يا أيها الإنسان إنك تقطع رحلة حياتك على الأرض كادحاً، تحمل عبئك، وتجهد جهدك، وتشق طريقك.. لتصل في النهاية إلى ربك؛ فإليه المرجع وإليه المآب بعد الكد والكدح والجهاد.
يا أيها الإنسان إنك كادح حتى في متاعك؛ فأنت لا تبلغه في هذه الأرض إلا بجهد وكد، إن لم يكن جهد بدن وكد عمل، فهو جهد تفكير وكد مشاعر.
الواجد والمحروم سواء.. إنما يختلف نوع الكدح ولون العناء، وحقيقة الكدح هي المستقرة في حياة الإنسان، ثم النهاية في آخر المطاف إلى الله سواء.
يا أيها الإنسان إنك لا تجد الراحة في الأرض أبداً.. إنما الراحة هناك لمن يقدم لها بالطاعة والاستسلام.
التعب واحد في الأرض والكدح واحد وإن اختلف لونه وطعمه، أما العاقبة فمختلفة عندما تصل إلى ربك.. فواحد إلى عناء دونه عناء الأرض، وواحد إلى نعيم يمسح على آلام الأرض كأنه لم يكن كدح ولا كد!
{ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ }
إلى الذين تعبوا كثيرًا،
إلى الذين فاتتهم مسرّات العُمر حين تنعّم بها سواهم،
إلى الذين جرّحتهم تصاريف الحياة، ولذعهم الحرمان وكسرتهم المعاناة،
إلى المؤمنين الصّابرين:
☆لا تهنُوا، وأبشرُوا بالخير والعوض والجَبر والرّفعة من ربّ كريم، إن لم يكن في هذه ففي الآخرة☆
لا تُعاتب أحد و تطلب منه أن يقدم لك الأعذار
فالأعذار من الأشياء الذي يجب أن تنبع من ذات الشخص و كذى لا ترفض عُذر أحد.. و إن لم تقبله حقاً!!
فإن كان صادقاً سهل الله قبول عُذره في قلبك
و إن كان كاذباً فالأيام كفيلة بكشف المستور
مُجمل الكلام لا تبالغ في مشاعرك
سواء كانت عتب أو تقبُل
وَ حينَ تخنُقُكَ الحاجة … حين يتخلى عنك الجميع و تُغلَق أبواب قلوبهم لا تقرع بشدة لا تُعّلِي الهِتاف لا تكرر أما من مُضِيّفٍ كريم لعبدٍ فقيرٍ محتاج ؟
كفى ذُلاً أن تطرق باباً غير باب الواسع الكريم -سبحانه-أتظنهم يجلسون على عتبات أبوابهم لإنتظارك مباركين حاجتك ؟ العباد لا يحبون العطاء رب العباد -سبحانه- من يحبه فأطلب ممن يحب أن يعطيك دون أن يمُن عليك .
تعاملوا مع الأحياء كـ موتى مؤجلين !
أخبروهم عنكم حين يرحلون ..
توقفوا عن الشح بالشعور ..
توقفوا عن تهميشهم في دوامة مشاغلكم ..
و إياكم أن تتركوهم يناموا غاضبين !
ماكان الله ليضيع جهدك
الله أعدل من أن تعمل وتعمل ثم لايجازيك بعملك
فإذن لا تتوقف بحجة أنك لم تجد نتيجة ولم تلقى اهتمام
الله يعطي الصابرين والله يعطي العاملين فقط كن واثقًا من هذا ☘
.