ملخص كتاب تهذيب مدارج السالكين لشيخ الإسلام أبن قيم الجوزي



    • منزلة الفتوة

      هذه المنزلة حقيقتها الإحسان إلى الناس، وكف الأذى عنهم،
      واحتمال أذاهم،فهي استعمال حسن الخلق معهم،فهي في الحقيقة نتيجة حسن الخلق واستعماله.


      الفرق بين المروءة والفتوة .

      المروءة أعم منها،فالفتوة نوع من أنواع المروءة .

      المروءة:استعمال ما يحمل ويزين مماهو مختص بالعبد،
      أو متعد إلى غيره،وترك مايدنس ويشين مماهو مختص به أو متعلق بغيره
      .

      والفتوة:هي استعمال الأخلاق الكريمة مع الخلق.

      وعبرت عنها الشريعة باسم (مكارم الأخلاق).

      قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال)).

      معنى الفتوة والأقوال فيها

      الفتوة من الفتى:وهو الشاب الحديث السن،قال تعالى عن أهل الكهف
      {إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى}[الكهف:13].

      واسم الفتى لايشعر بمدح ولا ذم،واستعمله بعضهم في مكارم الأخلاق.

      وأصلها عندهم:أن يكون العبد أبدا في أمر غيره.

      وأقدم من تكلم عنها:

      1.جعفر بن محمد سئل عن الفتوة ؟ فقال للسائل:ماتقول أنت؟
      فقال:إن أعطيت شكرت،وإن منعت صبرت،ف
      قال:الكلاب عندنا كذلك،
      فقال السائل:يا ابن رسول الله،فما الفتوة عندكم؟
      فقال:إن أعطينا آثرنا،وإن منعنا شكرنا.

      وقال الفضيل بن عياض:الفتوة الصفح عن عثرات لأخوان .

      وقال الإمام أحمد في رواية ابنه عبدالله عنه،وقد سئل ما الفتوة،فقال:ترك ماتهوى لما تخشى.

      وسئل الجنيد عن الفتوة؟فقال:أن لا تنافر فقيرا،ولا تعارض غنيا.

      وقال محمد بن علي الترمذي:الفتوة أن تكون خصما لربك على نفسك.

      وقال سعد -رحمه الله-:هي اتباع السنة .


      تزوج رجل بامرأة،فلما دخلت عليه رأى بها الجدري،فقال:اشتكيت عيني،
      ثم قال:عميت،فبعد عشرين سنة ماتت،ولم تعلم أنه بصير،فقيل له في ذلك ف
      قال،كرهت أن يحزنها رؤيتي لما بها،فقيل له:سبقت الفتيان.

      مدارج السالكين
      ج3 (2270، 2277)
      • القرآن جنتي
    • درجات الفتوة

      وهي ثلاث درجات

      الأولى: (ترك الخصومة، والتغافل عن الزلة، ونسيان اﻷذية، ونسيان إحسانك للناس).

      1. ترك الخصومة: وهي من باب الترك والتخلي، وهي أن لا يخاصم أحدا،

      فلا ينصب نفسه خصما ﻷحد، وأن خصمه هي نفسه.

      -فلا يخاصم بلسانه، ولا ينوي الخصومة بقلبه ولا يخطر على باله.



      -أن يخاصم بالله وفي الله، ويحاكم إلى الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وبك خاصمت، وإليك حاكمت).
      وهذه درجة فتوة العلماء الدعاة إلى الله تعالى.

      2. وأما التغافل عن الزلة؛ فهو أنه إذا رأى أحد زلة يوجب عليه الشرع أخذه بها
      أظهر أنه لم يرها لئلا يعرض صاحبها للوحشة ويريحه من تحمل العذر
      .



      3. نسيان الأذية: فهو أنك تنسى أذية من نالك بأذى، ليصفو قلبك، ولا تستوحش منه.

      4. نسيان إحسانك إلى من أحسنت إليه حتى كأنه لم يصدر منك، وهذا النسيان أكمل من اﻷول، وفيه قيل:

      ينسى صنائعه والله يظهرها..

      إن الجميل إذا أخفيته ظهرا.


