين السلطة والشعب، بين الزعيم وأبناء وطنه، بين القائد ورعيته، ولا تزال قناعاتي راسخة في أن القائد هو الذي يصنع الشعب، وليس العكس!

      تاريخ الزعماء عبر الزمن والجغرافيا يؤكد هذه الحقيقة التي لا ينكرها قاريء مبتديء في ألف باء التاريخ!

      الفكرة صناعة القصر، وتتلقفها آذان أفراد الشعب، فإذا كان الزعيم صاحب مشروع قومي أو وطني أو حضاري فإن الدولة برمتها تتوجه ناحية أحلامه، وصوب أفكاره، وتحت جناح توجيهاته.

      مهاتير محمد كان صاحب مشروع تنموي حضاري يخرج بلده من أزمات طاحنة، وفي خلال فترة حكمه التي بدأت عام 1981 تمكن الرجل من استخراج طاقات كامنة في نفوس الشعب الماليزي، وحقق معجزات جعلت ماليزيا واحدة من أهم نمور القارة الآسيوية.

      جان بيدل بوكاسا رجل حكم جمهورية أفريقيا الوسطى، وانشغل بنفسه حتى أنه اقترض من فرنسا 22 مليونا من الدولارات ليقيم حفل تتويجه لنفسه إمبراطورا، ووصلت إمبراطوريته الوهمية في عهده إلى أدنى سلم الفقر والجهل.

      الزعيم يصنع الشعب، وقبل وصول السلطان قابوس بن سعيد إلى الحكم عام 1970 كان العمانيون أيضا على دين ملوكهم، فهربت الدولة إلى هامش التاريخ، وتناساها المؤرخون، ولم يكترث لها السياسيون، وقبعت ثرواتها الأرضية والمائية والبشرية في سكون كأنه الموت.

      دولة كانت سفنها في زمن ما تأمر موج البحر فيخضع لها، ويراقبها الجيران وقوى الاستعمار البحري وهي تمخر عباب البحر فيعرف الجميع من لشبونة إلى زنجبار أن العمانيين هم حراس المياه الدافئة.

      كيف كان يفكر أو يحلم الشاب الأسمر قابوس بن سعيد وهو يجلس على قمة جبل يترامى البصر منه إلى آفاق لا نهائية لو لجأت آنئذ إلى عفريت من الجن لتحقيق معجزة كما فعل مع عرش ملكة سبأ المجاورة لتردد سبعين مرة قبل أن يوافق على استحياء!

      كيف كانت أولويات هذا العاشق الشاب لوطن يئن من الفقر والجوع والتصحر والجهل ومن أرض تتكرم بكنوزها على جيرانه، باستثناء اليمن، وتبخل على سلطنة عمان فلا تعطيها إلا ما يسد الرمق؟

      من أراد الحديث عن سلطنة عمان فينبغي أن يرسم المشهد العماني منذ أربعين عاماً، ثم يمسك ورقة وقلما ويكتب أولويات الاصلاح والاعمار والتنمية والتطور، وأغلب الظن أنه سيغشى عليه من هول الصدمة.

      القائد يصنع، ويعطي الفكرة، ويمسك بقبضته وحدة الوطن من كل حدوده، ويضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه افساح المجال لفساد ينخر في عظام وطن، ويبدد طاقات شعب، ويهدر خيرات أمة.

      كتبت من قبل بأن الشعب العماني محظوظ بسلطانه، وأن السلطان قابوس هو أيضا محظوظ بالشعب العماني الذي وضع كل ثقته في توجيهاته، وترك له القيادة مؤمنا أن معجزة غير طبيعية ستعيد هذا البلد إلى التاريخ والزمن والعصر الحديث.

      القيادة ليست اخلاصا فقط أو صرامة أو حكمة أو حنكة وذكاء، لكنه فن الادارة على مستوى الوطن، وأحسب أن السلطان قابوس بن سعيد سيحجز له التاريخ مكاناً خاصاً تتدارس فيه أجيال بعد أجيال واحدة من أهم معجزات العصر.

      محمد عبد المجيد
      أوسلو في 13 نوفمبر 2009


    • [TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD='width: 80%'][TABLE='width: 100%']
      [TR]
      [TD='width: 100%']- رحلة إلى عقل السلطان قابوس-
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]






      ترتبط الزعامة في العالم الثالث وفي عالمنا العربي علي وجه الخصوص بالصياح، والخُطب الرنانة، وإثارة مشاعر الهياج لدى الجماهير، ومخاطبة عواطفها الساذجة، والدخول عُنوة إلى مركز صناعة القرار الهستيري الذي يجعل الجماهير تحارب طواحين الهواء دون أن تكون هناك معركة.
      قلة نادرة من الزعماء اختارِت طريقا وَعْرْاً وشاقا وصعبا فهو مجازفة إذا رفضت الجماهير صوت العقل، وتململت من الهدوء، وضاق صدرها بلغة التسامح المناقضة والمناهضة للهوس الجماهيري في كل مكان وزمان يتجمع فيه الناس حشودا كأنهم في ساحة رومانية ينتظرون مصارعة البطل مع الأسود الجائعة، أو مع الثيران في عصرنا الحديث، خاصة في إسبانيا.
      انحازت الجماهير لمهاتير محمد فقد رأت فيه مستقبلها وأحلامها وتطور بلدها وحكمة زعيمها.
      وانحازت الجماهير لنيلسون مانديلا رغم أن صوته الخافت يكاد لا يصل إلى الملايين التي ترقص وتقرع الطبول وتبحث عن لقمة خبز لعشاء أولادها.
      يصنع الزعيمُ دولةً أو تصنع الدولةُ الزعيمَ، تلك هي معضلة الحكم في كل مكان وزمان.
      في عجالة قد تخل بأهمية الرحلة إلى عقل رجل تتفاعل داخله أحلام لا يدري المرء إنْ كانت نتيجة طبيعية لقدرته على النفاذ لخيالات الجماهير فيقرأ أحلامها أم هي تفاعلات كل مراحل النضال بدءا من توحيد شبه دولة منقسمة ومتفرقة وشاسعة المساحة وشديدة الفقر وهامشية أو غير موجودة لدى صناع القرار الدولي، وليس انتهاء بدولة عصرية عمرها القابوسي ست وثلاثون سنة!
      ماذا يدور في عقل هذا الرجل؟
      عاشق لعُمان كأنه في حالة حب وهيام لا تفرق بين كل تضاريس محبوبته، فعبري كصلالة، ونزوى كمسقط، وجبالها كوديانها، وبَدّوُها كحَضَرِها، وأغنياؤها كفقرائها.
      ليس لديه وقت للابتسامة فالتطور ساحة حرب، والنهوض بالدولة معركة شائكة ضد هوى النفس فيعز على الابتسامة أن تبقى على المُحَيّا لثوان معدودة فيتذكر صاحبها أنه في ساحة الوغى، وأن حلم الشاب الأسمر وهو يتأمل منذ أربعة عقود من فوق جبل مشهداً قادما لم يتحقق كله بعد رغم أن المنصف المشاهد العقلاني والواقعي لا يتردد في الاعتراف بأن ما قام به السلطان قابوس بن سعيد معجزة بكل المقاييس.في خطابه الأول في التاسع من أغسطس عام 1970 يضع السلطان قابوس يده على أساس توحيد الأمة، ويكبر وهو ما زال شابا يافعا لم تبرد البندقية في يده بعد:
      تتجه أفكارنا إلى اخواننا الذين أجبرتهم ظروف الماضي التعس إلى النزوح خارج الوطن.
      أما الذين لم يكونوا موالين لوالدي في الماضي أقول: عفا الله عما سلف .. عفا الله عما سلف.
      العظماء فقط هم الذين يبنون أوطانهم على التسامح، وهم الذين لا يفرقون بين مواطني الداخل ومواطني الخارج.
      صورة المجتمع العماني في أول كلمة لزعيمه، فماذا كانت النتيجة؟
      تحققت فعلا دولة التسامح، وعندما ضرب الارهاب والتطرف والطائفية دولا عربية قريبة من سلطنة عمان أو بعيدة عنها، لم يتمكن هذا الداء الخبيث من الاقتراب أو لمس الثوب العماني الطاهر، فالطائفية منبوذة، والتطرف سيجد حسما وصرامة ورفضا من الناس قبل قائدهم، والارهاب سيصطدم بأبواب موصدة ولو تسلل خفية فلن يجد عمانيا بانتظاره.
      القائد الحر يسعد عندما يحكم شعبا حرا، أما المستبد فَيَوّد، كما يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه ( طبائع الاستبداد ) أن تكون رعيته كالغنم درا وطاعة.
      يقول السلطان قابوس في نفس الخطاب:
      أولى الممنوعات التي أمرنا برفعها، إنني أرغب أن يكون مواطنو هذه البلاد أحرارا في التنقل في داخل البلاد والسفر إلى خارجها بدون قيود.
      هنا تظهر عبقرية الفكر القيادي للسلطان قابوس بن سعيد، فهو يرفض أن يحكم شعبا غير حر، وأناسا لا يغادرون وطنهم إلا بتصريحات من صاحب الأمر والنهي.
      كيف تمكن هذا الرجل من صناعة الحلم، ثم تَبنّيه، ثم الوقوف في مكان مجهول للعالم كله، وفيه نقص في الأموال والخيرات والثروات والمياه ليعلن منذ اليوم الأول لحُكمه بداية انشاء دولة عصرية داخل دولة لا تشكل ملامح واضحة، بل داخل أركانها الأربعة تقف ثلاث مدارس فقط تشهد أن عصر ما قبل قابوس كان مخاصما للعلم ومعاديا للتقدم ومستأنسا للوحدة والعزلة والسقوط من ذاكرة التاريخ وخرائط الجغرافيا؟
      لكن السلطان قابوس كان يعلم أن لحلمه شروطا قاسية للتحقيق، وأن توحيد الوطن لن يكون كاملا قبل أن تصبح ظفار كمسقط تماما، تسيران جنبا إلى جنب في دولة موحدة لا يفرق قائدها بين منطقة وأخرى، وأن تَسَلُّط القوى الغريبة والأجنبية على مقدرات الشعب في ظفار لن يستمر طويلا.
      في العيد الوطني الثاني يُظهر السلطان قابوس قدرَتَه على رسم المشهد العماني المتفائل قبله بسنوات طويلة، فبعد أن تحدث عن التواضع كَسِمَةٍ مميزة للعمانيين، يقول بأنه لابد من وقفة نحاسب فيها النفوس ونراجع الأمور.
      رجل يعرف أن العظماء فقط هم الذين يتوقفون بين ألفينة والأخرى، ولا تأخذهم العزة بالمنصب، فيحاسب نفسه، ويراجع مواقفه، ويعيد مشاهدة ما حققه قبل أن يطلق عليها انجازات ومكتسبات.
      وهنا، وبعد مرور عامين فقط يطلق السلطان قابوس زفرة ألم شديدة وموجعة وهو يقول بأنه يرى من بيته الصغير في صلالة المشهد الأكثر تأثيرا، فكان همه الأول واهتمامه الأكبر في التعليم .. والتعليم .. والتعليم ولو في ظل شجرة وفقا للتعبير الذي استخدمه السلطان قابوس نفسه.
      وحتى يقطع الطريقَ على أيّ مناقشات وجدال وحيرة عن متطلبات الدولة الناشئة في المجال التعليمي يصرحُ منطلقا من أكثر الأفكار إيماناً والتصاقا بالعلم وأسباب التقدم بأنه يغض الطرف عن المتطلبات، فالمهم هو التعليم.
      لو جاء محلل سياسي وتربوي ومؤرخ ودارس للعلوم الانسانية وعالم بثقافات الشعوب وتطورها وشروط النهضة، ثم حَجَبْتَ عنه أربعة وثلاثين عاما، وتركته يستشف ويتنبأ ويرسم صورة لسلطنة عُمان من خلال العامين الأولين فإن الاحتمال الأكبر هو نجاحه في رسم الخط البياني لتطور تلك النهضة العمانية المباركة.
      في العام الثالث وفي افتتاح مجمع الوزارات يضع السلطان قابوس يده على الداء في العالم الثالث برمته، ويقرر انسحاب سلطنة عُمان من تلك الفوضى في التطور التي ميزت تجارب دول كثيرة فيقول: إن أي عمل لا يقصد به المصلحة العامة ولا يقوم أساسا على خطة مدروسة هو عمل معرض للفشل وضياع الوقت والجهود ومن هنا كان تركيزنا على وضع الخطط والقيام بالتجارب في شتى ميادين العمل من أجل بلادنا.في العيد الوطني الثالث تبدو نبرة حزن في أحاديث السلطان، لكنه لا يفقد رباطة الجأش، وتظل كلماته مهذبة ووديعة ولو أخفت جبالا من الأسى والغضب.إنه لا يهاجم بضراوة هؤلاء الذين تم تضليلهم، بل ويفترض أنهم أبرياء، ويستخدم في وصفهم احتراما لهم ما يطلقون هم أنفسهم على حركتهم ( جبهة تحرير عُمان والجزيرة العربية )، ويكرر من موقع قوة بعدما التف شعبه حوله بأن الله عفا عما سلف.
      أخلاق رفيعة ليس لديها وقت للتوقف عند لحظات الغضب لدفعه في اتجاه كراهية الآخر، إنما هي مسؤولية قائد يدعو خصومه للتوحد في وطن واحد هو في حاجة إليهم جميعا.
      قائد يحفظ لخصومه عزة النفس والكرامة، فيطلب منهم أن يساهموا لنيّل شرف الواجب تجاه الوطن.
      هل كان يخفى على قائد مثل السلطان قابوس أهم شروط النهضة العمرانية والوحدة الاقليمية وربط البلاد كلها في تناغم جغرافي يتحدى قسوة الطبيعة التي فصلت أبناء البلد بوديانها وصحرائها وجبالها الشاهقة وطرقها الوعرة ؟
      قطعا لا، فالسلطان قابوس كان يعرف أن التحدي الأكبر يبدأ من هنا .. من صناعة شبكة مواصلات وتعبيد الطرق وانفاق أموال طائلة ولكن بحساب دقيق لتسهيل طُرق الاتصال وجعل الوطن الكبير في مساحته أكثر سهولة ويسرا في الانسياب الطُرقي ، وادخال مشاعر المواطنة في مساحة جغرافية لا يبتعد جزء فيها عن الآخر زمنا
      ولو باعدت بينهما المسافات مكانا!
      في العام الثالث لا ينسى السلطان أن عُمان دولة تطل على الماء، وأن الأفق تَبين فيه ملامحُ ملوحة من بحر لا نهائي. إنه محيط وبحر وخليج. إنه نافذة تطل على العالم وتدعو إلى التعرف على دولة كان أسطولها البحري في زمان الأزمنة يجوب البحار، ويخيف الأعداء، ويأتي بالثروات السمكية، ويقف بالمرصاد لمن يتربص بتلك الدولة الكبيرة قبل أن تستكين، وتبيت بياتا طويلا، ويبحث عنها مؤرخو المنطقة فتبهت صورتها في أذهانهم وأقلامهم كأن الماضي ابتلعها في جوفه.
      في العام الثالث يقرر السلطان قابوس بن سعيد اعلان سلطنة عمان دولة بحرية كما كانت، وتقارب المرحلة النهائية من ميناء قابوس على الانتهاء، ويعمل العمانيون على ضلعين آخرين يطلان على اللانهائي .. أي نافذة البحر فيستقبل ميناء ريسوت البواخر الكبيرة، ويتم تحسين ميناء صور.
      في العام الثالث تحمل النهضة الوليدة تحديا جويا يماثل مطار السيب الدولي بمطارات العالم الكبيرة.
      في الجانب الآخر يراقب الماركسيون بأيديولوجياتهم المنادية بالمساواة تطبيق أفكار لم تدر بذهن أي منهم، فقائد الثورة لا يفرق بين صغير وكبير، وبين غني وفقير، ويقول السلطان قابوس: ... فالمساواة تفرض أن يكون الكل أخوة في ظل العدالة الاجتماعية الاسلامية والميزة والتفاضل بمقدار الاخلاص والكفاءة في العمل المثمر البَنّاء والكل مدعوون إلى التنافس الشريف في خدمة هذا الوطن العزيز.
      مفاجأة لم تكن في الحسبان، وتم سحب البساط من تحت أقدام أفكار تريد أن تستبدل بواقع خيالا لا يستطيع كارل ماركس أن يُطَبقه ولو قاد جبهة تحرير عُمان من عدن بمساعدة لينين نفسه!
      السلطان قابوس يبشر بالمساواة والعدالة وحقوق العمال ولكن من منطلق إيماني بالرسل والأنبياء، وبتوكل على الله، العلي القدير، فالدين هنا يحمي النهضة، ويساند ثورة رجل مؤمن بمقدرات شعبه.
      الدين هنا لا يخدم رجعية كما صورتها وسائل الاعلام آنئذ القادمة عبر الأثير، وهو ليس أفيون الشعب، لكنه دافع للثورة والتطور والمساواة والعمل على عدالة اجتماعية قائمة على تكريم إنسان كرمه الله.
      الانسان العماني الطيب يريد أن يعرف موقف قائده من الصراع العربي/الصهيوني بعدما شككت قوى المناوئة في استقلالية القرار العُماني.
      هنا يُطَمْئِن السلطان قابوس أبناءَ شعبه أن الحق لا يتجزأ، وأن من يبحث عن استقلالية وطنه لا يمكن إلا أن يكون مع الاستقلال في كل مكان.
      ثم يقول: إننا جزء من الأمة العربية تربطنا وحدة الهدف والمصير قبل أن يجمعنا ميثاق جامعة الدول العربية.
      ويؤيد السلطان قابوس استعادة جميع الأراضي العربية التي اغتصبها العدو بالقوة والغدر والارهاب.
      وفي العيد الوطني الرابع يقطع شكوك القوى المناوئة في الخارج التي تزايد على وطنية القرار العُماني، فيؤكد مشاركة الشعب العماني في معركة الأمة العربية ضد العدو الصهيوني، ويفجر طاقة الفخر لدى العمانيين أنهم شاركوا في المعارك ضد العدوان الصهيوني.
      المعارك التي خاضتها القوى الماركسية في الجنوب ضد حكم السلطان قابوس لم تمنعه من التحرك في اتجاهين يُسْكِت كل واحد منهما مزايدات الثوار.
      الاتجاه الأول وهو تأكيد هوية العُمانيين دينيا وعربيا وعُمانيا، والثاني عدم اعطاء الفرصة لخصوم سلطنة عمان لتعطيل أي مرحلة من مراحل النهضة بحجة أن قوى البلد المالية والنفطية والسكانية مجندة لحساب معركة الثأر مع العدو، فهي في الحقيقة معركة التنمية.
      في العيد العاشر يصارح السلطان شعبه بحقيقة كانت غائبة عن الكثيرين وهي أن الدولة كانت عندما بدأت النهضة فقيرة إلى حد مدقع، لكنها غنية بالأحلام والارادة الصلبة والعزيمة القوية.
      موارد مالية قليلة لا تكفي لايقاظ دولة غابت عن العالم زمنا طويلا. معارك في الجنوب تستنزف مدخرات قليلة من ميزانية متواضعة لدولة شبه فقيرة. ألم أقل بأن العظماء فقط هم القادرون على تحقيق أكثر الاحلام ايغالا في المستحيل؟
      في العيد العشرين يقف السلطان قابوس أمام شعبه بكل تواضع ويتحدث رغم المعجزة التي حققها بأن الطريق طويل، وأن الانسان هو غاية التنمية.
      في العيد الثلاثين يعلن هذا القائد العاشق لعُمان وشعبها وأرضها وترابها وسمائها ومائها وخامة الطهارة النقية في أصالة أبنائها أنه قد تم توطيد أركان الدولة العصرية.
      مسيرة تستدر من العيون دموع الفرح، ولا يزال السلطان قابوس بن سعيد يحلم .. ويحلم .. ويحلم ، وتكبر بلده كلما حقق واحدا من أحلامه.



