ملخص كتاب تهذيب مدارج السالكين لشيخ الإسلام أبن قيم الجوزي

    • تقسيم الطوائف في التوحيد


      أتباع أرسطو وابن سينا والطوسي، التوحيد عندهم:
      إثبات وجود مجرد عن الماهية والصفة، بل هو وجود مطلق، ولا يعترفون بتوحيد الأسماء والصفات.


      توحيد هؤلاء: غاية الإلحاد والجحد والكفر، وتوحيدهم يدعو:
      لإنكار ذات الرب.
      والقول بقدم الأفلاك.
      وأن الله لا يبعث من في القبور.
      وأن النبوة مكتسبة.
      وأنها حرفة من الحرف.
      وأن الله عندهم لايعلم شيئا من
      الموجودات
      .



      وأنه لا حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي.

      الاتحادية، التوحيد عندهم:
      أنه سبحانه عين وجود كل موجود، وحقيقته وماهيته، وأنه آية كل شيء، وفي كل شيء له آية تدل على أنه عينه، فهو عندهم عين الذابح، وعين المذبوح.

      ومن ثمرات هذا التوحيد:
      أن فرعون وقومه مؤمنون كاملوا الإيمان.
      وأن عباد الأصنام على الحق والصواب، وأنهم إنما عبدوا عين الله سبحانه لا غيره.
      وأنه لا فرق بين الماء والخمر، والزنا والنكاح، الكل من عين واحدة.
      ومن فروع عقائدهم أن الأنبياء ضيقوا الطريق على الناس.


      الجهمية، التوحيد عندهم:
      إنكار علو الله على خلقه بذاته،
      وإنكار استوائه على عرشه.
      وإنكار سمعه وبصره.
      وإنكارمحبة العباد له.

      فالتوحيد عندهم: هو المبالغة في إنكار التوحيد.

      أما القدرية، فالتوحيد عندهم:
      إنكار قَدَر الله، وعموم مشيئته للكائنات، وقدرته عليها، فصار التوحيد عندهم:
      إنكار القدر، وسموا الكفر بقضاء الرب: عدلا.
      وأنكروا حقائق الأسماء والصفات.
      وقالوا نحن أهل العلم والتوحيد.


      أما الجبرية، فالتوحيد عندهم:
      هو تفرد الرب تعالى بالخلق والفعل.
      وأن العباد غير فاعلين على الحقيقة.
      ولا محدثين لأفعالهم.
      ولا قادرين عليها.
      وليس للمخلوقات قوى وطبائع وغرائز وأسباب.
      بل ما ثم إلا مشيئة محضة، ولا حكمة ولا سبب ألبتة.

      وكل هذه الطوائف ضالة مضلة خارجة عن الدين الحق.

      مدارج السالكين
      ج5(3827،3823)
      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().

    • التوحيد الذي دعت إليه الرسل

      التوحيد نوعان:
      1.توحيد فيالمعرفة والإثبات، 2.وتوحيد في الطلب والقصد.




      فالأول:هو


      إثبات حقيقة ذات الرب تعالى،
      وأسمائه، وصفاته،وأفعاله،
      وعلوه فوق سمواته على العرش، وتكلمه بكتابه ،
      وتكليمه لمن شاء من عباده.



      وإثبات عموم قضائه، وقدره، وحكمته.



      النوع الثاني: مثل ما تضمنته سورة {قل يا أيها الكافرون}
      وقوله:{
      قل يا أهل ال كتاب تعالوا إلىكلمةسواء بيننا وبينكم}[آل عمران:64].



      غالب كلا م القرآن في التوحيد وحقوقه وجزائه، وشأن الشرك وأهله وجزائهم ؛ (فالحمد لله )توحيد إلوهية،
      (رب العالمين)توحيد،(الرحمن الرحيم) توحيد الأسماء والصفات،
      (مالك يومالدين)توحيد ربوبية،
      (رب العالمين )توحيد،(إياك نعبد)توحيد،
      ( وإياك نستعين) توحيد،(إهدنا الصراط المستقيم )توحيد،
      متضمن سؤال الهدايه،(غير المغضوب عليهم ولا ضالين)الذين فارقوا التوحيد.





      مدارج السالكين
      ج5(3829،3827)
      • القرآن جنتي
    • الأدلة على التوحيد

      قال تعالى:{شهدالله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ،
      إن الدين عند الله الإسلام
      }[آل عمران: 19،18].