      مدارج السالكين
      ج3 ( 2279، 2281)
      • القرآن جنتي
    • الدرجة الثانية للفتوة

      أن تقرب من يقصيك، وتكرم من يؤذيك، وتعتذر إلى من يجني عليك، سماحة لا كظما، ومودة لا مصابرة.

      وهذه الدرجة أعلى مما قبلها وأصعب، الأولى تتضمن ترك المقابلة والتغافل،
      وهذه تتضمن اﻹحسان إلى من أساء إليك، ومعاملته بضد ما عاملك به.


      إذا مرضنا أتيناكم نعودكم.. ...وتذنبون فنأتيكم ونعتذر.


      ولنا في ذلك القدوة الحسنة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ﻷحد كمال هذه الدرجة سواه.

      الاعتذار إلى من يجني عليك؟؟

      ما يهون عليك أمره أن تعلم أنه سلط عليك بذنب، كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى:30].

      قوله (سماحة لا كظما وتوادا لا مصابرة)):

      اجعل هذه المعاملة صادرة عن سماحة، وطيبة نفس،
      وانشراح صدر، لا عن كظم، وضيق ومصابرة
      .

      والمقصود إصلاح الباطن والسر والقلب.

      مدارج السالكين
      ج3 ( 2281، 2284).
      • القرآن جنتي


    • الدرجة الثالثة للفتوة


      -أن لا تتعلق في السير بدليل: أي معرفة الله شيء ضروري لا استدلالي،

      لهذا لم تدع الرسل قط الأمم إلى الإقرار بالصانع سبحانه وتعالى، وإنما دعواهم إلى عبادته وتوحيده.


      قال تعالى: {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض} [إبراهيم :10].

      فكيف أطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء؟


      وإنما أحتاج إلى من يوصلني إليه، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.


      وهذا لا يتأتي إلا بطلب العلم، فكان الجنيد من أشد الناس مبالغة في الوصية بالعلم، وحثا لأصحابه عليه.


      - ولا تشوب إجابتك بعوض:

      هنا نستدل بالأثر الإلهي ((ابن آدم، اطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كل شيء،

      وإن فاتك؛ فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء
      ))

      أي اجعل الله ورضاه همك ولا تنظر للدنيا فتشغلك. (بتصرف)


      - ولا تقف في شهودك على رسم: هنا نكتفي بذكر هذا البيت لتوضيح المعنى:


      وليس يصح في الأذهان شيء.........
      .إذا احتاج النهار إلى دليل.


      مدارج السالكين

      ج2ص ( 2284، 2294)



      • القرآن جنتي


    • منزلة المروءة


      (المروءة): قوة للنفس، مبدأ لصدور الأفعال الجميلة عنها المستتبعة للمدح شرعا وعقلا وعرفا.

      وفي لسان العرب: هي كمال الرجولة. وهي منزلة ذكرها ابن القيم.


      اعلم أن في النفس ثلاثة دواع متجاذبة: داع يدعوها إلى الاتصاف بأخلاق الشيطان:

      من الكبر والحسد والعلو والبغي والشر والأذى والفساد والغش.


      * وداع يدعوها إلى أخلاق الحيوان: وهو داعي الشهوة.

      * وداع يدعوها إلى أخلاق الملك: من الإحسان والنصح والبر والعلم والطاعة.


      فحقيقة المروءة:بغض ذنيك الداعيين، وإجابة الداعي الثالث،

      وقلة المروءة وعدمها:وهوالاسترسال مع ذنيك الداعيين، والتوجه لدعوتهما أين كانت.


      فالإنسانية والمروءة والفتوة:

      كلها في عصيان الداعيين، وإجابة الداعي الثالث.

      كما قال السلف: خلق الله الملائكة عقولا بلا شهوة،

      وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق آدم وركب فيه العقل والشهوة،

      فمن غلب عقله على شهوته؛ التحق بالملائكة، ومن غلبت شهوته عقله؛ التحق بالبهائم.


      مدارج السالكين

      ج3 ( 2295، 2296)
      • القرآن جنتي




    • حقيقة المروءة وتعريفها




      *قيل :هي غلبة العقل للشهوة.

      *وقال الفقهاء في حدها:

      هي استعمال مايجمل العبد ويزينه، وترك ما يدنسه ويشينه.

