قال تعالى:"{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1)أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3)تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ(4)فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ(5) }!. صدق الله العظيم!
روي أن "أبرهة الأشرم الحبشي " ملك اليمن وكان عاملا للنجاشي ملك الحبشة، بنى كنيسةً بصنعاء وأراد أن يصرف إِليها الحجيج، فجاء رجلٌ من كنانة وتغوَّط فيها ليلاً ولطخ جدرانها بالنجاسة احتقاراً لها، فغضب "أبرهة" وحلف أن يهدم الكعبة، وجاء مكة بجيش كبير على أفيال، يتقدمهم فيل هو أعظم الفيلة يقال له محمود، فلما وصل قريباً من مكة فرَّ أهلها إلى الجبال، خوفاً من جنده وجبروته، وأرسل الله تعالى على جيش أبرهة طيوراً سوداً، مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في رجليه، فرمتهم الطيور بالحجارة، فكان الحجر يدخل في رأس الرجل ويخرج من دبره فيرميه جثة هامدة، حتى أهلكهم الله ودمَّرهم عن آخرهم، وكانت قصتهم عبرة للمعتبرين!
مالمقصود بالفيل هنا؟ أهو كما ذكره المفسرون ذلك الحيوان الذي نعرف؟ أم أسم قائد الجيش؟
الحبشة كانت تخضع لسيطرة الفرس، والفرس نقلت عن الهند إستخدام الفيلة بالحروب، وجعلت منها ما يشبه الألوية المدرعة بعصرنا، تحمل أبراجا خشبية يكمن بها الأساورة يرمون العدو بالنشاب!
ولكني من ناحية الادارة العسكرية أشك بجدوى إستقدام الفيلة بالصحراء، خاصة والفيل الواحد يحتاج بالمتوسط لمائة كجم من الأعشاب الطازجة ولحاء الأشجار، وما لا يقل عن مائة لترا من الماء، ولا ننسى أن الفيلة ذات جلد حساس جدا، وتحتاج لحمام يومي، فأين تتوفر هذه الأمور بأرض الجزيرة القاحلة؟
الأبل أفضل منها تحت هذه الضروف وأقدر على تحمل الجوع والعطش، إلا إذا كان أبرهة هذا وقادة جيشه حميرا بالفعل!! وهذا ما لا أعتقده.
المفسرون أطنبوا بوصف تمنع الفيل عن هدم الكعبة، حتى أن صاحب كتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور، محمد بن أحمد بن إياس الحنفي، إنفرد بذكر إسم الفيل "محمود" وذكر أنه كان مسلما، سبحان الله، أفهم أن يكون بين البشر أو الجن مسلما وكافرا، أما بين الفيلة؟ فلا نملك إلا أن نحوقل!!
وحتى لا يخرج علينا أحد المدعين للاسلام، أؤكد أن كل حرف من القرآن هو الصدق المبين، الذي لا مجال لبحث صحته، إنما أسأل عن التفسير