      تضمنت هذه الآية إثبات حقيقة التوحيد، والرد على جميع الطوائف، والشهادة ببطلان أقوالهم ومذاهبهم.

      والشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره،وقوله.
      وتتضمن إعلامه،وإخباره وبيانه.

      فالشهادة لها أربع مراتب:

      1.علم ،ومعرقة،واعتقاد لصحة المشهودبه ،وثبوته.

      قال تعالى:{إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}[ الزخرف:86].

      2.تكلمه بذلك،ونطقه به،وإن لم يعلم به غيره.
      قال تعالى: {حنفاء لله غير مشركين به}[الحج:31].

      3.أن يعلم به غيره بماشهد به،ويخبره، ويبينه له.
      ومعلوم أن جميع الرسل أخبروا عن الله عزوجل ووحدانيته.

      4.أن يلزمه بمضمونها ويأمره به.
      قال تعالى:{لا تجعل مع الله إله آخر }[الإسراء:39]ً.

      مدارج السالكين
      ج5(3840،3830).
      • القرآن جنتي
    • ذات الله عند المضلين

      الجهمية والمعتزلة: يزعمون أن ذات الله لا تحب، ووجهه لايرى،
      ولايلتذ بالنظر إليه، ولاتشتاق القلوب إليه، فهم
      في الحقيقة منكرون الإلهية.


      والقدرية: ينكرون دخول أفعال الملائكة والجن والإنس وسائر الحيوان تحت قدرته ومشيئتة،
      وخلقه؛ فهم منكرون لكمال عزه وملكه.


      والجبرية: ينكرون حكمته، وأن يكون له في أفعاله وأوامره غاية يفعل ويأمر لأجلها؛ فهم ينكرون حكمته وحمده.

      وأتباع ابن سينا والنصير الطوسي:
      ينكرون أن تكون ماهية غير الوجود المطلق،
      وأن يكون له وصف ثبوتي على ماهية الوجود، فهم ينكرون ذاته وصفاته وأفعاله.


      والاتحادية: أدهى وأمر، فإنهم رفعوا القواعد من الأصل،
      وقالوا: ما ثم وجود خالق، ووجود مخلوق؛ بل الخلق المشبه
      هو الحق المنزه،
      كل ذلك من عين واحدة؛ بل هو العين الواحدة.


      شرح :
      معنىالعين الواحدة؛ كل ما حقق الهدف فهو عينه،
      مثل النكاح يتحقق بأي وسيلة دون حرمة، سواء أخت أو بنت أو أم، فهو حقق النكاح ويتم بأي امرأه.


      وكذلك الإله فمتى ظن أن ذات الشيئ وعينه هو ربه فهو على حق،
      فمن ظن أن فرعون ربه، فقد حقق معنى الإيمان،
      فلا معنى للذات عندهم، فهي معاني تتحقق في أي شيئ يؤدي الغرض.
      فهو عندهم عين الحق ومعناه. فهم أفسد الطوائف.

      بتصرف*.


      مدارج السالكين
      ج5(3853،3852)

      • القرآن جنتي
    • شهادة الله تعالى لنفسه

      بين الله سبحانه شهادته للعباد بطريق 1.السمع 2.البصر 3.العقل.
      أولا السمع: آياته المتلوة القولية المتضمنة لإثبات صفات كماله، ونعوت جلاله، وعلوه على العرش فوق سبع سماوات، وتكلمه بكتبه، وتكليمه لمن شاء من عباده تكلما وتكليما، حقيقة لا مجازا.

      فإن الله سبحانه شهد لنفسه بأنه استوى على العرش، وبأن ملائكته يخافونه من فوقهم، وأنه يأتي ويجيء، ويتكلم، ويرضى ويغضب، ويحب ويبغض وينادي، ويفرح ويضحك ويعجب، ويسمع ويبصر، وأنه يراه المؤمنون بأبصارهم يوم المعاد، إلى غير ذلك مما شهد به لنفسه وشهد له به رسله.

      وشهدت له الجهمية بضد ذلك، وقالوا شهادتنا أصح وأعدل من شهادة النصوص،
      فإن النصوص تضمنت كتمان الحق وإظهار خلافه.

      وشهادة الرب تعالى: تكذب هؤلاء أشد التكذيب.

      مدارج السالكين
      ج5(3855،3853)
      • القرآن جنتي
    • تابع: شهادة الله تعالى لنفسه

      ثانيا: آياته البصرية:
      هي آياته العِيانية الخلقية، والنظر فيها والاستدلال بها،
      وهي تدل على ما تدل عليه آياته القولية والسمعية.


