انطلاق رحلات (الوطنية للعبارات) على خط شنة ـ مصيرة -
مصيرة ــ سرحان المحرزي -
انطلقت الخميس الماضي رحلات الشركة الوطنية للعبارات على خط (شنة – مصيرة) على متن عبارتيها الجديدتين (جوهرة مصيرة) و(شنة) والتي تمثل نقلة نوعية في تطوير النقل البحري الداخلي، حيث تقوم العباراتان بتوفير خدمة النقل البحري الآمن والممتع على متن سفن بنيت خصيصا لنقل الأفراد مع توفير مساحة كافية للشحن، بما في ذلك المركبات والشاحنات والمعدات.
وانطلقت الرحلة الأولى من ميناء مصيرة في التاسعة صباحا واستغرقت حوالي خمسا وأربعين دقيقة حتى وصولها إلى مرفأ شنة بسرعة 18 عقدة بحرية تقريبا، وبدأت الرحلة الثانية في الساعة الثانية عشرة ظهرا من مرفأ شنة إلى ميناء مصيرة.
ومن المتوقع أن تساهم الخدمة الجديدة بشكل كبير في تسهيل الحركة بين الجزيرة والبر وأن ترفد الجزيرة بالسياح على غرار ما شهدته محافظة مسندم بعد أن تم ربطها برحلات بحرية يومية مع ميناء السلطان قابوس في محافظة مسقط وعدد من موانئ محافظة شمال الباطنة.
وامتلأت العبارة بالكامل في رحلتها الأولى التي كانت (عمان) حاضرة فيها لرصد آراء وانطباعات المسافرين كونها خدمة جديدة مختلفة تماما عن الخدمة التي كانت ولا تزال تقدمها حوالي 13 عبارة أخرى على ذات الخط.
وقال مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبارت في تصريح للصحفيين: تم تدشين خدمة خط شنة ـ مصيرة ، وكان الإقبال جيدا من قبل المواطنين القاطنين بالجزيرة والعاملين فيها، وتأتي أهمية هذا الخط لكونه خطا حيويا لتنشيط الجزيرة وتسهيل نقل المسافرين، الى جانب اسهام هذا الخط في الانتعاش الاقتصادي والسياحي البيئي والتجاري، وتعد اضافة جديدة للجزيرة، اول رحله بلغ عدد المسافرين بها 145 مسافرا على متن عبارة جوهرة مصيرة، والسعة الاستيعابية للركاب 154 وحوالي 25 مركبه على متن العبارة، وكما لاحظنا فرحة وتفاؤل السياح والمواطنين بهذه الخدمة.
وأوضح العبدواني: حاليا اعلنا عن تسيير 4 رحلات في اليوم من شنة الى مصيرة والعكس، وخلال الأيام القادمة سيزيد عدد الرحلات الى 12 رحلة في اليوم، بواقع 6 رحلات من شنة الى مصيرة والعكس. وأضاف حول الأسعار: الأسعار ما هي الا اسعار رمزية وليس الهدف منها التحصيل والربح بل خدمة مقابل خدمة، وتم فرض رسوم رمزية للمواطنين من اهالي مصيرة والعاملين بالولاية سواء من القطاع الخاص او العام شريطة اثبات ما يثبت ذلك اذا كانو من خارج الولاية سواء من الوالي او جهة عملهم.
كما أعرب طاقم العبارة “ جوهرة مصيرة” المشاركين في العمل في يوم تدشين خط شنة – مصيرة عن سعادتهم في نجاح هذا اليوم، معربين عن حرص الشركة على تعيين طاقم مؤهل ومدرب في جميع الوظائف التابعة للعبارات من حيث الضيافة والعمل والاجمل بأن الطاقم اغلبه من العمانيين، الى جانب عدد من العاملين الاجانب، مؤكدين بأن جميعهم على أتم الاستعداد للعمل الجاد في مواجهة أي ظروف طارئة ومفاجئة ومؤهلين في كيفية التعامل معها.