    • -مرحلة فاصلة بين الوعد والوفاء-







      في الـ23 من يوليو 1970م، خاطب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ شعبه من مدينة صلالة، بعد تسلمه زمام الحكم في البلاد، قائلًا: سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل.
      وقال جلالته في بيانه الأول: "كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي".
      واليوم وبعد أربعين عامًا من مسيرة البناء والعمل المضني، وفي مدينة صلالة بمحافظة ظفار، يأتي النطق السامي ليؤكد أن عُمان بتوفيق من الله العلي القدير تمكنت خلال المرحلة المنصرمة من إنجاز الكثير مما تطلع إليه ورسمه قائدها.
      لقد مثلت الكلمة السامية لجلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ أمس، مرحلة فاصلة بين الوعد والوفاء، وبين الطموح والإنجاز، وكانت مدينة صلالة هي القاسم المشترك بين هاتين الفاصلتين المهمتين في تاريخ عُمان الحديث، فهذه المدينة التي انطلقت منها مسيرة النهضة المباركة، وبزغ منها فجر جديد على عُمان، تحتضن في ربوعها الطيبة احتفاء الذكرى الأربعين للمسيرة المباركة التي تحققت خلالها منجزات لا تخفى في مجالات كثيرة غيَّرت وجه الحياة في عُمان وجعلتها تتبوأ مكانة بارزة على المستويين الإقليمي والدولي.
      إن السياسة الحكيمة التي انتهجها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في بناء الدولة العصرية ما هي إلا تأكيد للمبادئ الراسخة في عُمان عبر تاريخها العريق.
      إن جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ بفكره المتوقد ورؤيته السديدة، وعبر سنوات من العمل الدؤوب المخلص واقتحام العقبات، استطاع أن يجعل تلك المبادئ ناطقة بلغة العصر، مواكبة لروحه ومتغيراته، متجاوبة مع علومه وتقنياته، مستفيدة من مستجداته ومستحدثاته في شتى ميادين الحياة دون إهمال الجيد من موروثنا الذي نعتز به.
      وما فتئت عُمان منذ انطلاقة نهضتها المباركة تؤكد على تلك الثوابت في علاقاتها الدولية القائمة على التعاون مع سائر الدول والشعوب على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعدم التدخل في شؤون الغير، وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا.
      إن السلام الاجتماعي الذي ينشر جناحيه على الأرض العمانية من أقصاها إلى أقصاها ما هو إلا ثمرة لاهتمام جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ بالخطط التنموية لبناء مجتمع الرخاء والازدهار والعلم والمعرفة وتطوير الأنظمة القانونية والقضائية وتحديثها وتتويجها بوضع النظام الأساسي للدولة، وهي خطوات مدروسة متدرجة تبني الحاضر وتمهد للمستقبل المشرق.
      وجلالة السلطان المعظم ـ أيده الله وسدد خطاه ـ عندما يعبر عن ارتياحه عن نسبة ما أنجز من بناء الدولة الحديثة ويشير إلى ما تحقق من منجزات كبيرة على أرض عُمان لا يقصد من ذلك سوى التأكيد لأجيال الحاضر الزاهر على أهمية المحافظة عليها وصونها وحمايتها، لكي تتمكن الأجيال اللاحقة من أبناء وبنات عُمان من مواصلة المسيرة الخيرة على ذات الوتيرة من العمل والجد والعطاء والإخلاص.

      وعدتم
      "إني أعدكم أول ما أفرضه على نفسي أن أبدأ بأسرع ما يمكن أن أجعل الحكومة عصرية.. وأول هدفي أن أزيل الأوامر غير الضرورية التي ترزحون تحت وطأتها".
      أيها الشعب..
      سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب.. كان وطننا في الماضي ذا شهرة وقوة، وإن عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى، وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي, وإني متخذ الخطوات القانونية لتلقي الاعتراف من الدول الخارجية الصديقة, وإني أتطلع إلى التأييد العاجل والتعاون الودي من جميع الشعوب، وخصيصًا مع جيراننا، وأن يكون مفعوله لزمن طويل والتشاور فيما بيينا لمستقبل منطقتنا".
      من البيان التاريخي الأول الذي ألقاه جلالة السلطان المعظم إبان تسلمه زمام الحكم في الـ23 من يوليو 1970 .. من مدينة صلالة


      فأوفيتم
      "فمن هنا ألقينا أول كلمة لنا، عبَّرْنا من خلالها عن عزمنا على العمل من أجل بناء الدولة الحديثة، والنهوض بالبلاد في شتى المجالات قدر المستطاع، ومن ذلك الحين فقد أخذنا بالأسباب لتحقيق ما وعدنا به، وإنه لمن موجبات الحمد والشكر لله العلي القدير أن تمكنت عُمان خلال المرحلة المنصرمة من إنجاز الكثير مما تطلعنا إليه، وكان كل ذلك ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الجيد من موروثنا الذي نعتز به ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر، والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته، والاستفادة من مستجداته ومستحدثاته في شتى ميادين الحياة العامة والخاصة.

      من النطق السامي خلال الانعقاد السنوي لمجلس عُمان أمس الاثنين الـ4 من أكتوبر 2010 بقاعة الحصن بحي الشاطئ بصلالة.


    • -قابوس : لا نتدخل في شؤون الغير ولا نقبل بتدخل الغير في شؤوننا-







      أكد أن الاحترام المتبادل أساس العلاقات بين الشعوب
      قابوس : لا نتدخل في شؤون الغير ولا نقبل بتدخل الغير في شؤوننا



      أكد السلطان قابوس سلطان عمان أمس أن علاقة بلاده بسائر الشعوب "مبنية على الاحترام المتبادل بعدم التدخل في شؤون الغير وعدم القبول تدخل الغير في شؤوننا".وكانت أنظار وأسماع العمانيين اتجهت أمس إلى مدينة صلالة (جنوب) التي شهدت أول أيام تولي السلطان قابوس الحكم في سلطنة عمان ، حيث ألقى خطابه السنوي بعد مضي أربعين عاماً على توليه مقاليد الحكم بالبلاد.

      وأكد السلطان قابوس في خطابه : إن للقائنا اليوم في مدينة صلالة ونحن على مشارف الاحتفال بعيد النهضة الأربعين دلالة رمزية لا تنكر فمن محافظة ظفار انطلقت النهضة العمانية الحديثة وفيها بدأت خطواتها الأولى لتحقيق الأمل . وها نحن نحتفي في ربوعها الطيبة بالذكرى الأربعين لمسيرتها المباركة التي تحققت خلالها منجزات لا تخفى في مجالات كثيرة غيرت وجه الحياة في عمان وجعلتها تتبوأ مكانة بارزة على المستويين الإقليمي والدولي .

      وأوضح السلطان قابوس في خطابه :إن لعمان تاريخا عريقا ومبادئ راسخة منذ عصور مضت وما قمنا به هو تأكيد تلكم المبادئ والتعبير عنها بلغة العصر ومن المبادئ الراسخة لعمان التعاون مع سائر الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا .

      وقال السلطان قابوس : لقد كان اهتمامنا بالخطط التنموية لبناء مجتمع الرخاء والازدهار والعلم والمعرفة كبيرا، ونحمد الله فقد تم إنجاز نسبة نعتز بها في شتى أنحاء السلطنة من برامج التنمية .ومما لاريب فيه أن نتاج التنمية التي شهدتها الحياة العمانية وكذلك المتغيرات المفيدة التي طرأت على المجتمع قد اقتضت تطوير النظامين القانوني والقضائي وتحديثهما لمواكبة مستجدات العصر فصدرت النظم والقوانين اللازمة لذلك والتي توجت بالنظام الأساسي للدولة .

      وأضاف السلطان قابوس في كلمته ان السلطنة تمكنت خلال المرحلة المنصرمة من إنجاز الكثير مما كان يتطلع إليه جلالته ضمن توازن دقيق بين المحافظة على الجيد من موروثنا الذي نعتز به ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مستجداته ومستحدثاته في شتى ميادين الحياة العامة والخاصة .

      وأضاف جلالته أنه " تم إنجاز نسبة عالية من بناء الدولة العصرية حسبما توسمنا أن تكون عليه بفضل الله عز وجل وذلك من خلال خطوات مدروسة متدرجة ثابتة تبني الحاضر وتمهد للمستقبل".

      وأكد السلطان قابوس أهمية المحافظة على المنجزات وصونها وحمايتها لكي يتمكن الجيل القادم والأجيال التي تأتي من بعده من أبناء وبنات عمان من مواصلة المسيرة الخيرة برعاية المولى عز وجل وتوفيقه وعونه .وتوجه جلالة السلطان قابوس في هذه المناسبة العزيزة بالتحية والتقدير إلى كل من أسهم في بناء صرح الدولة العصرية في عمان وشارك في تحقيق منجزاتها والسهر على صونها وحمايتها وخص جلالته بالذكر قوات السلطان المسلحة وجميع الأجهزة الإدارية والأمنية .

      وحضر الانعقاد السنوي لمجلس عمان أصحاب السمو ورئيسا مجلسي الدولة والشورى وأصحاب المعالي الوزراء والمستشارون وقادة قوات السلطان المسلحة وشرطة عمان السلطانية والمكرمون أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأصحاب السعادة رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدون لدى السلطنة وعدد من شيوخ وأعيان البلاد ورؤساء تحرير وكالة الأنباء العمانية والصحف المحلية وعدد من رؤساء تحرير الصحف وممثلي وسائل الإعلام في الدول الشقيقة والصديقة.


      جريدة الاتحاد
      http://www.alittihad.ae/details.php?id=64701&y=2010





    • -السلطان قابوس بن سعيد يفتتح الانعقاد السنوي لمجلس عمان-








      افتتح السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان اليوم الاثنين دور الانعقاد السنوي لمجلس عمان (يتكون من غرفتين مجلس الشورى المنتخب والدولة المعين).

      وألقى قابوس خطابا تحدث فيه عن رمزية افتتاح انعقاد مجلس عمان في مدينة صلالة التي فيها تولى السلطان قابوس الحكم بعد والده سعيد بن تيمور قبل أربعين سنة.

      وأكمل السلطان قابوس أربعين سنة منذ أن تولى الحكم في 23 تموز/يوليو عام 1970.

      وقال السلطان قابوس في خطابه " من هنا ألقينا أول كلمة لنا عبرنا من خلالها عن عزمنا على العمل من أجل بناء الدولة الحديثة والنهوض بالبلاد في شتى المجالات قدر المستطاع ومنذ ذلك الحين فقد أخذنا بالأسباب لتحقيق ما وعدنا".

      وتحدث قابوس ، في خطابه ، عن الصعوبات التي واجهتها عمان في سبعينات القرن الماضي.

      وكان السلطان قابوس قد دخل في بدايات حكمه في حرب استمرت ست سنوات مع المتمردين الماركسيين في جبال ظفار إلى أن استطاع أن يوحد عمان كاملة.

      وشدد السلطان ، في خطابه ، على أن عمان لن تسمح بأي تدخل في شؤونها الداخلية كما هي سياستها القائمة على عدم التدخل في شئون الغير.

      وقال السلطان قابوس في خطابه أن بلاده استطاعت أن توفق بين مفردتي الأصالة والمعاصرة، لذلك لم تفقد هويتها الثقافية والعربية.

      يذكر أن مجلس عمان يتكون من مجلسي الدولة المعين من قبل الحكومة والشورى المنتخب من قبل الشعب.

      http://www.trtarabic.com/trtworld/ar...e-efa81cdbdf13


    • رآآئعٌ جِداً يَ نجمَة السساحهْ

      بارك المولى فيك وفي جهودك

      :*)
      مَعْ أحَلاّمِيْ المَجُنونَـةْ
      وأماّنَيْ بَعِيدةْ عَنْ الواّقَعْ
      وَذكَرياّتْ تَخُنَقنيْ مَنْ الداّخِلْ
      أصَبَحتْ أَنًثَىْ تَعِيشْ فَيْ عَاّلِمْ منْ السَراّبْ
    • دام لنا هذا السخي الجليل
      لِمن يَستهين بـي ، أتظـن أنك قد طـَـمست هُويتـي ؟ ومَحوت تاريخي ومُعتقــداتِي ؟ عبثاَ تُحاول لا فنـاء لثائر أنا كـ القيامَـه ذات يوم آتِ . Facebook Insta
    • ملامح عشق كتب:

      رآآئعٌ جِداً يَ نجمَة السساحهْ

      بارك المولى فيك وفي جهودك

      :*)

      مساء النور
      أختي الغالية
      أسعدني تواجدكَ الدائم
      في متصفحي
      رائعة أنتِ
      برقيكَ بين زوايا هذا الصرح
      وفقك المولى لكل خير
      :)
    • Miss Injector كتب:

      دام لنا هذا السخي الجليل


      مساء الخير
      أختي الكريمة
      اللهم أمين
      سرني تواجدكِ الطيب
      هنا
      بارك الله فيك
      :)
    • thinking oasis كتب:

      الجائزة الكبرى هي عودة صاحب الجلالة إلى أرض الوطن

      اللهم أني أسالكَ عودة
      جلالة السلطان إلى أرض الوطن
      سالماَ غانماَ
      بصحة وعافية
      يارب العالمين
      ،،
      شكرا لتواجدكَ الطيب
      أخي الكريم
      :)


