وأمطرت سلوى دموعا حارقة
في ظلمة الليل الحالك السواد، وفي زاوية منعزلة ،جلست وحيدة
متكئة على جذع النخلة اليابس، جلست دون حراك كتمثال نحت من الحزن والألم،
جلست وصمت قاتل يلف الأرجاء ،عالم بلا جراك قطعت سكونه دمعة تدحرجت بعنف على وجنة سلوى، تدحرجت الدمعة وتلتها دموع حارقة،
انزوت سلوى وهاجمتها الذكريات، في هذه البقعة ،
وتحت هذا الجذع،تعالت الضحكات يوما وارتفعت أصوات الفرح ،
طفلة صغيرة ووالد حنون يلعبان تحت هذا الجذع يناديها
" سلوى حبيبتي هلمي نذهب للبيت أمك تنادينا" فترد عليه بصوتها الطفولي العذب
" ليس بعد يا أبي دعنا نلعب قليلا، أرجوك"
يصر عليها وتعانده كأنما أحست أنها تودع اللعب وتودع حبيبها والدها معه،
حملها على كتفه ومضى وهو ينشد لها كعادته ولكنها كانت أنشودة الوداع،
تركها في المنزل ورحل،رحل ولم يعد ذهب في طريق اللا عودة بل ربما عاد ولكن جسد مسجى بلا روح،جثة هامدة أو ربما أشلاء مبعثرة،توفي ورحل إلى اللا مكان، توفي في حادث أليم
بكت سلوى،انتحبت ،تألمت ،وودعت اللعب الذي دفن مع جثة أبيها في قبره،
ومن يومها تزور سلوى جذع النخلة الحزين لحزنها لتعود لذكرياتها المؤلمة،
وينقطع شريط الذكريات والدموع تنهمر من عينيها المحمرتين، تنهمر بغزارة لتشق طريها على وجنتي سلوى، سلوى الحزينة
ينكسر الصمت،ويتلاشى السكون،صوت خافت يعلو،أنين،فبكاء، فنحيب.

اخيتي
بورك مرورك على صفحتي
واطراءك على كلماتي المتواضعة
لك شكري وتقديري