انتبه قبل أن تفسر رؤيا ، أو تطرح رؤيا

    • Nassim كتب:

      حلمة أنني أصبحت عملاقا في فن السنما و إ نفجرت


      أٍرجوكم أن نرؤيسالنت


      أخي العزيز نسيم

      لقد قرأت لك ما يفيدك يا أخي في تفسير حلمك

      الفن في اللغة: هو التطبيق العلمي للنظريات العلمية بالوسائل التي تحققها، ويكتسب بالدراسة والمران.

      والفن –أيضا- جمة القواعد الخاصة بحرفة أو صناعة.

      وهو جملة الوسائل التي يستعملها الإنسان لإثارة المشاعر والعواطف وبخاصة عاطفة الجمال، كالتصوير والموسيقى والشعر.

      وهو مهارة يحكمها الذوق والمواهب. وجمعه فنون.

      والفنان : هو صاحب الموهبة الفنية، كالشاعر والكاتب والموسيقى والمصور والممثل.

      ويطلق الفنان في أصل اللغة على الحمار الوحشي؛ لتفننه في العدو.

      هذا ما أفاده المعجم الوسيط.

      ومن خلال هذه المعاني اللغوية يستطيع المعبر أن يستلهم الدلائل التي تشير إليها الرؤى المتعلقة بأهل الفن وتابعيهم ومحبيهم على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم ووظائفهم، وغير ذلك من أحوالهم.

      فمن رأى في المنام أنه أصبح فنانا كبيرا في الغناء وكان صالحا دلت رؤياه على أنه سيكون ذا موهبة وصوت حسن في قراءة القرآن؛ فإن لقراءة القرآن لحونا خاصة معروفة عند علماء التجويد، وقراءته بالنسبة للصالحين مواعظ ترقق القلوب وتشفي الصدور وتشنف الآذان. هذا هو التأويل الذي يليق بالصالحين.

      وإن كان الرائي من أهل الفسق والفجور فإن وجهه يتحول إلى وجه حمار؛ أخذا من المعنى الوارد في أصل اللغة، وهو الحمار الوحشي. وهذا ما يسمى بالمسخ المعنوي، بمعنى أن وجهه لا يكون وجيها، ولا يرى الناس فيه شيئا من السماحة والوضاءة والوجاهة والصورة الحسنة التي خلق الله عليها الإنسان.

      أليس الله عز وجل قد مسخ بعض اليهود قردة وخنازير؟ بلى.

      قال الله عز وجل: ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين

      وهؤلاء هم أصحاب القرية التي كانت حاضرة البحر، وهي إبلة، فقد نهاهم الله عن العمل يوم السبت فلم يمتثلوا أمر الله عز وجل؛ فمسخنهم قردة وخنازير، وجعلهم سلفا ومثلا للآخرين، واقرأ قصتهم في سورة الأعراف.

      ومن رأى أنه أصبح فنانا في النحت والتصور، فإنه سيكون مصلحا للعقول إن كان عالما، ومصلحا للأبد إن كان طبيبا، ومصلحا للرعية إن كان راعيا، بشرط أن يكون صالحا تقيا.

      فإن كان الذي رأى ذلك فاسقا، فإنه يدخل في زمرة صناع التماثيل الذين توعدهم الله بالعذاب الشديد في الآخرة؛ ما لم يتب منن ذنبه ويعد إلى رشده. والله يتوب على من تاب.

      ومن رأى أنه أصبح فنانا في الكتابة وكان صالحا، دلت رؤياه على أنه يوفق إلى محاسبة نفسه ومعرفة زلاته، ويبشر بخير في عاجل أمره وآجله إن شاء الله، ويكون شبيها بالكرام الكاتبين، فهو يحصي أعماله على نفسه كما يحصونها عليه، ويحاسب نفسه قبل أن يحاسب.

      ولا شك أن من حاسب نفسه فهو من العقلاء والحكماء، فالكيس –كما جاء في الخبر-: من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.

      وإن كان الرائي فاسقا فإنه يزداد فسقا، فتكتب عليه الملائكة ما ارتكبه من الآثام.

      فالفاسق معكوس، فتنعكس رؤياه على حسب حاله.

      ولا فرق بين من يرى الرؤيا أو ترى له إلا في بعض الوجوه التي يدركها المعبر بفطنته وخبرته بأصول التعبير.

      ومن رأى أنه أصبح فنانا في الشعر، فإنه يكون صادقا في لهجته، قويا في حجته، محبوبا عند الناس إن كان من الصالحين.

      فإن لم يكن من الصالحين، فإنه يكذب على الله وعلى الناس، ويسعى بينهم بالفتنة، ويخوض في أعراضهم.

      فالصالح يشبه حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة وأمثالهما ممن كان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الإسلام والمسلمين، وينشر الفضيلة بين الناس بحكمته البالغة ومنطقة السليم.

      والفاسق يكون مثله كمثل الشعراء الماجنين الذين ينتهكون الأعراض ويقذفون الناس بالباطل، ويبالغون في مدح من لا يستحق إلا الضرب بالنعال.

      واسترشد في ذلك بقوله تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

      ومن رأى نفسه فنانا في حرفة من الحرف، فإنه يجيد عملا من الأعمال النافعة إن كان صالحا، وإلا انقلبت الرؤيا عليه فقيل: إنه يجيد عملا ضارا ينبغي ألا يقدم عليه.

      ومن رأى أنه يصافح فنانا فإنه ينال خيرا من أصحاب المواهب إن كان صالحا.

      فإن لم يكن صالحا فإنه يلقى شرار الناس فيناله من شرهم ما يشقيه، فليتق الله ويصلح من حال نفسه.

      هذا وتقبل مني تحياتي
      أم حيدر علي