    • -منجزات غيّرت وجه الحياة في عمان-








      إذا كانت المناسبات الكبرى للدول والشعوب، تشكل فرصة للنظر والتأمل في ما تحقق لها من منجزات، فإنها تقدم في الوقت ذاته مناسبات للسعادة والاعتزاز الوطني بما تحقق ولشحذ الهمم بمزيد من الطاقة والعزم، لمواصلة المسيرة وصولاً إلى أهداف أخرى وإلى مراتب أعلى من التقدم والازدهار.
      وفي هذا الإطار تكتسب الكلمة السامية التي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – وألقاها أمس في الافتتاح السنوي لمجلس عمان أهمية بالغة، ليس فقط لشموليتها، ولكن أيضاً لما اشتملت عليه من مضامين تشكل في الواقع دليلاً على العمل الوطني خلال هذه المرحلة الحيوية لمسيرة النهضة العمانية الحديثة.
      ففي الوقت الذي تحتفل فيه البلاد بالعيد الأربعين للنهضة المباركة، فإن مما له دلالة عميقة أن يفتتح جلالة السلطان المعظم مجلس عمان وأن يلقي كلمته السامية من مدينة صلالة، فقبل أربعين عاماً تحدث جلالته – حفظه الله ورعاه – إلى أبناء الشعب العماني الوفي معلناً انطلاق المسيرة المظفرة من أجل حياة أفضل للوطن والمواطن، ومن أجل بناء دولة عصرية على هذه الأرض الطيبة، ومن أجل أن يكون المواطن العماني سعيداً، ومن أجل أن تستعيد عمان، الدولة والشعب والمجتمع، دورها ومكانها ومكانتها التي كانت لها دوماً والتي طالما قدرها الآخرون، دولاً وشعوباً، على امتداد المعمورة لما أسهمت به عمان في مختلف مراحل الحضارة الإنسانية.
      وبعد أربعين عاماً من العمل والجهد والعطاء المتواصل تأتي الكلمات السامية لتؤكد على الحقيقة الكبرى المتمثلة في الإنجازات العديدة التي تحققت، والنقلة الضخمة التي غيّرت وجه الحياة على هذه الأرض الطيبة، عندما انطلقت المسيرة بقيادة جلالته، امتلك جلالته الأمل والثقة في توفيق الله عز وجل واليقين بقدرات المواطن العماني وبقدرته على القيام بدوره والنهوض بمسؤولياته الوطنية لبناء واقع جديد ولإعادة صياغة الحياة لكي تفي باحتياجات وتطلعات أبناء الشعب العماني في الحاضر وفي المستقبل أيضا.
      (فمن محافظة ظفار انطلقت النهضة العمانية الحديثة وفيها بدأت خطواتها الأولى لتحقيق الأمل، وها نحن نحتفي في ربوعها الطيبة بالذكرى الأربعين لمسيرتها المباركة التي تحققت خلالها منجزات لا تخفى في مجالات كثيرة غيّرت وجه الحياة في عمان وجعلتها تتبوأ مكانة بارزة على المستويين الإقليمي والدولي).
      إن افتتاح جلالة السلطان المعظم أمس للانعقاد السنوي لمجلس عمان يشكل في حد ذاته تعبيراً بالغاً عن طبيعة وحجم ما تحقق من تطور وتقدم لم يقتصر على الجوانب التنموية التي ارتفعت بمستوى الحياة بشكلٍ شاملٍ لأبناء الوطن، ولكنه يمتد إلى صيغة العمل الوطني التي وضعها جلالته – حفظه الله ورعاه – منذ وقت مبكر وللعلاقة العميقة التي تربط بينه وبين المواطنين على امتداد هذه الأرض الطيبة، فمجلس عمان هو في الواقع البرلمان العماني بمجلسيه مجلس الدولة ومجلس الشورى، ويحضر أعضاء مجلس الوزراء الموقر الانعقاد السنوي له، حيث تشكل الكلمة السامية لجلالته إطار العمل الوطني التي تعمل في ضوئها وعلى أساسها مختلف أجهزة الدولة، سواء الحكومة أو مجلس الدولة أو مجلس الشورى أو غيرها من الهيئات الأخرى. وبالرغم من استقلالية الأجهزة التنفيذية والبرلمانية التي يمارس كل منها مهامه واختصاصاته وفق ما جاء في النظام الأساسي للدولة والقوانين واللوائح الخاصة بذلك والمنظمة لها، إلا أنها تتكامل جميعها في العمل من أجل تحقيق حياة أفضل للمواطن العمانى ومن أجل مستقبل زاهر للأجيال القادمة، وهو ما يقوده ويوجهه جلالة القائد المفدى.



    • -مزيد من التواصل بين الراعي والرعية-







      التنمية البشرية في السلطنة تحتل أولوية كبرى في مسيرة النهضة المباركة، انطلاقا من مبدأ الاهتمام بالانسان العماني باعتباره محرك النهضة وغايتها في ذات الوقت، والتنمية لا بد ان تشمل كل فئات المجتمع بما في ذلك أسر الضمان الاجتماعي، فالأخذ بأيديهم إلى حياة افضل هي غاية من الغايات التي يحرص عليها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ضمن المنهج الذي اختطه منذ بداية عصر النهضة للنهوض بالوطن والمواطن اقتصاديا واجتماعيا، الأمر الذي يجعل للغايات الانسانية مكانا بارزا في اهتمامات جلالته.
      من هذا المنطلق تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أمس فأنعم بمكرمتين ساميتين سخيتين للمستفيدين من مظلة الضمان الاجتماعي، الأولى مضاعفة قيمة المعاش الشهري لهؤلاء المستفيدين في ثلاث مناسبات مهمة في حياة كل عماني وهي مناسبات حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر وعيد الأضحى، والثانية تقضي بإعفاء المنتفعين من نظام قروض مشروعات موارد الرزق، وبذلك ترفع المكرمة الأولى من دخل أسر الضمان الاجتماعي بمعدل 25% سنويا أي ما يعادل خمسة عشر معاشا في العام بدلا من اثني عشر معاشا، يضاف إلى ذلك مردود المكرمة الثانية التي تزيح الدين عن كاهل هذه الشريحة لتتاح أمامها فرص أفضل للحياة ومشاركة باقي أبناء الوطن فرحتهم بمقدم هذه المناسبات الجليلة بما تحمل من روحانيات وبما تستدعي من روح التكافل الانساني، ومساعدة مستحقي الضمان وذوي الإعاقة على تجاوز سلبيات حياتية فرضتها الظروف وضيق ذات اليد.
      وتضاف هاتان المكرمتان إلى سلسلة طويلة من المكرمات والأوامر السامية والتوجيهات من اجل الاهتمام بهذه الشريحة وتوفير فرص العمل وأدوات الكسب وفرص التعليم والرعاية الصحية وتقوم الدولة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية بدورها المشهود في هذا المجال، حيث ترعى هذه الشريحة الاجتماعية في مختلف محافظات ومناطق وولايات السلطنة وتنشئ المراكز التدريبية لأبناء أسر الضمان الاجتماعي، وتوفر ايضا فرص البعثات الدراسية، وتمنحهم أولوية شغل الوظائف المتاحة بالقطاع الخاص. وكان قد صدر في يناير من عام 2008 قرار من مجلس الوزراء يقضي بتعديل المعاشات الشهرية للمنتفعين من الضمان الاجتماعي تماشيا مع الارتفاع الحثيث في الأسعار وتكاليف المعيشة. هذا فضلا عن منحهم أراضي سكنية واستثمارية وإعفاءات من رسوم خدمات عامة.
      وبالقطع فقد أدخلت هاتان المكرمتان السرور على أسر الضمان ونحن نقترب من الاحتفال بالعيد الأربعين للنهضة التي شملت ثمارها جميع المواطنين ما أشعرهم بالامتنان لعاهل البلاد المفدى والتأهب للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العزيزة مع باقي جموع أبناء هذا الوطن المعطاء.



    • -مؤتمر صحفي حول ندوة كراسي جلالة السلطان قابوس العلمية-







      عقد سعادة الدكتور عبدالله ابن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي مؤتمرا صحفيا حول ندوة كراسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم العلمية وإسهاماتها في تنمية المعرفة الإنسانية التي تنظمها وزارة التعليم العالي وجامعة السلطان قابوس خلال الفترة من الأول إلى الثالث من شهر نوفمبر القادم بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس.
      بدأ سعادة الدكتور المؤتمر بالشكر والثناء على المؤسسات الاعلامية والدور الذي تقوم به في إبراز الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها جميع مؤسسات التعليم العالي.
      وأشار سعادته خلال المؤتمر إلى أن الندوة تأتي ضمن جهود وزارة التعليم العالي وجامعة السلطان قابوس للمشاركة في احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الأربعين المجيد من خلال تنظيم ندوة علمية تلقي الضوء على واحد من أهم المشاريع العلمية والثقافية بالسلطنة وخارجها، حيث تعد منظومة الكراسي العلمية التي تحمل اسم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- منارات علمية تضطلع - عبر بوابة العلم - بأدوار في تعريف العالم بالثقافات العربية والإسلامية، وتسليط الجهود البحثية على العديد من القضايا التي تثري ساحة التواصل الثقافي والفكري بين الحضارات مؤسسة بذلك منهجا متفردا للسلطنة في التواصل بين المجتمعات وتعريف الآخر بهذه الثقافة وفق استناد علمي أكاديمي.
      وأكد سعادته أن هذه الندوة تأتي تتويجا لجهود من العمل الثقافي والبحثي المتواصل لهذه الكراسي التي بدأ أولها عام 1980م بتأسيس كرسي أستاذية السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وليصل عددها اليوم إلى 14 كرسيا علميا تنتشر في دول مختلفة من قارات العالم، وستحقق الندوة أهدافا منها تعريف المجتمع العماني عامة والمنتمين لقطاع التعليم العالي خاصة بهذه الكراسي وأهم الأدوار التي تضطلع بها وهو ما سيمهد إلى بناء تواصل وارتباط مثمر بين هذه الكراسي العلمية والباحث العماني من جهة والمؤسسات الأكاديمية العمانية من جهة أخرى، آملين أن نشهد في الفترات القادمة تأكيدا لهذا التعاون، كما سيشارك الأساتذة المشرفون على هذه الكراسي في فعالية علمية مع بعضهم البعض، ومن المحتم أن يفرز اللقاء نوافذ عمل مشتركة بينهم تخدم الهدف الأساسي من إنشاء الكراسي العلمية، والتفاعل لإنجاز المشاريع البحثية والفعاليات العلمية التي تتم عبر هذه الكراسي خصوصا تلك التي تنتمي إلى نفس الأرضية العلمية على مستوى التخصص، وستعمل الندوة أيضا على تعريف الأساتذة المشرفين على هذه الكراسي بالسلطنة عن قرب وإمكانية التعرف والتواصل مع الكوادر العلمية والثقافية بالسلطنة للدخول في مشاريع بحثية مستقبلية، وهي أهداف في مجملها تنصب لخدمة الأهداف الأساسية لهذه المكرمة العلمية السامية في التعريف بالدور الحضاري الذي تقدمه السلطنة في تنمية المعرفة الإنسانية، والتقريب بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى والتلاقي الحضاري بين الشعوب وصولا إلى حوار حضاري بنّاء.
      وأضاف سعادته إن الندوة ستناقش على مدى أيامها ثلاثة محاور رئيسية هي: الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية، والعلوم التطبيقية، والموارد البشرية، حيث سيشارك أحد عشر أستاذا أكاديميا في إلقاء أوراق عمل تتصل بهذه المحاور وهم من الأساتذة المنتمين إلى أرقى وأشهر المؤسسات العلمية حول العالم والمشهود لهم دوليا بالكفاءة العلمية، ويتفردون بنتاجاتهم العلمية المؤثرة في إثراء البحث العلمي والمعرفة البشرية، وسيتضمن برنامج الندوة في اليوم الأول جلسة عن الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية تلقى فيها ورقة عمل بعنوان مركز دراسات الإسلام: غرب وجنوب آسيا من القرن الثالث عشر الميلادي إلى الوقت الحاضر: الأمن والموارد والنفوذ يقدمها البروفيسور فرانسيس روبنسون أستاذ زمالة سلطان عمان، بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد، وورقة أخرى بعنوان اللغة العربية في الصين يلقيها البروفيسور شيه زهيرونج (عبدالمجيد) أستاذ كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية بجامعة بكين بجمهورية الصين كما سيلقي البروفيسور موريتس برجر أستاذ كرسي سلطان عمان للدراسات الشرقية من جامعة لايدن بهولندا ورقة بعنوان التسامح قاعدة أم فضيلة. وسيتضمن اليوم الثاني جلسة رئيسية عن الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والعلوم التطبيقية يلقى خلالها ورقة بعنوان من الدراسات الشرقية السابقة إلى الدراسات المعاصرة: الوضع في استراليا للبروفيسور عبدالله سعيد من جامعة ملبورن باستراليا، وورقة أخرى تلقيها البروفيسورة باربارا ستواسر أستاذة كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية والإسلامية من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية بعنوان الالتزام بالوقت: جوانب إدارة الوقت في الثقافة الإسلامية، وأخرى بعنوان اللغة، ودورها في التواصل بين الثقافات والصراعات للبروفيسور ياسر سليمان من جامعة كامبردج بالمملكة المتحدة وسيختتم اليوم الثاني بورقة عمل بعنوان الاتصالات العمود الفقري لتكنولوجيا المعلومات للدكتور نور م. شيخ من جامعة الهندسة والتكنولوجيا ببكستان.
      وأوضح سعادته أن الندوة ستناقش في اليوم الختامي محور العلوم التطبيقية وتنمية الموارد البشرية وستلقى فيه أوراق عمل يقدمها البروفيسور رود شوتينج من جامعة أوتريخت بهولندا بعنوان إدارة المياه في المناطق شبه القاحلة: هل الكوب نصف ممتلئ أم نصف فارغ؟، وسيشارك الدكتور أسد الله العجمي الأستاذ السابق لكرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس للاستزراع الصحراوي بجامعة الخليج بمملكة البحرين بورقة عمل حول إمكانات إنتاج علف الشعير باستخدام نظام الزراعة المائية في دول مجلس التعاون الخليجي اعتمادا ً على مياه الصرف الصحي المعالجة، كما ستتضمن الجلسة ورقة عمل ثالثة بعنوان إلكترونيات أشباه الموصلات ذات الفجوة الحزمية العريضة واستعمالاتها في التطبيقات ذات الطاقة العالية و الحرارة المرتفعة، للدكتور قمر الوهاب من جامعة نيد للهندسة والتكنولوجيا ببكستان، وستختتم الفعاليات بورقة بعنوان وحدة الدراسات العمانية ودورها في إثراء الدراسات الشرقية في عمان للدكتور عليان الجالودي، من جامعة آل البيت بالأردن.
      وأشار سعادته إلى أن تنوع التخصصات البحثية للكراسي العلمية يوجد ثراء على مستوى القضايا البحثية التي تخدمها حيث ان ثمانية من هذه الكراسي تختص بالدراسات المتعلقة بالشرق الأوسط والثقافة العربية والإسلامية وذلك في جامعات (طوكيو وبكين وجورج تاون وملبورن وأكسفورد وكمبريدج، وجامعة لايدن بهولندا)، واثنان في تقنية المعلومات التي تم إنشاؤها في كلً من لاهور وكراتشي، ومثلهما لقضايا البيئة في أترخت الهولندية وجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين، وآخر في العلاقات الدولية بجامعة هارفارد الأمريكية. وفي ختام المؤتمر ذكر سعادته أن الفعالية ستؤسس لفعاليات أخرى مستقبلا بين مختلف الكراسي العلمية سواء داخل السلطنة أو خارجها تأكيدا لدور السلطنة في بناء منهج متفرد لحوار الحضارات وإثراء التفاعل الثقافي وتأسيس العرى المستدامة من الصداقة والتآزر بين الأمم خدمة للوفاق والسلام العالميين
      .


