Atheer News كتب:

د. جمانة صالح- كلية الطب والعلوم الصحية- جامعة السلطان قابوس

الخلايا الجذعية هي خلايا جذرية (Stem Cells) غير متخصصة، وبإمكانها أن تتمايز إلى خلايا متخصصة ذات وظيفة.

وتتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على الانقسام وهي من المكتشفات الطبية الحديثة التي يسعى العلماء إلى أن تكون مصدرًا لعلاج أمراض كثيرة يمكن علاجها بتكوين خلايا جديدة ونموها، مثل خلايا الكبد والبنكرياس والجهاز العصبي ونخاع العظم والقلب.

وفي علم الأجنة الحديث، وُجد أن المضغة في بداية تكوينها في رحم الأم، في مرحلة البلاستوسايت ( Blastocyte) ، تتكون من خلايا متمايزة متخصصة(Differentiated)  تشكلت لتكون أنسجة محددة، ولا يمكن أن تسهم في تشكيل أي أنسجة أخرى بحكم تخصصها.

وهناك الخلايا غير المتمايزة أو غير المتخصصة (Undifferentiated)  وهي الخلايا الجذعية، التي يمكن أن تتحول الى أي نوع من الخلايا والأنسجة بوجود عوامل وهرمونات مناسبة. ويُمكن عزل هذه الخلايا وتوفير البيئة المناسبة لها لتتحول إلى خلايا متخصصة تكوّن أنسجة محددة يمكن استخدامها لبناء أنسجة تالفة نتيجة مرض أو إصابة كأنسجة عضلة القلب أو الكبد وهذا ما يميز الخلايا الجذعية .(stem cells)

وفي عام 1998 استطاع الباحثون من جامعة ويسكونسون ماديسون لأول مرة عزل الخلايا غير المتخصصة من أجنة إنسان، وحفظها حيةً لاستخدامها كوسائل علاجية في المستقبل حسب حاجة المريض. وهذا الأمر قد يُقدّم لنا تدبرا جديدا للآية القرآنية : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} (الحج)(5)

فما وصل إليه العلم الحديث يجعلنا نستشعر عظمة الخالق جل وعلا في  قوله تعالى  : “مخلَّقةٍ وغيرِ مخلَّقةٍ”  .

شارك هذا المقال: