قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء 15 مارس/ آذار، إن أول دفعة من طائراتها الحربية غادرت قاعدة "حميميم" الجوية السورية.
وتأتي الخطوة بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأثنين 14 مارس/ آذار، نية بلاده سحب "الجزء الرئيسي" من القوات الروسية العاملة في سوريا.
وقال بوتين معللا قراره: "العمل الفعال لجيشنا خلق الظروف الملائمة لبدء عملية السلام". وأضاف "بمشاركة الجيش الروسي تمكنت القوات المسلحة السورية من تحقيق تحول جوهري في مكافحة الإرهاب".
لكن مسؤولين روس أكدوا على بقاء قوات بالقاعدة الجوية في "حميميم" والقاعدة البحرية في "طرطوس"، إضافة إلى منظومة صواريخ الدفاع الجوي المتطورة "أس-400".
ونفت دمشق وجود أي خلاف مع موسكو، قائلة أن "الرئيس السوري، بشار الأسد، قد وافق -خلال مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس بوتين- على تخفيض التواجد العسكري الروسي".
وأضاف موقع الرئاسة السورية -على فيسبوك- أن "الخطوة تمت دراستها بعناية ودقة منذ فترة، على خلفية التطورات الميدانية الأخيرة، وآخرها وقف العمليات العسكرية".
في المقابل، طالب سالم المسلط، المتحدث باسم ائتلاف قوى المعارضة السورية، بالانسحاب الكامل للقوات الروسية قائلا: "لا أحد يعلم ما بداخل عقل بوتين، لكن النقطة هي أنه لم يكن لروسيا الحق في التواجد في بلادنا من البداية، يجب أن يذهبوا".
إلا أن المسلط قال أيضا إن "سحب موسكو لقواتها سيمثل ضغطا على القوات الحكومية... وقد يساعد في وضع حد لحكم بشار الأسد".
ورحب، وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف بالقرار الروسي قائلا إن: "إعلان روسيا عن سحب جزء من قواتها يشير إلى أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة للحفاظ على وقف إطلاق النار". وأضاف ظريف أن "ذلك يجب أن يعد في حد ذاته علامة إيجابية".
من جهته، أشاد مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، استيفان دي ميستورا، بالإعلان الروسي واصفا إياه "بالتطور الهام". وأضاف بيان صادر عن المبعوث الأممي أن " فريقه يأمل في أن يكون لقرار الانسحاب الروسي أثر إيجابي على المفاوضات الرامية لإيجاد حل سياسي للحرب السورية".
وفي ذات السياق، قال الكرملين أن الرئيسين الروسي والأمريكي تحدثا هاتفيا، الأثنين 14 مارس/ آذار، واتفقا على "تكثيف الجهود من أجل إيجاد تسوية سلمية للصراع السوري".
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي لم تسمه أن "الولايات المتحدة ترحب بالإعلان الروسي". إلا المسؤول الامريكي استدرك قائلا "إنه من السابق لأوانه أن نتحدث عن ما يعنيه القرار... وما قد تكون دوافعه".
وتدخلت روسيا عسكريا في سوريا، سبتمبر/ أيلول 2015، تحت ذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية. إلا أن مراقبين يرون ان معظم الغارات الروسية كانت تستهدف المعارضة السورية وليس الجماعات الإرهابية.
وساعد التدخل الروسي في إيقاف نزيف الخسائر التي كانت تتكبدها القوات الحكومة على أيدي قوى المعارضة.
وتقول روسيا أن تدخلها مكن القوات الحكومة من إعادة السيطرة على نحو 10.000 كيلومتر مربع كانت الأخيرة قد فقدتها قبل التدخل الروسي.
وتشهد سوريا، منذ 27 فبراير/ شباط، هدنة بين قوى المعارضة المسلحة وقوات النظام المدعومة من روسيا. لكنها لا تشمل تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان –مقره بريطانيا- في تقرير له مطلع الشهر الجاري، إن "الغارات الروسية أسفرت -منذ بدايتها- عن مقتل نحو 1733 مدنيا، من بينهم 429 طفلا، إضافة إلى 1942 مقاتلا ينتمون إلى قوى المعارضة المختلفة وجبهة النصرة و1183 ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"".
برأيكم،
هل يمهد الانسحاب الروسي لتسوية سياسية تلوح في الأفق؟
هل سينعكس الانسحاب الروسي على توازن القوى في الداخل السوري؟
ما تأثير الانسحاب الروسي على مفاوضات السلام؟
ما الدوافع الحقيقية لانسحاب روسيا من سوريا في الوقت الحالي؟