إشادة وتثمين
وقال موسى بن الأسد الذهلي من على متن العبارة الجديدة جوهرة مصيرة انه جاء الى مصيرة من ولاية الرستاق في جولة سياحية مع رفقة من أصدقائه شملت محافظتي شمال الشرقية وجنوب الشرقية لأول مرة وانه وصل الى مرفأ شنة عن طريق الأشخرة بعد زيارة رأس الحد. وأضاف الأسد: وجدنا العبارات القديمة راسية في مرفأ شنة وانتظرنا حتى تمتلئ احدى العبارات لنبحر على متن احداها وقوفا لمدة زادت عن ساعة واربعين دقيقة حيث لا توجد بها مقاعد للجلوس، وانه بعد نهاية اقامته في الجزيرة صادف في وقت العودة العبارة الجديدة ترسو في ميناء مصيرة.
وقال الأسد: عدنا الى مكتب الحجوزات التابع لشركة العبارات الوطنية واخذنا تذاكرنا لنفاجأ بأنها عبارة مختلفة كليا عن تلك التي جئنا على متنها وأن الفرق كبير حيث تتوفر مقاعد للركاب اضافة الى خدمات الضيافة.
وعقّب زايد بن علي الشكيلي سائح آخر على متن العبارة أن الفرق شاسع بين عبارة أمس وعبارة اليوم في إشارة إلى رحلة الذهاب الى مصيرة بالعبارة القديمة ورحلة العودة بالعبارة الجديدة التي تتمسك بتقديم خدمة راقية ومشيدا بمراعاة اجراءات الأمن والسلامة على متنها.
وأضاف زايد: يكفي ان العبارة الجديدة تختصر الوقت الى حوالي النصف وان العبارة القديمة ليست مهيأة للركاب اطلاقا، وان دخان المحركات الذي تعرضنا له في رحلة الذهاب اختفى في رحلة العودة وحلت الرفاهية والأمان محل التعب والمغامرة المثيرة للقلق. وحول رسوم التذاكر ثمّن زايد قرار تحديد الرسوم وأكد انها ليست رسوما كبيرة في مقابل رحلة بحرية آمنة وممتعة في الوقت ذاته.
وقال سالم الجحافي في رد على سؤال حول رسوم تذاكر العبارة انها مناسبة جدا وانه لو اراد الشخص جولة بحرية لمدة نصف ساعة فقط على متن مركب بحري مهيأ ونظيف فسوف يضطر لدفع مبلغ أكبر من ذلك بكثير، فما بالك برحلة تمتد الى حوالي ساعة تنقل خلالها أمتعتك او سيارتك حتى بدون حساب للوزن وبمبلغ بسيط.
ويقول ناصر المقبالي أحد الموظفين العاملين في الولاية : جاءت مشاركتنا في تدشين خط شنة – مصيرة مصادفة، ولكنها مصادفة جميلة لنشهد هذا الانجاز والذي سعدنا به ، نتيجة لمعاناتنا مع حركة التنقل بين شنة ومصيرة والعكس، اما الخدمات والراحة التي تقدمها عبارتا شنة وجوهرة مصيرة هي الفرق الكبير الذي سيحظى به مواطنو الولاية وايضا نحن كعاملين في الولايه، وقد عانينا لسنوات طويلة من التنقل بين شنة ومصيرة، بالاضافة الى الاسعار التي كنا ندفعها مقابل شح الخدمات التي نجدها.
وأضاف: تجربتنا اليوم على متن هذه العبارة “ جوهرة مصيرة” تجعلنا اكثر تفاؤلا من حيث تغطية اكبر عدد من المسافرين ومواصفات الأمن والسلامة، ندفع ريالا مقابل شراء راحتنا وقطع المسافة في سرعة اكبر واقل وخدمات ابرزها مقاعد مخصصة للمسافرين للجلوس، هنا سنجد الوضع اكثر امانا وراحة.
ومن جانبها أبدت المواطنة نصرى بنت عبدالله الحكمانية من اهالي من ولاية مصيرة فرحتها بهذا الإنجاز، حيث ان هذه العبارة سيكون لها دور هام وحيوي في سرعة التنقل والخدمات ولاسيما في الحالات الطارئة التي يتعرضون لها كحالات الوفاة والحوادث والولادة والتي تكون عواقبها سلبية نتيجة لتأخر التنقل بالعبارات المستخدمة، ولكنهم كمواطنين توقعوا بأن يكون تنقلات أبناء الولاية مجانا بدون دفع اية رسوم مهما كلفت وكانت بسيطة لكون الخدمة تم تدشينها لأجلهم وخدمتهم، ويطمحون اعادة النظر في هذا الجانب الذي يخص التسعيرة لأهالي الولاية.
