من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل»: حرب اليمن مستمرة والبسطاء يسقطون

    • من «عاصفة الحزم» إلى «إعادة الأمل»: حرب اليمن مستمرة والبسطاء يسقطون

      زفت إلينا «قيادة قوات التحالف»، أي المتحدثون باسم وزارة الدفاع السعودية باختصار، وقف عملية «عاصفة الحزم»، ما يعني عملياً وقف الطلعات الجوية التي استمرت قرابة الأربعة أسابيع، وقد بشرونا أيضاً ببدء عملية «إعادة الأمل». جاء ذلك استجابةً لطلب الحكومة اليمنية، تلك الفارة إلى السعودية بقيادة الرئيس هادي، عقب تحقيق أهداف عملية «عاصفة الحزم» بعد حوالي 2415 طلعة جوية أزالت في زعمهم «أي تهديدٍ لأمن السعودية»، وفي الصميم منها كما يسهل لنا أن نتصور تدمير قدرة الحوثيين العسكرية، وبالتالي القضاء على قدرتهم على تهديد «دول الجوار»، أي السعودية باختصار مرةً أخرى.

      الحقيقة أن تلك التصريحات والأخبار تثير من الأسئلة أكثر مما تجيب بمراحل. بدايةً نسأل: ما هو ذلك التهديد لأمن السعودية؟ وما هو معيار «تحقيق الأهداف»؟ هل تغير الوضع فعلياً على الأرض، أم أن كل ما حققته تلك الضربات هو التدمير الذي يبعث برسالةٍ مفادها «نحن موجودون ولا بد أن يحسب حسابنا»؟ زد على ذلك أن الطلعات الجوية ماتزال مستمرة، فهل معنى ذلك أن «إعادة الأمل» هي في حقيقة الأمر إعادة الضرب بغرض «إعادة الأمل» بأي مكاسب إلى أصحاب القرار في المملكة؟ وأخيراً وليس آخراً: من أين يأتون بهذه الأسماء؟ لا بد أن أحدهم لفت نظر مطلقي الحملة إلى كون «عاصفة الحزم» تستدعي للأذهان عاصفة الصحراء بكل ما تمثله من تدشين للحملة الممنهجة التي انتهت بتدمير العراق ومن ثم تفكيكه، وإعلان رسمي لوفاة المشروع القومي العربي، الذي ما فتئ يترنح بعد حرب 73، وكان في مرحلة حشرجة الموت إبان غزو الكويت. إن ذلك الاسم يشي بفقرٍ محزنٍ في الخيال وتقليدٍ في كل شيء.

      بالطبع سيستمر المتحدثون باسم المملكة في الخروج علينا بتصريحاتٍ تؤكد نجاح عملياتهم العسكرية، وكذلك الإعلام التابع لهم والمتعاطف معهم، ولما كانت المملكة تبذل بسخاءٍ لا لوسائل إعلامية فقط وإنما لأنظمةٍ برمتها، فستجد من تلك العينة الكثير… الغالبية الساحقة ذات التأثير دون مبالغة، الأمر الذي يغلف ذلك الصراع غير المفهوم أصلاً بغلالةٍ من الضباب والغموض ويشكك في كل التصريحات، خاصةً أن الناظر بعينٍ ناقدة لا يملك سوى أن يتفق مع وسائل الإعلام الغربية، الأكثر مهنيةً، في ما تذهب إليه من أن الحملة فشلت حتى الآن في اقتلاع الحوثيين أو مناوئي السعودية من أماكن تمركزهم بعد كل ذلك القصف… كما أن منظمات حقوق الإنسان انتقدت تلك الطلعات الجوية التي اتهمتها بالقصف العشوائي، الذي أوقع ضحايا من المدنيين أساساً، وهو ما عضدته منظمة الصحة العالمية، التي قدّرت حتى الآن أعداد القتلى بما يقارب الألف ناهيك عن الجرحى.