      وآيات الرب: هي دلائله وبراهينه التي بها يعرفه العباد.
      فالرسل تخبر عنه بكلامه الذي تكلم به؛ وهو آياته القولية،
      ويستدلون على ذلك بمفعولاته التي تشهد على صحة ذلك؛ وهي آياته العينيه.


      والعقل يجمع بين هذا وهذا.
      فيجزم بصحة ما جاءت به الرسل، فتتفق شهادة السمع والبصر والعقل والفطرة.


      وهو سبحانه لكمال عدله ورحمته وإحسانه ومحبته للعذر وإقامته للحجة؛ لم يبعث نبيا من الأنبياء إلا ومعه آية تدل على صدقه، قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان لقوم الناس بالقسط} [الحديد:25].


      مدارج السالكين
      ج5(3856،3855)

      • القرآن جنتي
    • شهادة الله تعالى على رسله

      قال الله تعالى: {ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} [الرعد:43].
      فاستشهد على رسالته باستشهاد الله له، قال تعالى: {قل أي شيء أكبر شهادةً قل الله شهيد بيني وبينكم} [الأنعام:19].
      قال تعالى: {والله يعلم إنك لرسوله} [المنافقون:1].

      ومن نظر وتأمل علم أن الله شهد لرسوله أصدق الشهادة وأعدلها، فقطع العذر بينه وبين عباده، وأقام الحجة عليهم.
      قال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً} [الفتح:28].

      فيظهر ظهورين:
      1. ظهور بالحجة والبيان والدلالة.
      2. وظهور بالنصر والغلبة والتأييد حتى يظهر على مخالفيه، ويكون منصورا.

      ومن أعظم الشهادة بأنه سبحانه هو الذي أنزله؛ قال تعالى: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون} [النساء:166].
      فنزوله بعلمه وفيه علمه، رداً على من قال: {افتراه} [الفرقان:4].

      مدارج السالكين
      ج5(3867،3864)

      • القرآن جنتي
    • التصديق اليقين الطمأنينة

      من شهادته سبحانه: ما أودعه في قلوب عباده.
      فإن الله سبحانه فطر القلوب على قبول الحق والانقياد له، والطمأنينة به، والسلوك إليه ومحبته، وفطرنا على بغض الكذب والباطل، والنفور عنه، والريبة به وعدم السكون إليه.


      ولو بقيت الفطرة على حالها لما آثرت على الحق سواه.
      ولهذا ندب الله عز وجل عباده إلى تدبر القرآن؛ فمن تدبره أيقن أنه حق وصدق.


      قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء:82].

      وقال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} [الرعد:28].

      فطمأنينة القلوب الصحيحة، والفطرة السليمة به، وسكونها إليه؛ من أعظم الآيات،
      إذ يستحيل في العادة أن تطمئن القلوب وتسكن إلى الكذب والافتراء والباطل.


      مدارج السالكين
      ج5(3869،3867)

      • القرآن جنتي
    • التوحيد ثابت بالعقل والسمع

      فالقرآن يذكر الأدلة والبراهين العقلية على التوحيد، ويبين حسنه،
      ويبين قبح الشرك عقلا وفطرة، ويأمر بالتوحيد، وينهى عن الشرك.


      قال تعالى: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلماً لرجلٍ هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لايعلمون} [الزمر:29].

      ومن عدل الله عز وجل أنه بعث الرسل قبل إقامة الحجة على الناس
      قال تعالى: {
      وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا} [الإسراء:15].

      والقرآن يخبر أن الحجة إنما قامت عليهم بكتابه ورسوله.

      قال تعالى: {بلى قد جاءتك ءاياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} [الزمر:59-56].

      واعلم أنه إن لم يكن حسن التوحيد وقبح الشرك معلوما بالعقل،
      مستقرا في الفطرة، فلا وثوق بشيء من قضايا العقل.

      ولهذا يقول سبحانه عقيب تقرير ذلك: {
      أفلا تعقلون}· {أفلا تذكرون}. وينفي العقل عن أهل الشرك.

      مدارج السالكين
      ج5(3902،3898)

      • القرآن جنتي
    • [INDENT]تابع الأدلة العقلية

      ما أبقاهالله تعالى في الأرض من آثار عقوبات أهل الشرك وآثار ديارهم وماحل بهم.

      وما أبقاه من نصر أهل التوحيد وإعزازهم وجعل العاقبة لهم.

      قال الله تعالى: {وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم} [العنكبوت:38].

