الكويت تمنع طباعة صحيفة عراقية لانتقادها السياسة الامريكية

    • الكويت تمنع طباعة صحيفة عراقية لانتقادها السياسة الامريكية

      #h #h

      رويترز: قال صاحب صحيفة المنارة العراقية امس الخميس ان الكويت حظرت طباعة الصحيفة في الدولة الخليجية بسبب مزاعم بأنها تنتقد السياسة الامريكية والبريطانية في العراق.
      وقال خلف المنشدي صاحب صحيفة المنارة ان وزارة الاعلام في الكويت أبلغته يوم الثلاثاء بأنها أنهت طباعة الصحيفة التي توزع في العراق فقط. وقال المنشدي الذي تطبع صحيفته في الكويت منذ تموز (يوليو) عام 2003 قالوا ان سبب الاغلاق هو ان الصحيفة انتقدت السياسة الامريكية في العراق والجيشين الامريكي والبريطاني هناك. وقالوا ان هذا يضر بعلاقات الكويت مع الولايات المتحدة وبريطانيا .
      ولم يتسن علي الفور الاتصال بمسؤولين كويتيين للتعليق. وكانت الكويت وهي حليف للولايات المتحدة نقطة بدء الحرب التي قادتها واشنطن ضد العراق وتستضيف ما يصل الي 30 الف جندي امريكي.
      والكويت ايضا هي نقطة الانتقال الرئيسي للقوات الاجنبية التي تدخل العراق
    • ربيع كويتي قصير الامد

      ~!@q ~!@q

      لم نفاجأ بقرار الحكومة الكويتية منع طباعة صحيفة المنارة العراقية التي يصدرها الدكتور خلف المنشدي بسبب انتقاداتها السياسات والممارسات الامريكية والبريطانية في العراق، فالحكومات العربية، والخليجية منها علي وجه الخصوص، باتت اكثر حرصاً علي الاحتلال في العراق ونجاحه من اصحابه.
      وهذه الخطوة الكويتية تفتح ملف الاعلام العربي بشكل عام. فقد تحول هذا الاعلام في معظمه الي ادوات تروج للهيمنة الامريكية في المنطقة، وتعتم علي ممارسات الاحتلال، وتشوه المقاومة بطريقة متعمدة.
      فالاعلام العربي تعرض في الأشهر الأخيرة الي عملية ترهيب مزدوجة، من جانب الولايات المتحدة الامريكية من ناحية، والأنظمة العربية الموالية لها من الجانب الآخر. وظهرت في الوقت نفسه قنوات تلفزيونية عراقية وعربية ممولة مباشرة من قبل الولايات المتحدة تتخصص في التصدي لكل فكر تنوري ديمقراطي حقيقي، وتدعم اصلاحات وهمية من قبل انظمة ديكتاتورية مغرقة في الفساد والقمع، وكل مؤهلاتها هو الولاء المطلق للادارة الامريكية ومشاريعها في المنطقة.
      الادارة الامريكية رصدت مليارا وثلث المليار دولار لدعم مشاريع اعلامية وحركات سياسية اسلامية بهدف دعم الاسلام المعتدل في مواجهة الاسلام المتطرف وتتجاهل حقيقة اساسية وهي ان دعمها للأنظمة الديكتاتورية الفاسدة في المنطقة هو الذي ادي الي اتساع دائرة التطرف والعنف.
      ومن المؤسف ان الاحتلال الامريكي للعراق لم يؤد الي تحويل هذا البلد الآمن الي دولة فاشلة حاضنة للمتطرفين فقط، وانما الي انتكاسة كبري للاعلام العربي، فقد تبين ان الانتقادات الامريكية المكثفة للاعلام العربي بالتخلف وغياب المهنية والحريات التعبيرية تراجعت بالكامل بعد ان اصبحت قيم الحرية تعني نقل ما يجري علي ارض العراق من مقاومة للاحتلال علي انه نوع من التحريض ـ يضر بالمصالح الامريكية ويجب ان يتوقف فوراً.
      صحيفة المنارة هذه كان من الممكن ان تستمر في الطباعة في الكويت لو انها مجدت الاحتلال، ووصفت المقاومة بالارهاب، وصورت العراق الجديد علي انه واحة للحريات والديمقراطية والازدهار الاقتصادي، مثلما تفعل بعض القنوات الفضائية التي تصدر من المدينة الاعلامية في امارة دبي. ولكن اصرارها علي ان تكون موضوعية، تجاه ما يجري علي ارض العراق، جعل الحكومة الكويتية توقف طباعتها.
      الاعلام العربي في محنة حقيقية، حيث دائرة الحريات تضيق، بينما يشتد الحصار علي القنوات والصحف التي تريد ان تحاكي نظيراتها في الغرب وتنحاز الي الموضوعية والمهنية.
      حرب العراق شهدت صعوداً للاعلام العربي، وباتت قنوات مثل الجزيرة تحتل مكانة عالمية بارزة بسبب اقترابها بشكل كبير من الموضوعية والمهنية، ولكنه صعود قصير العمر للأسف. وشاهدنا قناة الجزيرة تتعرض للابعاد من العراق، ومراسلوها للاغتيال والنسف. مثلما شاهدنا قنوات اخري تنحاز للاحتلال في العراق ورموزه، وترضخ بالكامل لاملاءات الحكومة العراقية وقيادة الاحتلال.
      فعندما يتهم الرئيس الامريكي جورج بوش الاعلام العربي بالتحريض، فانه يعني تلك الوسائل الاعلامية العربية القليلة التي تنتقد الاحتلال الامريكي وتطالب بانهائه وتحمله مسؤولية التدهور الحالي علي ارض العراق علي كافة الأصعدة.
      الكويت كانت القاعدة الرئيسية التي انطلقت منها قوات الاحتلال الامريكي للعراق، ومن غير المتوقع ان تحتضن مطبوعات تعارض هذا الاحتلال وتقاومه. فالاعلام الكويتي يري المقاومة ارهاباً، والاحتلال بركة، وقتلاه شهداء.