      فالأمور إذن لا تسير على ما يرام في هذه الأزمة اليمنية… إلا أن الأزمة الأهم في رأيي هي الأزمة السعودية. لعل الرئيس روحاني كان مصيباً حين أعرب عن رأيه بأن السعودية تحاول تعويض فشلها في فرض إرادتها في لبنان وسوريا والعراق وشمال أفريقيا، وأن تلك الحملة دليلٌ على «فقدان الاتزان». فمن السذاجة (أو الحماقة إذا شئنا الصراحة) تصور أن تلك الحرب قامت لاسترداد شرعية الرئيس هادي، أو حماية المواطنين العزل، الذين غلبهم على أمرهم الحوثيون في اليمن، أو حماية حدود المملكة؛ إن مزاعم كتلك مهينةٌ للعقل حد البذاءة. الدافع الأساسي هو إثبات حضور السعودية التي باتت تستشعر القلق في محيطٍ إقليميٍ مباشر يتغير وتتغيرت توازناته مواكبةً لمتغيراتٍ في موازين القوى على الساحة العالمية. إذا كنا نستطيع أن نصف عقدي الخمسينيات والستينيات بصعود حركة التحرر الوطني ومد القومية العربية، فإنه من الدقة وصف الفترة بعد حرب 73 وبروز دور سلاح النفط بمرحلة البترو- دولار، وليس من قبيل المبالغة وصفها بالحقبة السعودية في المنطقة. في تلك المرحلة وفي ضوء تفاهماتٍ بين المملكة والإدارات الأمريكية المتعاقبة، صيغت استراتيجية كان في الصميم منها ضمان استمرار تدفق النفط مقابل تكريس دور السعودية الإقليمي، مستندةً إلى ثروتها النفطية وفوائضها المالية ومكانتها الدينية، خاصةً بعد انسحاب مصر من الصراع وما فرض عليها من مقاطعة عربية (على الأقل رسمياً) بعد ذلك. ويجدر الذكر أن أحد ثوابت ذلك الترتيب هو القبول بوجود ودور إسرائيل، وهو الثابت الأهم ربما والمسكوت عنه بالضرورة. نجحت السعودية إلى حدٍ بعيد في عكس التيار التحرري التقدمي الوحدوي، وفي الحقيقة كان ذلك التيار كفيلاً بنفسه، حيث سقط مثخناً بهزائمه ومشاكله الداخلية وصراعات ومزايدات أطرافه، حتى أعلن سقوطه وإفلاسه بغزو الكويت. وقد تكرس ذلك الدور الجديد للسعودية في حرب أفغانستان حيث تم استدعاء تيارات الإسلام الجهادي بفكرها وتوظيفها في تلك الحرب القذرة، وهو ما انضمت إليه مصر في انحيازها الجديد… بكل أسف.

      متغيرٌ إقليميٌ آخر عزز ذلك الدور السعودي والحاجة إليه: الثورة الإسلامية في إيران، تلك التي مثلت أكبر مفاجأة وصفعة للولايات المتحدة بعد حرب فيتنام وشكلت صداعاً لها ولدول المنطقة، خاصةً العراق ودول الخليج. مرةً أخرى تأكدت قيمة المرجعية الدينية للسعودية التي اكتست الآن عباءةً سنية للتصدي لإيران وتحجيم ثورتها…وتم دعم العراق العربي ضد الفرس، أي أن الحرب خيضت قومياً ومذهبياً، فاختر ما شئت، وتستطيع الجمع بالمناسبة… والبقية معروفة.

      غير أن كل محاولات دحر إيران باءت بالفشل، بل أتت بنتيجة معاكسة، ولا نبالغ إذا قلنا إن سياسات المملكة لتأمين مصالحها، وبالتحديد مصالح الأسرة الحاكمة ما فتئت تخلق المزيد من المشاكل والتعقيدات التي تجذبها مع محيطها العربي نحو هاوية التفتت والتحلل وحروب هويةٍ عرقيةٍ وطائفيةٍ ومذهبيةٍ لا نهاية لها في الأفق. إيران لعبت بذكاء ومهارة، فاستثمرت في أخطاء الجميع، كانت المستفيد الأكبر وربما الوحيد من سقوط العراق، حيث باتت الحاكم الفعلي ومحركة الدمى في ذلك البلد، مستغلةً الكارت الطائفي، وعززت بذلك علاقتها الأسبق مع سوريا وحزب الله، خاصةً في ظل تراجع دور أمريكا المرهقة مادياً واقتصادياً ومعنوياً بفعل حروبها الباهظة.

      في المحصلة، فشل موسم الثورات وقد لعبت السعودية دوراً رئيسياً في ذلك، وأفاقت لتجد إيران تمدد نفوذها ليطوقها، وها هو يمتد إلى اليمن، باحتها الخلفية. وكما كتبت من قبل مع بداية ظهور «داعش»، فلعل أكثر ما يخيف المملكة هو ما يبدو من تراجعٍ وتغيرٍ في الموقف الأمريكي تجاه إيران، فعوضاً عن العداء التقليدي الذي دفع أمريكا لإطلاق صدام ضد إيران، يبدو أن إدارة أوباما باتت أقرب لتقبل الأمر الواقع؛ الدليل على ذلك هو قرب توقيع الاتفاق النووي مع إيران في يوليو المقبل، بما يفيد الانتقال إلى نوعٍ من الهدنة والتعايش. بالتأكيد يزعج ذلك إسرائيل والسعودية التي لم تعد تثق في أمريكا وباتت تشك في تآكلٍ غير معلن لذك الترتيب القديم الذي ذكرت آنفاً، وبأنها لم تعد «مدللة أمريكا»، وهو ما يفسر الدعم العسكري الأمريكي… إدارة أوباما تمسك العصا من النصف لإرضاء المملكة وإيران، متخوفةً من اي عرقلة للاتفاق النووي.

