
[h=3]رأي الجماعة لا تشقى البلاد به.. رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها!حافظ إبراهيم*لا يتملكني العجب قد ما يتملكني حين أرى أحدهم ينظّر للاستبداد في أي شأن من شؤون الحياة! والأكثر غرابة أن البعض ينظّر له تنظيرا دينيا إسلاميا، متكئين على روايات ودلالات تحتمل التأويل متجاوزين جوهر رسالة الإسلام في أنه دين أتى ليحرر الإنسان من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، أتى ليكسر الملكوت والرهبوت![/h]


[h=3]وآخرون يستعيرون صفحات من تاريخنا يرونها مشروقة على الرغم من الاستبداد السياسي فيها، متناسين أن الحضارة ليس محورها الحجر ولا حملات العكسر ولا غنائم الذهب، إن الإنسان هو محور الحضارة. ما قيمة ذلك كله إن لم يكن الإنسان البسيط في تلك الممالك والدول يتمتع بكرامته واحترام الآخرين لذاته وفكرته.وفي نقاش عن الدكتاتورية والاستبداد استعار زميل من ممالك الحيوانات والحشرات أمثلته، واسهب في شرح سنة الله في النحل وهي استبداد الملكة بالملك وسخرتها لشغالات الخلية، ونسى تماما أن النحل منذ أن خلقه الله وهو يأكل ويعمل ويبني بنفس الطريقة وبنفس الأسلوب ولم يتطور ولن يتطور إلى أبد الآبدين. لذلك جعل الله الخلافة للإنسان وليس للحشرات على سطح الأرض.إن الاستبداد لا يمكنه أن ينتصر في معركة الحضارة، لأن جوهره لا يشجع على الإبداع ولا التحفيز ولا الإنجاز. كيف يمكن أن يبدع الخائف، ويتميز المرعوب، وينجح المقموع. وإن حصل نجاح جوهره القهر لا يدوم ولا يستمر.وضع المفكر الطلائعي عبدالرحمن الكواكبي كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد منذ أكثر من قرن ولكن حين تقرأه اليوم تجده مشرطا يشرّح الاستبداد في كل مكان وزمان. وفيه كتب الكواكبي كلمته الخالده "الاستبداد أصل كل فساد". فالاستبداد عند الكواكبي يكون كالداء ينخر كل مفاصل الأمة، ولا يستفحل إلا بوجود أناس يقبلون ذلك الوضع ويتصالحون معه.[/h]

[h=3]إن مصائر الاستبداد معروفة ابتداءا من فرعون الذي قال: "ما أريكم إلاما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" وانتهاءا بالربيع العربي.فإن كان ظاهر الثورات أنها كانت للخبز، إلا أن التحليل العميق سيصل من وجهة نظري إلى حقيقة وهي أن الاستبداد السياسي التي مارسته كل تلك الأنظمة هو من دفع شعوبها للنزول إلى الشوارع ونزف الدماء لكي تتحرر من تلك الأنظمة المستبدة. وأما جبران خليل جبران فوجه نداءه لكل شعوب الأرض فقال: قدسوا الحرية حتى لايحكمكم طغاة الأرض.[/h]