العقوق الصامت

    • العقوق الصامت

      ● نقطة حوار : إلى أي مدى يؤدي استنزاف طاقة الأبوين إلى تخلف المجتمع وخفض مستوى إنتاجية العنصر البشري ؟




      العقوق الصامت

      ✍ للكاتبة/ مها نور.


      يؤلمني جداً منظر أم تجاوزت الأربعين أو الخمسين أو الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية موفورة الصحة والعافية أو خدمة ابنائها الصغار!.

      يؤلمني جداً أن أرى أباً تجاوز الأربعين أو الخمسين أو الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر يخدم ابنه الشاب العشريني والثلاثيني الذي لا يفتأ يزمجر ويطالب بحقوقه أو هو من يقوم بشراء مقاضي البيت بدلاً عنهم!.

      إن العقوق ليس صراخاً أو شتماً أو رفع صوت على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر إيلاماً من صور العقوق الصريحة!.

      من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن وغريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا!.
      وكل ما ذهبنا لمكان ما لعمل أو لنزهة تركنا صغارنا عندها بحجة لم يوجد أحد يرعاهم في غيابنا أو بحجة أن الصغار يكدروا نزهتنا أو بحجة ممنوع دخول الأطفال لمكان ما ثم نذهب نحن لنلهو ونفرح ونترك الأم تعاني مشقة نومها ونومهم فضلاً عن نظافة البيت ونظافتهم.

      من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرنا…
      لإن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي والجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب والشابات!.

      إن نفس الأم وكذلك الأب عند كبرهم تصبح نفساً رقيقة للغاية، تجرحها كلمة وتؤلمها لفتة…
      وأشد ما يؤلمهما هو رؤية أحد الأبناء في مشاكل وتعب…هناك مشاكل يمكننا حلها بأنفسنا…
      هناك ثرثرة وشكوى فارغة نستطيع أن نبقيها لأنفسنا أو لأصدقاءنا…بِراً بأمهاتنا وآباءنا!.

      لنسعدهما كما أسعدونا ونحن صغاراً!.

      لنريحهما كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا المزعجة ومراهقتنا الثائرة!.

      لنضغط على أنفسنا قليلاً من أجلهما كما ضغطوا على أنفسهم كثيراً وحرموا أنفسهم من متع عديدة لكي لا تربينا خادمة أو لكي لا نبقى وحدنا في البيت!.

      لنساعدهما على استيعاب جمال التضحيات التي قدموها من أجلنا!.

      لنكن ناضجين في تعاملنا مع والدينا…
      ناضجين ومسؤولين في السعي وراء طموحاتنا!.

      أعمالنا وأبناؤنا مسؤوليتنا وليسوا مسؤولية أمهاتنا وآباءنا!. لقد تعبوا بما يكفي في شبابهم وأدوا كامل واجباتهم ومسؤولياتهم…
      وآن لهم أن يستريحوا ويعيشوا في هدوء واسترخاء!.

      الأم الستينية اليوم في مرحلة تُخدَم فيها ولا تَخدِم!.
      إن الأب الستيني أو السبعيني اليوم في مرحلة قطف الثمار، لا زرع البذور وسقايتها!.

      ولابد أن نتذكر دائماً أن آيات البر بالوالدين جاءت عامة ثم مخصصة للوالدين عند كبر سنهما لما يحدث لهما من ضعف وتغيرات نفسية وجسدية لا يمكن أن يستوعبها الشباب غالباً، لذلك جاء التذكير.

      قال اللّٰه تعالى :
      '' إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماًً ''.
    • للاسف الشديد واااقع نعيشه ...جدااا مؤلم ومؤثر ....
      فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا اذا لم يكن صفو الوداد طبيعه فلا خير في ود يجيء تكلفا
    • اللهم امين ....

      لا شكر على واااجب اخي ...


      كل الشكر لك ع طرحك للموضوووع ...

      دمتم باطيب حاااال ....
      فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا اذا لم يكن صفو الوداد طبيعه فلا خير في ود يجيء تكلفا
    • سلمت يدآك على روعة الطرح
      وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار
      ربي يحفظك
      بين أنفاسي أحمل أماني جميلة ... وحنين ل غدٍ أروع وقلب ينبض بالأمل كل ما أحلم به سأغلفه بصدق نيتي وأبعثه بتراتيل دعاء خفية ربي قد فوضت لك أمري
    • الله يحفظ ويشفي جميييع امهات واباء المسلمين

      فعلاً واقع نعيشه وامثله كثيييره
      دمت بود اخي ع طروحك المميزه ، بارك الله يمينك
      إلىّ احُدهم ، انت جُميعهم ، زوجه لرجل عظيم <3 .! ●•♬