      وقال في ثمود: {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون} [النمل:53،52].

      وغيرها من الآيات.

      مصدر ذلك كله أسماؤه وصفاته:
      فصدر هذا الإهلاك
      عن عزته.
      وذلك الإنجاء برحمته.


      وفي ذلك:
      إقرار برسالة رسوله بالأدلة العقلية أحسن تقرير.
      وإجابة عن شبه المكذبين له بأحسن جواب.
      فدلالة القرآن سمعية عقلية.


      مدارج السالكين
      ج5(3906،3904)
      [/INDENT]






      • القرآن جنتي
    • نمو التوحيد بالشواهد

      مجرد الشواهد لا تنمي التوحيد بل لا بد من إجابة داعي الحق..

      قالالله تعالى: {وكأين من ءاية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون} [يوسف:105].

      يمر عليها العبد ولا ينمو بها إيمانه وتوحيده.

      فإذا أجاب الداعي وتبصر في الشواهد نما توحيده، وقوي إيمانه،
      قال الله تعالى: {
      فأماالذين ءامنوا فزادتهم إيمانا} [التوبة:124].

      فالإيمان والتوحيد ينمو ويتزايد وهذا من أعظم أصول أهل السنة.

      مدارج السالكين
      ج5(3908،3907)
      • القرآن جنتي
    • التوحيد وإسقاط الأسباب

      القيام بالأسباب واعتبارها وإنزالها في منازلها التي أنزلها الله فيها هو محض التوحيد والعبودية.

      القول بإسقاط الأسباب هو توحيد القدرية الجبرية، أتباع جهم بن صفوان في الجبر،
      وعندهم أن الله لم يخلق شيئا بسبب، ولا جعل في الأسباب قوى وطبائع تؤثر،
      فليس في النار قوة الإحراق، ولا في الماء والخبز الري والتغذية؛
      بل الله سبحانه يحدث هذه الأشياء عند ملاقاة هذه الأجسام،
      فليس الشبع بالأكل ولا الطاعات والتوحيد سبباً لدخول الجنة ولا الشرك والكفر والمعاصي سببا ًلدخول النار؛
      بل يُدخل من هؤلاء الجنة بمحض مشيئته من غير سبب ولاحكمة أصلا.


      فأسقطوا الأسباب الدنيويه وعطلوها، وجعلوا وجودها كعدمها.

      وتركوا الأسباب الأخروية وقالوا: سبق العلم والحكم بالسعادة والشقاوة لا يتغير ألبتة، فسواء علينا الفعل والترك،
      فإن سبق العلم والحكم بالشقاوة فنحن أشقياء، عملنا أو لم نعمل، وإن سبقا بالسعادة فنحن سعداء، عملنا أو لم نعمل.


      وهذا الأصل الفاسد مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف وأئمة الدين، ومخالف لصريح المعقول وللحس والمشاهدة.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقالوا: يارسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ فقال: لا، اعملوا فكل ميسر لماخلق له).

      مدارج السالكين
      ج5(3913،3910)
      • القرآن جنتي
    • ترتب النتائج على الأسباب

      القرآن من أوله إلى آخره يبطل مذهب تعطيل الأخذ بالإسباب.

      قال الله تعالى: {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} [الطلاق،3،2].

      وقال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطلاق:4].

      وقال تعالى: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} [الأنفال: 29].

      وقال تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا} [آل عمران: 120].

      وقال تعالى: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا} [النساء: 161،160].

      مدارج السالكين
      ج5(3916،3915)
      • القرآن جنتي
    • أنواع الالتفات إلى الأسباب

      1. شرك: أن يعتمد عليها ويطمئن إليها، ويعتقد أنها محصلة للمقصود بذاتها، فهو معرض عن المسبب لها.

      2. عبودية وتوحيد: بأن يفعل
      ماأمر به من الأسباب، ويتوكل علىالله
      توكل من يعتقد أن الأمر كله بمشيئة الله، فيأتي الأسباب إتيان من لا يرى النجاة والفلاح والوصول إلا بها، ويلتفت إليها التفات امتثال، إذ لم تشغله عن الالتفات إلى المسبِّب.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز).

      فالإعراض عن الأسباب ومحوها قدح في العقل والحس والفطرة، وقدح في الشرع وإبطال له.

      مدارج السالكين
      ج5(3917،3916).

      • القرآن جنتي
    • حقيقة التوكل

      هو القيام بالأسباب، والاعتماد بالقلب على المسِّبب وهو الله عزوجل.

