"إن من الشعر لحكمة وإنّ من البيان لسحرا"
هكذا هو الشعر العذب يتثير الوجدان ؛ويبهج النفس . كيف لا فهو يستعطف به الغاضب ؛ويعطي به البيخل فضلا عن الكريم؛ولربما رُفع به الو ضيع كما ورد أن بني قريع كانوا ينبزون ببني أنف الناقه وكانوا يأنفوا من ذلك حتى
جاء من قال :
هم الأنف والأذناب غيرهم ومن ذا يسوي بأنف الناقة الذنبا
وربما كان خلاف ذلك كما فعل جرير ببني نمير بن عامر وهم جمرة من جمرات العرب. حيث وضعهم بقوله:
فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولاكِلابا
ومن الأبيات ما أصبح مجرى المثل حتى غاب قائله عن الذهن وبقي بيته يتداول. ونحتاج الشعر لأمور منها:
- زيادة المعجم اللغوي لدينا.
- حكم ترسخ الماني في الذهن.
- توثيقا للحجج عند الجدال والخصومة والحديث.
-ترسيخ بعض القيم في نفوس الناشئة.
وأمور أخر لاتدخل تحت حصر تركتها لبضاعة المزجاة وكثرة المشاغل.
والمهم هيا نتعاون جميعا لنجمع أكبر قدر من هذه الأبيات الشعرية الجميلة والحكم لتكون مصدرا لمن أردها
لعل أن تكون موسوعة حكم
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُؤخـــذ الدنـــيا غِلابا
ومااستعصى قــــــــوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا

المرء ضيف في الحياة وإنني....ضيف كذلك تنقضي الأعمار
فإذا أقمت فشخصي بينـــــكم...... وإذا رحلت فصورتي تذكار

بقدر الجد تُكتسب المــــــــعالى......ومن طلب العـلا سهِر الليالي
يغوص البحر من طلب اللألى.......فيحضى بالسعـــــادة والنوال
ومن طلب العلا من غير كـد..ٍّ....أضاع العمر في طلب المُحال

وقال الشاعر:
غنى النفــــــس لمن يعقل خــــــير من غنى المال
وفضل الناس في الأنفس ليس الفضل في الحـــال

وقال أحدهم:
المرء نصب مصائب لا تنقضي حتى يوارى جسمه في رمسه
فمـــؤجل يلقى الردى في أهله ومعجل يلقى الردى في نفسه

وقال السموأل :
إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جمــــــــيل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل
تعيرنا أنا قــــــــــــــــــــــليل عديدنا فقلت لها إن الكـــــرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلــــــــــــنا شباب تسامى للعلا وكـهول
وما ضـــــــرنا أنا قليــــــــل وجارنا عزيز وجار الأكثرين ذلـيل

وقال عمرو بن معد يكرب :
ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت برد
إن الجــمال معادن ومناقب أورثن مـجدا

الحُصَين بن الحمام المري:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجــد لنفسي حــــياة مثل أن أتقدما
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما

لا كل حي هالك وابن هـــالك....... وذو نسب في الهالكـــين عــريق
فقل لغريب الدار أنك راحـــل....... إلى منزل نأى المحل سحــــــيق
وما تعدم الدنيا الدنية أهلــــها....... شواظ حريق أو دخـان حــــــريق
تجرع فيها هالكا فقد هــــــالك....... وتشجى فريقا منــهم بفريــــــــق
فلا تحسب الدنيا إذا ما سكنتها....... قرارا فما دنياك غـير طـــــريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكـشفت....... له عن عدو في ثياب صـــديـق
عليك بدار لا يزال ظـــــلالها........ولا يتأذى أهلـــها بمضـــــــــــيق
فما يبلغ الراضي رضاه ببلغة....... ولا ينفع الصــادي صـــداه بريق