الحمل

    • الحَملُ هو الفترةُ الممتدَّة من لحظة الحَمل (أو الحَبَل) إلى الولادة. بعدَ أن يجري إخصابُ البيضة بواسطة النطاف، فإنَّها تنغرس في بِطانة الرَّحِم. وهناك تتخلَّق وتنمو، فتنتج المَشيمَةَ والمُضغَة، ثم تتخلَّق المُضغَةُ إلى جَنين. يستمرُّ الحَملُ نحو أربعين أسبوعاً في معظم الأحيان. وخلال فترة الحَمل، يكون على المرأة أن تراجعَ الطبيبَ على نحوٍ منتظم. وهدفُ هذه المراجعات هو الحصول على رعاية ما قبل الولادة، وهي هامَّةٌ للمرأة وللجَنين أيضاً. هناك أشياء يمكن أن تقومَ بها المرأةُ خلال حملها فتؤذي طفلها، وذلك كالتدخين والشرب مثلاً. وهناك أدويةٌ يمكن أيضاً أن تسبِّب مشكلةً، حتى إذا كان الطبيب هو الذي وصفها للمرأة قبل حملها. ولابدَّ من تناول كمية كبيرة من السوائل، إضافة إلى تناول طعام صحِّي. قد تشعر المرأةُ الحامل بالتَّعب أكثر من المعتاد، فتحتاج إلى مزيد من الراحة. يتغيَّر جسمُ المرأة مع نُموِّ الجنين خلال أشهر الحَمل التسعة. ولذلك، على المرأة الحامل ألاَّ تتردَّد في استشارة الطبيب إذا ظنت أنَّ لديها مشكلة أو إذا شعرت بأيِّ انزعاجٍ أو قلق.

      مقدِّمة
      سواءٌ أكانت المرأةُ حاملاً أو كانت تخطِّط للحمل، فإنَّ عليها أن تمنح طفلها بدايةً سليمة. يتغيَّر جسمُ الحامل مع نُموِّ الطفل خلال أشهر الحَمل التسعة. ولابدَّ من القيام بمراجعات منتظمة للطبيب من أجل التأكُّد من سلامة الأم والجنين. يساعد هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهم أفضل للحمل. وهو يتناول تشريحَ الجهاز الإنجابي لدى المرأة، إضافةً إلى ما هو متوقَّع خلال الحَمل، وعلامات الحَمل، ورعاية ما قبل الولادة. وفيه أيضاً معلوماتٌ عن الحمول عالية الخطورة.

      الجهاز الإنجابي عند المرأة
      حتَّى نفهمَ الحَملَ، لابدَّ أن نعرف بعض المعلومات عن الأعضاء الإنجابية في جسم المرأة. تقع هذه الأعضاءُ في منطقة الحوض بين المثانة والمستقيم. تتألَّف الأعضاءُ الإنجابية للمرأة من: المَبيضين.
      البوقين (الأنبوبين الرَّحميين).
      الرَّحِم.
      عنق الرَّحِم.
      المَهبِل.
      عندما يطلق المَبيضُ بيضةً، فإنَّ هذه البيضة تهبط عبر البوق وصولاً إلى الرَّحِم. وقد يجري تخصيبُ البيضة خلال هذا المسار. إذا حملت المرأة، فإنَّ الجنين يظل في الرَّحِم حتى يحين موعد الولادة. إن الرَّحِم قادرٌ على التمدُّد كثيراً. عنقُ الرَّحِم هو الجزءُ الضيِّق السفلي من الرَّحِم. وهو الممرُّ الواصل بين الرَّحِم والمَهبِل. ينفتح المَهبِلُ على الوسط الخارجي، ويقع بين الإحليل (وهو فتحة المثانة) وبين المُستقيم. خلال الحَمل، يكون عنقُ الرَّحِم مُغلقاً بإحكام للمساعدة في منع خروج الجنين من الرَّحِم. أمَّا عندَ الولادة، فإنَّ عنقَ الرَّحِم ينفتح ويتَّسِع من أجل السماح بخروج الطفل عبر المَهبِل.

