اليوم قارئ .. وغدا قائد

    • خبر
    • اليوم قارئ .. وغدا قائد

      Abusaidi girl كتب:

      في حياتنا نتخذ قرارات كثيرة .. ولكن كم مرة قبل اتخاذنا للقرار نسأل أنفسنا " لماذا ؟ " ..
      هذا ما فعلته حينما قررت فعلا ان اغير من نمط حياتي وان اجعل القرأة اسلوب حياة وليس مجرد هواية امارسها متى ما شعرت برغبتي في ذلك
      اليوم وبعد هذا القرار اصبحت رغبتي في القرأة عادة .. واسلوب حياة كما قررت

      ولكن لماذا قررت اتخاذ هذا القرار؟!  
      حينما كنت طالبة في الجامعة اختلطت مع طلبة من مناطق محتلفة وبيئات مختلفة وثقافات تختلف .
      لا اخفيكم حجم الاختلاف في التفكير الذي لاحظته ، ولربما اعترف ولأول مرة عن شعوري بالخجل من نفسي حينما يطرح نقاشا في موضوع ما واجد نفسي عاجزة عن النقاش او غير متزنة في الآراء التي اطرحها وذلك لقلة اطلاعي او لقلة ثقافتي. وكنت اصاب بغيرة من الاخرين رغم انني كنت اعتبر في مستوى لا بأس به من الثقافة في وسط المجموعة التي كنت من بينهم رغم قلة ثقافتي . للعلم لاحظت ان طلبة محافظة الداخلية اكثر ثقافة، اكثر علما واكثر قراءة .. قد نكون طلبة مسقط اكثر انفتاحا الا اننا الاقل معرفة و اطلاعا وقتها
      لحظتها قررت ان اقرأ ، وكنت استعير كتبا من المكتبة ، واقرأ كل عدد من " مجلة العربـي " واحيانا اقرأ " مجلة نزوى " و " دبي الثقافية " .. لم اكن التزم بالقراءة . اقرأ كلما وجدت فرصة رغم ان الفرص كانت كثيرة الا انني كنت لا اعترف بها.
      في عام 2012 اختلطت بطلبة من خارج عمان ، ودائما ما يثار نقاش فيما بيننا وللاسف كنا نحن ابناء مجلس التعاون الخليجي الأقل ثقافة فيما عدا الزميل / بدر العبري . طلبة فلسطين، العراق و اليمن رغم التحديات والمحن كانوا متقدمين عنا ويظهر ذلك اثناء الحوار والنقاش. الأمر زادني غيرة ، واصرارا في أن أقرأ المزيد و احاول الاطلاع اكثر وان ابحث عن مصادر مختلفة لتثقيف نفسي .
      بعد التخرج ولكوني خريجة اذاعة وتلفزيون حظيت بفرصة تدريب في اذاعة هلا والتي تحولت لاحقا الى عمل . وعملي كمعدة اجبرني في أن اقرأ المزيد وان اكون اكثر اصرارا على تطوير نفسي فكانت الظروف تجبرني على القراءة . وحظيت بفرصة اخرى للعمل كمعدة في برنامج حواري على تلفزيون سلطنة عمان والعمل كمعد يسعى بأن يقدم مادة تستحق ان تتابع ومادة قد تكون سببا في نجاح البرنامج فإن ذلك يعني التطوير المستمر والاطلاع الدائم والمتابعة والبحث والقراءة فالقراءة فالقراءة.
      التحقت بعمل آخر ، وابتعدت عن الإعداد وقلت قراءاتي ولم اكن اقرأ سوى اثناء الشعور بالملل في العمل لكثرة وقت الفراغ . 
      فجأة قل الفراغ ، والعمل نفسه يوما بعد يوم .. وما عدت أنا التي دائما ما تسعى الى تطوير ذاتها. هنا ايقنت انني في المسار الذي لا اسعى له ابدا، فقررت ان ابدأ بتغيير نمط حياتي وان اتخذ من القراءة أولى خطوات هذا التغيير .
      الحمدلله أنني فكرت في ذلك وسعيت لذلك وفي هذا العام وضعت هدفا وها انا اسعـى لتحقيقه.
      الشعور بعدم الرضى من ذاتي ربما يكون هو اقوى الاسباب في ان اتخذ هذا القرار ، فعند الحوار مع الاخر والشعور بالعجز عن مجاراة تفكيره والشعور بضآلة قدرك لا لانك ينقصك شيء  سوى لانك لم تسعى لتطوير ذاتك لهو دافع قوي يدفعك نحو التفكيير في الاختلاف ، فلن أرضى بأن أكون أنا الأمس واليوم وغدا ، لابد لكل يوم ان يضيف لحياتي ومعرفتي وثقافتي ..
      وانت كذلك !! لا تجعل الأيام تمر دون ان تضيف لنفسك شيئا ، وتذكر أنك اليوم قارئ وغدا قائد ..  
      06.05.016  
      وضحى البوسعيدي 
      Source: albusaidi-girl.blogspot.com/2016/05/blog-post.html