      فالموحد المتوكل: لايلتفت إلى الأسباب، بمعنى أنه لا يطمئن إليها، ولا يرجوها ولا يخافها، ولا يركن إليها، بل يكون قائما بها، ناظرا إلى مسبِّبها سبحانه ومجريها.

      فلا يصح التوكل عقلا وشرعا إلا عليه سبحانه وحده، فليس في الوجود سبب تام موجب إلا بمشيئته وحده.

      فهو مسبب الأسباب، وإن كان الله سبحانه قد يبطل حكم مشيئته بمشيئته،
      فيشاء الأمر ثم يشاء ما يضاده ويمنع حصوله، والجميع بمشيئة الله واختياره.

      فلا يصح التوكل إلا عليه، ولا الالتجاء إلا إليه، ولا الخوف إلا منه، ولا الرجاء إلا له، ولا الطمع إلا في رحمته.

      فإذا جمعت بين هذا التوحيد وبين إثبات الأسباب: استقام قلبك على السير إلى الله.

      مدارج السالكين
      ج5(3920،3917)
      • القرآن جنتي
    • الجمع والتفريق


      الجمع في اللغة: الضم والاجتماع، والتفريق ضده.
      1. التفريق الطبعي أو الحيواني: هو التفريق بمجرد الطبع والميل، فيفرق بين ما يفعله وما لا يفعله بطبعه وهواه، فالمعيار طبعه أونفرة طبعه.
      المشركون وأهل الظلم والعدوان؛ يتبعون هواهم وميل نفوسهم في التفريق بين الأمور.
      2. التفريق الإسلامي: هو الفرق بين ما شرعه الله وأمر به وأحبه ورضيه، وبين ما نهى عنه وكرهه ومقت فاعله.
      ومن لم يكن من أهله لم يشم رائحة الجنة ألبتة.
      مثال: لأهل التفريق الطبيعي الذين جمعوا بين المحظور والمأمور، فقالوا: {إنما البيع مثل الربا} [البقرة:275].
      فلا فرق بين الحلال والحرام عندهم، وهذا هو جمعهم وتفريقهم.


      مدارج السالكين
      ج5(3931،3930).
      • القرآن جنتي
    • تابع الجمع والتفريق


      3. التفريق الإيماني: الذي يتعلق بمسائل القضاء والقدر: فهو التمييز الإيماني بين فعل الحق سبحانه وأفعال العباد.
      فيؤمن بأن الله وحده خالق كل شيء، وأن الكون واقع بمشيئته وقدرته وخلقه.
      ويؤمن أن العبد فاعل لأفعاله حقيقة، وهي صادرة عن قدرته ومشيئته، قائمة به.
      ويشهد تفرد الرب سبحانه بالخلق والتقدير ووقوع أفعال العباد منهم بقدرتهم ومشيئتهم، والله خالق ذلك كله.


      مدارج السالكين
      ج5(3931،3932)
      • القرآن جنتي
    • الجمع الصحيح ولوازمه


      جمع توحيد الربوبية: يشهد صاحبه قيومية الرب تعالى فوق عرشه، يدبر أمر عباده وحده،
      فلا خالق ولا رازق، ولامعطي ولا مانع، ولا مميت ولا محيي، ولامدبر لأمر المملكة -ظاهرا وباطنا-غيره.


      فماشاء كان،وما لم يشألم يكن.


      جمع توحيد الإلهية: فهو أن يجتمع قلبه وهمه وعزمه على الله، وإرادته،
      وحركاته على أداء حقه تعالى، والقيام بعبوديته سبحانه، فتجتمع شئون إرادته على مراده الديني،والشرعي.


      وهذان الجمعان هما حقيقة{إياك نعبد وإياك نستعين}[الفاتحة: 5].
      (إياك) يشهد العبد فيها الذات الجامعة لجميع صفات الكمال، التي لها كل الأسماء الحسنى.
      (نعبد)يشهد جميع العبادة ظاهراً وباطناً.
      (إياك نستعين)يشهد جميع الاستعانة والتوكل والتفويض،فيشهد منه جميع الربوبية.
      (إياك نعبد)جمع الإلهية.
      (إياك)الذات الجامعة لكل الأسماء الحسنى والصفات العلى.


      مدارج السالكين
      ج5(3936،3935)
      • القرآن جنتي
    • مراتب اهدنا

      إذا اجتمعت حصلت الهداية وهي:

      1. هداية العلم والبيان.

      2. أن يُقدره عليه، وإلا فهو غير قادر بنفسه.