      *وقيل :هي استعمال كل خلق حسن، واجتناب كل خلق قبيح.

      ¤وحقيقة المروءة:

      تجنب الدنايا والرذائل،من اﻷقوال والأخلاق واﻷعمال.

      ¤فمروءة اللسان:

      حلاوته وطيبته ولينه .

      ¤ومروءة الخلق:سعته وبسطه للحبيب والبغيض.

      ¤ومروءة المال:

      اﻹصابة ببذله مواقعه المحمودة عقلا وعرفا وشرعا.

      ¤ومروءة الجاه:بذله لمن يحتاج إليه.

      ¤ومروءة الإحسان :

      تعجيله وتيسيره وتوفيره وعدم رؤيته حال وقوعه،ونسيانه بعد وقوعه،فهذه مروءة البذل.

      ¤وأما مروءة الترك:

      فترك الخصام والمعاتبة،والمطالبة والمماراة

      واﻹغضاء عن عيب ما يأخذ من حقك،

      وترك الاستقصاء في حقه والتغافل عن عثرات الناس،

      والتوقير للكبير وحفظ حرمة النظر،ورعاية أدب الصغير.



      مدارج السالكين

      ج3 ( 2296، 2297)


      • القرآن جنتي


    • درجات المروءة

      1 . مروءة المرء مع نفسه، وهي أن يحملها على مراعاة ما يجمل ويزين،
      ويترك ما يدنس ويشين، ليصير لها ملكة في العلانية.
      فمن اعتاد شيئا في سره وخلوته: ملكه في علانيته وجهره،
      فلا يكشف عورته في الخلوه، ولا يتجشأ بصوت مزعج،
      ولا يخرج الريح بصوت، وهو يقدر على خلافه، ولا ينهم عند أكله وحده.



      * فلا يفعل خاليا ما يستحي من فعله في المﻷ، إلا ما لا يحظر الشرع والعقل،
      ولا يكون إلا في الخلوة، كالجماع والتخلي ونحوه.



      2 . المروءة مع الخلق:
      بأن يستعمل معهم شروط اﻷدب والحياء، والخلق الجميل،
      ولا يظهر لهم مايكرهه هو من غيره لنفسه.



      * وليتخذ الناس مرآة لنفسه. فكل ما كرهه ونفر عنه،

      من قول أو فعل أو خلق، فليجتنبه، وما أحبه واستحسنه فليفعله.




      * وصاحب هذه البصيرة ينتفع به من خالطه.

      ¤ روي عن بعض الأكابر: أنه كان له مملوك سيء الخلق،
      فظ غليظ، لا يناسبه، فسئل عن ذلك؟ فقال: أدرس عليه مكارم اﻷخلاق.


      3 . المروءة مع الحق سبحانه، بالاستحياء من نظره إليك واطلاعه عليك في كل لحظة ونفس.


      ¤ فالله اشترى منك نفسك وأنت ساع في تسليم نفسك لله وتقاضي الثمن،
      وليس من المروءة تسليمه على ما فيها من العيوب.


      ¤ كل ما ذكر في منزلة الفتوة والخلق فإنه بعينه في هذه المنزلة.

      مدارج السالكين
      ج3 ( 2298، 2300)
      • القرآن جنتي


    • منزلة العزم

      هو تحقيق القصد طوعا أو كرها.

      أي أن يكون قصده محققا، لايشوبه شيء من التردد.

      وهي قوة باعثة على السير عند الفتور والتراخي والالتفات إلى الوراء.



      درجات العزم


      1.إباء الحال على العلم :
      -ونستطيع أن نقول هو عزم فاسد- أي أن صاحبها يأبي أن يأخذ بالعلم وتحكيمه،

      وهو حال فاسد،مبعد عن الله.فنفسه وحاله تدعوه للفساد والعلم ينهاه

      فيأبى حاله على اﻷخذ بعلمه فيعزم على ضده فيهلك.



      أما المؤمن فإنه يقدم علمه على نفسه لأنه يرى أثر عمله أمام عينيه،

      فكأنه يرى الموت فيخافه.ويرى الجزاء فينهض عن داعي الهوى،ويلتزم داعي العلم.