      الحَمل
      يستمرُّ الحَملُ نحو أربعين أسبوعاً، اعتباراً من اليوم الأول لآخر دورة حيض. وتنقسم هذه الأسابيعُ إلى ثلاث مجموعات، تشكِّل كلُّ مجموعةٍ منها ثلاثةَ أشهر. الأشهرُ الثلاثة الأولى هي الأسابيع الاثنا عشر الأولى من الحَمل. يتعرَّض جسمُ الحامل إلى تغيُّراتٍ كثيرة خلال هذه الفترة. ومن التغيُّرات التي يمكن أن تحدث: اشتهاء بعض أنواع الأطعمة أو النفور منها.
      تعب شديد.
      تقلُّبات في المزاج.
      تورُّم وإيلام في الثديين.
      انزعاج في المعدة مع تقيُّؤ أو من غير تقيُّؤ.
      تستمرُّ المرحلةُ الثانية من الأسبوع الثالث عشر حتى الأسبوع الثامن والعشرين من الحَمل. وتكون هذه المرحلةُ أسهل من المرحلة الأولى لدى معظم النساء. يزداد حجمُ البطن ويتوسَّع مع نُموِّ الجنين. وفي نهاية هذه المرحلة، يبدأ إحساسُ الأم بحركة الجنين في رَحِمها. تستمرُّ المرحلةُ الثالثة من الأسبوع التاسع والعشرين حتى الأسبوع الأربعين من الحَمل. يزداد حجمُ الجنين، وقد يسبِّب هذا مزيداً من الضغط على أعضاء الأم الداخلية. وهذا ما يمكن أن يجعلها تشعر بصعوبةٍ في التنفُّس، كما يمكن أن يجعلها مضطرةً إلى استخدام المرحاض عدداً أكبر من المرَّات. خلال مرحلة الحَمل كلها، يكون الجنين موجوداً ضمن سائلٍ خاص يدعى باسم "السائل الأمنيوسي". كما يكون الطفلُ والسائل موجودين ضمن كيس يُدعى "الكيس الأمينوسي" داخل الرَّحِم. يتلقَّى الطفلُ غذاءَه من المَشيمَة. والمَشيمَةُ هي عضوٌ يقع بين الكيس الأمنيوسي وبين الجدار الداخلي للرَحِم. تنمو المَشيمَةُ مع نُمو الطفل خلال فترة الحَمل. يوفر دمُ الأم الأكسجين والمواد المغذِّية لدم الجنين من خلال المَشيمَة. كما يقوم دمُ الأم بإزالة الفضلات من دم الجنين من خلال المَشيمَة أيضاً. يجري دمُ الجنين إلى المَشيمَة من خلال الحبل السِّري. لكن دم الأم لا يدخل جسمَ الجنين أبداً. عندما يقترب موعدُ ولادة الطفل، يهبط رأسه نحو الأسفل ضمن حوض الأم. وهذا ما يجعل بطنَ المرأة الحامل يبدو أصغرَ حجماً بقليل من ذي قبل. وتُدعى هذه الظاهرةُ باسم "التَّخَفُّف".

      علاماتُ الحَمل
      العلامةُ الأكثر وضوحاً للحمل هي توقُّف دورة الحيض الشهرية. لكن هناك حالات صحِّية أخرى يمكن أن تسبِّبَ تأخُّرَ الحيض. يمكن أن تشعرَ بعضُ النساء بغثيانٍ صباحيٍّ أيضاً. والغثيانُ الصباحي هو الإحساسُ بغثيان أو تقيُّؤ الذي يحدث عادةً خلال المرحلة الأولى من الحَمل. إنَّ الاشتهاءَ الشديد لبعض أنواع الطعام يعدُّ علامةً شائعةً أخرى من علامات الحَمل. قد تنشأ عندَ بعض النساء كراهيةٌ ونفور تجاه بعض الأطعمة خلال الحَمل بدلاً من اشتهائها. ومن علامات الحَمل الأخرى: كثرة التبوُّل.
      الصداع.
      تقلُّبات المزاج.
      تورُّم الثديين أو الحلمتين.
      الإحساس بالتعب.
      إذا ظهرت أعراضُ الحَمل على المرأة، فعليها أن تحدِّدَ موعداً من أجل استشارة الطبيب.

      الاختبارات
      يعدُّ اختبارُ الحَمل هو الطريقة الأفضل للتأكُّد من حدوث الحَمل. ويمكن إجراءُ هذا الاختبار في البيت أو عندَ الطبيب. إنَّ مستلزمات إجراء اختبار الحَمل المنزلي متوفِّرةٌ، وهي تُباع في الصيدليات من غير وصفةٍ طبِّية. وتعدُّ النتائجُ التي يوفِّرها هذا الاختبار المنزلي عاليةَ الدقَّة. يمكن إجراءُ اختبار الحَمل لدى الطبيب للتأكُّد من حدوث الحَمل. كما يستطيع الطبيبُ تزويدَ المرأة بالمعلومات اللازمة للعناية بنفسها وبجَنينها خلال فترة الحَمل.