      السعودية قلقة، بل خائفة. عالمها يتغير ونفوذها يتآكل، وهناك ملك جديد ووزير دفاع جديد شاب، غير مجرب ولا حاسم. وقد انفقت المليارات على التسليح والطائرات. تلك الحرب رسالة للداخل، للذات، بقدر ما هي للخارج. فالسعودية لا تريد أن تعكس المد وتستعيد نفوذها في محيطها الإقليمي فقط، وإنما تريد أن تثبت لمواطنيها وللعالم أنها قادرةٌ عسكرياً على استخدام تلك الآليات المكلفة وحماية مصالحها وإحداث خسائر، ودبلوماسياً على الحركة عربياً بجر الرؤساء العرب لمؤتمر قمة يتبنى موقفها، وعالمياً في مجلس الأمن. نوعٌ من التأكيد على أنها زعمية العالم العربي والإسلامي بمشاركة باكستان.

      حربٌ جديدة لتقاسم النفوذ تخاض تحت عمم الطائفية بين قوتين رجعيتين بامتياز، إحداهما تتخذ اسمها من شخص… من يموتون ليسوا حتى مواطنين، فتلك ليست دولاً… كالعادة مجرد بشرٍ عاديين بسطاء، فقراء في الأغلب الأعم… حتى المحاربون، ليسوا إلا بيادق بائسة تحقق مشاريع تلك القوى… لكن هذه لن تكون النهاية، فذلك الوضع المختل سينفجر بصورةٍ حتمية، وربما أقرب مما نتصور.

      ظ* كاتب مصري
      د. يحيى مصطفى كامل
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى° أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (57)

      صدق الله العظيم
      سورة المائده
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • قمة خليجية بحضور رئيس فرنسا

      فرنسا ممثلة بالرئيس هولاند تعد من أكبر الداعمين للكيان الصهيوني وبطبيعة الحال
      هي من أكبر المناهضين لوجود أنظمة عربية مقاومة للمشروع الصليبي الصهيوني
      المعروف بالشرق الأوسط الكبير الذي من المفترض أن يحتضن الكيان الصهيوني
      كقوة عظمى منفردة في المنطقة

      وفرنسا مواقفها منسجمة تماما مع الاستراتيجية التي تتبعها السعودية في الشرق الأوسط
      ذات الأجندة المرسومة أمريكيا

      يبدو أن السعودية لا تستطيع أن تخطو خطوة بدون حضور الداعمين الصليبيين
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • OOOهههههههههههههههههههه

      اخ هادي السعوديه لاعبه فيكم لعب لا ليلك لليل ولانهارك نهار

      ان اقول لو تنقل لنا اذكار الصباح والمساء بيكون افضل

      ناقصين حنا
      استغفرالله
    • قمة خليجية لبحث بعض الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط
      فلماذا يحضرها الرئيس الفرنسي
      هل أصبحت فرنسا جزء من مجلس الخليج أم أن لها طموح خاص في
      وضع متقدم وخاص
      هل لضمان الدعم الأوروبي لمقررات القمة
      أين خصوصية الشأن العربي والقرار العربي

      هل نخشى من قوى أخرى قد لا يروق لها ما يتخذ من قرارات وفرنسا تمثل عدوا
      لدودا وندا قويا على المستوى السياسي والعسكري لتلك القوى
      ولماذا لم يحضرها أوباما شخصيا وهو المتزعم الأول بالتدخل في القضايا العربية
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • ايوااااااااااااااااا ياذكي احنا متفقين مع اسرائيل ومع فرنسا ومع روسيا والفتيكان والدنماك وكل الدول المعاديه للاسلام

      ودخلنا اليمن نبي نخربها ونعفسها عفس ؟؟؟؟؟ عندك مانع؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كيفنا ؟؟؟؟؟؟؟

      استغفرالله وبس
      استغفرالله
    • هجوم بقذائف الهاون على منطقة نجران الواقعة داخل الحدود السعودية وذات الأصول اليمنية
      في حين أن السعودية أعلنت مرارا أنها حدودها آمنة ومحمية ضد أي إختراق وأن دفاعاتها
      جاهزة لصد أي إختراق

      السعودية تعلن حالة الطوارئ ووقف كل الأنشطة الحيوية في المنطقة
      وقد نسبت الهجوم إلى جارتها اليمن
      وربما يراه اليمنيون أو أكثرهم رد فعل طبيعي على السياسة العدوانية التي اتبعتها السعودية
      تجاه بلدهم وهو ليس بالأمر الجديد فقد حصل وتكرر سابقا

      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
      هذا ما تجنيه السعودية على شعبها
      تأمين الحدود لا يعني بناء جدار فاصل أو سياج عازل او نشر الكتائب والمدرعات
      ولكن تأمينها يكون في المقام الأول بحسن الجوار

      اعتقد أن على السعودية التكفير مليا الآن في وقف حملتها العسكرية الجوية على اليمن وأن تفكر
      جديا في التحول لمرحلة حماية الحدود
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • albusaidi777 كتب:

      الله يحفظ جميع بلاد المسليمن من كل شر



      الله يحفظ جميع بلاد المسلمين من كل شر

      آمين يا رب العالمين
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