مهاويس حكموا أوروبا!

    • خبر
    • مهاويس حكموا أوروبا!

      Ibda3 world كتب:

      لطالما اعْتُبِرَ الجنون مرضا لا شِفاء منه حيث كان المجنون عبر التاريخ يسجن في غرفة و يُترك يواجه مصيره وحده! هذا ما يحدث عندما يتعلق الأمر بمجنون عادي من الشعب، فكيف يتم التصرف مع حاكم أو بالأحرى ملك شخّص الأطباء مرضه على أنه جنون؟ كيف يُعامَل؟ خاصة و أننا نعلم جيدًا أن الملك إله في نظر العديد من الحضارات ولا يُسمح بمَسه أو التشكيك بقدراته العقلية؛ والسؤال الأهم هنا هو هل فعلا كانوا مجانين أم أن التاريخ ظلمهم؟!

      نابونيدوس بابل

      mad-royals-2

      نابونيدوس كان آخر ملوك بابل، و ذلك من 556-539 قبل الميلاد؛ وعلى الرغم من أنه لم يرد ذكره في الكتاب المقدس، يعتقد العديد من الخبراء أنه كان الملك البابلي الحقيقي الذي أُصيب بالجنون و كان يتصرف مثل الحيوانات. لا، ليس نبوخد نصر كما يدعي البعض، إذ أن هناك بعض الكتب تذكر أن نبوخد نصر حلم بأنه سيُقتاد بعيدًا عن قصره وسيعيش مع الحيوانات، وبعد سنوات فقط فقد عقله فطرد من القصر و عاش مع الحيوانات لمدة  7 سنوات قبل أن يستعيد عقله. لكن العديد من المؤرخين يرفضون هذه الرواية ويعتقدون أن الترجمة الخاطئة ساهمت في تغيير اسم نابونيدوس إلى نبوخذ نصر. ويبقى أن أغلب المؤرخين و المدونين يحرصون على تدوين إنجازات الملوك ويحاولون الابتعاد عن تدوين كل ما يمكن أن يُنقِص من شأنهم.

      جورج الثالث ملك انجلترا

      mad-royals-3

      قبل وفاته كان الملك جورج الثالث لا يبصر و لا يسمع، و اعتبر مجنونًا تمامًا!

      و تشير بعض المصادر إلى أن لون بوله كان ورديا مائلًا  للزرقة، وأنه شوهد و هو يصافح شجرة ظنًا منه أنه يصافح ملك بروسيا!

      حكم الملك جورج الثالث بريطانيا من 1760-1820، و بصرف النظر عن جنونه، فهو يشتهر بكونه الملك الذي ضاعت المستعمرات الأميركية تحت حكمه. وكان أيضا مثقفا و عادلا ، وَوِفقا للتشخيص الحديث لحالته تبين أنه ربما كان يعاني من الفصام و الاضطراب الثنائي القطب، أو اضطراب وراثي في الدم  يسمى البورفيريا والذي  يمكن أن تحاكي أعراضه أعراض الجنون. وقد عزى العلماء اعتقادهم بأن جورج الثالث كان مجنونًا إلى الاختلافات المتباينة في كتاباته وسلوكه؛ ففي فترات “الهوس”، على سبيل المثال، كان لديه تشنجات و كان يكتب ويتحدث بشكل مفرط.

      شارل السادس  ملك فرنسا

      mad-royals-4

      عـُرف شارل السادس بكنيتين، شارل المحبوب جداً و لاحقاً شارل المجنون، فكيف حصل على كل هذه الألقاب؟

      اللقب الأول يبدو أنه حصل عليه بعد أن تمكن من إعادة النظام إلى فرنسا حيث تربع على العرش و عمره 11 عاما و ظل عمه ملكًا ينهب ثروات البلاد وتسبب في العديد من الثورات حتى بلغ  شارل 21 عاما؛ وبعد تسلمه الحكم تخلص من أعمامه وأعاد ثقة الشعب بالأسرة الحاكمة. لكن للأسف لم تستمر فترة سعادته إلا أربعة أشهر لتبدأ الفترة التي حصل بسببها على لقبه الثاني شارل المجنون!

      ففي الوقت الذي تواصل فيه البحث عن الرجل الذي حاول اغتيال مستشاره؛ أصبح تشارلز مقتنعًا بأنه كان مطاردًا من طرف الأعداء، مما دفعه إلى قتل العديد من فرسانه. كما أنه حاول قتل أخيه وبمرور السنين أصبحت فترات هدوئه تقل شيئًا فشيئًا؛ كما أنه أحيانًا كان لا يستطيع التعرف على زوجته أو الأسرة، أو لا يتذكر حتى أنه ملك! أصبح يرفض الإستحمام ويركض في غرف القصر مُدعيًا أنه القديس جورج! لكن الوهم الأكثر شهرة لشارل السادس، هو اعتقاده أن جسمه مصنوعة من الزجاج و رفضه أن يقترب منه أحد أو يقوم بلمسه وكان يرتدي ملابس واقية خاصة لمنعه من التحطم! أما اليوم يعتقد أنه ربما كان يعاني من الاضطراب الثنائي القطب.