إلغاء رسوم التذاكر
وفي حين عّبر عدد من زوار مصيرة عن ارتياحهم للرحلة وأسعار التذاكر قال راكب من أهالي مصيرة: ان نظام هذه العبارة “عذاب لنا” حيث لا بد أن نذهب للمكتب ونحجز وندفع الرسوم، ولم نعتد على ذلك لدى استخدامنا العبارات القديمة حيث نأتي مباشرة وندفع عند ركوب العبارة للسيارة فقط ولا ندفع عن الركاب. وطالب ركاب آخرون من سكان مصيرة بإعفائهم من الرسوم أسوة بما يجري عليه العمل في العبارات القديمة حيث تفرض الرسوم على المركبات فقط دون الركاب.
الجدير بالذكر انه لا مقاعد للركاب في العبارات القديمة التي تعمل على خط شنة مصيرة والتي تعود ملكيتها الى القطاع الخاص، ويبقى الراكب محشورا في سيارته أو قائما على سطح العبارة حتى وصوله الميناء، كما انه لا تطبق اجراءات الأمن والسلامة المتبعة في جميع أنظمة النقل البحري.
وقال ناصر الفارسي من سكان جزيرة مصيرة: نطالب بأن تكون التذاكر مجانية للمواطنين من أهالي مصيرة، حيث إنهم لا يمكنهم تحمل تلك الرسوم. كما تلقت (عمان الاقتصادي) اتصالات ورسائل من سكان مصيرة تطالب بذلك. وحملت إحدى الرسائل عنوان “نداء أهل ولاية مصيرة إلى وزير المالية ووزير النقل” واستهلت الرسالة بعبارة (ارحمونا من الرسوم التي تفرض علينا). وجاء في الرسالة: إنه تم تشغيل خط مصيرة شنة من قبل الشركة الوطنية للعبارات ولكن للأسف الشديد تواصلت الرسوم على المواطن بالجزيرة حيث إن المواطنين استبشروا خيرا بهذه العبارات معتبرين أن الرسوم ضريبة للدخول والخروج من وإلى الولاية.
وقالت الرسالة إن الحجة التي بنيت عليها هذه الرسوم أن هذه العبارات آمنه مع أننا انتقلنا في العبارات السابقة بأمن 40 سنة ولم يحدث اي حالة خلال هذه الفترة وناشدت الرسالة المسؤولين بالجهات الحكومية بالنظر العاجل في هذه الخدمة والسعي لأن يكون هدف العبارة خدمة اهالي الولاية ونقلهم من وإلى جزيرة مصيرة بدون رسوم، وليس الهدف من ورائها الربح لأن الموطن بالجزيرة دفع رسوم التنقل لأكثر من 40 سنة. ونفت الرسالة أن تكون إدارة الشركة الوطنية للعبارات التقت بهم قبل فرض رسوم التذاكر . وطالب معدو الرسالة وزير النقل والاتصالات بالإسراع في إنهاء دراسة مشروع الجسر الرابط بين شنة ومصيرة.
الرحلات اليومية
وقال مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبارت إن الشركة تخطط إلى رفع عدد الرحلات من أربع رحلات يوميا إلى 12 رحلة يوميا. وفي حين ترسو العبارات القديمة في مرفأ شنة وميناء مصيرة في انتظار الركاب ولا تنطلق إلا بعد أن تمتلئ وضعت شركة العبارات جدولا ثابتا لمواعيد انطلاق رحلاتها وتلتزم بتلك المواعيد بغض النظر عن عدد الركاب، أو حجم الشحن.
وتنطلق الرحلة الأولى من ميناء مصيرة في التاسعة صباحا وتستغرق من أربعين دقيقة إلى ساعة حسب ظروف الإبحار وتبدأ الرحلة الثانية في الساعة الثانية عشرة ظهرا من مرفأ شنة إلى ميناء مصيرة. وتنطلق الرحلة الثالثة عند الساعة الثالثة بعد الظهر من ميناء مصيرة، فيما تعود آخر رحلة من مرفأ شنة في تمام الساعة السادسة مساء.
