قصيدة لقصة واقعية حدثت في نزوى

    • قصيدة لقصة واقعية حدثت في نزوى


      هذه القصيدة تتحدث عن قصة واقعية حدثت في نزوى في عصر الإيمة


      لقد ظهرت أعجوبة في زماننا بقرية نزوى وهي أم العجائب

      ألا فكروا في أمرها فهي عبرة لمن كان يرجو ربه في العواقب

      فتاة أناس بنت ست توفيت وقد قبروها في قبور الأصاحب

      وقال حليم منهم قبل دفنها حياة بها ما صدقوا قول كاذب

      ولو صدقوا هذا فكيف احتيالهم وما قولهم في حادثات النوائب

      وأني لهم من حيلة غير دفنها ولو طلبوا في ردها ألف صاحب

      وقد جهزوها في ثياب كثيرة من الخز والابرسم المتناسب

      ولكنهم من بعد ما ظنوا بأنها أصيبت بسحر قول أهل التجارب

      فساروا لحفر القبر من بعد دفنها فما وجدوها فيه يا ذا المآرب

      فبعد سنين قد مضت وتكاملت حساب تولى عده غير كاذب

      رآها فتى ترعى شياها وعندها فتاة من الأعراب عنها بجانب

      تعرف منها حين لاحت بأنها سلالة أشياخ كرام المناصب

      تقرب منها ثم أمعن طرفه فما شك أن الشخص عين المطالب

      فقال لها من أنت قالت فلانة فتاة فلان من كرام أطائب

      فأيقن حقا أنها بنت ماجد سليل سليمان حليف المواهب

      وجد أبيه ماجد بن ربيعة فتى أحمد أهل الندى والرغائب

      وذالك بنزوى وهي من آل كندة وقد صح هذا الأمر مع كل كاتب

      وجاءوا بها طوع القيادة وأحسنوا إليها وحلت في أجل المراتب

      وما عرفوها من أبيها وأمها وقد جعلوها بين ستر وحاجب

      وقد أجلسوا أما لها بين نسوة حسان كرام نيرات كواعب

      ليختبروا عرفانها باختبارهم ودار بجنبيها جميع الأقارب

      وقالوا لها سيري إلى أمك التي تربيت في حجر لها لا تجانبي

      فسارت إليها ثم ألقت جرانها على حجرها والرأس فوق الترائب

      ومالت وقالت أنت أمي وسلوتي وذالك أبي دون الرجال بجانب

      فقالوا لام البنت هاتي علامة تبين بيانا شافيا غير كاذب

      فقالت لهم في ظهر بنتي علامة فجاءت بأمر لازم غير عازب

      وقد صح هذا الكلام مع كل حاكم ليعلم منهم حاضر كل غائب

      وجاءتهم من آوات البيت خيفة من الحبس أو ترمي بشر المعاطب

      وجاءت باد تدعي إنها ابنتي من البدو حمقى وهي أم الكواذب

      وقد وقعت منها ومنهم خصومة بقلعة نزوى جادها كل ساكب

      فقيل لها هاتي أباها تحيرت وباءت بخسران بصفقة خائب

      فهذا ونجم الجاهلية غارب ونجم المعالي طالع غير غارب

      فهذا اختصار من عجائب جمة ولست بمحص عد تلك العجائب

      وقد سألوها كيف حالك عندما وضعت بقبر تحت لحد مجانب

      فقال لهم رعني قط رائع وما خلت مكروها بتلك المصائب

      ولكن أتاني واحد ثم سلني من القبر واستل الثياب جوانبي

      وغادرني عريانة وسط بلقع وحيدة لشخص بين تلك السباسب

      وعاينته حقا يمص أصابعي وكيف ليدي اليسرى فويق ترائب

      وسار وخلاني بنت وحيدة بقلب حزين واجب أي واجب

      إلى إن بدأ ضوء النهار فمر بي قبيل من الأعراب غير أقاربي

      لبثت سنينا عندهم في ربوعهم وقد حجبوني عن قريب وصاحب

      وقد جعلوني بعد راعية لهم أنا وفتاة منهم غير كاعب

      فرحنا بأغنام أنا وفتاتهم إلى جلبة الوادي لرعي الجوانب

      فأشرفت من ضوت إلى أم والدي وناديتها يا أم رقى لآيب

      فما سمعت صوتي ولا مال قلبي لصوت حزين غائب غير غائب

      فهذا وكم أبدي لكم من عجائب تخر لأذناها رؤس الشناجب

      وإذا نحن في بعض النهار بخادم رآنا بعيدا وهو غير مقارب

      فلما دنى منى رماني بطرفة وناشدني أخبرته المذاهب

      فسار إلى أهلي فاخبرهم بما رأى من أمور معجبات غرائب

      فجاؤا فزفوني إلى خير منزل وأعلى محل من محل الثواقب

      وفي سمد وسط السويق محلنا بنزوى محل الصافنات السلاهب

      وقد صفقت هذي أباها وأمها وجاءت بإيضاح العلي والمناسب

      وقد حققت أوصاف بيت ومسكن وأوصاف أجداد لهم وأقارب

      وعاشت زمانا في السويق بنعمة ولذة عيش في أجل الرغائب

      فهذا عجاب ما جرى مثلها وما سمعنا به في أجل الرغائب

      وعندي هو الحق المبين بأنه هو السحر حقا لا تشكو أصاحب
      وقد صح عندي يركبون خوامعا ويخرج كل منهم في السباسب

      لهم زجل في سعيهم وغماغم ويرمون من عاداهم بالمصائب

      وحدثني منهم فتى غير كاذب ببهلى صديق لا يزال مصاحبي

      وقال الخبير السحر سحران عندنا فسحر لذى ظلم وسحر الملاعب

      ذووا الظلم منهم يذبحون قريبهم ويأكل كل لحمه لا تعاقب

      فهذا خذوا عني وعن كل عالم خبير بأسباب الورى ذي غرائب

      وذالك في عصر الإمام ولينا هو العدل ( سيف ) ذو العلا والمواهب

      سلالة سلطان بن سيف بن مالك إمام الهدى مفنى العدى بالقواضب

      لتسع وألف بعدها مائة خلت حسابا تولى رقمه كل كاتب

      وصلى الهي ما بدأ بارق على شفيع البرايا خير ماش وراكب

      تمت بعون الله الملك الوهاب وحسن

      توفيقه والحمد لله رب العالمين

      من كتاب تحفة الاعيان بسيرة اهل عمان للشيخ السالمي