      ماريا ملكة البرتغال

      mad-royals-5

      الملكة ماريا البرتغالية أيضا حظيت بلقبين وهما: “ماريا الورعة” و”ماريا المجنونة”؛ وكانت الملكة الأولى في البرتغال التي تحكم البلاد عن حق وليس عن وصاية لقاصر أو قريب. بدأ حكمها عام 1777 واستمر لمدة 39 عامًا ، وكانت ملكة جيدة حتى بدأ هذيانها في 1786، حيث توفي زوجها بيتر الثالث (الذي كان أيضًا عمها) في ذلك العام، وتوفي ابنها في عام 1791؛ ومن تم تعمقت ماريا في الدين إلى حد الهوس واعتبرت نفسها ملعونة، فأصبحت تصرخ وتنتحب وتم تشخيص حالتها من طرف الدكتور فرانسيس ويليس على أنها مجنونة لتخضع لعلاج قاس استخدمت فيه شتى أنواع العنف الجسدي من ضرب و حمامات ثلج! وأراد ويليس أن يأخذها بعيدا عن الكهنة إلى انجلترا للعلاج لأنه يعلم يقينا أن للكنيسة تاثيرًا سلبيًا على صحتها العقلية، إلا أن المحكمة رفضت طلبه. وفي هذه الأثناء تولى ابنها الأمير جواو المُلك نيابة عن والدته، إلى أن غزت فرنسا البرتغال وفرت المحكمة الى البرازيل و معها الملكة ماريا التي توفيت هناك عام 1816.

       جوستن الثاني

      mad-royals-6

      دعونا نعود الى العصور القديمة مع الإمبراطور المجنون جستن الثاني الذي أصبح إمبراطورًا في ظروف مشبوهة نوعًا ما، ودام حكمه من عام 565-578 .

      أما عن توليه الحكم فقد نصبه نبلاء القصر إمبراطورًا، وادّعوا أن الإمبراطور الراحل كان قد أوصي له بالحكم وهو على فراش الموت؛ وبعد توليه الملك تمكن من تسديد كل ديون عمه إلا أنه قرر التخلي عن سياسة عمه الراحل والتي تمثلت في دفع مبالغ ضخمة من المال للقبائل البربرية التي تقطن حدود الدولة مقابل كف آذاها أو مقابل إعلانها تبعيتها للإمبراطورية وحمايتها. و قد أدى قراره هذا إلى فقدان جزء كبير من إيطاليا؛ كما أدى رفضه دفع الجزية السنوية للفرس إلي اندلاع الحرب بين الدولتين.

      هل أثارت هذه الإخفاقات مرضه العقلي؟

      بغض النظر عن هذا الأمر فقد تمكنت زوجته من إقناعه بتعيين نجله بالتبني ووريثه أيضًا طبرية رئيسًا للجيش و قي جوستين الثاني إمبراطورًا بالاسم فقط حتى وفاته. وكانت السنوات الأخيرة من حياته والتي تلت تقاسُم الحكم بين الإمبراطورة صوفيا وطبريا مليئة بالأحداث المؤسفة، حيث حاول رمي نفسه من نوافذ قصره، وكان يصرخ ويعض خدمه، حتى أن بعض القصص التي تدعي أنه أكل إثنين منهم قد انتشرت انذاك!

      فرديناند الأول من النمسا 

      Emperor_Ferdinand_I_with_Sceptre

      ملك آخر من ملوك  أوروبا، فرديناند الثاني كان غبيًا للغاية على ما يبدو، حتى أنه عند اندلاع تمرد في النمسا وبدأ الناس يسيرون نحو القصر، سأل مستشاريه: “ولكن هل يُسمح لهم بالقيام بذلك؟!”
      كما أنه اشتهر بحبه لنوع معين من الفطائر لدرجة أنهم كانوا يخبرونه أنه ليس موسم زراعتها، وكان يبادرهم بالقول  “أنا الامبراطور، وأريد الفطائر!”، وهذا ربما ما دفع بعض المؤرخين إلى وصفه بالجنون.

      المصادر

      1 – 2

      Source: feedproxy.google.com/~r/ibda3world/~3/oks14lfNR6E/