أسعار التذاكر
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبارت: إن أسعار شحن المركبات وأسعار تذاكر الركاب هي ذات الأسعار المعمول بها من قبل العبارات العاملة على الخط حاليا، باستثناء المقيمين والعاملين على جزيرة مصيرة، حيث تمت مراعاتهم في الأسعار واحتساب أسعار رمزية لهم. وتبلغ سعر تذكرة الشخص 6 ريالات والطفل دون سن الثانية عشرة ثلاثة ريالات ذهابا وإيابا لغير المقيمين والعاملين في الجزيرة، الذين لا تتعدى تذكرة الراكب منهم ريال واحد ذهابا وإيابا للبالغين ونصف ريال للطفل الذي تعدى ثلاث سنوات، فيما ينقل الأطفال دون الثلاث سنوات مجانا.
وقال العبدواني: إن أسعار التذاكر مدعومة وانه بحساب التكلفة ينبغي أن لا يقل سعر تذكرة الراكب عن 8 ريالات، حيث بلغت تكلفة العبارتين حوالي 14 مليون دولار. وخصصت الشركة العبارتين شنة وجوهرة مصيرة للعمل على الخط اللتين تتسع الواحدة منهما لـ154 راكبا، إضافة إلى خدمة شحن السيارات حيث تتسع العبارة لـ38 مركبة. وأقرت الشركة التعرفة ذاتها المعمول بها حاليا وهي 8 ريالات للخط الواحد بالنسبة للسيارات الصغيرة و10 ريالات لسيارات الدفع الرباعي و20 ريالا للشاحنة ثلاثة أطنان و25 ريالا للشاحنة 7 أطنان و35 ريالا و40 ريالا للشاحنات 10 أطنان و20 طنا على التوالي، و75 ريالا للقاطرة والمقطورة المنخفضة بينما تبلغ 150 ريالا لنقل شاحنة نقل الوقود، في الخط الواحد. وتعمل على خط شنة ـ مصيرة حاليا 13 عبارة ليست مخصصة للركاب وانما هي سفن بضائع، بينما توفر شركة العبارات حاليا 154 مقعدا في العبارة مع تقديم خدمات الضيافة على متن جميع الرحلات.
حجز مسبق
ولا بد من الحجز المسبق لركوب العبارة حيث يغلق الحجز قبل نصف ساعة من موعد الرحلة، وأكدت إدارة الشركة انها تطبق أعلى معايير الأمن والسلامة المعمول بها دوليا على متن رحلاتها سواء فيما يتعلق بالمسافرين أو بالشحن. وكانت الشركة الوطنية للعبارات قد قامت بإنشاء تجهيزات فنية في مرفأ شنة وميناء مصيرة وقامت باختبار كافة العمليات الفنية قبل تشغيل رحلاتها ومدى مطابقتها مع معايير التشغيل للعبارتين شنة وجوهرة مصيرة.
وتمثلت التجهيزات الفنية في وضع ركائز حديدية في ميناءي شنة ومصيرة، التي تعتبر من أساسيات عناصر الأمان والسلامة في عمليات النقل البحري، وتساعد على تسهيل عملية رسو العبارات أثناء عمليات صعود ونزول المسافرين والمركبات دون تأثرها في حالة اشتداد الرياح وارتفاع الأمواج.
واستثمرت الشركة ما يقارب نصف مليون ريال عماني في تأهيل وتوفير الأرصفة الخاصة برسو العبارات في كل من شنة ومصيرة، وذلك من خلال طرح مناقصات عالمية. كما قامت الشركة ببناء وتجهيز مكاتب الاتصال والحجوزات التي تقوم بإدارة حجوزات المسافرين والرد على الاستفسارات التي ترد حول مواعيد الرحلات والتسهيلات المتاحة. كما أنّ هذه المرافق مزودة بالكهرباء وشبكة اتصالات وصالات انتظار ومواقف للسيارات لضمان راحة المسافرين.
وتأمل الشركة الوطنية للعبارات أن يسهم تدشين خدمة العبارات الحديثة بولاية مصيرة في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية، وتفعيل تام للسياحة في تلك المناطق لما تزخر به من مقومات سياحية وتراثية وبيئية فريدة، علاوة على اشتهارها بإقامة العديد من المناشط والمسابقات الرياضية البحرية .