      الرعايةُ السابقة للولادة
      يستطيع الطبيبُ تقديمَ معلومات فيما يخص الرعاية السابقة للولادة. وهذه الرعايةُ هي العناية التي تتلقاها المرأة الحامل خلال فترة الحَمل كلها. تشتمل الرعايةُ السابقة للولادة على الرعاية الصحية، إضافةً إلى التثقيف وتقديم المشورة فيما يخص كيفيةَ التعامل مع الحَمل. تساعد الرعايةُ السابقة للولادة في المحافظة على صحَّة الحامل وجَنينها. يقوم الطبيبُ بترتيب جدول مواعيد مراجعة من أجل المرأة الحامل خلال فترة حملها. على المرأة ألّا تفوت هذه المواعيد، لأنَّها مهمَّةٌ كلها. ينصح معظمُ الخبراء بأن تكونَ زيارات الطبيب على النحو التالي: مرَّة كلَّ شهر خلال الأشهر الستة الأولى من الحَمل.
      كلَّ أسبوعين خلال الشهرين السابع والثامن من الحَمل.
      كلَّ أسبوع في الشهر التاسع من الحَمل.
      يستطيع الطبيبُ رصدَ المشكلات في وقتٍ مبكِّر إذا كانت المرأةُ الحامل تراجعه على نحوٍ منتظم. وهذا ما يسمح له بمعالجة أيَّة مشكلة في وقتٍ مبكِّر. تكون المعالجةُ المبكِّرة قادرةً على شفاء كثير من المشكلات، وعلى وقاية المرأة الحامل من مشكلاتٍ أخرى أيضاً. كما يستطيع الطبيبُ أيضاً أن يتحدَّثَ مع المرأة الحامل عن الخطوات التي تستطيع القيامَ بها لكي يأتي طفلُها إلى الحياة سليماً مُعافى. يكون أطفالُ الأمَّهات اللواتي لا يتلقين الرعايةَ السابقة للولادة معرَّضين لاحتمال أن يولدوا بوزن منخفض أكثر بثلاث مرَّات من غيرهم. كما يكون هؤلاء الأطفالُ معرَّضين لاحتمال الوفاة أكثر بخمس مرَّات من أطفال الأمَّهات اللواتي يتلقين الرعايةَ السابقة للولادة.

      الحَمل عالي الخطورة
      يشتمل كلُّ حمل على درجة معيَّنة من المخاطر بالنسبة للأم وللطفل. لكن هناك عوامل محدَّدة يمكن أن تشكِّلَ خطورةً أكبر من حيث احتمالُ إصابة الأم والطفل بالمشكلات الصحِّية. ومن عوامل الخطورة الخاصَّة بالحَمل عالي الخطورة: زيادة وزن المرأة أو نقص وزنها عن المعدَّل الطبيعي.
      وجود بعض المشكلات الصحية السابقة للحَمل.
      حدوث مشكلات خلال حمول سابقة.
      حمل المرأة عند بلوغها ستَّةَ عشر عاماً أو أقل، أو عند بلوغها خمسةً وثلاثين عاماً أو أكثر.
      من الممكن أيضاً أن تظهر مشكلاتٌ صحِّية خلال الحَمل فتجعله حملاً عالي الخطورة. وهذه المشكلاتُ يمكن أن تحدث حتَّى إذا كانت المرأة في صحةٍ جيدة قبل الحَمل. من بين هذه المشكلات الصحية السكَّري الحَملي ومقدِّمات الارتعاج (الانسمام الحملي). قد تحتاج المرأةُ التي لديها حمل عالي الخطورة إلى رعايةٍ من قبل متخصِّص، أو من قبل فريق من الأطباء، من أجل المساعدة على اجتياز فترة الحَمل بسلام وولادة طفل سليم مُعافى. من المرجَّح أن تحتاجَ المرأةُ التي لديها حمل عالي الخطورة إلى عددٍ أكبر من الزيارات إلى عيادة الطبيب خلال حملها.

      الخلاصة
      يستمرُّ الحَملُ نحو أربعين أسبوعاً اعتباراً من اليوم الأوَّل لاخر دورة حيض. وتنقسم هذه الأسابيعُ إلى ثلاث مراحل تدوم كلَّ مرحلةٍ منها ثلاثة أشهرٍ تقريباً. يشهد جسمُ الأم تغيُّراتٍ خلال نُمو الطفل في فترة أشهر الحَمل التسعة. وعلى الأم أن تقومَ بزيارات منتظمة لطبيبها من أجل المحافظة على صحَّتها وصحة طفلها. إنَّ أوضحَ علامة تشير إلى الحَمل هي توقف دورة الحيض. لكن هناك حالات صحِّية يمكن أن تسبِّبَ تأخر الحيض أيضاً. اختبارُ الحَمل هو الطريقةُ الأفضل من أجل التأكُّد من حدوث الحَمل. يمكن إجراءُ هذا الاختبار في المنزل أو لدى الطبيب. ويستطيع الطبيبُ أن يزوِّدَ المرأةَ بمعلومات غيما يخص الرعاية السابقة للولادة. والرعايةُ السابقة للولادة هي الرعاية التي تتلقَّاها المرأة الحامل خلال حملها. إنَّ هذه الرعايةَ تساعد في المحافظة على صحِّة الأم والطفل. يشتمل الحَملُ دائماً على درجةٍ معيَّنةٍ من المخاطر بالنسبة للأم والطفل. لكنَّ التزامَ المرأة بمواعيد زيارة الطبيب قبل الولادة، إضافةً إلى التقيُّد بنصائحه الصحِّية، يمكن أن يساعدها في المحافظة على صحَّتها وصحَّة طفلها.

      منقول