      فتراه مقبلا على العلم والعمل مبتعدا عن هواه وداعيها .

      ومن استشعر هذا لا يعرض له عارض يصده عن اﻷخذ بعلمه.سواء شهوة أو غلبة النفس .(بتصرف).


      مدارج السالكين

      ج3 ( 2301، 2306)
      • القرآن جنتي


    • الدرجة الثانية للعزم.

      ¤استجماع القوى الظاهرة والباطنة للوصول والعزم عليه.

      كالمسافر إذا عاين القرية التي يريد دخولها أسرع السير

      وبذل الجهد وكذلك الصادق في آخر عمره أقوى عزما وقصدا
      .

      ¤الدرجة الثالثة:أن ينسب العزم لله عزوجل الذي بفضله

      وهبته أجراه.فيكون حاله كمن يدفع القدر بالقدر.




      ¤على صاحب العزم أن يتجنب ثلاثة أشياء حتى يحفظ عزمه وقوته عليه :

      1.يحفظه من الفتور والضعف.

      2.أن يجرد عزمه من الشوائب والأذى .

      3.أن ينسب عزمه لله عزوجل لا لنفسه.



      فكل حركة من العبد تجري بأمر الله عزوجل.فيشكر الله الذي أمكنه من عزمه ووفقه فيه.


      (بتصرف)

      مدارج السالكين

      ج3 ( 2306، 2309)
      • القرآن جنتي
    • منزلة الإرادة

      ◇هي: نزوع النفس وميلها إلى الفعل، ولا تكون إلا مع صحة القصد وصدق النية والإقبال على الحق.

      ◇قال الواسطي: إرادة الحق سبحانه بإسقاط إرادته.


      ◆ومن صفات المريد لله:

      التحبب إلى الله بالنوافل، واﻹخلاص في نصيحة الناس، واﻷنس بالخلوة،

      والصبر على مقاساة الأحكام، واﻹيثار ﻷمره، والحياء من النظر،

      وبذل المجهود في محبوبه، والتعريض لكل سبب يوصل إليه.




      ◆قال حاتم اﻷصم -رحمه الله -: إذا رأيت المريد يريد غير مراده ، فاعلم أنه أظهر نذالته.

      ◆قال يحيى بن معاذ: أشد شيء إلى المريد معاشرة اﻷضداد.


      ◆ومن حكم المريد: أن يكون نومه غلبة، وأكله فاقة، وكلامه ضرورة.


      مدارج السالكين

      ج3 ( 2310، 2313)
      • القرآن جنتي


    • حركات اﻹرادة

      {قل كل يعمل على شاكلته} [اﻹسراء:84].

      أي: كل يعمل على مايشاكله، ويناسبه، ويليق به، فالفاجر يعمل على مايليق به،
      وكذلك الكافر والمنافق، ومريد الدنيا وجيفتها. ومحب الصور على مايناسبه ويليق به.

      فكل امرئ يهفو إلى مايحبه وكل امرئ يصبو إلى مايناسبه.


      .◆المريد لله المحب له:
      يعمل على ماهو لائق به والمناسب له،
      فهو يعمل على شاكلة إرادته، وماهو اﻷليق به، واﻷنسب لها.
      .
      ◆فاﻹرادة عنده هي إجابة داعي الحقيقة طوعا أو كرها.

      ●الإرادة تنقسم لقسمين:

      1. إرادة الباطن وهي حركة القلب ويسمى علم (الباطن).

      2. إرادة الظاهر وهي:

      _ تفاصيل أحكام الجوارح ويسمى (علم الفقه).

      _ وحركة طبيعية اضطرارية وهو علم (الطب).



      ◆وهذه العلوم الثلاث: كفيلة بمعرفة حركات النفس والقلب،
      وحركات اللسان والجوارح، وحركات الطبيعة.


      ◆فالطبيب: ينظر في تلك الحركات من جهة تأثير البدن على صحته واعتلاله.

      ◆والفقيه: ينظر في تلك الحركات من جهة موافتها ﻷمر الشرع ونهيه وكراهته.

      ◆والعابد: ينظر في تلك الحركات من جهة كونها موصلة إلى مراده،
      أو قاطعة عنه، ومفسدة لقلبه، أو مصححة له.