    • -ندوة كراسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد وإسهاماتـها في تنمية المعرفة الإنسانية-









      دشن معالي السيد علي بن حمود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني بجامعة السلطان قابوس أمس أعمال ندوة «كراسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم العلمية وإسهاماتها في تنمية المعرفة الإنسانية» التي تنظمها وزارة التعليم العالي بالتعاون مع الجامعة خلال الفترة التي تستمر ثلاثة أيام.
      حضر الحفل أصحاب المعالي رئيسا مجلسي الدولة والشورى وعدد من الوزراء والمستشارين وأصحاب السعادة وأساتذة الجامعة وجمع من المدعوين.
      ويشارك في أعمال الندوة عدد من الأساتذة المشرفين على الكراسي العلمية التي تحمل اسم جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ من مختلف المؤسسات العلمية والجامعات المرموقة على مستوى العالم.
      وتناقش الندوة عدة محاور رئيسية هي الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية والعلوم التطبيقية والموارد البشرية بمشاركة أحد عشر أستاذا أكاديميا سيقومون بإلقاء أوراق عمل تتصل بهذه المحاور.
      وأكد معالي السيد علي بن حمود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني راعي الحفل أن الكراسي العلمية التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وأمر بإنشائها في عدد من الجامعات العريقة هو هدف إنساني نبيل يؤكد الروابط الإنسانية التي بينتها العصور المتوالية التي أثبتت حاجة البشرية للتواصل بمختلف مناحي الحياة.
      وأعرب معاليه بعيد حفل الافتتاح عن أمله في أن تؤدي هذه الكراسي رسالتها التي أنشئت من اجلها مؤكدا ان هناك إقبالا من الطلبة والأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم الذين يرغبون في الحصول على المعرفة حول الإسلام ودول العالم العربي معرفة دقيقة ومباشرة من خلال التحاقهم بهذه الكراسي واطلاعهم على ما يدور في العالم العربي والإسلامي مباشرة من خلال الأساتذة والمشرفين على هذه الكراسي وما تقدمه من وسائل معرفية سهلة الوصول بدون وسيط ومن مصادرها الأساسية مشيرا معاليه إلى أن الكراسي وضعت للراغبين في الحصول على المعرفة الصحيحة عن العرب والإسلام بشكل دقيق.
      وأشار معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني إلى أن هناك طلبة عمانيين يلتحقون بهذه الكراسي ببعض الدول التي تربطها اتفاقيات مع جامعة السلطان قابوس او وزارة التعليم العالي وان بعض الطلبة المختصين بهذه الكراسي يتم ابتعاثهم بحيث تكون الاستفادة متبادلة بين هذه الجامعات والمؤسسات بالسلطنة.
      وأضاف معاليه: إن هناك جامعات عريقة تتطلع إلى أن تكون لديها كراسٍ باسم جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مؤكدا أن هناك بعض الكراسي في طريقها للإشهار وهي في مراحل المراجعة النهائية وعلى ضوء الاستفادة التي اتضحت للجميع فان زيادة الكراسي من المؤكد أنها مقررة في السنوات القادمة.
      وأكد معالي السيد علي بن حمود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني رئيس مجلس التعليم العالي على مكانة السلطنة العالمية ومساهمتها للعلم عبر العصور وقال معاليه ـ إن المتتبع والقارئ للتاريخ يجد أن المساهمة العمانية عبر التاريخ مساهمة حاضرة وسجلت عبر التاريخ في كتبها، مشيرا إلى الكثير من العلماء العمانيين فيها.
      وأوضح معاليه أن موقع عمان على الخارطة العالمية باعتبارها ممرا للحضارات وهمزة وصل بين حضارات العالم جعل هذا الموقع المميز لعمان تساهم مساهمة فاعلة في كل عصر وزمان.
      وقال معاليه «نحن نعيش عهد النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي دعا للعلم والمعرفة منذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم في البلاد حيث أنشئت المدارس ودور العلم ومن أبرزها جامعة السلطان قابوس التي في أروقتها هذه الندوة القيمة وهذا دليل كبير على التواصل العالمي والحضاري لعمان التي استعادت مكانتها المرموقة كما أراد لها جلالته، مشيرا معاليه إلى مشاركة أبناء السلطنة في التحصيل العالمي على المستوى المحلي والدراسات العليا وأن هناك الكثير من الدراسات والبحوث التي قدمها أبناء هذا الوطن حيث الحضور العالمي والبحثي والميداني لطلبة السلطنة وباحثيها حاضر بكافة المستويات.
      ودعا معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني الجميع إلى الاستفادة من هذه الكراسي كما دعا أبناء السلطنة إلى ضرورة الاستفادة من جميع الأمور العالمية المتاحة لإبراز قدراتهم وإسعاد العالم وتقديم ما يمكن تقديمه للمجتمع المحلي والعالمي بشكل عام مؤكدا معاليه أن الفرصة سانحة لكل أبناء الوطن لتلقي العلم داخليا وخارجيا وقال إن وسائل العالم متاحة للجميع وأصبحت مسخرة لكل راغب في التحصيل العالمي.. معربا معاليه عن أمله في أن تخرج الندوة بالتوصيات التي تدعم هذا التوجه وتقوي العلاقات وتؤسس الجوانب البحثية لكي يستفيد منها الطالب والأكاديمي والقارئ بجميع دول العالم وان تكون هذه الندوة هي ترسيخ للمبادئ ودعوة للمزيد من التحصيل.
      يذكر أنه تم حتى الآن إنشاء 14 كرسيا يحمل اسم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في مختلف جامعات دول العالم الذي كان أقدمها قد أنشئ عام 1980 وآخرها كرسي السلطان قابوس لدراسات الشرق أوسطية بجامعة طوكيو الذي أنشئ هذا العام.
      وتهدف كراسي جلالة السلطان العلمية إلى التعريف بالدور الحضاري الذي تقدمه السلطنة في تنمية المعرفة الإنسانية، وتشجيع الوصول إلى مجتمع عالمي معاصر يعيش في سلام ويوجهه التفاهم المشترك والتسامح. كما تهدف الكراسي إلى دعم الدراسات العلمية والبحثية وتشجيعها، وإبراز دور السلطنة في التقريب بين الثقافة العربية والثقافات الأجنبية والتلاقي الحضاري بين الشعوب وصولا إلى حوار حضاري بناء وتعريف العالم بنهضة عمان وحرصها قديما وحديثا في تطوير دراسات اللغة العربية والتراث والثقافة والدراسات العلمية.
      وقالت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي في الكلمة التي ألقتها: إن انعقاد هذه الندوة يأتي في إطار الاهتمام السامي الذي يوليه مولانا حضرة صاحب الجلالة المعظم - حفظه الله ورعاه - بالعلم، ودوره في ترقية المجتمعات وتقدمها، وترسيخ قيم التواصل الإنساني بين مختلف الثقافات.
      وقالت: لا شك أن الكراسي العلمية التي تفضل جلالته - ابقاه الله - بإنشائها في عدد من المؤسسات التعليمية المرموقة بالدول الشقيقة والصديقة، إنما تندرج ضمن هذا المفهوم الحضاري لما لها من أثر فعال في تنمية المعرفة الإنسانية من خلال استقطاب المهتمين والباحثين والطلاب على حد سواء، وتحفيزهم على البحث العلمي الذي يشكل أساسا للتقدم الحضاري الذي يشهده العالم في مختلف المجالات.
      ومن هذا المنطلق تدرك عمان، كما في تاريخها العريق، أهمية دعمها المتواصل للعلم والعلماء، لتعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق التمازج الثقافي، وتوطيد العلاقات القائمة على مبدأ التسامح والحوار المتوازن والتعاون المتبادل من أجل إعلاء قيم المحبة والسلام بين مختلف الشعوب، وهو مبدأ حازت به عمان على احترام وتقدير المجتمع الدولي.
      وذكرت د. راوية البوسعيدية أن الندوة سوف تركز على مناقشة عدد من المحاور الرئيسية في مقدمتها: محور الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية، ومحور العلوم التطبيقية، ومحور تنمية الموارد البشرية، وذلك في إطار إبراز أهداف الكراسي العلمية، وغاياتها النبيلة، ودورها في دعم الدراسات العلمية والبحثية التي يتعاطى معها الباحثون في الجامعات التي تحتضن تلكم الكراسي، ونتطلع أن تكون تفاعلات هذه الندوة مناسبة طيبة للباحثين والأكاديميين وممثلي المؤسسات العلمية، للتعرف على الإسهامات العلمية المقدمة، وتبادل الآراء والخبرات والمهارات المعرفية بين المفكرين والباحثين العمانيين ونظرائهم من الأساتذة الأفاضل القائمين بالإشراف على الكراسي العلمية والأساتذة المشاركين، تمهيدا للقيام بمشروعات علمية وبحثية مشتركة، ووصولا إلى إسهامات معرفية جديدة من شأنها تفعيل مكونات المنظومة التعليمية، وتحقيق تطلعاتها في مختلف التخصصات.
      يذكر أن كراسي سلطان عمان العلمية تختص بمجالات أكاديمية وميادين دراسة علمية ودينية وثقافية واقتصادية وفنية تسهم في تطوير البرامج والأنشطة وعمليات البحث العلمي في المجالات المتعلقة بالدراسات الفكرية والحضارية والأصول الدينية. وتتنوع الأنشطة والجهود التي تقدمها الكراسي العلمية، ولعل وأهمها إجراء البحوث العلمية في المجال العلمي للكرسي، وإصدار الكتب المتعلقة به وتنظيم المؤتمرات والندوات والمحاضرات والملتقيات العلمية في ذات التخصص وهو ما ينعكس إيجابا على السلطنة والمجتمع العماني.
      النفوذ العربي يقصي الفارسي والمغولي في غرب وجنوب آسيا
      وترأس معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية أعمال الجلسة الأولى من الندوة التي كان مقررها سعادة حبيب الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية والتي تحدث فيها الأستاذ الدكتور فرانسيس روبنسون أستاذ زمالة سلطان عمان في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة وقدم روبنسون ورقة بعنوان غرب وجنوب آسيا من القرن الثالث عشر الميلادي إلى الوقت الحاضر: الأمن والموارد والنفوذ.
      وبحثت ورقة روبنسون الروابط بين جنوب آسيا وغربها منذ ظهور الدولة الإسلامية الكبرى وصولا إلى الوقت الحالي. وأكد روبنسون أن الغزو العربي والتركي والفارسي لغرب وجنوب آسيا الذي بدأ في القرن الثامن للميلاد كان البداية لعملية الأسلمة التي اجتاحت شبه القارة الهندية التي يقطنها الآن ما يزيد على نصف مليار من المسلمين، وهو ثلث عدد المسلمين في العالم، ورأى روبنسون أن ذلك التطور شكل أهمية جيوسياسية كبيرة، حيث أن جنوب آسيا والتي تمتعت دوما بعلاقات قوية مع غرب آسيا، حيث انتقلت بتلك العلاقة إلى مستويات جديدة أصبح خلالها التواصل بين الجانبين متاحا على مختلف الأصعدة مثل الدين، والمنح الدراسية، والفنون، والنظرة للعالم.
      ولاحظ روبنسون أن انتشار الموارد في منطقة غرب وجنوب آسيا جاء نتيجة انتشار الإسلام، حيث باتت الهند جزءاً من عالم ذي ثقافة إسلامية، حيث وصل إلى دلهي مبعوثون عن الخلافة العباسية، ومبعوثون عن مصر أيام محمد بن دقلق، وفي فترة لاحقة لذلك أرسل المغول بعثات إلى الهند.
      وحسب الباحث فإنه في تلك الفترة انتشرت الطرق الصوفية في الهند، حيث كانت الهند تستقبل العلماء في وقت كانت فيه أيضا متعطشة لمعرفة الكثير عن الدين الإسلامي، والرؤية الأخرى لتفسير الإسلام. وكان التصوف في تلك الفترة هو والعلوم الإسلامية مجالا خصبا للدراسات الأمر الذي بدا معه أن الهنود ساهموا في تطور العلوم الإسلامية. وفي هذا السياق تحدث روبنسون عن أحمد سندي الذي تأثر كثيرا بابن عربي وربما طور بعضا من نظرياته في كتابه «المخطوطات» الذي هدف من ورائه حسب روبنسون تصحيح الصورة النمطية للدين في ذلك العصر.
      كما تحدث روبنسون عن الحقبة البريطانية وعلاقاتها مع غرب وجنوب آسيا، وتحدث خلال ذلك عن التنافس البريطاني الفرنسي لبسط النفوذ في تلك المنطقة. كما تحدث عن دخول النفوذ الروسي على الخط قبل أن تبدأ بريطانيا بدعم أفغانستان لتحجيم النفوذ الروسي.
      وفي المجمل كانت الورقة تركز على التأثير المتبادل بين غرب آسيا وجنوبها، وامتداد الأفق الأمني لجنوب آسيا إلى غربها، وتحول التأثير على مسلمي جنوب آسيا من التأثير الفارسي الذي كان يبسط نفوذه إلى التأثير العربي في المقام الأول؛ علاوة على التغيير الكبير الذي بدأ في القرن الثامن عشر الميلادي والمتمثل بتحول جنوب آسيا من مستقبل للمؤثرات الحضارية من غرب آسيا إلى مصدر لها.
      وعلى خلفية الورقة التي قدمها روبنسون جرت الكثير من النقاشات حول مضمون الورقة التي حاولت ان تتناول بكثير من العمق الفترة الزمنية التي تناولها الباحث في ورقته ومدى الدور العربي في التأثير في تلك الفترة والتي كان رد الباحث عليها أنه لا يمكن من خلال ورقة صغيرة أن يجمل الدور الذي لعبه العرب في التأثير على مجريات الأحداث خلال تلك الفترة مؤكدا أن استبدال النفوذ الفارسي والمغولي في منطقة غرب وجنوب آسيا استبدل بنفوذ عربي ولم يكن النفوذ في مجال واحد بل كان في العديد من مجالات الحياة.
      وردا على سؤال حول مدى قدرة زمالة السلطان قابوس بن سعيد في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في تغيير الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين، قال روبنسون لا شك أن الكرسي يقول بالكثير من ذلك، فأنا أدرس وأثقف طلابي، وأحاول أن اجعل طلابي يصغون إلى ما قاله المسلمون، وليس إلى ما يسمعونه عنهم، وهذا أمر جوهري، كما أحاول أن أدفع الجميع لقراءة ما كتبه المسلمون شعرا ونثرا لتطوير نوع من الاحترام للمصادر الإسلامية، كما أكد أن ذلك يتحقق أيضا من «خلال الكتب التي أؤلفها والتي أدعو فيها إلى الإصغاء بهدوء إلى الأفكار الإسلامية وإفساح الطريق لها».
      يذكر أن زمالة سلطان عمان، مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد قد أنشئ في العام 2004 بهدف تعزيز روح السلام والتعاون الدوليين، من خلال تعزيز فهم المجتمعات المختلفة للعالم الإسلامي، وفي هذا السياق يمكن القول إن الدكتور فرانسيس روبنسون، الرئيس الحالي للزمالة، رائدا في تاريخ المجتمعات المسلمة في جنوب شرق آسيا. ويركز في بحوثه على بروز العالم الإسلامي المعاصر موليا اهتماما خاصا بالتعليم، والإصلاح، والسلطة الدينية للمرأة في الإسلام. ومنذ تعيينه رئيسا للزمالة عام 2008 شارك في ثلاثة مشروعات بحثية هي استكمال كتابة وتحرير كتاب «الإسلام المعاصر في جنوب آسيا» والمجلد الخامس من كتاب «تاريخ كامبرج الجديد للإسلام» والتحضير لكتاب عن الإسلام في جنوب آسيا المعاصرة.
      المناقشات

