حديث معجز في وصفه

    • حديث معجز في وصفه


      عن عبد الله بن عمرو رضي
      الله عنهما؛ قال:
      سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج ([SUP][1][/SUP]) كأشباه الرحال ([SUP][2][/SUP])؛ ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات
      على رؤوسهم كأسمنة البخت العجاف ([SUP][3][/SUP])، العنوهن؛ فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأممقبلكم" ([SUP][4][/SUP]). رواه الإمام أحمد.


      وفي رواية للحاكم ([SUP][5][/SUP]): "سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون
      علىالمياثر ([SUP][6][/SUP])، حتى يأتوا أبواب مساجدهم، نساؤهم كاسيات عاريات".


      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر؛ يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات ([SUP][7][/SUP])، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة([SUP][8][/SUP])، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" ([SUP][9][/SUP]).
      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "من أشراط السَّاعة: ... أن تظهر ثياب تلبسها نساء كاسيات عاريات"([SUP][10][/SUP]).



      وهذه الأحاديث من معجزات النبوة، فقد وقع ([SUP][11][/SUP]) ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قبل عصرنا هذا، وهو في زمننا هذا أكثر ظهورًا.
      وقد سمى النبي r هذا الصنف من النساء بـ(
      الكاسيات العاريات)؛ لأنهن يلبسن الثياب، ومع هذا فهن (عاريات)؛ أن ثيابهن لا تؤدي وظيفة الستر؛ لرقتها وشفافيتها؛ كأكثر ملابس النساء في هذا العصر([SUP][12][/SUP]).
      وقيل: إن معنى (الكاسيات العارياتأي: كاسية جسدها، ولكنها تشد خمارها، وتضيق ثيابها، حتى تظهر تفاصيل جسمها، فتبرز صدرها وعجيزتها، أو تكشف بعض جسدها، فتعاقب على ذلك في الآخرة


      [HR][/HR]([1]) (سروج): جمع سرج، وهو رحل الدابة. انظر: "لسان العرب" (2/297).

      ([2]) (الرحال): جمع رحل، وهو مركب للبعير والناقة، والرحالة أكبر من السرج، وتغشى بالجلود، وتكون للخيل والنجائب من الإبل، ويقال لمنزل الإنسان ومسكنه: رحل.
      وجاء في "مسند الإمام أحمد" (12/36- بتحقيق شاكر) بلفظ: "كأشباه الرجال" بالجيم المعجمة.
      ويظهر لي – والله أعلم – أن فيه تحريفًا غاب عن المحقق، ولذلك فإنه عندما أراد شرح معنى هذه اللفظ؛ قال: مشكل المعنى قليلًا، فتشبيه الرجال بالرجال فيه بعد، وهو توجيه متكلف" أ هـ.
      وإذا كانت اللفظة (كأشباه الرجال)؛ بالحاء المهملة؛ فإنه يزول الإشكال، ويكون المراد تشبيه السروج بالرحال، وهي ها هنا الدور والمنازل، ولعل هذا إشارة إلى المراكب الوثيرة الموجودة في السيارات في هذا العصر؛ فإنها قد صارت في هذه الأزمان مراكب لعموم الناس من رجال ونساء، يركبونها إلى المساجد وغيرها. والله أعلم.
      انظر: "النهاية في غريب الحديث" (2/209)، و"لسان العرب" (11/274، 275)، و"إتحاف الجماعة" (1/451، 452).

      ([3]) (البخت): لفظة معربة، والمراد بها الإبل الخراسانية، تمتاز بطول الأعناق.
      انظر: "لسان العرب" (2/9، 10)، و"النهاية" لابن الأثير (1/101).
      و(العجاف): جمع عجفاء، وهي الهزيلة من الإبل وغيرها.
      انظر: "النهاية" لابن الأثير (3/186).

      ([4]) "مسند الإمام أحمد" (12/36) (ح7083)، تحقيق: أحمد شاكر، وقال: "إسناده صحيح".

      ([5]) "مستدرك الحاكم"(4/436)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
      وقال الذهبي: "عبد الله (يعني: القتباني)، وإن كان قد احتج به مسلم فقد ضعفه أبو داود والنسائي".
      وقال أبو حاتم: "هو قريب من ابن لهيعة".
      قلت: الأحاديث الأخرى تشهد له وتقويه.

      ([6]) (المياثر): جمع ميثرة – بكسر الميم – وهي الثوب الذي تجلل به الثياب، فيعلوها، مأخوذ من : وثر وثارة فهو وثير؛ أي: وطيء لين. وتطلق المياثر على مراكب العجم التي تعمل من حرير أو ديباج، والمراد بها السروج العظام.
      انظر: "النهاية في غريب الحديث" (5/150، 151)، و"لسان العرب" (5/278، 279)، و"ترتيب القاموس" (4/572).

      ([7]) (مميلات مائلات) في معناها أربعة أوجه:
      أ- مائلات: زائغات عن طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها. ومميلات: يعلمن غيرهن مثل فعلهن.
      ب- مائلات؛ أي: متبخترات في مشيتهن، مميلات أكتافهن.
      ج- مائلات: يمتشطن المشطة الميلاء، وهي مشطة البغايا، معروفة لهن.ومميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة./
      د- مائلات إلى الرجال، مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها.
      انظر: "شرح النووي لمسلم" (17/191).

      ([8]) (رؤوسهن كأسنمة البخت)؛ أي: يعظمن رؤوسهن، وذلك بجمع شعرهن، ولفه فوق رؤوسهن، حتى يميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما تمايل أسنمة الإبل.
      انظر: "شرح النووي لمسلم" (17/191).

      ([9]) "صحيح مسلم"، باب جنهم أعاذنا الله منها، (17/190- بشرح النووي).

      ([10]) قال الهيثمي: "في الصحيح بعضه، ورجاله رجال الصحيح؛ غير محمد بن الحارث بن سفيان، وهو ثقة". "مجمع الزوائد" (7/327).

      ([11]) "شرح النووي لمسلم" (17/190).

      ([12]) "الحلال والحرام في الإسلام" (ص83)،د. يوسف القرضاوي، ط. الثانية عشرة (1398هـ)، طبع المكتب الإسلامي، بيروت ودمشق.
      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().