مصيرة ــ سرحان المحرزي -
انطلقت الخميس الماضي رحلات الشركة الوطنية للعبارات على خط (شنة – مصيرة) على متن عبارتيها الجديدتين (جوهرة مصيرة) و(شنة) والتي تمثل نقلة نوعية في تطوير النقل البحري الداخلي، حيث تقوم العباراتان بتوفير خدمة النقل البحري الآمن والممتع على متن سفن بنيت خصيصا لنقل الأفراد مع توفير مساحة كافية للشحن، بما في ذلك المركبات والشاحنات والمعدات.
وانطلقت الرحلة الأولى من ميناء مصيرة في التاسعة صباحا واستغرقت حوالي خمسا وأربعين دقيقة حتى وصولها إلى مرفأ شنة بسرعة 18 عقدة بحرية تقريبا، وبدأت الرحلة الثانية في الساعة الثانية عشرة ظهرا من مرفأ شنة إلى ميناء مصيرة.
ومن المتوقع أن تساهم الخدمة الجديدة بشكل كبير في تسهيل الحركة بين الجزيرة والبر وأن ترفد الجزيرة بالسياح على غرار ما شهدته محافظة مسندم بعد أن تم ربطها برحلات بحرية يومية مع ميناء السلطان قابوس في محافظة مسقط وعدد من موانئ محافظة شمال الباطنة.
وامتلأت العبارة بالكامل في رحلتها الأولى التي كانت (عمان) حاضرة فيها لرصد آراء وانطباعات المسافرين كونها خدمة جديدة مختلفة تماما عن الخدمة التي كانت ولا تزال تقدمها حوالي 13 عبارة أخرى على ذات الخط.
وقال مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبارت في تصريح للصحفيين: تم تدشين خدمة خط شنة ـ مصيرة ، وكان الإقبال جيدا من قبل المواطنين القاطنين بالجزيرة والعاملين فيها، وتأتي أهمية هذا الخط لكونه خطا حيويا لتنشيط الجزيرة وتسهيل نقل المسافرين، الى جانب اسهام هذا الخط في الانتعاش الاقتصادي والسياحي البيئي والتجاري، وتعد اضافة جديدة للجزيرة، اول رحله بلغ عدد المسافرين بها 145 مسافرا على متن عبارة جوهرة مصيرة، والسعة الاستيعابية للركاب 154 وحوالي 25 مركبه على متن العبارة، وكما لاحظنا فرحة وتفاؤل السياح والمواطنين بهذه الخدمة.
وأوضح العبدواني: حاليا اعلنا عن تسيير 4 رحلات في اليوم من شنة الى مصيرة والعكس، وخلال الأيام القادمة سيزيد عدد الرحلات الى 12 رحلة في اليوم، بواقع 6 رحلات من شنة الى مصيرة والعكس. وأضاف حول الأسعار: الأسعار ما هي الا اسعار رمزية وليس الهدف منها التحصيل والربح بل خدمة مقابل خدمة، وتم فرض رسوم رمزية للمواطنين من اهالي مصيرة والعاملين بالولاية سواء من القطاع الخاص او العام شريطة اثبات ما يثبت ذلك اذا كانو من خارج الولاية سواء من الوالي او جهة عملهم.
كما أعرب طاقم العبارة “ جوهرة مصيرة” المشاركين في العمل في يوم تدشين خط شنة – مصيرة عن سعادتهم في نجاح هذا اليوم، معربين عن حرص الشركة على تعيين طاقم مؤهل ومدرب في جميع الوظائف التابعة للعبارات من حيث الضيافة والعمل والاجمل بأن الطاقم اغلبه من العمانيين، الى جانب عدد من العاملين الاجانب، مؤكدين بأن جميعهم على أتم الاستعداد للعمل الجاد في مواجهة أي ظروف طارئة ومفاجئة ومؤهلين في كيفية التعامل معها.