      وخلال المناقشات سأل أحد الحضور حول تعريف الانتقاد والفصل بينه وبين الفضيلة حيث قال الدكتور برجير إن الانتقاد هو إي شيء يقوله لك أحدهم ويناقض أقوالك وأفعالك، واقترح لحل المعضلة ان توضع المشاعر جانبا ومعرفة أسباب الانتقاد.
      وفي مناقشة أخرى حول الكرامة والتسامح وما يجمعهما، قال إن الكرامة تجعل المرء يتقوقع لا يتقدم! بحيث تجعل المرء في حالة دفاع وعلى المرء تحرير نفسه من موقف الدفاع عن الكرامة للحفاظ عليها على المدى الأطول، موضحا أن التسامح يجعلنا في موضع الحل وعلينا التمسك بها بعكس الكرامة التي تقوقعنا!!.
      وحول الديمقراطية التي يطالب الغرب بنشرها وممارستها للتسامح فقال إن علينا ملاحظة أن النتيجة والسيئات في النظام الديمقراطي هو أن الجميع يستطيع أن يتكلم بأعلى صوته، ويعبر عن مكنونات قلبه.
      يذكر أن كرسي سلطان عمان للدراسات الشرقية بجامعة لايدن بهولندا يهدف إلى توسيع نطاق البحث والتدريس في مجال الدراسات الشرقية، وخاصة في مجالات التاريخ والثقافة والحضارة والحياة المعاصرة، وتقع على عاتق الأستاذ الدكتور موريتس برجير أستاذ الكرسي مسؤولية برنامجي بكالوريوس وماجستير أصول الدين الإسلامي في جامعة لايدن واللذين تم إنشاؤهما بعد وقت قصير من تلقي الهبة.
      والأستاذ الدكتور برجير هو محام ومستعرب وأستاذ لدراسات الإسلام وباحثا في معهد كلينغنديل للعلاقات الدولية في لاهاي وقد خدما قاضيا في محكمة لاهاي المحلية، كما تعد الشريعة الإسلامية والإسلام السياسي وحرية الدين من أبرز اهتماماته وهو يبحث حاليا في تأثير الشريعة الإسلامية على البلدان الغربية. وغيرها من الأنشطة.
      ومن الجدير ذكره أن جامعة لايدن تعد من أعرق وأقدم جامعات هولندا وقد تأسست في عام 1575م كهدية من الأمير وليام حاكم مدينة أورانج بعد أن دافع المواطنون ببسالة عن المدينة في وجه الهجمات الاسبانية. وتتكون الجامعة من ست كليات وأكثر من خمسين مركزا بحثيا وكلية للدراسات العليا وتوفر مائة وخمسين برنامجا للدراسات العليا، وقد صنفت مؤخرا ضمن أفضل 200 مؤسسة تعليمية في التصنيف العالمي للجامعات.
      بيرجر: علينا أن نميز بين التسامح كقانون وباعتباره فضيلة
      عرض الأستاذ الدكتور موريتس بيرجر ــ أستاذ كرسي سلطان عمان للدراسات الشرقية بجامعة لايدن في هولندا حيث قدم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في عام 2008م هبة لإنشاء كرسي الدراسات الشرقية في كلية اللاهوت في جامعة لايدن إيمانا من جلالته حفظه الله ورعاه بأن البحث والدراسة شرطان أساسيان لتحقيق تعزيز الحوار بين الحضارات والشعوب ـ يعرض في ورقته بعنوان (التسامح قاعدة أم فضيلة؟) لدعوة المجتمع الدولي للتسامح من أجل القضاء على موجة التوترات الدينية التي تعكر صفو العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي.
      وأكد بيرجر أن التسامح بلا شك غاية نبيلة في عالم تسوده العولمة، والعالم بحاجة ماسة له للقضاء على التوترات الدينية، وأشار إلى أن مفهوم التسامح بحاجة إلى مزيد من التحليل والتوضيح لا سيما عند استخدامه في سياقات متعددة اللغات أو الجنسيات او الطوائف لأن الناس قد يؤولونه بأشكال مختلفة.
      وتناول الأستاذ الدكتور بيرجر مفهوم التسامح من وجهتي نظر العامة والفردية ومن وجهة النظر الغربية والأخرى الإسلامية، وأشار إلى أنه فضيلة سامية عند الحديث عن حل النزاعات الدولية وكقانون كما تحدده الممارسات الاجتماعية أو القانونية.
      وعرف التسامح بأنه أمر تحمل والتعامل مع شيء لا توافق عليه وهو يشمل المعتقدات الراسخة. وأوضح أن التسامح مسألة ثقافية بشكل كبير، فالتسامح في أيام الفتوحات الإسلامية كان واقع حياة حيث ترك المسلمون أهل البلاد التي يأتون إليها على دينهم مقابل دفعهم ضريبة معينة (الجزية)، حيث كانت العملية التسامحية تدخل في نظام معين (نظام الذمة) وفي تلك الفترة كان في أوروبا غير المسيحيين ينفون أو يقتلون حتى تطورت المسألة في الغرب حتى اعتبروا التسامح كمبدأ حرية فردية، مشيرا إلى أن ممارسة التسامح في الإسلام كانت جماعية، بينما في الغرب هي الحرية الفردية فالإسلام يقول بالحرية الجماعية، والغرب ينادي بالحرية الفردية، فكانت لدى الطرفين نوايا متوازية أوصلتهما إلى الصراع بينهما، وأشار إلى أنه في الغرب للفرد الحق في اختيار مجتمعه ودينه بينما في الإسلام حسب المولد بدون اختيار، فالدين هو الذي يحدد هوية المؤمن لذا علينا أن نحمي الدين لذا صار الدين محميا.
      أما في الغرب فقانونيا الدين شيء مجرد والحماية تنصب على الفرد لا الدين، مشيرا إلى ضرورة التمييز بين الممارسات الاجتماعية للتسامح والأخرى القانونية حتى يصبح جزءا من قيمنا ويساعدنا على تمييزنا عن غيرنا.
      وأشار إلى أن المسألة الأساسية الحالية في الخلاف تعود الى الانتقاد فالأمر لا يتعلق فقط بقبول الفوارق اذ الامر سيكون مقاربة سلبية حتى لا نقبل الانتقاء الذي سيطال أمورا نعتبرها ِأساسية، موضحا أن الانتقاد ضروري لاننا نعيش في عالم متداخل ومتواصل فيما بينه.
      واوضح الدكتور بيرجر أن من يتعرض للانتقاد عليه تخطيه ويركز على أسبابه وجذوره بدل الغضب والنزاع.
      وعرض الدكتور بيرجر إلى لمحة تاريخية موجزة عن الممارسات القانونية والاجتماعية للتسامح في المجتمعات الغربية والإسلامية مبينا كيف ان المسلمين والمجتمعات الأوروبية كانت لهم تجارب مختلفة جدا في التسامح مع الأديان الأخرى، ومن ثم طورت مفاهيم مختلفة لهذا المفهوم. وأشار إلى أنه نتيجة لذلك فعلى الرغم من أن لمصطلح التسامح الديني نفس المعنى في السياقين إلا انه طبق بشكل مختلف تماما في كليهما، ومن المؤسف أن هذه الفروق قد أصبحت السمة المميزة للطرفين مما حدا بكليهما إلى ادعاء التسامح ورمي الطرف الآخر بعدم التسامح.
      وأضاف: إن هذا الواقع المؤسف يتعارض مع الدعوة للجوء إلى التسامح كحل للنزاعات الدولية، فهذه الدعوة تؤكد على اعتبار التسامح المعيار الدولي للتحضر وعلى اعتباره فضيلة، وبالتالي فإن التسامح من هذا المنظور يختلف تماما عن التسامح كقانون تحكمه الممارسات الاجتماعية والقانونية.
      وأوضح الدكتور برجير أن المجتمع الدولي يدعو للتسامح للقضاء على موجة التوترات الدينية التي تعكر صفو العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامية، وأن الكثير من المسلمين يعتبرون الانتقادات الغربية المتزايدة للإسلام أصبحت تتخذ أشكالا مسيئة ومهينة، كما يتبين من حادثة الرسوم الدنماركية في عام 2006م وغيرها من المبادرات، موضحا ان الغربيين يفسرون زيادة التطرف بين الأفراد والمنظمات الإسلامية في العالمين الغربي والإسلامي باعتباره تهديدا ينبع من الإسلام نفسه، موضحا ان هذا يبرر الانتقادات الحادة التي توجه للإسلام في الغرب.
      وأكد أن هذه النظرة تجافي الحقيقة وهي في حقيقتها ليست إلا أفكارا تلعب المفاهيم والصور النمطية عن الآخر دورا بالغ الأهمية في تكوينه وبالرغم من ذلك فإن المحصلة النهائية ليست سوى مزيد من الكراهية وانعدام الثقة بين الطرفين وهذا كما يقر الكثيرون إحدى المشاكل الرئيسية التي توتر العلاقات بين المسلمين والغرب.
      واقترح الدكتور مريتس بيرجر كما اقترحه غيره أن التسامح هو الحل لذلك اذ التسامح مما لا شك فيه غاية نبيلة إلا انه مفهوم بحاجة الى المزيد من التحليل والتوضيح ولا سيما عند استخدامه في سياقات متعددة اللغات أو متعددة الجنسيات والطوائف فهل يعني هذا المصطلح الشيء نفسه بالنسبة للناس جميعا؟ كما أنه هل يعكس في حد ذاته ما يريده الناس.
      اللغة العربية ولو في الصين
      الورقة الثانية كانت حول اللغة العربية في الصين، قدمها الأستاذ الدكتور شيه زهيرونج (عبدالمجيد) أستاذ كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية في جامعة بكين بالصين، استعرض فيها كيف حافظت التجارة والدين على بقاء العربية حية خارج حدود البلدان العربية.
      حيث ترجع علاقات الصداقة بين الصين وبلاد العرب إلى ما قبل ألفي سنة، فقد ورد في السجلات الصينية القديمة أن المبعوث الصيني «قاوين» وصل إلى البلاد العربية في عام 97م، وقال إن عمان تقع على مسافة 3 آلاف و400 ميل صيني، ثم جاء وفد من بلاد العرب إلى العاصمة الصينية تشانعآن في عام 120م، فضلا عن الرحلات التجارية التي كانت تجري عبر طريقي الحرير البري والبحري، فليس من المستبعد أن تكون اللغة العربية هي وسيلة التفاهم بينهم.
      وأشار إلى أن اللغة العربية تعد من أقدم اللغات الأجنبية التي عرفتها الصين، حيث بدأت تستعمل في عصر أسرتي تانغ وسونغ (القرن 7 وحتى 13)، خاصة مع توسع الدولة الإسلامية وامتداد حدودها إلى حدود الصين، حيث كانت كلتا الحضارتين في قمة ازدهارهما، وأكثر انفتاحا على العالم، وتم توثيق العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
      ففي عام 651م استقبل البلاط الصيني أول مبعوث سياسي من الإمبراطورية العربية في زمن الخليفة عثمان بن عفان، واعتبر هذا بداية دخول الإسلام إلى الصين، بعدها توالت الوفود العربية إلى البلاط الصيني، وكان العرب يفدون إلى الصين بكثرة في تلك الأيام، ويقطنون بالقرب من الموانئ، ويرجح البعض أن «السندباد البحري» زار الصين في تلك الفترة.
      وقال: وتخليدا لذكرى السندباد البحري، قام العمانيون بصنع سفينة على النمط القديم، أطلق عليها اسم «صحار»، وأبحرت من مسقط مسافة أكثر من 5 آلاف ميل بحري في خلال 7 أشهر، ووصلت إلى مدينة كوانتون.
      وفي المقابل سافر كثير من الصينيين إلى بلاد العرب إما للتجارة أو للدراسة، فقد ذكر الرازي أن رجلا صينيا أقام لديه لمدة عام، واستطاع إتقان اللغة العربية في 5 أشهر.
      ثم انتشرت اللغة العربية بصورة واسعة خلال فترة أسرة يوان المنغولية كلغة للجاليات العربية، وبين من تعلموا شيئا من العربية من الصينيين نتيجة الاختلاط بسبب المصاهرة أو التجارة، وكان في الجيش مترجمون من أبناء الصين.
      حيث قدم إلى الصين عدد كبير من أهالي البلاد التي فتحها المغول في آسيا وأوروبا، وكان أكثرهم من المسلمين العرب والفرس والترك، الذين يخدمون في الجيش المغولي، وكان المغول يسمونهم «هوي هوي»، واستوطن بعضهم مع عائلاتهم في الصين، وشغل بعضهم مناصب حكومية، ثم انتشروا في قرى ومدن الصين، وكانوا يقيمون غالبا في أحياء وقرى خاصة بهم، وينشئون بها مدارس، ومساجد بعضها باق إلى الآن.
      وأيضا تم إنشاء معهد «هوي هوي» في بكين، وكان لأبناء كبار الموظفين والأغنياء ليكونوا مترجمين للغة العربية باعتبارها من أهم اللغات في ذلك الحين، وكانت لغة العلم لكثير من العلوم كالفلك والصيدلة وغيرها، ويوجد حاليا في مكتبة الصين كتاب عبارة عن موسوعة طبية، مطبوع في أوائل فترة أسرة يوان، ولكن تبقى منه 4 أجزاء فقط.
      وأضاف الأستاذ الدكتور شيه زهيرونج: وفي عصر أسرتي مينغ وشينغ (القرن 14) وحتى أوائل القرن الماضي) بدأ الحال يتغير بالتدريج، وأصبحت العربية تستعمل كلغة دين فقط في المساجد، ولم تعد لغة جاليات أو لغة علم، بسبب عملية «تصيين» ذرية المسلمين، فأصبحوا بالتدريج يتكلمون اللغة الصينية، وكذلك ضعف التبادل التجاري والثقافي بين الصين والعرب.
      ولكن استمر نظام التعليم الجوامعي في المساجد حتى منتصف القرن الماضي، حيث توجد مخطوطات تاريخية يرجع تاريخها إلى ما قبل آلاف السنوات، حول أحكام الدين وتفسير القرآن الكريم والرحلات.
      وتابع موضحا: أما في الصين الحديثة فقد أنشئت مدارس إسلامية أرسلت بعثات طلابية إلى الأزهر، وعمل بعض خريجي هذه المعاهد أئمة في المساجد، وبعضهم في الجامعات والمعاهد الإسلامية لتدريس اللغة العربية والدين الإسلامي.
      وفي عام 1964م انشأ الأستاذ محمد مكين، وهو أحد الطلاب الذين درسوا بالأزهر، قسما للغة العربية في جامعة بكين، ثم تم إنشاء أقسام للغة العربية في 6 في جامعات أخرى، وقد وصل عددها الآن إلى 20 قسما، 7 منها تمنح درجة الماجستير، و3 الدكتوراة.
      وفي عام 1955م أنشأت الجمعية الإسلامية الصينية معهد العلوم الإسلامية، وقامت بعدها الجمعيات الإسلامية المحلية بإنشاء 9 معاهد إسلامية، ويستقبل كل معهد حوالي 40 طالبا، وتركز على 3 مجالات وهي العلوم الدينية، واللغة العربية، والمعارف الثقافية.
      وقال: كما تم إنشاء المدارس العربية الحكومية والخاصة، في المناطق التي يتركز فيها المسلمون، وفي ثمانينات القرن الماضي تم إنشاء جمعية دراسة وتدريس اللغة العربية، وكذلك أنشئت جمعية بحوث الأدب العربي الصيني، حيث لقيت قضية تعليم العربية اهتماما بالغا من قبل الحكومة، كما لقيت مساعدات قيمة من قبل الحكومات والمؤسسات العربية، فشهدت تطورا لا مثيل له، خاصة في مجالات التأليف والبحث العلمي والترجمة والنشر، إضافة إلى كتب ومجلة وإذاعة وقناة تلفزيونية بالعربية، مما ساهم في زيادة معرفة أبناء الشعب الصيني عن بلاد العرب والثقافة العربية.
      بعدها تم فتح باب المناقشات للحضور، حيث أشار أحد الحضور أنه بالرغم من ذكر المحاضر عن وجود ضعف في التبادل التجاري والثقافي في عهد اسرة مينغ، لكن الرحالة الصيني شينجاي قام برحلتين إلى عمان في تلك الفترة، وكان هناك تبادل تجاري مع عمان وشرق أفريقيا وآسيا؟
      فأوضح الأستاذ الدكتور شيه زهيرونج أنه بالرغم من ضعف العلاقات السياسية والثقافية والتجارية، كانت هناك رحلات قام بها بعض الرحالة، لكن أسرة مينغ وتشين بدأوا في تطبيق سياسة الانغلاق، مما أدى إلى حدوث عوائق في التجارة، كما كانت البلاد العربية قد فقدت ازدهارها وضعفت، إلا أن تعليم اللغة العربية في الصين كان مستمرا بسبب وجود جاليات عربية فيها.
      ثم سأل راشد الحسيني من كلية العلوم التطبيقية في نزوى عن مدى حضور الهوية العمانية في كراسي جلالة السلطان لدراسات اللغة العربية في جامعة بكين؟
      فأشار المحاضر إلى أن وجود الكرسي يعطي دفعة قوية من الجانب العماني لتعليم اللغة العربية في الجامعة، ودور الكرسي لا يقتصر على جامعة بكين فقط، وأتمنى أن يتوسع إلى تعليم اللغة العربية في الصين.
      أحد الحضور استفسر عن عدد الطلاب الذين يدرسون في قسم اللغة العربية، فرد عليه المحاضر موضحا أن القسم يقبل سنويا من 15-20 طالبا، وبضع طلاب للدراسات العليا كالماجستير والدكتوراة، وهذا العدد قليل بالنسبة للأقسام الأخرى، كما أن هناك في القسم معمل لغة متقدم جدا، وأيضا قنوات خارجية.
      وتساءل سيف من مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عن دور العرب في توطين اللغة العربية في الصين، فرد عليه المحاضر بأن تعليم اللغة العربية لقي مساعدات من قبل المؤسسات والحكومات العربية، وهناك كتب مهداة من الطرف العربي.
      وكان سؤال سعيد العيسائي من كلية العلوم التطبيقية بصحار عن معنى كلمة «هوي هوي»، وهل كانت اللغة العربية هي حلقة الوصل بين التجار العرب والصينيين، أم كان هناك مترجمون؟
      فرد عليه المحاضر بأن كلمة «هوي هوي» فهي كلمة أطلقها المغول على أبناء الجالية الإسلامية، ولا أدري معناها في اللفظ المغولي، أما بالنسبة للغة المستخدمة بين التجار، فإنه حسب ما جاء في المصادر التاريخية، نجد ذكر كلمة «قال المترجم»، ولكن كان هناك من العرب من كان يدرس الصينية، وأيضا العكس
      .