      مدارج السالكين
      ج3 ( 2325، 2327)

      • القرآن جنتي
    • suwaiqawi كتب:

      عمل عظيم تشكري عليه اختنا الكريمه

      ورحم الله شيخنا الذي انار بعلمه الاسلام والمسلمين
      أسعدني مرورك, لعل الله يتقبل , وينفع به الناس
      وأكون من من يكتبون وتجري أجورهم .
      آمين
      • القرآن جنتي
    • الإجابة لداعي الحقيقة

      ¤الإجابة:الانقياد،والإذعان،

      الحقيقة:هي مشاهدة الربوبية والشريعة،والتزام العبودية بهما.

      فالشريعة أن تعبده،والحقيقة أن تشهده،

      فالشريعة:قيامك بأمره،والحقيقة:شهودك لوصفه .

      وداعي الحقيقة:هو صحة المعرفة، فإن من عرف الله أحبه.

      ولابد في هذه الإجابة من ثلاثة أشياء:

      1.نفس مستعدة قابلة،لا تعوز إلا الداعي.

      2.ودعوة مستمعة .

      3.وتخلية الطريق من المانع .

      طوعا أو كرها:يشير إلى المجذوب،المختطف من نفسه والسالك إرادة واختيارا ومجاهدة.

      مدارج السالكين
      ج3 ( 2327، 2328)
      • القرآن جنتي


    • درجات الإرادة

      1. ذهاب عن العادات بصحبة العلم، والتعلق بأنفاس السالكين،
      مع صدق القصد، وخلع كل شاغل من الخلان ومشتت من اﻷوطان.

      ¤وهذا يوافق حد اﻹرادة بأنها: مخالفة العادة، وهي ترك عوائد النفوس وشهواتها،
      ورعونتها وبطالاتها، ولايمكن ذلك إلا بصحبة العلم،
      فإنه النور الذي يعرف العبد مواقع ما ينبغي إيثاره، وماينبغي إيثار تركه
      .

      ¤ومن تعلق بأنفاس قوم انخرط في سلكهم، ودخل في جملتهم.

      وقال شأن السالكين لا العابدين، فإن العابد شأنه القيام باﻷعمال، وشأن السالك مراعاة اﻷحوال.

      ¤وقوله (مع صدق القصد):

      يكون بأمرين:
      توحيده، وتوحيد المقصود: فلا يقع في قصدك قسمة، ولا في مقصودك.

      ¤وقوله (وخلع كل شاغل ........):
      يشير إلى ترك الموانع، والقواطع العائقة عن السلوك: من صحبة اﻷغيار،
      والتعلق باﻷوطان، التي ألف فيها البطالة والنذالة.

      ¤فليس عليه أضر منهما فليغترب عنهم بجهده.

      مدارج السالكين
      ج3 ( 2328، 2330)
      • القرآن جنتي
    • الدرجة الثانيه للإرادة

      (تقطع بصحبة الحال، وترويح اﻷنس، والسير بين القبض والبسط)

      ¤(تقطع بصحبة الحال):

      أي ينتقل من مقام العلم إلى مقام الكشف، ومن مقام رسوم اﻷعمال إلى حقائقها،
      فيرتقي من اﻹسلام إلى اﻹيمان، ومن الإيمان إلى الإحسان.

      ¤أما (ترويح النفس): السالك لله في أول الأمر يجد مشقة في التكليف ومشقة العمل،
      لعدم أنس قلبه بمعبوده، فإذا حصل للقلب روح اﻷنس به زالت عنه تلك التكاليف
      والمشاق وصارت قرة عين له ولذة. فتصير الصلاة قرة عين له،
      بعد أن كانت حملا عليه، ويستريح بها بعد أن كان يطلب الراحة منها.


      *وصدق قوله صلى الله عليه وسلم: ((أرحنا بالصلاة يا بلال)).

      ¤أما ((السير بين القبض والبسط)):
      حالتان تعرضان لكل سالك، ويتولدان من الخوف والرجاء تارة،
      فيقبضه الخوف، ويبسطه الرجاء. وتارة من الجفاء والوفاء،
      وتارة من التفرقة والجمعية، وتارة من أحكام الوارد، فوارد يورث قبضا، ووارد يورث بسطا.