إشادة وتثمين
وقال موسى بن الأسد الذهلي من على متن العبارة الجديدة جوهرة مصيرة انه جاء الى مصيرة من ولاية الرستاق في جولة سياحية مع رفقة من أصدقائه شملت محافظتي شمال الشرقية وجنوب الشرقية لأول مرة وانه وصل الى مرفأ شنة عن طريق الأشخرة بعد زيارة رأس الحد. وأضاف الأسد: وجدنا العبارات القديمة راسية في مرفأ شنة وانتظرنا حتى تمتلئ احدى العبارات لنبحر على متن احداها وقوفا لمدة زادت عن ساعة واربعين دقيقة حيث لا توجد بها مقاعد للجلوس، وانه بعد نهاية اقامته في الجزيرة صادف في وقت العودة العبارة الجديدة ترسو في ميناء مصيرة.
وقال الأسد: عدنا الى مكتب الحجوزات التابع لشركة العبارات الوطنية واخذنا تذاكرنا لنفاجأ بأنها عبارة مختلفة كليا عن تلك التي جئنا على متنها وأن الفرق كبير حيث تتوفر مقاعد للركاب اضافة الى خدمات الضيافة.
وعقّب زايد بن علي الشكيلي سائح آخر على متن العبارة أن الفرق شاسع بين عبارة أمس وعبارة اليوم في إشارة إلى رحلة الذهاب الى مصيرة بالعبارة القديمة ورحلة العودة بالعبارة الجديدة التي تتمسك بتقديم خدمة راقية ومشيدا بمراعاة اجراءات الأمن والسلامة على متنها.
وأضاف زايد: يكفي ان العبارة الجديدة تختصر الوقت الى حوالي النصف وان العبارة القديمة ليست مهيأة للركاب اطلاقا، وان دخان المحركات الذي تعرضنا له في رحلة الذهاب اختفى في رحلة العودة وحلت الرفاهية والأمان محل التعب والمغامرة المثيرة للقلق. وحول رسوم التذاكر ثمّن زايد قرار تحديد الرسوم وأكد انها ليست رسوما كبيرة في مقابل رحلة بحرية آمنة وممتعة في الوقت ذاته.
وقال سالم الجحافي في رد على سؤال حول رسوم تذاكر العبارة انها مناسبة جدا وانه لو اراد الشخص جولة بحرية لمدة نصف ساعة فقط على متن مركب بحري مهيأ ونظيف فسوف يضطر لدفع مبلغ أكبر من ذلك بكثير، فما بالك برحلة تمتد الى حوالي ساعة تنقل خلالها أمتعتك او سيارتك حتى بدون حساب للوزن وبمبلغ بسيط.
ويقول ناصر المقبالي أحد الموظفين العاملين في الولاية : جاءت مشاركتنا في تدشين خط شنة – مصيرة مصادفة، ولكنها مصادفة جميلة لنشهد هذا الانجاز والذي سعدنا به ، نتيجة لمعاناتنا مع حركة التنقل بين شنة ومصيرة والعكس، اما الخدمات والراحة التي تقدمها عبارتا شنة وجوهرة مصيرة هي الفرق الكبير الذي سيحظى به مواطنو الولاية وايضا نحن كعاملين في الولايه، وقد عانينا لسنوات طويلة من التنقل بين شنة ومصيرة، بالاضافة الى الاسعار التي كنا ندفعها مقابل شح الخدمات التي نجدها.
وأضاف: تجربتنا اليوم على متن هذه العبارة “ جوهرة مصيرة” تجعلنا اكثر تفاؤلا من حيث تغطية اكبر عدد من المسافرين ومواصفات الأمن والسلامة، ندفع ريالا مقابل شراء راحتنا وقطع المسافة في سرعة اكبر واقل وخدمات ابرزها مقاعد مخصصة للمسافرين للجلوس، هنا سنجد الوضع اكثر امانا وراحة.
ومن جانبها أبدت المواطنة نصرى بنت عبدالله الحكمانية من اهالي من ولاية مصيرة فرحتها بهذا الإنجاز، حيث ان هذه العبارة سيكون لها دور هام وحيوي في سرعة التنقل والخدمات ولاسيما في الحالات الطارئة التي يتعرضون لها كحالات الوفاة والحوادث والولادة والتي تكون عواقبها سلبية نتيجة لتأخر التنقل بالعبارات المستخدمة، ولكنهم كمواطنين توقعوا بأن يكون تنقلات أبناء الولاية مجانا بدون دفع اية رسوم مهما كلفت وكانت بسيطة لكون الخدمة تم تدشينها لأجلهم وخدمتهم، ويطمحون اعادة النظر في هذا الجانب الذي يخص التسعيرة لأهالي الولاية.