      3. أن يجعله مريدا له.

      4. أن يجعله فاعلا له.

      5. أن يثبته على ذلك ويستمر به عليه.

      6. أن يصرف عنه الموانع والعوارض المضادة له.

      7. أن يهديه
      فيالطريق نفسها هداية خاصة في منازلها تفصيلا.

      8. أن يُشهده المقصود في طريقه، وينبهه عليه، غير محتجب بالوسيلة عنه.

      9. أن يشهد فقره وضرورته إلى هذه الهداية فوق كل ضرورة.

      10. أن يشهده الطريقين المنحرفينعنطريقها،
      وهما طريق أهل الغضب الذين عدلوا عن اتباع الحق قصدا وعناداً،
      وطريق أهل الضلال الذين عدلوا عنها جهلا وضلالاً.


      ثم يشهد جمع (الصراط المستقيم) في طريق واحد عليهجميع

      أنبياء الله ورسله، وأتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين.

      من حصل له هذا الجمع فقد هدي إلى الصراط المستقيم.

      مدارج السالكين
      ج5(3938،3937)
      • القرآن جنتي
    • كلمة أخيرة

      اعلم إنك إن جعلت الحق متبعا لهواك فقد عرضت قلبك وعملك وطريقك للفساد.
      قالاللهتعالى: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن} [المؤمنون: 71].


      وقال رسولاللهصلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به).


      فالعلم والعدل: أصل كل خير، والظلم والجهل أصل كل شر.
      والله تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، وأمره أن يعدل
      بين الطوائف،



      ولا يتبع أهواء أحد منهم، فقال تعالى: {فلذالك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل ءامنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لاحجَّة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير} [الشورى:15].

      والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم المرسلين محمد وعلى آله أجمعين.

      مدارج السالكين
      ج5(3957،3958)

      تم بحمد الله ملخص كتاب مدارج السالكين في أول اثنين من شهر شوال لعام 1436 هجرية.
      الساعة السادسة ونصف مساءا

      اللهم إنا نسألك أن تجزي من قام بتلخيص الكتاب خيرا،
      وأن تبارك له في حاله ووقته، وأن تجزي خيرا من نقل ومن قرأ ومن ألف الكتاب ومن لخصه.

      والقادم بإذن الله كتاب زاد المعاد في هدى خير العباد لابن القيم

      • القرآن جنتي
    • [B]سبحان عدد خلقه ورضا نفسه .. لطالما كنت أفكر باختيار أبواب من مدارج السالكين ونشرها ، وخصوصا فيما يتعلق بفقه عبادة القلوب ، والمنازل التي يرى أن أكثر الناس يجهلها والتي مناسبة للناس في هذا العصر والحاجة إليها ماسة ،

      وقد تصفحت بعض الصفحات بشكل سريع ، ورأيت أن منها ما ينفع أن يكون موضوعا مستقلا بذاته، وعندما يكون مستقلا بذاته ، يلفت بعض أدوات التدبر الأربعة أو كلها ، والوصول إليه أسهل . فعادة الناس تفضل الوجبات السريعة سهلة المنال .
      فمثلا ما ينفع أن يكون موضوعا مستقلا من الذي جاء في الصفحة الأولى :

      اليقظة وفيه ذكر العلامات مشاركة (12)
      أعلى مراتب اليقظة مشاركة (16)
      منزلة الفكرة مشاركة (17)
      والبصيرة والفراسة والعزم
      وتمييز النعمة من الفتنة
      حقيقة التوبة مشاركة 28


      فليس العبرة بطول الموضوع أو كثرة الكتابة ،
      وإنما باختيار وانتقاء ما هو أنفع للناس وإن لم يك للنفس فيها هوى ، وتلك من علامات الإخلاص التي يجهلها كثير من الناس .

      وليت يتم وضع الموضوعين تحب اسم واحد ويثبت مثل (( مختارات من زاد المعاد ومدارج السالكين )) ويتم الإحالة إلى الرابطين ، فمدارج السالكين بذل فيه جهد ولن مع تطاول الأمد غاب بين الصفحات وما كنت لأدري لولا السؤال ثم إخبارك به .

      زادك الله من فضله .
      [/B]
      (( كما غيّرت الاستخارة حياتي ؛ ستغير حياتك حتما ؛ إذا أتقنتها وأكثرت منها ، وتجوز بالدعاء ، وهذه من نعمة الله للإكثار منها دون مشقة ، وشكر النعمة نشرها ، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))