      ¤وقد يهجم على قلب السالك قبض لايدري ماسببه، وبسط لايدري ماسببه.

      ¤وحكم صاحب القبض أمران:

      1.التوبة والاستغفار؛ ﻷن القبض نتيجة جناية أو جفوة لايشعر بها.

      2. الاستسلام حتى يمضي عنه ذلك الوقت ويزول القبض فالله يقبض ويبسط.

      ¤ويحذر من الانبساط، وهذا شأن العقلاء: إذا ماورد عليهم مايسرهم ويبسطهم،
      قابلوه بالسكون والثبات والاستقرار، وفي ذلك يقول كعب بن زهير في مدح المهاجرين
      :

      ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم...........قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا.

      ----------------------------
      ○المراد بالقبض والبسط:الحالة التي يمر بها الإنسان.

      البسط المراد به :فرح وإقبال على الله بالعبادة فهذا بسط وسرور وفرح في القلب.

      ○وأما القبض: جفاؤه عن العبادة وكسله وخموله، وإقباله على الدنيا
      وارتكاب المعاصي ونحوه، فيحصل قبض للقلب وقلق وهموم.

      مدارج السالكين
      ج3 ( 2330، 2335)
      • القرآن جنتي
    • الدرجة الثالثة للإرادة


      ¤ذهول مع صحبة الاستقامة وملازمة الرعاية على تهذيب الأدب.

      يريد به رعاية حقوق الله مع التأدب بآدابه ، فلا يخرجه ذهول عن استقامة ،
      ولا عن رعاية حقوق سيده، ولا عن الوقوف باﻷدب بين يديه والله المستعان.

      مدارج السالكين
      ج3 ( 2335،
      2336)
      • القرآن جنتي
    • 🔆منزلة اﻷدب🔆

      ¤قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة} [التحريم:6].

      ¤اﻷدب اجتماع خصال الخير في العبد، ويطلق على الفصاحة والبلاغة،
      والاحتراز من جميع اﻷخطاء
      .

      ¤وعلم اﻷدب: هو علم إصلاح اللسان والخطاب، وإصابة مواقعه،
      وتحسين ألفاظه، وصيانته عن الخطأ والخلل، وهو شعبة من اﻷدب العام
      .

      مدارج السالكين
      ج3 (2337، 2338)
      • القرآن جنتي
    • 🔆أنواع اﻷدب🔆

      1. أدب مع الله سبحانه.

      2. أدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم.

      3. أدب مع خلقه.



      أقوال في اﻷدب:


      قال يحيى بن معاذ:من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله.

      قال ابن المبارك:نحن إلى قليل من اﻷدب أحوج منا إلى كثير من العلم.

      وقال أيضا: طلبنا اﻷدب حين فاتنا المؤدبون.


      وقال أيضا عن اﻷدب هو :معرفة النفس ورعونتها، وتجنب تلك الرعونات

      وسئل الحسن البصري رحمه الله عن أنفع اﻷدب؟فقال:التفقه في الدين الزهد في الدنيا،والمعرفة بما لله عليك.


      وقال سهل:القوم استعانوا بالله على مراد الله،وصبروا لله على آداب الله.
      وقال أيضا:من قهر نفسه باﻷدب فهو يعبد الله باﻹخلاص.



      مدارج السالكين
      ج/3(2338، 2340)



      • القرآن جنتي




    • أقوال في اﻷدب


      قيل للجنيد رحمه الله: لقد أدبت أصحابك أدب السلاطين،
      فقال: حسن اﻷدب في الظاهر عنوان حسن اﻷدب في الباطن،
      فاﻷدب مع الله حسن الصحبة معه، بإيقاع الحركات الظاهرة والباطنة على مقتضى التعظيم واﻹجلال والحياء،
      كحال مجالس الملوك ومصاحبتهم.


      قال أبو نصر السراج رحمه الله: الناس في اﻷدب على ثلاث طبقات:

      ¤ أما أهل الدنيا:

      فأكبر آدابهم في الفصاحة والبلاغة، وحفظ العلوم، وأسمار الملوك، وأشعار العرب.


