فراغ فارغ
..تنفسوا وانتم تنظرون..تنفسوا بعمق.....أعلم أنكم تحلمون ..تحلمون كثيرا ..
حتى لا يكاد الحلم يشعر بكم وحتى لا يكاد للحقيقة وجه سوى الحلم ...
..أعلم أنكم هناك على كراسيكم الدوارة... تلصقون أعينكم هنا ..
على هذه الشاشة بأعين ملئها الفضول والكسل وربما الخدر...
تهزون رؤوسكم شفقة بي أو تقززا مني .. ربما تبتسمون لانكم أفضل حالا مني...
لا بأس فصورتي هنا لم توجد إلا للمتعة..أو تميمة تطرد النحس عنكم..
تحت هذه الشمس البائسة المتوهجة الملتهبة.. كنت هناك عارية حتى من كرامتي..
امضغ ما تبقى من أدميتي... كان جسدي قد بداء يستيبس ويئن بصوت خافت مكلوم ...
منذ أن ولدت وأنا أختزن في جسدي ذرية غريبة من الشقاء، قبائل من الشقاء..شعبا
متشرد كسرب جراد لا يشبع أو يفنى...حاولت أن أنام أن أختلس إغفاءة في جسد هذا القيظ ..
أن أدس حلمي فيه ..أن أحشر أنفي في غيبوبة لا استفيق منها أبدا.. أردت أن أعلق ذاكرتي
على مشاجب صنعت من عظام قفصي الصدري.. واحدة تلو الأخرى ..
لو أمكنني فقط أن اخرج من جسدي .أن احبس أنفاسي بيدي لكنت ربما أنهيت
استبداد الحزن بذاتي ولأضرمت النار في وداعة الأحلام المخملية لأكشف الزيف
واغمر انفعالاتي المتكلفة والمصطنعة بشهوة الاستسلام للموت ..
ربما أكون معاقة في جسدي..لكنكم معاقون في قلوبهم ..في أحشائكم وهي تنكرني
لن تكون صورتي سوى قصة أخرى تتندرون بها ..تتروونها لتثيروا في مستمعيكم غريزة الدهشة ..
ولن تكون سوى رقم يضاف لأعداد البؤساء والمظلومين في هذا العالم أو أنني سأكون شعارا لأصحاب الحقوق والإنسان..
الإنسان الذي امتهن في نفسه حتى الإحساس بالإنسانية..لا أريد منكم شيئا..أريد وجها ادميا..
تشبثت بالدخان النازل من وجعي تلفعت به وشاحا... وحزمت كلماتي باللغط..
تورمت رجلاي من كثرة الحديث.. النزف ليس يتيما إن ارتوت منه أذن صماء وقلب متيبس.
. والحديث ليس اختصارا أو عبثا حين يضج في جماجم السكون أو خلوة الامتلاء باللاشيء..
تسألون أين أعيش؟
في كل مكان لا يكون فيه المكان مكانا؟
أنا أنتم وأنتم أنا حين لا نصل لشيء في نهاية الأمر سوى.... فراغنا
..تنفسوا وانتم تنظرون..تنفسوا بعمق.....أعلم أنكم تحلمون ..تحلمون كثيرا ..
حتى لا يكاد الحلم يشعر بكم وحتى لا يكاد للحقيقة وجه سوى الحلم ...
..أعلم أنكم هناك على كراسيكم الدوارة... تلصقون أعينكم هنا ..
على هذه الشاشة بأعين ملئها الفضول والكسل وربما الخدر...
تهزون رؤوسكم شفقة بي أو تقززا مني .. ربما تبتسمون لانكم أفضل حالا مني...
لا بأس فصورتي هنا لم توجد إلا للمتعة..أو تميمة تطرد النحس عنكم..
تحت هذه الشمس البائسة المتوهجة الملتهبة.. كنت هناك عارية حتى من كرامتي..
امضغ ما تبقى من أدميتي... كان جسدي قد بداء يستيبس ويئن بصوت خافت مكلوم ...
منذ أن ولدت وأنا أختزن في جسدي ذرية غريبة من الشقاء، قبائل من الشقاء..شعبا
متشرد كسرب جراد لا يشبع أو يفنى...حاولت أن أنام أن أختلس إغفاءة في جسد هذا القيظ ..
أن أدس حلمي فيه ..أن أحشر أنفي في غيبوبة لا استفيق منها أبدا.. أردت أن أعلق ذاكرتي
على مشاجب صنعت من عظام قفصي الصدري.. واحدة تلو الأخرى ..
لو أمكنني فقط أن اخرج من جسدي .أن احبس أنفاسي بيدي لكنت ربما أنهيت
استبداد الحزن بذاتي ولأضرمت النار في وداعة الأحلام المخملية لأكشف الزيف
واغمر انفعالاتي المتكلفة والمصطنعة بشهوة الاستسلام للموت ..
ربما أكون معاقة في جسدي..لكنكم معاقون في قلوبهم ..في أحشائكم وهي تنكرني
لن تكون صورتي سوى قصة أخرى تتندرون بها ..تتروونها لتثيروا في مستمعيكم غريزة الدهشة ..
ولن تكون سوى رقم يضاف لأعداد البؤساء والمظلومين في هذا العالم أو أنني سأكون شعارا لأصحاب الحقوق والإنسان..
الإنسان الذي امتهن في نفسه حتى الإحساس بالإنسانية..لا أريد منكم شيئا..أريد وجها ادميا..
تشبثت بالدخان النازل من وجعي تلفعت به وشاحا... وحزمت كلماتي باللغط..
تورمت رجلاي من كثرة الحديث.. النزف ليس يتيما إن ارتوت منه أذن صماء وقلب متيبس.
. والحديث ليس اختصارا أو عبثا حين يضج في جماجم السكون أو خلوة الامتلاء باللاشيء..
تسألون أين أعيش؟
في كل مكان لا يكون فيه المكان مكانا؟
أنا أنتم وأنتم أنا حين لا نصل لشيء في نهاية الأمر سوى.... فراغنا