أثر الاستخارة في الوقاية والعلاج من الأمراض الشيطانية والنفسية .

    • أثر الاستخارة في الوقاية والعلاج من الأمراض الشيطانية والنفسية .


      [B]


      [B]=== = = == = = = = = = = = = =

      أثر الاستخارة في الوقاية والعلاج
      من الأمراض الشيطانية والنفسية
      === = = == = = = = = = = = = =

      التمهيد :
      قد يسأل سائل ويقول :
      (( كيف يمكن للاستخارة أن تعين المؤمن على الثبات واستقرار الحالة النفسية والإيمانية بمستوى عال ودائم؟ )) .
      والجواب والتفصيل في الفقرات التالية ، وستكون كالتالي :
      أولا : أهمية فقه تسلسل الأسباب والنتائج .
      ثانيا : كثرة الاستخارة وأثرها الإيماني .
      ثالثا : كثرة الاستخارة وأثرها النفسي .
      رابعا : شرح لتسلسل اللوازم .
      خامسا : علامات شرعية للمريض النفسي .
      سادسا : كثرة الاستخارة وأثرها في إصلاح القلب .

      أولا : أهمية فقه تسلسل الأسباب والنتائج .

      من الصعب تصور معرفة علاقة الاستخارة للإعانة على الثبات النفسي والإيماني ، دون فهم العلاقة بين الأسباب والنتائج وتسلسلها .فلكل شيء سبب ، ولكل سبب نتيجة ، وكل نتيجة هي سبب لما قبلها ، وهكذا ..
      ففهمها تصاعديا : بالإمكان نطلق عليها ، ثمار ، آثار ، علامات .
      وفهمها تنازليا : يوصلنا للسبب الأول ..


      وهذا ما يغفل عنه كثير من الناس ؛ إذا أرادوا حل مشكلة ما أو معرفة ظاهرة ما أو غير ذلك ؛ لذا لا بد من معرفة السبب الأول ، فإذا عرف سهل التحليل والاستنتاج والعلاج ، والفهم الدقيق للأمور كيف نشأت وتطورت . وإذا لم يعرف السبب الأول بشكل دقيق ، وجئنا لمعالجة أمر ، فسوف نعالج الأعراض فقط . وكذلك سوف يشكل علينا فهم الأمر كما ينبغي !!! . لذا لابد من فهم هذه العلاقة أولا .
      لمزيد . ينظر : (( ضرورة فقه تسلسل الأسباب والنتائج )) .



      [/B]




      (( يتبع ))




      [/B]
    • ثانيا : كثرة الاستخارة وأثرها الإيماني

      [B]


      ثانيا : كثرة الاستخارة وأثرها الإيماني

      إذا فهمنا تلك العلاقة التي تقدم ذكرها ،سوف يسهل فهم أن الاستخارة تجدد الإيمان ( وهناك درس بذلك ) ، وتجديد الإيمان يبدأ من القلب ، وفي الجسد مضغة إذا صلحت الجسد كله ، ويستحيل أن يصلح القلب صلاحا إيمانيا حقيقيا يبقى فيه الإيمان متجددا ، دون كثرة الاستخارة وإتقانها ، ويستحيل أن يكون مكثرا من الاستخارة ومتقنا لها ، ثم لا يصلح قلبه صلاحا إيمانيا حقيقيا .
      وفي الحديث ((... التقوى ها هنا وأشار إلى القلبِ ...)) صححه الألباني .






      يتبع


      [/B]
    • كثرة الاستخارة وأثرها النفسي


      ثالثا : كثرة الاستخارة وأثرها النفسي



      [B]بما أن الاستخارة تجدد الإيمان وتصلح القلب ، فلابد لها من ثمار وهذه الثمار لها ثمار أخرى .. وهكذا ، فإذا حصل ذلك أطمئنت النفس وسكنت وثبتت ورضت بما يسر الله لها ، وصلح البال أيضا ، وثبت معه الاستقرار النفسي . بإذن الله .
      فمثلا :
      التوكل :
      فالتوكل هو قطع النظر عن الأسباب بعد تهيئة الأسباب (1) وعلى قدر حسن الظن(2) يكون التوكل ،يقول الإمام ابن القيم "3":


      (( فعلى قدر حسن ظنك بربك ورجائك له يكون توكلك عليه ولذلك فسر بعضهم التوكل بحسن الظن باللـه )). أهـ
      والاستخارة مبنية على التوكل ، والتوكل ثمرة وعلامة على إتقان الاستخارة ، والتوكل له ثمار لا تعد ولا تحصى ، منها :


      1) أن التوكل يمنع تسلط الشيطان :
      قال سبحانه :
      (( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ )) . النحل .