إلغاء رسوم التذاكر
وفي حين عّبر عدد من زوار مصيرة عن ارتياحهم للرحلة وأسعار التذاكر قال راكب من أهالي مصيرة: ان نظام هذه العبارة “عذاب لنا” حيث لا بد أن نذهب للمكتب ونحجز وندفع الرسوم، ولم نعتد على ذلك لدى استخدامنا العبارات القديمة حيث نأتي مباشرة وندفع عند ركوب العبارة للسيارة فقط ولا ندفع عن الركاب. وطالب ركاب آخرون من سكان مصيرة بإعفائهم من الرسوم أسوة بما يجري عليه العمل في العبارات القديمة حيث تفرض الرسوم على المركبات فقط دون الركاب.
الجدير بالذكر انه لا مقاعد للركاب في العبارات القديمة التي تعمل على خط شنة مصيرة والتي تعود ملكيتها الى القطاع الخاص، ويبقى الراكب محشورا في سيارته أو قائما على سطح العبارة حتى وصوله الميناء، كما انه لا تطبق اجراءات الأمن والسلامة المتبعة في جميع أنظمة النقل البحري.
وقال ناصر الفارسي من سكان جزيرة مصيرة: نطالب بأن تكون التذاكر مجانية للمواطنين من أهالي مصيرة، حيث إنهم لا يمكنهم تحمل تلك الرسوم. كما تلقت (عمان الاقتصادي) اتصالات ورسائل من سكان مصيرة تطالب بذلك. وحملت إحدى الرسائل عنوان “نداء أهل ولاية مصيرة إلى وزير المالية ووزير النقل” واستهلت الرسالة بعبارة (ارحمونا من الرسوم التي تفرض علينا). وجاء في الرسالة: إنه تم تشغيل خط مصيرة شنة من قبل الشركة الوطنية للعبارات ولكن للأسف الشديد تواصلت الرسوم على المواطن بالجزيرة حيث إن المواطنين استبشروا خيرا بهذه العبارات معتبرين أن الرسوم ضريبة للدخول والخروج من وإلى الولاية.
وقالت الرسالة إن الحجة التي بنيت عليها هذه الرسوم أن هذه العبارات آمنه مع أننا انتقلنا في العبارات السابقة بأمن 40 سنة ولم يحدث اي حالة خلال هذه الفترة وناشدت الرسالة المسؤولين بالجهات الحكومية بالنظر العاجل في هذه الخدمة والسعي لأن يكون هدف العبارة خدمة اهالي الولاية ونقلهم من وإلى جزيرة مصيرة بدون رسوم، وليس الهدف من ورائها الربح لأن الموطن بالجزيرة دفع رسوم التنقل لأكثر من 40 سنة. ونفت الرسالة أن تكون إدارة الشركة الوطنية للعبارات التقت بهم قبل فرض رسوم التذاكر . وطالب معدو الرسالة وزير النقل والاتصالات بالإسراع في إنهاء دراسة مشروع الجسر الرابط بين شنة ومصيرة.
الرحلات اليومية
وقال مهدي بن محمد العبدواني الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبارت إن الشركة تخطط إلى رفع عدد الرحلات من أربع رحلات يوميا إلى 12 رحلة يوميا. وفي حين ترسو العبارات القديمة في مرفأ شنة وميناء مصيرة في انتظار الركاب ولا تنطلق إلا بعد أن تمتلئ وضعت شركة العبارات جدولا ثابتا لمواعيد انطلاق رحلاتها وتلتزم بتلك المواعيد بغض النظر عن عدد الركاب، أو حجم الشحن.
وتنطلق الرحلة الأولى من ميناء مصيرة في التاسعة صباحا وتستغرق من أربعين دقيقة إلى ساعة حسب ظروف الإبحار وتبدأ الرحلة الثانية في الساعة الثانية عشرة ظهرا من مرفأ شنة إلى ميناء مصيرة. وتنطلق الرحلة الثالثة عند الساعة الثالثة بعد الظهر من ميناء مصيرة، فيما تعود آخر رحلة من مرفأ شنة في تمام الساعة السادسة مساء.