      ¤ وأما أهل الدين:

      فأكبر آدابهم في رياضة النفوس، وتأديب الجوارح، وحفظ الحدود وترك الشهوات.


      ¤ وأما أهل الخصوصية:

      فأكثر آدابهم في طهارة القلوب، ومراعاة اﻷسرار،

      والوفاء بالعهد، وحفظ الوقت، وقلة الالتفات إلى الخواطر، وحسن اﻷدب في مواقف الطلب.


      مدارج السالكين

      ج3 (2341، 2342)



      • القرآن جنتي







    • أدب الرسل مع الله عزوجل.

      قال المسيح عليه السلام:{إن كنت قلته فقد علمته}[المائدة:116].
      ولم يقل :لم أقله، وفرق بين الجوابين في حقيقة الأدب، ثم أحال الأمر على علمه سبحانه بالحال وسره،
      فقا
      ل:{تعلم مافي نفسي}[المائدة:116].

      ثم برأ نفسه عن علمه بغيب ربه ومايختص به.
      فقال :{ولا أعلم مافي نفسك}[المائدة:116].


      ثم أثنى على ربه ووصفه بتفرده بعلم الغيوب كلهافقال:{إنك أنت علام الغيوب}[المائدة116].
      ثم نفى أن يكون قال لهم غير ما أمره ربه به..وهو محض التوحيد

      فقال:{م
      اقلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم}[المائدة:117].

      ثم أخبر عن شهادته عليهم مدة مقامه فيهم، وأنه بعد وفاته لا اطلاع له عليهم، وأن الله عزوجل وحده المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم، فقال :{وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم}[المائدة:117].

      ثم وصفه بأن شهادته سبحانه فوق كل شهادة وأعم ، فقال:{وأنت على كل شئ شهيد}[المائدة:117].

      ثم قال:{إن تعذبهم فإنهم عبادك}[المائدة118]. وهذا من أبلغ الأدب مع الله في مثل هذا المقام ،
      أي شأن السيد رحمة عبيده والإحسان إليهم ،

      وهؤلاء عبيدك ليسوا عبيد غيرك ، فإن عذبتهم -مع كونهم عبيدك-فلولا أنهم عبيد سوء لم تعذبهم .

      ثم قال :{وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}[المائدة:118].


      ولم يقل (الغفور الرحيم) وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى،
      فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم ، فليس مقام استعطاف ولا شفاعة ، بل مقام براءة منهم ،
      فلو قال :فلو قال :فإنك أنت الغفور الرحيم ))

      لأشعر باستعطافه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم .فالمقام مقام موافقة.


      ومن أدب إبراهيم عليه السلام قوله:
      {الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين}[الشعراء:78، 80].

      وقول الخضر -:{فأردت أن أعيبها}[الكهف:79].

      ولم يقل: (فأراد ربك أن أعيبها))وقال في الغلامين:{فأراد ربك أن يبلغا أشدهما}[الكهف:82].

      وقول موسى -عليه السلام-:{إني لما أنزلت إلى من خير فقير}[القصص:24].ولم يقل :أطعمني)).

      و قول آدم:{ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}[الأعراف:23].

      ولم يقل ((رب قدرت علي وقضيت علي)).

      وغيرها كثير ولم يكن كمال الأدب مع الله إلا للرسل والأ·نبياء-صلوات الله وسلامه عليهم-

      ..مدارج السالكين
      ج3 (2344، 2349)

      • القرآن جنتي


    • علاقة اﻷدب بالحرمان

      قال بعضهم: الزم الأدب ظاهرا وباطنا، فما أساء أحد اﻷدب في الظاهر إلا عوقب ظاهرا، وما أساء اﻷدب باطنا إلا عوقب باطنا.

      وقال ابن المبارك -رحمه الله: من تهاون باﻷدب عوقب بحرمان السنن،
      ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة.

      وقيل: اﻷدب في العمل علامة قبول العمل.

      وحقيقة اﻷدب: استعمال الخلق الجميل، ولهذا كان اﻷدب: استخراج ما في الطبيعة من الكمال من القوة إلى الفعل..

      وأرسل الله تعالى رسله، وأنزل كتبه لاستخراج تلك القوة التي أهله بها.