    • -كراسي جلالة السلطان قابوس العلمية شعاع علمي حضاري-







      بعد ثلاثة أيام من البحث والنقاش وتبادل الآراء والخبرات والمعارف بين البحاثة والخبراء والأكاديميين، اختتمت أمس أعمال ندوة كراسي جلالة السلطان قابوس العلمية وإسهاماتها العظيمة في تنمية المعرفة الإنسانية، حيث كانت الأيام الثلاثة حافلة بأوراق العمل التي تناولها الأساتذة الأكاديميون لكراسي جلالة السلطان وغيرهم من الباحثين والخبراء في العلوم الدينية والإسلامية والإنسانية، تبادلوا من خلالها المفاهيم والمعارف والدور الحضاري الذي لعبته الحضارة الإسلامية بشكل عام، والدور الحضاري الذي لعبته ـ ولا تزال تلعبه ـ عُمان على مر العصور.
      وقد شكلت هذه الندوة مناسبة غاية في الأهمية من حيث إلقاؤها الضوء على ما تقوم به كراسي جلالة السلطان قابوس العلمية من أدوار نبيلة في خدمة الإنسانية ودورها في دعم الدراسات العلمية والبحثية، حيث كثير من الناس والمهتمين على وجه الخصوص يدفعهم حب التطلع واكتساب المزيد من المعارف والعلوم إلى الوقوف على الأهداف التي تعنى بها كراسي جلالة السلطان قابوس العلمية، وأعداد هذه الكراسي والدراسات التي تضطلع بها، وما كان هذا ليكون لولا انعقاد هذه الندوة التي أكدت البُعد الإنساني الكبير والاهتمام العظيم اللذين يتجسدان في شخص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ واللذين أكدا تصدر قضايا العلم والمعرفة ودورها في صنع المجتمعات الإنسانية وتحضرها وتقدمها لدى اهتمامات جلالته ـ أيده الله ـ فقد كان الاهتمام السامي من لدن عاهل البلاد المفدى ـ أعزه الله ـ واضحًا في انعقاد هذه الندوة التي أبرزت الجانب المشرق والحضاري للدور الطلائعي لحضارة الإسلام وحضارة عُمان في إثراء الجوانب المعرفية وخدمة البشرية. وقد وضح ذلك جليًّا من خلال أوراق العمل المهمة التي تناولتها الندوة في أيام انعقادها الثلاثة، حيث تمحورت حول الدراسات الشرقية والعلاقات الدولية، والعلوم التطبيقية وتنمية الموارد البشرية، والشواخص وجوانب إدارة الوقت في الثقافة الإسلامية، واللغة عن دورها في التواصل بين الثقافات والصراعات، والاتصالات في العمود الفقري لتقنية المعلومات، وأخيرًا حول إدارة المياه في المناطق شبه القاحلة وإمكانات إنتاج علف الشعير باستخدام نظام الزراعة المائية في دول مجلس التعاون اعتمادًا على مياه الصرف الصحي المعالجة، وإلكترونيات أشباه المواصلات ذات الفجوة الحزمية العريضة، واستعمالاتها في التطبيقات ذات الطاقة العالية والحرارة المرتفعة، ووحدة الدراسات العمانية ودورها في إثراء الدراسات الشرقية في عُمان.
      والملاحظ من هذه الأوراق أن جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ كان نشر العلم والثقافة والمعرفة يمثل أولوية قصوى وهاجسًا يخالجه، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد في الثالث والعشرين من يوليو حيث كانت الشرارة الأولى لمسيرة النهضة المباركة التي فجر طاقاتها هي العلم، ما يؤكد سعة الأفق وبُعد البصيرة لدى جلالته ـ أعزه الله ـ بأن الرخاء والنماء والسلام والأمن ومعالجة قضايا الشعوب لا تتم إلا بالعلم، وليس أي علم، وإنما العلم النافع الذي يصنع الإنسان ويبني مداركه وينمي فيه جوانب الخير، ويرقى بالمجتمعات ويحقق الغايات والأهداف التي من أجلها خلق الإنسان من إعمار للأرض وعبادة خالصة لله وإيثار الآخرين والبُعد عن الحقد والحسد والعدوان. إلى جانب أن أوراق عمل الندوة ستعمل على إيصال الصورة الصحيحة لحقيقة الإسلام ومدى اهتمامه بالإنسان منذ أن كان نطفة في رحم أمه وحتى مماته، وتعامل الإسلام مع معارضيه بالحكمة والجدال بالحسنى، وبيان قيمة الوقت وسؤال الإنسان عن هدره فيما لا فائدة فيه، فضلًا عن أن هذه الكراسي هي خير رسول إلى الأمم والشعوب الأخرى لتعريفهم أيضًا بحضارة عُمان ودورها العلمي، وكيف كانت همزة الوصل بين الحضارات السابقة وممرًّا لها، ما سينعكس بشكل إيجابي على تبادل الزيارات والوفود العلمية والأثرية والسياحية.
      إن كراسي جلالة السلطان قابوس العلمية شعاع علمي حضاري، ومن يمن الطالع أن يتزامن انعقاد ندوة التعريف بها مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني الأربعين المجيد، ونسأل الله أن يمن بالخير والصحة والسؤدد على قائد مسيرتنا الظافرة ويكلأه بعين رعايته وعنايته.. إنه سميع مجيب.



    • -وتتوالى المكرمات والمنجزات-








      لم تمض أيام قلائل على المكرمتين الساميتين اللتين أنعم بهما حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بمضاعفة قيمة المعاش الشهري للمستفيدين من مظلة الضمان الاجتماعي في رمضان وعيدي الفطر والأضحى ، يوم الثلاثاء الماضي ، وكذلك مكرمة إعفاء المنتفعين من نظام قروض مشروعات موارد الرزق ، إلا وأتبعها جلالة السلطان المفدى بمكرمات ثلاث أخرى أمس إحداها لصالح المتقاعدين من القطاع الخاص، وذلك بمنحهم ما يعادل 40% من المعاش التقاعدي، بمناسبة العيد الوطني الأربعين المجيد ، أما المكرمتان الأخريان فتتعلقان بتحسين البنية التحتية لقطاعات الخدمات في مجالي الطرق ومياه الشرب ، حيث صدرت الأوامر السامية الكريمة بتنفيذ مشروع ازدواجية طريق نزوى ـ ثمريت بطول 758 كيلومترا ، وبالطبع سيعزز هذا المشروع الحركة الاقتصادية والتنموية والسياحية بين مختلف مناطق السلطنة وييسر الحركة على الطرق السريعة ويحد من وقوع الحوادث عليها ، حماية لأرواح مستخدمي هذه الطرق، وتيسيرا لهم في قضاء حوائجهم المعاشية.
      وانطلاقا من اهتمام جلالته (أعزه الله) بموارد المياه واستدامتها وترشيد استهلاكها ، تفضل جلالته فأصدر أوامره السامية بإقامة معرض دائم للمياه في ولاية نزوى لتوثيق تراث السلطنة ومنجزاتها في إدارة الموارد المائية ، وهو تراث نعتز به منذ القدم.
      وبلا شك فإن هذه المكرمات والأوامر السامية المتوالية ستدخل مزيدا من الفرح والسرور على شرائح متعددة من المواطنين ، ويحسن من مستواهم المادي، ومن درجة استفادتهم من منجزات النهضة المباركة ، التي عمت بخيراتها كافة أرجاء الوطن، ليس فقط للجيل الحاضر، وإنما للأجيال القادمة أيضا ، وكلما توسعت امتدادات الخدمات الأساسية كان ذلك مترجما في شكل ميزات تختصر الوقت والجهد والمال للمواطنين، فضمان مصادر مياه مستدامة يحفظ الأمن المائي للبلاد ، وتوفير شبكة طرق عصرية يؤمن حركة أسرع وأكثر إنجازا وأمنا.
      وتظل الأعين الساهرة على راحة وأمن الوطن والمواطن يقظة دائما لمتابعة كل إنجاز واستحداث منجزات جديدة، بعضها قد لا يكون ماثلا في شكل خدمات أو مصادر إنتاج، وإنما في شكل تطوير لآليات ولوائح وقوانين تضمن انتظام المسيرة التنموية ، وحماية الحقوق، وتحديد الواجبات والصلاحيات ، ومراجعة النظم القانونية ، والنهوض بالعمل القضائي ومؤسساته لتحقيق عدالة ناجزة في أقصر وقت ممكن ، وكلها جهود تتوالى بأيدي المخلصين من أبناء هذا الوطن المعطاء وبعقولهم تحت قيادة جلالة السلطان المعظم الذي يؤمن إيمانا راسخا بأن العدل أساس الملك، وهو مبدأ أصيل وقيمة عظمى في فكر جلالة القائد يندرج ضمن كوكبة المبادئ والقيم التي تمضي على أساسها برامج وخطط بناء عمان الحديثة، وهي قيم ومبادئ تنبع من تراثنا وموروثنا الحضاري وعقيدتنا السمحة ، التي تجعل الإنسان محور الاهتمام ، وتعطيه حقوقه ، فقد كرم الله الإنسان ، ودعا إلى احترامه، ومن ثم كان هذا هو ديدن قائدنا المفدى بما يحمل من عقيدة راسخة وضمير حي.



    • -رأي عُمان.. المبادئ الراسخة والأمانة المقدسة-







      حملت البرقيات التي رفعها كبار المسؤولين بالدولة إلى المقام السامي تهنئة بالعيد الوطني الأربعين المجيد، العديد من الدلالات التي تؤكد على الولاء والطاعة وأن الأمانة التي تتحملها الأجهزة المختلفة من قوات الجيش والشرطة والأمن والجهاز الحكومي، تظل مقدسة وأن الذود عن حياض الوطن هو فرض وواجب.
      وقد تحققت هذه المعاني عبر عقود من العمل الدؤوب الذي انتقلت فيه عمان نقلة نوعية كبيرة في كافة مجالات الحياة الإنسانية، بعد أن تأسست الدولة ومنذ السنوات الأولى للنهضة المباركة على قيم ومبادئ راسخة عملت منذ البداية على تعزيز مبدأ المساواة والوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العماني، وهذا ما مكّن من القيام بواجب التنمية ونشرها في ربوع البلاد المختلفة.
      وقد أكد كبار المسؤولين على أن رؤية جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - كانت هي النبراس الذي به أضاءت مسارات العمل التنموي والسياسي في كافة المجالات على المستوى الداخلي والخارجي.
      وبفضل قيم واضحة وتوجيهات سديدة عمل الكل كجسد واحد، بحيث باتت عمان مستقرة وآمنة ومطمئنة، وأصبحت حديثها هو المستقبل ولا شيء يشغل العمانيون سوى رؤية الغد الأفضل والتطلع للمزيد من البناء والتنمية والرقي بالوطن، ومواجهة تحديات القرن الجديد بكل ثقة عبر التسلح بالعلم والمعرفة وقبل ذلك الاستعداد بالصفات السامية للإنسان العماني والتي أكد عليها جلالة القائد المفدى وأن الإنسان في هذه الأرض المباركة له تاريخه وإرثه من التقاليد التي ساهمت في المضي قدما بمشروع الدولة الحديثة.
      إن تأكيد الولاء والعرفان والتعهد لجلالته بالعمل ثم العمل إبداعا وإنتاجا واستشرافا للمستقبل، وكذلك السمع والطاعة والعرفان، كل هذه الإشارات الواضحة البيان، لهي أكبر دليل على أن النهضة العمانية قد أصبحت مقدسا في حد ذاته وأن الجميع قادرون على حماية المكتسبات والمنجزات وهم يدركون هذه المعاني ويواكبون الإدراك بالعمل الحقيقي وليس مجرد القول. ولعل ربط الأمانة بالقدسية، في برقيات المسؤولين المهنئة لجلالة القائد السلطان - أبقاه الله - بالعيد الوطني الأربعين المجيد، يعطي دلالة جلية على أن التقاليد التي رسخها المشروع العماني قد أصبحت تعيش في الأفئدة ولا مجال لزحزحتها طالما كانت هذه القلوب عامرة بالإيمان، محبة للتراب المقدس، وحاملة لواء الولاء للقائد المفدى، وهي تعزز كل ذلك بالإخلاص عندما يتحول الإنجاز في حد ذاته إلى عبادة وقيمة لا تضاهى.
      فالشعوب والأمم تبنى بالتقاليد الراسخة والقيم المجيدة التي هي نتاج موازنة بين إرث الإنسان ومشروعه في التعايش مع الحضارات الإنسانية وما يفرضه العصر الحديث، لكن قوة الإنسان في قدرته على الفرز والأخذ بالجيد والمفيد، وهو منهج النهضة العمانية منذ بزوغ فجرها المبارك.
      وإذا كانت برقيات المسؤولين جاءت بعبارات متباينة إلا أنها تصب في معين واحد من حيث الإيمان بالمبادئ الراسخة، والتأكيد عليها وتجديد الولاء والعرفان والاستعداد للمستقبل بكل ثقة وإخلاص وطموح في المزيد من الإنجاز.