أسعار التذاكر
وقال الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للعبارت: إن أسعار شحن المركبات وأسعار تذاكر الركاب هي ذات الأسعار المعمول بها من قبل العبارات العاملة على الخط حاليا، باستثناء المقيمين والعاملين على جزيرة مصيرة، حيث تمت مراعاتهم في الأسعار واحتساب أسعار رمزية لهم. وتبلغ سعر تذكرة الشخص 6 ريالات والطفل دون سن الثانية عشرة ثلاثة ريالات ذهابا وإيابا لغير المقيمين والعاملين في الجزيرة، الذين لا تتعدى تذكرة الراكب منهم ريال واحد ذهابا وإيابا للبالغين ونصف ريال للطفل الذي تعدى ثلاث سنوات، فيما ينقل الأطفال دون الثلاث سنوات مجانا.
وقال العبدواني: إن أسعار التذاكر مدعومة وانه بحساب التكلفة ينبغي أن لا يقل سعر تذكرة الراكب عن 8 ريالات، حيث بلغت تكلفة العبارتين حوالي 14 مليون دولار. وخصصت الشركة العبارتين شنة وجوهرة مصيرة للعمل على الخط اللتين تتسع الواحدة منهما لـ154 راكبا، إضافة إلى خدمة شحن السيارات حيث تتسع العبارة لـ38 مركبة. وأقرت الشركة التعرفة ذاتها المعمول بها حاليا وهي 8 ريالات للخط الواحد بالنسبة للسيارات الصغيرة و10 ريالات لسيارات الدفع الرباعي و20 ريالا للشاحنة ثلاثة أطنان و25 ريالا للشاحنة 7 أطنان و35 ريالا و40 ريالا للشاحنات 10 أطنان و20 طنا على التوالي، و75 ريالا للقاطرة والمقطورة المنخفضة بينما تبلغ 150 ريالا لنقل شاحنة نقل الوقود، في الخط الواحد. وتعمل على خط شنة ـ مصيرة حاليا 13 عبارة ليست مخصصة للركاب وانما هي سفن بضائع، بينما توفر شركة العبارات حاليا 154 مقعدا في العبارة مع تقديم خدمات الضيافة على متن جميع الرحلات.
حجز مسبق
ولا بد من الحجز المسبق لركوب العبارة حيث يغلق الحجز قبل نصف ساعة من موعد الرحلة، وأكدت إدارة الشركة انها تطبق أعلى معايير الأمن والسلامة المعمول بها دوليا على متن رحلاتها سواء فيما يتعلق بالمسافرين أو بالشحن. وكانت الشركة الوطنية للعبارات قد قامت بإنشاء تجهيزات فنية في مرفأ شنة وميناء مصيرة وقامت باختبار كافة العمليات الفنية قبل تشغيل رحلاتها ومدى مطابقتها مع معايير التشغيل للعبارتين شنة وجوهرة مصيرة.
وتمثلت التجهيزات الفنية في وضع ركائز حديدية في ميناءي شنة ومصيرة، التي تعتبر من أساسيات عناصر الأمان والسلامة في عمليات النقل البحري، وتساعد على تسهيل عملية رسو العبارات أثناء عمليات صعود ونزول المسافرين والمركبات دون تأثرها في حالة اشتداد الرياح وارتفاع الأمواج.
واستثمرت الشركة ما يقارب نصف مليون ريال عماني في تأهيل وتوفير الأرصفة الخاصة برسو العبارات في كل من شنة ومصيرة، وذلك من خلال طرح مناقصات عالمية. كما قامت الشركة ببناء وتجهيز مكاتب الاتصال والحجوزات التي تقوم بإدارة حجوزات المسافرين والرد على الاستفسارات التي ترد حول مواعيد الرحلات والتسهيلات المتاحة. كما أنّ هذه المرافق مزودة بالكهرباء وشبكة اتصالات وصالات انتظار ومواقف للسيارات لضمان راحة المسافرين.
وتأمل الشركة الوطنية للعبارات أن يسهم تدشين خدمة العبارات الحديثة بولاية مصيرة في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية، وتفعيل تام للسياحة في تلك المناطق لما تزخر به من مقومات سياحية وتراثية وبيئية فريدة، علاوة على اشتهارها بإقامة العديد من المناشط والمسابقات الرياضية البحرية .