      قال تعالى: {ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاهاوقد خاب من دساها} [الشمس:7، 10].

      مدارج السالكين
      ج3 (2350، 2351)
      • القرآن جنتي




    • من اﻷدب مع الله

      1.نهى النبي صلى الله عليه وسلم المصلي أن يرفع بصره إلى السماء.

      2.أن لا يستقبل بيت الله ولا يستدبره عند قضاء الحاجة .

      3.وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى حال قيام القراءة.

      وهو من أدب الوقوف بين يدي الملوك والعظماء.

      4.السكون في الصلاة:{والذين هم على صلاتهم دائمون}[المعارج:23].

      فسر الدوام بسكون اﻷطراف والطمأنينية.

      5. أن يستوي ويعظم الله في ركوعه.

      والمقصود:أن اﻷدب مع الله تبارك وتعالى:هو القيام بدينه، والتأدب بآدابه باطنا وظاهرا.

      ولايستقيم ذلك إلا بثلاثة أشياء:

      1.معرفة به

      2. وبأسمائه ، وصفاته


      3.ومعرفة بدينه وشرعه.

      مدارج السالكين

      ج3 (2358، 2361)



      • القرآن جنتي


    • اﻷدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم.



      1. التسليم له،والانقياد ﻷمره، وتلقي خبره بالقبول والتصديق،

      دون أن يحمله معارضة، لا بمعقول ولا شبهة ولا شك، أو أن يقدم عليه آراء الرجال.



      فيوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد واﻹذعان وتوحيد متابعته.



      لا حال أصحاب المواليد وعنايتهم في اﻷلفاظ واﻷلقاب

      في الوقت الذي يخالفون فيه هديه صلى الله عليه وسلم. وسنته وأمره ونهيه ..



      مدارج السالكين

      ج3 (2361)
      • القرآن جنتي


    • تابع اﻷدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم


      2. أن لايتقدم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذن ولا تصرف، حتى يأمر هو وينهى ويأذن،

      قال تعالى: {يا أيها الذين ءامنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله} [الحجرات:1 ].


      وهو باق إلى يوم القيامة لم ينسخ، فالتقدم بين يدي سنته بعد وفاته،

      كالتقدم بين يديه في حياته، لا فرق بينهما عند ذي عقل سليم.

      قال الضحاك-رحمه الله-:لا تقضوا أمرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.


      3. أن لا ترفع اﻷصوات فوق صوته، فإنه سبب لحبوط اﻷعمال

      فما الظن برفع اﻵراء ونتائج اﻷفكار على سنته وما جاء به؟

      4. أن لا تجعل دعاءه كدعاء غيره قال تعالى: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} [النور:63].

      وفي تفسيرها قولان:

      1. أن لاتدعونه باسمه، كما تدعون بعضكم بعضا؛ بل قولوا: يارسول الله، يانبي الله.


      2. أن لا تجعلوا دعاءه لكم بمنزلة دعاء بعضكم بعضا؛ إن شاء أجاب،

      وإن شاء ترك؛ بل إذا دعاكم لم يكن لكم بد من إجابته، ولم يسعكم التخلف عنها البتة.


      مدارج السالكين

      ج3(2364 ،2366)
      • القرآن جنتي
    • نتابع معكم .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!


    • تابع الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم.



      5.إذا كانوا معه على أمر جامع من خطبة

      أو جهاد أو رباط لم يذهب أحد منهم مذهبا في حاجته حتى يستأذنه.



      قال تعالى:{إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستئذنوه}[النور:62].

      فكيف بمن يذهب بمذهبه في تفاصيل الدين ؟

      أصوله وفروعه ، دقيقه وجليله؟ هل يشرع الذهاب إليه بدون استئذانه؟.



      6.أن لا يستشكل قوله؛ بل يستشكل اﻵراء لقوله،

      ولا يعارض نصه بقياس؛ بل تهدر اﻷقيسة وتلغى لنصوصه.

      ولا يوقف قبول ماجاء به صلى الله عليه وسلم. على موافقة أحد ،

      فكل هذا من قلة اﻷدب معه صلى الله عليه وسلم، وهو عين الجراءة.


      مدارج السالكين

      ج3 (2366، 2367)
      • القرآن جنتي