    • -عُمان على بوابة العقد الخامس-







      تحتفل السلطنة اليوم بالذكرى الأربعين لبزوغ فجر النهضة العمانية المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.
      وفي هذه المناسبة المجيدة يشعر الشعب العماني بالفخر لما تحقق على أرضنا الطيبة من منجزات مرئية للعيان حولت السلطنة إلى واحة للاستقرار والأمان والعيش الكريم، وذلك بفضل الرؤية الحكيمة التي ساقها سلطان البلاد المفدى في جميع مجالات الحياة الإنسانية. ومحصلة هذا المنجز المرئي والطموح الذي أصبح واقعا، تجعل كل مواطن يجدد العهد والولاء لباني النهضة الحديثة، حيث إن تجدد الولاء يعني الثقة بالقيادة السامية وبالمكتسبات والعمل على صونها والإضافة إليها والاحتفاظ بحق الأجيال القادمة بالتمتع بخيرات هذه الأرض المعطاءة.
      وخلال أربعين سنة استطاعت عمان أن تنهض من ظلام الأمس إلى الحاضر المشرق مستعيدة أمجادها التاريخية وإرثها الحضاري، وذلك عبر خطط وبرامج واضحة في التنمية ابتداء بنشر التعليم وتعزيز الخدمات الصحية إلى تشييد البنيات الأساسية، ومن ثم ترسيخ المشاركة الشعبية، إلى بناء دولة المؤسسات.
      وتمت هذه الإنجازات بالإرادة والعمل الجاد وإيمان المواطن بدوره والقيام به بكل محبة، بعد أن وثق في قيادته وترجم توجيهات جلالته السديدة إلى عمل ماثل للعيان.
      بالطبع وكما أكد جلالة العاهل القائد – أبقاه الله- لم يكن الطريق سهلا ميسورا، وكانت ثمة عقبات، لكن وضوح الهدف والإيمان به هو الذي مكّن من تجاوز العقبات وتحويلها إلى إيجابيات في صالح دفع المشروع ورفده إلى الأمام بحيث يمكن الاستفادة من تراكم الخبرات والتجارب وتحويلها إلى إرث يعزز المبادئ التي سارت عليها النهضة منذ التأسيسات المبكرة.
      واستطاعت السلطنة أن تنسج وئاما مع العالم جاء نتاج وضوح الرؤية في السياسة الداخلية مما انعكس على السياسة الخارجية، حيث تنظر عمان إلى علاقاتها مع العالم وفق منظور يقوم على التعايش استنادا على البعد التنموي وإيمانا بأن العالم في طريقه إلى التكامل عبر التعاون الاقتصادي، وفي الوقت نفسه ظلت السياسة العمانية تؤكد على مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في الشأن العماني.
      اليوم وبعد مضي أربعة عقود من عمر الزمان فإن أي مراقب لتجربة الدولة الحديثة في عمان لن يشعر بحجم الفرق، فحسب، على مستوى البنيات الأساسية والاقتصاد والنقلة الكبيرة في مجالات التنمية البشرية والمستدامة، بل سيوقن تماما بأن ثمة تغييرا نوعيا كبيرا حدث في مجمل مشهد الحياة في عمان استنادا إلى ما كان عليه الوضع قبل الثالث والعشرين من يوليو 1970.
      كذلك يستطيع المراقب أن يحدد بصفاء أن المشروع العماني قام على أسس واضحة منذ البداية، لم تتغير أهدافها ولا أبعادها، وكانت قادرة على التقاطع مع كافة الظروف والمستجدات التي يفرضها الحراك الإنساني والكوني على مستوى العالم، لاسيما في عصر يتسم بالتسارع.
      وتعاملت سياسة السلطنة مع التسارع الكوني وفق قاعدة مركزية وهي أن التحديث والعصرنة لا تعني الانجراف لما يفرضه العصر، إنما هي توليفة «ذكية» بين الأصيل والمعاصر، بحيث يأخذ الإنسان من القيم والتقاليد المتوارثة ما هو مفيد ويترك غير المفيد، وفي الوقت نفسه يأخذ من مقتضيات العصر ما يدفع التنمية والنماء والتطور.
      كذلك أكسبت السياسة العمانية «التسارع» صفة التدرج في الأخذ به وفقا لشروط الذات وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار، حيث لابد من الدراسة المحيطة أولا بكافة جوانب الموضوع ومن ثم الانطلاق إلى التنفيذ.
      وبهذا المنهج لم تتغير القيم العمانية الأصيلة ولم تقع عمان في أسر التحديث الصرف الذي يجعل الكائن منبتا عن جذوره وميراثه الحضاري. ما أسس لـ «فقه عماني» خاص في التعامل مع ماهية السياسة وأدوارها، وانعكس ذلك على سبل وتصاريف الحياة المختلفة ومجالات الإنتاج والمؤسسية في العمل وغيرها من الأمور.
      إن أهم سمة استطاعت بها النهضة العمانية أن تسلك طريقا تصاعديا ونوعيا مع مرور الزمن،أنها قامت على رؤية واضحة ومحددة، وبالتالي فإن النظام والانتظام هو طابعها والثبات هو جوهرها، ما جعل التجربة ذات خصوصية عالية في كافة المستويات، وبدرجة واضحة.
      الآن ونحن نستشرف العقد الخامس من النهضة المباركة يكون الحديث عن المستقبل، وهو أمر مؤسس له في «الفقه السياسي العماني» حيث أن الرؤية العمانية وضعت المستقبل مرتكزا في الأهداف منذ التأسيسات وسارت على هذا النهج، والدليل أن ما تحقق من خطوات جلية ما كان ليتحقق لو أن المستقبل لم يكن في الاعتبار منذ البداية.
      المستقبل غامض، لكن الإنسان يستطيع السيطرة عليه والتحكم فيه عبر المضي على المبادئ ذاتها، والإيمان بأن المكتسبات هي ملك لكل الأجيال، والمضي في تعظيم طاقة العطاء عبر محور الإنسان الذي ظل دائما هو الهدف والسبيل والغاية في فكر صاحب الجلالة السلطان المعظم – أبقاه الله-. وهو ما نسير فيه بإذن الله متمثلين خطى القيادة الحكيمة في الرسالة التي آمنت بها وعملت لأجلها واقتدى بها الشعب العماني.
      ونحن نقف على بوابة العام الحادي والأربعين من نهضتنا المباركة، نبارك للقيادة هذا اليوم التاريخي وما تحقق من مكتسبات ونؤكد أن صيانتها أمانة مقدسة، وأن الكل هم جنود عمان الأوفياء الذين يزودون عنها بالأرواح والدماء فداء للموطن.
      حفظ الله جلالة السلطان المعظم ورعاه بعنايته وحفظ عمان آمنة مستقرة. وكل عام وأنتم بخير.
      وخلال أربعين سنة استطاعت عمان أن تنهض من ظلام الأمس إلى الحاضر المشرق مستعيدة أمجادها التاريخية وإرثها الحضاري، وذلك عبر خطط وبرامج واضحة في التنمية ابتداء بنشر التعليم وتعزيز الخدمات الصحية إلى تشييد البنيات الأساسية، ومن ثم ترسيخ المشاركة الشعبية، إلى بناء دولة المؤسسات.
      وتمت هذه الإنجازات بالإرادة والعمل الجاد وإيمان المواطن بدوره والقيام به بكل محبة، بعد أن وثق في قيادته وترجم توجيهات جلالته السديدة إلى عمل ماثل للعيان.
      بالطبع وكما أكد جلالة العاهل القائد – أبقاه الله- لم يكن الطريق سهلا ميسورا، وكانت ثمة عقبات، لكن وضوح الهدف والإيمان به هو الذي مكّن من تجاوز العقبات وتحويلها إلى إيجابيات في صالح دفع المشروع ورفده إلى الأمام بحيث يمكن الاستفادة من تراكم الخبرات والتجارب وتحويلها إلى إرث يعزز المبادئ التي سارت عليها النهضة منذ التأسيسات المبكرة.
      واستطاعت السلطنة أن تنسج وئاما مع العالم جاء نتاج وضوح الرؤية في السياسة الداخلية مما انعكس على السياسة الخارجية، حيث تنظر عمان إلى علاقاتها مع العالم وفق منظور يقوم على التعايش استنادا على البعد التنموي وإيمانا بأن العالم في طريقه إلى التكامل عبر التعاون الاقتصادي، وفي الوقت نفسه ظلت السياسة العمانية تؤكد على مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين، وعدم السماح للآخرين بالتدخل في الشأن العماني.
      اليوم وبعد مضي أربعة عقود من عمر الزمان فإن أي مراقب لتجربة الدولة الحديثة في عمان لن يشعر بحجم الفرق، فحسب، على مستوى البنيات الأساسية والاقتصاد والنقلة الكبيرة في مجالات التنمية البشرية والمستدامة، بل سيوقن تماما بأن ثمة تغييرا نوعيا كبيرا حدث في مجمل مشهد الحياة في عمان استنادا إلى ما كان عليه الوضع قبل الثالث والعشرين من يوليو 1970.
      كذلك يستطيع المراقب أن يحدد بصفاء أن المشروع العماني قام على أسس واضحة منذ البداية، لم تتغير أهدافها ولا أبعادها، وكانت قادرة على التقاطع مع كافة الظروف والمستجدات التي يفرضها الحراك الإنساني والكوني على مستوى العالم، لاسيما في عصر يتسم بالتسارع.
      وتعاملت سياسة السلطنة مع التسارع الكوني وفق قاعدة مركزية وهي أن التحديث والعصرنة لا تعني الانجراف لما يفرضه العصر، إنما هي توليفة «ذكية» بين الأصيل والمعاصر، بحيث يأخذ الإنسان من القيم والتقاليد المتوارثة ما هو مفيد ويترك غير المفيد، وفي الوقت نفسه يأخذ من مقتضيات العصر ما يدفع التنمية والنماء والتطور.
      كذلك أكسبت السياسة العمانية «التسارع» صفة التدرج في الأخذ به وفقا لشروط الذات وعدم الاستعجال في اتخاذ القرار، حيث لابد من الدراسة المحيطة أولا بكافة جوانب الموضوع ومن ثم الانطلاق إلى التنفيذ.
      وبهذا المنهج لم تتغير القيم العمانية الأصيلة ولم تقع عمان في أسر التحديث الصرف الذي يجعل الكائن منبتا عن جذوره وميراثه الحضاري. ما أسس لـ «فقه عماني» خاص في التعامل مع ماهية السياسة وأدوارها، وانعكس ذلك على سبل وتصاريف الحياة المختلفة ومجالات الإنتاج والمؤسسية في العمل وغيرها من الأمور.
      إن أهم سمة استطاعت بها النهضة العمانية أن تسلك طريقا تصاعديا ونوعيا مع مرور الزمن،أنها قامت على رؤية واضحة ومحددة، وبالتالي فإن النظام والانتظام هو طابعها والثبات هو جوهرها، ما جعل التجربة ذات خصوصية عالية في كافة المستويات، وبدرجة واضحة.
      الآن ونحن نستشرف العقد الخامس من النهضة المباركة يكون الحديث عن المستقبل، وهو أمر مؤسس له في «الفقه السياسي العماني» حيث أن الرؤية العمانية وضعت المستقبل مرتكزا في الأهداف منذ التأسيسات وسارت على هذا النهج، والدليل أن ما تحقق من خطوات جلية ما كان ليتحقق لو أن المستقبل لم يكن في الاعتبار منذ البداية.
      المستقبل غامض، لكن الإنسان يستطيع السيطرة عليه والتحكم فيه عبر المضي على المبادئ ذاتها، والإيمان بأن المكتسبات هي ملك لكل الأجيال، والمضي في تعظيم طاقة العطاء عبر محور الإنسان الذي ظل دائما هو الهدف والسبيل والغاية في فكر صاحب الجلالة السلطان المعظم – أبقاه الله-. وهو ما نسير فيه بإذن الله متمثلين خطى القيادة الحكيمة في الرسالة التي آمنت بها وعملت لأجلها واقتدى بها الشعب العماني.
      ونحن نقف على بوابة العام الحادي والأربعين من نهضتنا المباركة، نبارك للقيادة هذا اليوم التاريخي وما تحقق من مكتسبات ونؤكد أن صيانتها أمانة مقدسة، وأن الكل هم جنود عمان الأوفياء الذين يزودون عنها بالأرواح والدماء فداء للموطن.
      حفظ الله جلالة السلطان المعظم ورعاه بعنايته وحفظ عمان آمنة مستقرة. وكل عام وأنتم بخير.



    • -عيد المكارم-






      تحتفل السلطنة اليوم (الثامن عشر من نوفمبر) من أقصاها إلى أقصاها بمناسبة العيد الوطني الأربعين المجيد، وهي مناسبة غالية على قلب كل عماني ترعرع على أرض هذا الوطن، واكتحلت عيناه بالمنجزات، وقرتا بالأمن والأمان، وعبقت يداه بالعيش الكريم، وترطب لسانه بمنطق التعبير الحر.
      وقد سبقت هذه المناسبة استعدادات ومسيرات عمت مختلف أرجاء السلطنة خرج المواطنون ذكورًا وإناثًا معبرين عن عميق فرحتهم وثقتهم في قائدهم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مجددين العهد والولاء، ومعربين عن عظيم امتنانهم وكبير عرفانهم على ما تحقق من منجزات تنموية، ونقلة اقتصادية أكدت ما يتمتع به قائدهم من حكمة ورؤية ثاقبة، وانعكست بشكل إيجابي على الجانب الاجتماعي والمعيشي، فهؤلاء المواطنون إنما أرادوا أن يعبروا بطريقتهم عن مدى ما يكنونه من احترام وتقدير لقائدهم الذي أرسى دعائم دولة عصرية يشار إليها بالبنان.
      وفي المقابل كانت الأيادي البيضاء والمكارم السخية من لدن عاهل البلاد المفدى خير معبر وأبلغ رسول للتعبير عن مدى ما يكنه جلالة القائد ـ أعزه الله ـ من حب كبير لشعبه الأبي، حيث إن كل همه رؤية الإنسان العماني يرفل في أثواب قشيبة من الصحة والنعماء والعزة والكرامة، وأن تكون عمان كما كانت بلدًا ذا حضارة وتاريخ عريق يحظى بالعزة والكرامة والاحترام. فهو بحق عيد المكارم.
      إن العيد الوطني مناسبة وطنية بامتياز يتجدد فيها العهد والولاء والعرفان، ومؤشر على مضي مرحلة وقدوم أخرى تبني على ما تم إنجازه في الأولى وهكذا دواليك، لبنة فوق أخرى إلى أن تم البناء ليقف شامخًا مباهيًا المهندسين بعليائه ومتحديًا إياهم في عظيم صنعه ودقة إحكامه، وها هو البناء يكمل عقده الرابع ليعلن عن نفسه بأنه ليس بناء أي بناء، وإنما هو دولة عصرية مترامية الأطراف تحققت بعون الله وعمل دائب متفانٍ من المخلصين، فهي محفوظة بحفظ الله ومصانة بإخلاص الأوفياء من أبنائها الذين رفعوا لواء الله الوطن السلطان، المؤمنين بأن الوطن مقدس، وبناءه واجب، ورفعته حق، وصونه فرض، فالوطن جزء من الإنسان المكون من المادة والروح، لا بل هو كل من الإنسان، فلا هوية ولا قيمة له بدون الوطن، وأي مساس به أو بمنجزاته يعني أن التوازن المطلوب في هذا الإنسان قد اختل واضطرب، فإذا طغى عليه جانب المادية تحول إلى البهيمية وصار عبدًا للمادة وأسيرًا لشهواته، والعكس صحيح فإذا غلب عليه جانب الروح ضاعت حكمة البناء والإعمار.
      لقد كان جلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ واضحًا في كلمته السامية في الرابع من أكتوبر من هذا العام في افتتاح الانعقاد السنوي لمجلس عمان بحي الشاطئ في صلالة في بيان حجم التحديات التي واكبت بناء الدولة العصرية، حيث قال جلالته مخاطبًا مواطنيه الكرام ".. إذا كان بناء هذه الدولة العصرية التي تطلعنا إليها قد تحقق بعون من المولى عز وجل فإن الطريق إليها لم يكن كما تعلمون جميعًا سهلًا ميسورًا، وإنما اكتنفته صعاب جمة وعقبات عديدة، لكن بتوفيق من الله والعمل الدؤوب وبإخلاص تام وإيمان مطلق بعون الله ورعايته من جميع فئات المجتمع ذكورًا وإناثًا تم التغلب على جميع الصعاب واقتحام كل العقبات والحمد لله". فهنا يريد جلالة السلطان المعظم أن يؤكد على الدور الفعال الذي لعبه المواطنون بجميع فئاتهم في بناء الدولة، داعيًا في الوقت ذاته إلى أن من بنى عليه أن يحافظ على بنيانه.
      إن العيد الوطني الأربعين المجيد يعلن عن دخول النهضة المباركة عقدها الخامس، وكلنا ثقة بأن من استطاع أن يجعل خطاه ثابتة على مدى أربعة عقود وفي نسق منتظم هو قادر على مواصلة العقود التي تليها بنفس الإصرار والصبر والحكمة وقوة الشكيمة والرؤية النافذة، فضلًا عن مستقبل مشرق أبهر.



    • -الحرية هي جوهر الحياة-







      لا يحتاج المراقب للمشهد العماني كبير تدليل على منهج السياسة العمانية ورؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في إطار فكر التسامح والتعايش بين بني الإنسانية بغض النظر عن أديانهم ومعتقداتهم ومذاهبهم.
      هذا الفكر الذي جاء نتيجة عوامل عديدة ما بين الإرث الحضاري لعمان في علاقاتها ذات النسيج الكوني ومنذ وقت مبكر، وما اختطته الدولة العمانية الحديثة من تأسيسات واضحة تختص بمبادئ المساواة والعدالة وعدم التمييز بين الناس، والنظر إلى الإنسان بوصفه محور الحياة أينما كان.
      وفي كلمة السلطنة أمام الامم المتحدة في سبتمبر الماضي أكدت على "إيمان قائد مسيرة النهضة العمانية مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أبقاه الله - بأن الحياة قد خلقت للإنسان ذكورا وإناثا، وأن الحرية هي جوهر الحياة، وأن التعبير الحر والإيجابي هو بذرة الإبداع، وأن الإبداع هو وقود التطور".
      هذه المعاني لا تقال بهدف الترويج الإعلامي أو أنها مجرد رؤية غير حاضرة على أرض الواقع، وإنما حقيقة يعيشها كل من يقترب من عمان سواء كان مقيما أو زائرا أو مراقبا أو باحثا وغيرهم، حيث يطغى مشهد التسامح الذي أسس له جلالة السلطان على صورة الحياة في السلطنة، وأبرز معلم حضاري في قلب مسقط يدل على ذلك التواصل الصادق بين الإسلام والعصر الحديث، هو جامع السلطان قابوس الأكبر، الذي يعتبر جسرا حيّا لحوار الثقافات والتعايش الإنساني، حيث يزوره السياح من مختلف البلدان وتقام به المحاضرات لمفكرين من مختلف المذاهب والأديان.
      وبالتالي فإن ما جاء به التقرير السنوي للحريات الدينية لعام 2010 الصادر مؤخرا عن وزارة الخارجية الأمريكية، من إشادة بالسلطنة وفكر صاحب الجلالة السلطان المعظم في إطار التسامح، هو تأكيد لمشهد قائم رسّخ لمبادئ الحوار والاعتدال والفكر الحر المنفتح.
      وفي عام 2000 أكد جلالة القائد المفدى في محاضرته بجامعة السلطان قابوس على حرية الفكر وعدم مصادرته لأي سبب كان مؤكدا جلالته “إن مصادرة الفكر من أكبر الكبائر”، وأوصى الأجيال الجديدة بأن يكونوا حراسا لعقولهم وأن يتدبروا المعاني في قراءة التاريخ وأن يكونوا حذرين في التعاطي مع القضايا المتعلقة بالعقل، ذلك لأن تعطيل العقل هو اغتيال للإبداع والتطور في الحياة، فما لم يكن الإنسان معافى في إطار قدرته على التفكير الحر والشفاف والمنفتح، فلن يكون بإمكانه المساهمة بشكل إيجابي في مسارات الحياة المختلفة.
      كذلك كانت دعوة جلالة السلطان المبكرة إلى نبذ التشدد والإرهاب فقبل أن تصبح كلمة “إرهاب” جزءا من السرديات المستهلكة دوليا، كان جلالة السلطان في نوفمبر 1985 بقمة مسقط بالدورة السادسة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون؛ قد أشار إلى “الإرهاب” وضرورة التصدي الجماعي له، بهدف الاستقرار في المنطقة.
      وقد كان تقرير الخارجية الأمريكية قد بينا في تأكيد دور جلالته – أبقاه الله- وحرصه على أن يعيش العالم مستقرا وآمنا، وهو أمر معروف في إطار سياسة السلطنة الخارجية القائمة على الحوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وعدم السماح لهم بالتدخل في الشأن العماني، فحرية الإنسان تقف عند حرية الآخر، كما أن معنى الحرية بأي شكل كانت لا تعني النقض من الآخرين أو تهديد مصالحهم ومشاريعهم الإنسانية والفكرية والبنائية.
      وفي هذا الإطار فقد أبرز تقرير الحريات الدينية دور جلالته في التقريب بين الأديان والثقافات، وتجلت أبرز معاني هذه الصورة الجلية في إنشاء كرسي صاحب الجلالة للديانات الإبراهيمية والقيم المشتركة بجامعة كامبردج ودعم وتنظيم الدورات التدريبية في الجامعة نفسها في مجال الحوار بين أتباع الديانات، وإنشاء مواقع إلكترونية، وتدريب الأئمة، واستقبال الوفود من مختلف أصحاب الديانات. وهو الأمر الذي يدلل على فكر منفتح على الآخر وعلى الحوار الإنساني بين الديانات المختلفة.
      وإذا كان ليس ميسورا إيجاز ما جاء في التقرير من مضامين إلا أن السمة الغالبة في إطار الإشادة بالمنجز العماني وفكر جلالة السلطان في هذا الشأن، أن سلطنة عمان لم تشهد وجود إساءة أو تمييز على أساس الانتماء الديني أو الاعتقاد أو الممارسة، وأن هناك ما لا يقل عن مليون شخص يعيشون جنبا إلى جنب مع العمانيين رغم اختلاف التبعية الدينية دون مشكلات تذكر.
      كذلك كانت إشارة التقرير الواضحة إلى النظام الأساسي للدولة الصادر في 1996 والذي يكفل للأفراد حرية الدين وممارسة الشعائر والطقوس الدينية، كما يمنع أي نوع من الاضطهاد أو الإساءة على أساس الدين. أيضا الإشارة إلى حرية الممارسة الدينية وفق الضوابط التي تصدرها الجهات المعنية سواء للمسلمين أو غير المسلمين.
      وكانت هناك وقفة مع مجلة التسامح التي تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والتي تؤكد للمرة الخامسة على التوالي على دورها الفاعل في تشجيع الحوار في الإسلام نفسه ومع الأديان والثقافات الأخرى.
      إن صدور هذا التقرير في غمرة الاحتفالات بالعيد الوطني الأربعين المجيد، يأتي ليتوج بعدا آخرا من أبعاد الدولة العمانية الحديثة ونجاحاتها، فإذا كان تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة مؤخرا قد وضع السلطنة في المرتبة الأولى عالميا من حيث معدل التسارع في التنمية البشرية في مجالات الصحة والتعليم فإن تقرير الحريات الدينية يكمل الجانب الثاني من ثنائية النهضة المباركة في البعد الروحاني، حيث أن النهضة تقوم على تلك الموازنة بين البعدين المادي والروحي وحيث يؤكد جلالة السلطان – حفظه الله ورعاه - على أن الأمم التي تفتقد لهذا البعد لم تستطع الاستمرار
      .