      2- التوكل وحصول الكفاية :
      أ- قال تعالى : (( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه )) ( الطلاق : 3)



      يتبع

      = = = الهوامش = = = =
      ( 1 ) فتح الباري / الحج / باب 6 / م 3 / ص 383 .
      2) وفي الحديث القدسي (( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء )) أخرجه البخاري وابن حبان وغيرهما واللفظ لابن حبان.
      3) مدارج السالكين :2/123



      [/B]
    • رابعا : شرح لتسلسل اللوازم

      [B]
      [B]رابعا : شرح لتسلسل اللوازم

      يلزم من عدم التوكل على الله تسلط الشياطين . وإذا تسلطت الشياطين على البشر ، زادتهم رهقا ، ومرضا ، ووو ، إلى إن يتولونه ، فإذا تولونه ، أعرضوا عن ربهم ، والعكس صحيح ، وإذا حصل ذلك فليبشر البشر بقوله سبحانه :
      (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا )) .
      وهذا الضنك الموجود اليوم في الأرض : شرقا وغربا ، وشمالا وجنوبا ، هو بسبب هذا الإعراض ، ومع ذلك يعفو سبحانه عن كثير .
      والغرب رغم تقدمهم وغناهم يشكون من الأمراض النفسية ، وصعب على دولهم العلاج . حتى الكاتب الأمريكي الشهير (( ديل كارينجي ) ، رغم غناه وشهرته العالمية ضاقت عليه الأرض بما رحبت ، ومات منتحرا ومثله كثر . وهو صاحب الكتاب المشهور :
      ( كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فيهم ) .



      ويقول فضيلة الشيخ الدكتور عقيل محمد المقطري :
      (( فلو اعتنت الأمة بهذه الصلاة التي صارت مهجورة ولا يقرع بابها إلا من وفقه الله، لــــــذهــــــــب عنها الضنك والحرج والضيق الذي أصابها نتيجة الإقدام أو الإحجام ))


      وقال سبحانه :
      (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) . الشورى .
      (( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (61) . النحل .
      والمعيشة الضنك من سنن المولى التي لا تتحول ولا تتبدل ، إلا بانتفاء السبب .
      وقال سبحانه .
      (( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) . فاطر .
      وقال سبحانه :
      ( إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) آل عمران 159
      فإذا أحبه كان بصره وبصيرته .
      [/B]


      يتبع



      [/B]
    • خامسا : علامات شرعية مهمة للمريض النفسي

      [B]


      [B]خامسا : علامات شرعية مهمة للمريض النفسي


      1) كل مريض نفسي ضعيف التوكل . والتوكل شطر الدين .أي : (( إياك نعبد وإياك نستعين ))
      2) كل مريض نفسي ضعيف التقوى . والتقوى ليست الصلاة وأعمال الجوارح دون تقوى أعمال القلب.. فالتقوى صلاح القلب أولا .
      3) كل مريض نفسي حساس .

      لمزيد من الفائدة لسمات الحساس تجدها في بحث بعنوان :
      (( هل أنت رقيقة أم حساسة أم ضعيفة الإحساس ؟ ))
      [/B]



      يتبع


      [/B]
    • سادسا : كثرة الاستخارة وإصلاح القلب




      سادسا : كثرة الاستخارة وإصلاح القلب


      إصلاح القلب أمره يطول .. وسلعة الله غالية .. فالقلب هو تلك المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله ، وسوف أحاول أختصر ، يكون الإصلاح :
      أ) بمراقبة النية في كل عمل وتصفيتها من الشوائب .
      ب) مجاهدة النية .
      ج) الاستخارة في كل أمر .

      لماذا الاستخارة في كل أمر ؟


      لأن الاستخارة برهان لكل مقتضيات التوحيد .




      كما أنها تجدد الإيمان ، ومستحيل ثم مستحيل أن يتجدد الإيمان بدون إصلاح القلب ، والقلب لا يصلح بدون الاستخارة ، لذا لا تعجب إذا أمر الشرع في أن يستخير العبد ربه بمجرد الهم في الأمر .
      ( والهم ) مرتبة قلبية أقل من الإرادة والعزم . وقد كان السلف رضوان الله عليهم يستخيرون ربهم حتى في ترجيح مسألة أو تضعيف تعديل لأحد الرواة .. وغير ذلك .

      عن كتاب :
      (( الأمراض النفسية .. وعلاقتها بضعف التوكل والتقوى )) ..
      بتصرف يناسب المقام .




      [B]
      [/B]
      (( كما غيّرت الاستخارة حياتي ؛ ستغير حياتك حتما ؛ إذا أتقنتها وأكثرت منها ، وتجوز بالدعاء ، وهذه من نعمة الله للإكثار منها دون مشقة ، وشكر النعمة نشرها ، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))
    • وبارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا لمتابعتك
      (( كما غيّرت الاستخارة حياتي ؛ ستغير حياتك حتما ؛ إذا أتقنتها وأكثرت منها ، وتجوز بالدعاء ، وهذه من نعمة الله للإكثار منها دون مشقة ، وشكر النعمة نشرها ، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ))