منزلة الفتوة
هذه المنزلة حقيقتها الإحسان إلى الناس، وكف الأذى عنهم،
واحتمال أذاهم،فهي استعمال حسن الخلق معهم،فهي في الحقيقة نتيجة حسن الخلق واستعماله.
الفرق بين المروءة والفتوة .
المروءة أعم منها،فالفتوة نوع من أنواع المروءة .
المروءة:استعمال ما يحمل ويزين مماهو مختص بالعبد،
أو متعد إلى غيره،وترك مايدنس ويشين مماهو مختص به أو متعلق بغيره.
والفتوة:هي استعمال الأخلاق الكريمة مع الخلق.
وعبرت عنها الشريعة باسم (مكارم الأخلاق).
قال النبي صلى الله عليه وسلم (( إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال)).
معنى الفتوة والأقوال فيها
الفتوة من الفتى:وهو الشاب الحديث السن،قال تعالى عن أهل الكهف
{إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى}[الكهف:13].
واسم الفتى لايشعر بمدح ولا ذم،واستعمله بعضهم في مكارم الأخلاق.
وأصلها عندهم:أن يكون العبد أبدا في أمر غيره.
وأقدم من تكلم عنها:
1.جعفر بن محمد سئل عن الفتوة ؟ فقال للسائل:ماتقول أنت؟
فقال:إن أعطيت شكرت،وإن منعت صبرت،ف
قال:الكلاب عندنا كذلك،
فقال السائل:يا ابن رسول الله،فما الفتوة عندكم؟
فقال:إن أعطينا آثرنا،وإن منعنا شكرنا.
وقال الفضيل بن عياض:الفتوة الصفح عن عثرات لأخوان .
وقال الإمام أحمد في رواية ابنه عبدالله عنه،وقد سئل ما الفتوة،فقال:ترك ماتهوى لما تخشى.
وسئل الجنيد عن الفتوة؟فقال:أن لا تنافر فقيرا،ولا تعارض غنيا.
وقال محمد بن علي الترمذي:الفتوة أن تكون خصما لربك على نفسك.
وقال سعد -رحمه الله-:هي اتباع السنة .
تزوج رجل بامرأة،فلما دخلت عليه رأى بها الجدري،فقال:اشتكيت عيني،
ثم قال:عميت،فبعد عشرين سنة ماتت،ولم تعلم أنه بصير،فقيل له في ذلك ف
قال،كرهت أن يحزنها رؤيتي لما بها،فقيل له:سبقت الفتيان.
مدارج السالكين
ج3 (2270، 2277)
- القرآن جنتي