    • -إشادة تأكيد على منصوص-






      إشادة وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي حول الحريات الدينية في العالم لعام 2010م بحكومة السلطنة في مجال الحريات الدينية، هي تأكيد على منصوص ورسم وختم على حقيقة الواقع الديني الحر الذي تنعم به بلادنا، وذلك لأن بلادنا كانت ولا تزال في هذا العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ترفع شعار التسامح الديني والتعايش مع الآخرين بمختلف معتقداتهم الدينية ومحاورة المخالف في المعتقد بالحكمة واللين والمنطق والعقل، وهذا يعد قمة التسامح الديني الذي دعا إليه رب العزة جل وعلا، وعمل على أساسه رسوله الكريم (صلى الله عليه وسلم)، في دعوته لمخالفيه. وهو أسلوب من الأساليب الراقية والحضارية في محاورة الآخرين والتواصل معهم وتوصيل الثقافة الإسلامية، فالمسلم من خلال التزامه بمبادئه وقيمه الدينية وعدم التنازل عنها وعدم إكراه الغير على اعتناقها هو أسلوب رحيم ومؤثر دعوي عميق من شأنه أن يثير اهتمام المخالفين في المعتقد بالثقافة الإسلامية والتأثر بها، وقد كان لهذا الأسلوب مفعول السحر في الماضي، من ذلك ما جاء في التاريخ الإسلامي أن جيش المسلمين دخل سمرقند دون سابق إنذار، واحتج أهلها وشكوا قائد الجيش إلى الخليفة آنذاك فأمر بخروج الجيش منها فورًا، فما كان من أهل سمرقند عندما رأوا هذه السماحة إلا أن يعلنوا إسلامهم طواعية، وقدوتهم في ذلك رسول الهداية عليه الصلاة والسلام الذي تسامح مع مشركي قريش حين فتح مكة وهم الذين طردوه منها، وغيرها الكثير من أمثال التسامح التي ضربها الأولون.
      وسيرًا على هذا الإرث النبوي وإرث السلف الصالح خطت حكومة السلطنة بقيادة جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث عملت على إشاعة أجواء التسامح والتحاب وتوطيد العلاقات وإرساء أسس الألفة والمحبة والتواصل والتراحم ليس فقط بين العمانيين بعضهم بعضًا لكونهم إخوة في الدين والعقيدة يعبدون ربًّا واحدًا ويؤدون شعائر واحدة، وكونهم أبناء بلد واحد نشأوا وترعرعوا بين أحضانه، وإنما أيضًا بينهم وبين أتباع الديانات الأخرى الذين يقيمون على أرض هذا الوطن ويعملون فيه، فتجد المواطن المسلم يسكن ويأكل ويعمل مع غير المسلم، وغالبًا ما يكون غير المسلم هذا هو المسؤول والمدير والطبيب والمعلم والمهندس والتاجر والنجار والحداد، ولا ضير في ذلك، بل إن حق ممارسة طقوسه مكفول قانونًا، وبالتالي لم تشهد بلادنا وجود أي إساءة أو تمييز على أساس الانتماء الديني أو الاعتقاد أو الممارسة ولله الحمد.
      ولم تقف جهود جلالة السلطان المعظم ـ أعزه الله ـ في ترسيخ قيم الحوار والتسامح والاعتدال بين الأديان والثقافات عند هذا الحد، بل توَّجها بإنشاء كرسي صاحب الجلالة للديانات الإبراهيمية والقيم المشتركة بجامعة كامبردج وتنظيم الدورات التدريبية في جامعة كامبردج في مجال الحوار بين أتباع الديانات وإنشاء مواقع إلكترونية وتدريب الأئمة واستقبال الوفود من مختلف أصحاب الديانات، حيث سيعمل هذا الكرسي على تغيير المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ورد الشبه الطاعنة في عقيدته وفقهه وتغيير الصورة السلبية التي حاول إلصاقها أعداء السلام والتعايش السلمي ضد أتباع الدين الإسلامي، كما سيعمل الكرسي على إضاءة الجوانب المشرقة والمضيئة في الإسلام واحترامه للديانات السماوية كونها ترجع إلى مصدر واحد.
      ومما يجدر ذكره وتسجيله أن السلطنة ترفض مبدأ الانغلاق والتقوقع وسياسة الانكفاء على الذات، وإنما عملت على الحوار مع مختلف المذاهب والديانات واستضافت الكثير من الندوات، حيث كانت ندوات الفقه الإسلامي التي استضافتها رحاب جامعة السلطان قابوس وجامع السلطان قابوس الأكبر خير شاهد على ذلك، حيث حضور علماء المذاهب والشخصيات الإسلامية يرفدون الفقه الإسلامي بالفتاوى حول القضايا والمستجدات التي تفرزها الحياة المعاصرة والعلم الحديث.
      إن التسامح مبدأ إسلامي أصيل وما أحوج الأمة الإسلامية اليوم إليه لنبذ الفرقة والشحناء ولمِّ الشعث والوحدة، فهو مبدأ يشيع التعايش السلمي ويفتح صفحات الحوار بالحسنى والحكمة وتؤكد عليه الحكمة القائلة "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
      إن ما تزخر به السلطنة من تسامح وتعايش ومحبة وتراحم وتواصل هو ثمرة من ثمرات النهضة المباركة التي أرسى دعائمها بكل حكمة واقتدار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ولذلك فإننا نؤكد ما قلناه عاليًا إن إشادة وزارة الخارجية الأميركية ما هو إلا تأكيد على منصوص.




    • -السلطان قابوس يقود مسيرة نهضة حديثة وانجازات كبيرة علي كافة المستويات الاقليمية والدولية-




      تحتفل السلطنة اليوم الخميس بالذكري الأربعين لانطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة التي يقودها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان . وفي هذه المناسبة الوطنية المجيدة وهذا اليوم التاريخي في حياة الوطن والمواطن العماني يجدد أبناء الشعب العماني الوفي علي امتداد أرض عمان الطيبة العهد والولاء لباني نهضة عمان المباركة الذي تمكن بفضل إرادته وعزيمته ورؤيته الحكيمة وقدرته علي حشد كل طاقات الوطن البشرية والمادية من ترجمة الاهداف السامية وتحويلها إلي واقع عملي يعيشه أبناء الوطن أمنا وأمانا وتقدما وازدهارا .
      وفي الوقت الذي تنطلق فيه مسيرة النهضة العمانية الحديثة نحو غاياتها محققة طموحات الوطن والمواطن في بناء دولة عصرية تحقق الامن والامان والتقدم والرقي للوطن والمواطن وتسهم في تحقيق السلام والاستقرار والطمأنينة من حولها فان مما له دلالة عميقة أن يشير السلطان قابوس في كلمته في افتتاح الانعقاد السنوي لمجلس عمان في قاعة الحصن بحي الشاطيء بصلالة يوم الرابع من أكتوبر الماضي الي ما تحقق علي أرض السلطنة من منجزات عظيمة في كافة ميادين الحياة .
      وقد تحقق ما وعد به من تشييد دولة عصرية وبناء مستقبل مشرق .. ولم يكن ذلك مصادفة علي أي نحو لكنه كان ثمرة لتخطيط عملي متصل وفكر مستنير ورؤية شاملة تمكنت من تحقيق توازن دقيق بين المحافظة علي الجيد من موروثاتنا التي نعتز بها ومقتضيات الحاضر التي تتطلب الموائمة مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته والاستفادة من مستجداته ومستحدثاته في شتي ميادين الحياة .
      وكما أوضح السلطان قابوس فانه اذا كان بناء هذه الدولة العصرية التي تطلعنا اليها قد تحقق بعون من المولي عز وجل فان الطريق اليها لم يكن كما تعلمون جميعا سهيلا ميسورا وانما اكتنفته صعاب جمة وعقبات عديدة لكن بتوفيق من الله والعمل الدوؤب وباخلاص تام وإيمان مطلق بعون الله ورعايته من جميع فئات المجتمع ذكورا واناثا تم التغلب علي جميع الصعاب واقتحام كل العقبات والحمد لله // .
      ان الدولة العصرية التي شيدها السلطان ورسخ أركانها وقواعدها انما ترتكز علي النجاح المشهود له في القدرة علي حشد كل طاقات الوطن التي تشمل الانسان والموارد كما تم تحقيق الوحدة الوطنية بكل ما تعنيه من قوة وتماسك وتعاضد وترابط بين أبناء هذه الارض الطيبة وتحقيق الشعور العميق بالامن والامان في كل ربوع الوطن لذلك انطلق المواطن العماني الي عمليات الاسهام في التنمية والبناء بكل طاقاته وقدراته مطمئنا علي حاضرة ومستقبل أبنائه .
      ومما له دلالة عميقة ان السلطان قابوس بن سعيد أكد منذ انطلاق مسيرة النهضة العمانية المباركة علي المواطنة العمانية ليس فقط من خلال تأكيد الاعتزاز والفخر بها والمساواة في اطارها ولكن أيضا من خلال البعد الايجابي لها ذلك المتمثل في ضرورة الاقدام والمشاركة والاسهام في اعلاء صرح البناء الوطني في كل المجالات وعلي كافة المستويات ومن جانب كل أبناء الوطن .
      ومن هنا فان النظام الاساسي للدولة شمل الاسس والمباديء الموجهة لسياسة الدولة في مختلف المجالات كما تضمن كل ما يتصل بالحقوق والواجبات وأكد علي المساواة وحكم وسيادة القانون الي جانب توفير كل الضمانات من أجل أن ينطلق القضاء العماني للقيام بدوره وتيسير حق التقاضي للمواطنين .
      ومما له دلالة عميقة في هذا المجال ان القانون العماني أتاح الفرصة للجان التوفيق والمصالحة للقيام بدورها في تحقيق المصالحة بين المواطنين وفق التقاليد العمانية في هذا المجال وبتراضي الاطراف المختلفة تعزيزا للاواصر وعلاقات المودة بين أبناء المجتمع .
      وفي هذا الاطار انضمت السلطنة الي مختلف الاتفاقيات الدولية المعنية بالحفاظ علي حقوق الانسان ومكافحة التفرقة والاتجار بالبشر .. كما تم تشكيل اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في اطار مجلس الدولة لتقوم بدورها في هذا المجال .. كما أصدر جلالة السلطان المعظم المرسوم السلطاني رقم / 102 / 2010 / الصادر في 22 / 9 / 2010 بالغاء محكمة أمن الدولة تعزيزا لمناخ الامن والامان وسيادة القانون .
      ويتمتع المواطن العماني بكافة حقوقه بما فيها حقوقه السياسية المتمثلة في الترشيح والانتخاب لعضوية مجلس الشوري والذي يشمل كل من ينطبق عليهم ذلك ممن بلغ سن الحادية والعشرين ذكورا واناثا .. كما ان مجلس عمان الذي يتكون من مجلس الدولة ومجلس الشوري يقوم بدوره من خلال المجلسين في تحقيق المشاركة الواسعة للمواطنين في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية .. ومن المعروف ان مجلس الدولة هو مؤسسة برلمانية
      تقوم بدور حيوي ليس فقط في اطار خصوصية التجربة العمانية في مجال العمل الديمقراطي ولكن أيضا علي صعيد التطور الذي يشهده المجتمع العماني اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا
      ويتشكل مجلس الدولة بحكم تكوينه من خبرات عمانية مشهود لها بالكفاءة يقوم السلطان بتعيينها ويقوم هذا المجلس بالدراسة الموضوعية لما يطرح عليه من موضوعات مختلفة وهو يتكون من / 74 / عضوا منهم / 16 / امرأة تشكل نسبة تتجاوز 20 بالمائة من إجمالي أعضاء المجلس .
      لقد شهدت الاعوام الاربعين الماضية انجازات كبيرة مشهود لها علي كافة المستويات الاقليمية والدولية فكانت السنوات الماضية بفضل عزيمة وتوجيهات القائد سنوات عمل دؤوب وجهد منظم ومتواصل من أجل انجاز الأهداف التي وضعها جلالته علي صعيد بناء الدولة العصرية .. وقد أثمرت هذه الجهود المخلصة واستطاعت أن تصنع لنفسها منارة يشار إليها عند الحديث عن التقدم الذي تحققه شعوب المنطقة والعالم أيضا .
      وقد حققت السلطنة المرتبة الأولي عالميا من حيث سرعة معدلات التنمية البشرية ولم يكن ذلك مرتبطا بالعائدات النفطية انما بالتطور في مجال الرعاية الصحية والتعليم وفق تقرير التنمية البشرية لعام 2010 الصادر عن الأمم المتحدة .. كما حققت السلطنة مراكز متقدمة عربيا ودوليا علي صعيد الحرية الاقتصادية والشفافية ودرجة تنافسية الاقتصاد والكفاءة الحكومية والجدارة الائتمانية وغيرها وهو ما أشارت إليه تقارير العديد من المؤسسات المالية والاقتصادية علي مدي الأسابيع الأخيرة
      ان حصول السلطنة علي المركز الأول عربيا والعشرين عالميا فيما يتصل بشفافية النظام القضائي واستقلاليته وفق تقرير مركز " فرايزر " الكندي لهذا العام يعد في الواقع إقرارا دوليا آخر بالنجاح الذي حققته السلطنة وبرشادة وفاعلية سياساتها ليس فقط الاقتصادية والمالية ولكن أيضا في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والقضائية والثقافية والإعلامية وغيرها .
      وفي نفس الاطار صنفت أكثر من مؤسسة دولية ومنها وحدة المعلومات في مجلة " الايكونوميست " البريطانية وصندوق السلام الأمريكي ومعهد الاقتصاد والسلام الأمريكي ومعهد " فرايزر " الكندي السلطنة علي رأس الدول العربية والافريقية الأكثر استقرارا
      وعلي صعيد السياسة الخارجية فان السلطنة سعت منذ انطلاقة مسيرة النهضة العمانية الحديثة من أجل تحقيق الامن والسلام والاستقرار خليجيا وعربيا ودوليا عبر نهجها الهادئ والواضح والصريح في التعامل مع مختلف القضايا والتطورات حيث ظلت السلطنة حريصة دوما علي تطوير علاقات الود والصداقة مع مختلف الدول والشعوب الشقيقة والصديقة .
      ولان السلطنة دولة سلام فانها تدرك ادراكا جيدا أهمية السلام وحيويته لكافة الدول والشعوب في المنطقة وعلي امتداد العالم حيث أرسي القائد سياسة السلطنة الخارجية علي ثوابت لا تتغير قوامها العمل علي استتباب الامن والسلام والسعادة للبشرية كافة وعلي أساس التعاون وتبادل المنافع والمصالح .
      وقد أشار الي ذلك من خلال التأكيد علي ان " لعمان تاريخيا عريقا ومبادئ راسخة منذ عصور مضت وما قمنا به هو تأكيد تلكم المبادئ والتعبير عنها بلغة العصر . ومن المبادئ الراسخة لعمان التعاون مع سائر الدول والشعوب علي أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير وكذلك عدم القبول بتدخل ذلك الغير في شؤوننا " .
      وفي هذا الاطار تقوم السلطنة بدورها الايجابي النشط من أجل تعزيز التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطوير التعاون والمصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الشقيقة والصديقة عربيا واقليميا ودوليا سواء علي الصعيد الثنائي أو من خلال التجمعات والمنظمات والهيئات العربية والاقليمية والدولية .
      وليس مصادفة أن يحظي السلطان قابوس بن سعيد بالتقدير الرفيع من جانب قادة العالم وشعوبه وأن تحظي السلطنة وسياساتها بالثقة والمصداقية من قبل شعوب ودول العالم وفي مختلف المحافل الاقليمية والدولية حيث ان النشاط السياسي والدبلوماسي الملموس والمتواصل الذي تقوم السلطنة به يؤكد ذلك علي نحو واضح وجلي علي كافة المستويات .