جامعة الدول العربية تحذر الولايات المتحدة من عواقب الانحياز إلى إسرائيل

    • جامعة الدول العربية تحذر الولايات المتحدة من عواقب الانحياز إلى إسرائيل

      حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الولايات المتحدة من "النتائج السيئة" لتاييدها اسرائيل.

      وقال موسى في حديث نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية أمس السبت "إن سياسة التأييد الأمريكية لإسرائيل ستكون نتيجتها اثارة العالم العربي وسيرون (الأمريكيون) ان استمرار هذا الظلم وهذا الانحياز لاسرائيل سيعطي نتائج سيئة تهدد مصالح الجميع في المنطقة".

      وأكد موسى "ان العديد من القادة والزعماء العرب يجرون اتصالات لمتابعة الموقف وخصوصا مع الولايات المتحدة". وأضاف ان "الحكومة الاسرائيلية ماضية في عدوانها الذي يلقى وللاسف الدعم والتاييد" من الولايات المتحدة.

      ومضى يقول "نحن نرى ان هذا التاييد للسياسة الاسرائيلية في غاية الغرابة لانه من المفروض في راعي عملية السلام ان ياخذ موقفا غير منحاز". وقال إن الأمريكيين يتحدثون عن العنف الفلسيطني ويتناسون العنف ووحشية الاسرائيليين ويعطون المبررات لاسرائيل لتدمير بيوت المدنيين الفلسطينيين بحجة الدفاع عن النفس (..) وبعد ذلك يريدون من العرب ان يقتنعوا بهذا المنطق وهذه السياسة غير المنطقية والغريبة جداً".

      جهود عربية
      هذا وكشف ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسن عبد الرحمن أمس السبت أن عدداً من الدبلوماسيين العرب المعتمدين لدى واشنطن يعملون حالياً لإقناع الإدارة الأمريكية بعدم اتخاذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية.

      وقال عبد الرحمن, في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" إن سفراء الدول العربية المعتمدين في واشنطن يعملون علي إقناع الإدارة الأمريكية بعدم الإقدام على اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية خشية أن تزداد الأوضاع سوءاً, على حد قوله.

      وأوضح ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أنه لم يتسلم بعد أي أمر من السلطات الأمريكية بإغلاق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، معرباً عن أسفه للموقف الأمريكي المنحاز تماماً إلى إسرائيل. وأكد أن هذا الموقف مرده الضغوط التي يمارسها عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي واللوبي اليهودي على الإدارة الأمريكية.

      خلاف مصري أمريكي
      وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية ذكرت أمس أن الولايات المتحدة الأمريكية استجابت لطلب إسرائيل عدم تزويد مصر بشبكة أسلحة بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز "إف 16", بزعم أن المناورات العسكرية الأخيرة التي قامت بها مصر كان العدو الوهمي فيها هو إسرائيل.

      وأضافت المصادر تقول إن الإدارة الأمريكية رفضت في البداية طلب إسرائيل، ولكن بعد ذلك غيرت موقفها بعد أن زودت تل أبيب الإدارة الأمريكية بإثباتات استخبارية قاطعة عن خشية استخدام هذه الأسلحة ضد الدولة العبرية.

      وأشارت إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية شعرت في الأعوام الأخيرة بعدم الارتياح من التسلح العسكري المصري خشية أن يوجه هذا السلاح في نهاية الأمر ضد إسرائيل, على حد تعبيرها. وتتابع تل أبيب عن قرب تسلح الجيش المصري, لا سيما تزوده بسفن حربية مؤخراً.

      ومن جانبها رأت صحيفة "الأهرام" المصرية واسعة الانتشار أن تصعيد الممارسات الإسرائيلية العنيفة ضد الشعب الفلسطيني يجعل الشعوب العربية على يقين من استحالة تحقيق السلام مع الدولة العبرية بأي شكل كان.

      وعلقت الصحيفة في افتتاحية السبت على التطورات الراهنة في المنطقة العربية بالقول "ما زالت إسرائيل تواصل حصارها للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وتواصل عملياتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، مستخدمة أشد الأساليب النازية في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل، من هدم المنازل وتشريد أصحابها وعمليات الاغتيال الإرهابية الصريحة إلى القصف العشوائي للمدن والقرى الفلسطينية، غير عابئة بما أدى إليه ذلك من تصعيد للتوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن تدمير لمسيرة التسوية السياسية في المنطقة".

      ورأت الصحيفة أنّ "الغريب أنّ القيادة الإسرائيلية تفعل كل ذلك وكأنها تسعي بشكل عمدي إلى تدمير مسيرة التسوية السياسية والى إعادة المنطقة إلى نقطة الصفر، خاصة أنها بسياساتها العدوانية المفعمة بالكراهية والانتقام قد أسهمت في زيادة المشاعر الرافضة لكل سلوكياتها بين الشعوب العربية، التي أصبحت في حالة يائسة من إمكان بناء سلام مع دولة عدوانية وإرهابية ولا تظهر أي ميل حقيقي للسلام مثل إسرائيل"، على حد وصفها.

      وأضافت "إذا كان الاستقرار في هذه المنطقة ذات الأهمية الجغرافية والاستراتيجية والتي تحوي أراضيها نحو ثلثي الاحتياطي النفطي العالمي؛ إذا كان هذا الاستقرار يهمّ الولايات المتحدة فإنّ عليها أن تبذل مساعي جادة لإعادة القيادة الإسرائيلية إلى جادة الصواب، وإلى الكفّ عن الاعتداءات البربرية ضد الشعب الفلسطيني، وإلى إنهاء الحصار السخيف للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وإلى تطبيق قرارات الشرعية الدولية الكفيلة بتحقيق التسوية السياسية بين الإسرائيليين من جهة وبين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين من جهة أخرى".

      وأشارت إلى أن ذلك يجب أن يكون بديلاً لما سمته "السياسة الأمريكية الراهنة المنحازة بشكل مطلق لإسرائيل والتي لا تجد سوى الشعب الفلسطيني وقيادته لإلقاء اللوم عليهم في التوتر الراهن الذي أشعلته إسرائيل، والذي تكمن جذوره في الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الشعب الفلسطيني .. هذا الاحتلال الذي يعتبر إنهاؤه المدخل لتحقيق الاستقرار في المنطقة", كما قالت.

      المصدر: قدس برس و"أ ف ب"