ساعدووني

    • كانت السماء صافية , حين رأيتها من شرفة غرفتي , تأملت لحظة ساحرة حين أنفتحت نور النهار من ظلمة الليل فوصلت إلى سمعي أصوات فإذا بالنهار و الليل يتبادلان الحوار , أصغيت إليهما , فسمعت :
      النهار : أنا الذي أقسم الله بي إذا جلست على عرش السماء , فقال ( و النهار إذا تجلى ) وتوجت سور باسم أوقات ولادتي من (سور الضحى , النور , الفلق(
      الليل : أما أنا فمثلي مثلك نلت نصيبك من شرف القسم إلى إذا تغشيت , و أنزلت سورة باسم مظاهري من ( القمر و النجم)
      وزدت بالتشريف بتتويج سورة باسمي الحقيقي .
      النهار:يكفيك بينة أن الله محي آية الليل و جعل آيتي مبصرة ,و لم يساوي بين الظلام و النور , و جعل لي سراجا وهاجا .
      الليل: كيف تناضلني و مني كان انسلاخك و ظهورك,و بي أرخت أعوامك و شهورك , و في ظلامي يرى الناس زينة السماء من قمر و كواكب
      النهار : أيها الليل هلا قصرت من إعجابك , أما خصني الله بمعظم أوقات الصلوات , و أتحفني بالصلاة الوسطى ,و صلاة يوم الجمعة و العيدين ,و بالصيام ووقوف عرفة .
      الليل :أليس العيد بظهور هلالي ؟ وبدء الصيام و الحج بتحريه ؟ و في وقتي صلوات القيام لأهل اليقظة و الاستغفار, وشرفني الله بنزوله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من وقتي, و شرفني بليلة القدر و أسرى بعبده ليلا.
      النهار: لكن أنا الحياة و أنت الجمود, أنا العمل و أنت الخمول, أنا الحركة و في كل حركة بركة, فقد جعلني اله معاشا.
      الليل: كيف تحسب السكون جمودا, أنها الراحة من عناء تعب عمل النهار, كما أنني مجمع السمار و الأفراح و مكمن الأسرار و التسبيح.
      النهار: أنا رمز الجمال عند الإنسان , فوجه الحسناء كالصبح مشرق , و لكن جعلوا الظلم من ظلماتك .
      الليل: و من سوادي شبهوا شعر الحسناء, و جعلوا الشيب من بياضك.
      و لما أشتد ما بينهما , قلت : أقصرا عن الجدال , و استغفرا الله عن العجب و الصلف و ليعف الله عما سلف , و أجنحا للسلم و الصلح خير , فكل منكما آية لله في الكون , يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليل , و منكما يتكون اليوم , و اليوم فيه نسكي و محياي , فأنتما عمري ,و إذا بالليل و النهار يتصافحان و يتعانقان ...
      وأخيراً:
      وصار الليل والنهار صديقان حميمان....

      وبعدما قفلت الشرفة سمعت الليل يقول لي good after noon.........