من حدَّثكم عن زمن مخيف، فحدِّثوه عن ربٍّ لطيف بعباده ..
ومن حذَّركم من مستقبل قادم، فأخبروه بأن لكم ؛ ربّ رؤوف راحم ..
ومن خوَّفكم على أرزاقكم، فأعلموه بأنها ليست في أيديكم ولا في أيدي الفقراء أمثالكم !
“الغربة ”
سجن يحكم عليك بالمؤبد في بلاد المنفى
أن تبقى بعيداً عن الأحبة والوطن
تمضي حائراً بـ بلاد غير بلادك كـ ضيف سيرحل يوماً ما عن الدنيا ويدفن بـ بلاد المنفى وتبقى غصة بـ قلبه رجوعه للوطن
“الاغتراب عن الأوطان من أصعب ما يعايشه المرء في حياته
فإنه لا يكاد يجد له صاحباً، ولا يركن إلى أنيس. ورغم قسوة هذه الغربة
إلا أن غربة الدين أشد قسوة، فما بالك برجل غريب بين أهله لا يكاد يجد
منهم موافقاً، ولا في طلب الحق مرافقاً، فليت شعري أي غربة يعيشها الدين
وأهله في هذا الزمان. لكن على غريب الدين أن يتأسى بمن سبقوه في الغربة الأولى؛ ليتخذ من سبيلهم طريقاً ومنهجاً، ويجعل من سيرتهم معيناً ومنهلاً.
لم نأخذ من الدنيا عهداً على أن تصفو لنا..!!
ولم يكن بيننا وبينها موثقاً على دوام الرخاء !!
فـ الهم لا زال ملازماً للانسان
والأزمات تتراءى لنا بين اقبال / وادبار
ويبقى الأمل (بالله) شمساً لا تغيب
ونبعاً صافياً لا ينضب
اين المستراح ….؟؟؟؟
كم نحن مساكين حينما يقول أحدنا :
“ أتخرَّج وأرتاح ”
ويقول الآخر : “ أتزوج و أرتاح ”
ويقول ثالث : “ أحصل على وظيفة وأرتاح ”
“ أشتري بيت أو سيارة وأرتاح ”
كم نحن أغرار غرتنا الدنيا بأكاذيبها وسرابها .. !!
أما عباد الله وأولياؤه ..
فلهم رأي آخر ..!!
فهذا العالم الإمام أحمد بن حنبل يسأل
عن الراحة فيقول : “ عند أول قدم أضعها في الجنة ” .
فطوبى لمن عرف أين مستراحه…
“أؤمن بأن مُصطلح (النسيان) وهم لا صحة له. أؤمن ايمان تام بأنه كِذبة.
من قال بأن اذا غاب إنسان يسكن بقلبك، فالوقت سيُنسيك اياه؟
من قال بأن فُراق الأحِبة.. يُنسى!
من قال أن الوجع الذي ترك علامة عليك، يُنسى؟
من قال أن التجربة التي صنعتك، تُنسى؟
من قال أن اليوم الذي نامت فيه عيناك تبكي بحرقة، يُنسى؟
من قال أن الحلم الذي ركضّت اليه جاهداً، يُنسى؟
من قال أن الدقيقة التي أبكتك فرحاً سيجِفّ عطرها.. وستُنسى؟
من قال بأن الدِفء الذي شعرت به وأنت لا تحضن أحداً.. يُنسى؟
من قال بأن أحب الناس الى قلبك، اذا فارق الدُنيا.. لن يعود احب الناس الى قلبك، وسيُنسى..؟
من قال بأن القصيدة التي كتبها من لا يعرفك، ولكنها كانت تصِف شكل قلبك بدقه مُبهرة.. غداً ستُنسى؟
من قال بأن الاغنية التي تراقصت أمامها روحك بعدما كنت تظن بأن روحك تجهل الرقص.. ستُنسى؟
التعوِّد شيء.. والنسيان شيء!
أن تترك الماضي للماضي شيء، والنسيان شيء آخر.
أن تتغير الظروف، وتتغير نظرتك للامور شيء.. والنسيان شيء لا يُشبهه أبداً.
أن يختار قلبك طريقاً لا يُشبه طريق الأمس شيء، وأن تنسى فهذا شيء مُختلف تماماً.
لا أحد ينسى!
النسيان وهم.. لا صحة له.
هو ليس حقيقة، بل هو أكبر كذبة صنعته أفواه البشر
"نحزن.. فننسى أنَّ وليّنا ووليّ حزننا هو الله، ونضيق.. فننسى أن الأمر كلّه بيد الله، ونيأس.. فننسى أن المعطي والمدهش في عطائه هو الله، ونحمل الهمّ.. فننسى أن واسع الفضل هو الله، وسنبقى غارقين في ضعفنا ما لم نيقن أنّنا تحت ظلّ الله، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.“
“أتدري ما المؤسف حقاً؟
المؤسف هو العجز ،
العجز الذي يتبعه الكثير من الصمت ،
أن تموت القدرة فينا على الكلام ،
فيقتصر الامر على الاختناق فقط
ويبقى الجزء المسلوب منا ،
الممتلئ في اعيننآ ،
ستجده عندما تبحر بالتحديق بهم ،
ستأخذك في نزهةٍ طويلة ،
ولربما ستغرقكك دون قصد ،
لتشعر ببرودة القلب ، وحرقتة بالآن ذاتة ..
تناقضات لا تفسير لها ،
سوى أنه متعبٌ من كل شيء
غريقٌ يبحث عن النجاة دون جدوى ،
فتضل بصيرتنا ورؤيانا الداخلية
نتوه دون أن نشعر أن هنالك سبيل للعودة،
أن تفلت الأحلام منا في مهب الريح وهي تسكننا،
وهي تنمو في أجسادنا ، ثُم لا نُشفى منها أبداً
ولا نقوى على العودة مرةٍ اخرى ..!
“من يفقه أن بعض الجراح .. عطايا ؟
و أنّ فِي قسوة العيشِ .. هَدايا ؟
ما دمت مع الله فلا تخْشَ على عُمرك شيئًا !
الخير حوْلك ..
قد يأتيك مختبئًا في زحام مصيبة ، وأشجان بلية ، ودموع فقدٍ حارّة .
لا تيأس ، حتى أوجاعنا رحمة من الله أرحم الراحمين*”
إذا هممت بترديد أذكارك، عدّل من جلستك
أرِح ظهرك و خذ نفسًا عميقًا، واستحضر أنك في موعد لصناعة يومك، ولترتيب حياتك و قلبك
لا تجعل وقت الأذكار يمضي بين أحاديث مقطّعة أو وسط زحام من الناس، أو قبل النوم بثانيتين ! استقطع لها وقتًا يليق بكمية الإيمان والأدعية الثريّة في طياتها
أحياناً مصائب الغير!! تشعرك بنعيم الله عليك!! فعندما تتأمل من حولك.. ينتابك شعور بأنك ما زلت بخير.. وأنك رقماً ايجابياً في مجتمعك.. حتى ابتسامتك!! لها طعمها الخاص.. عندما يبخل بها من حولك!! لتؤمن أن الكرم بالأخلاق أولى من الكرم بالأموال!!
وزع عمر بن الخطاب من بيت المال على الناس، فقال أحدهم: (جزاك الله خيرًا يا أمير المؤمنين) فقال: ما بالهم نعطيهم حقهم ويظنونه مني منة عليهم !
نسخه لحكام العرب