قصة وعبرة

    • قصة وعبرة

      قًــصّــةِ وَْعـــبّـــرَةِ

      قــــصة حقيقية مــــؤثــرة جــــداً ...

      ✍★ طفلة لم تتجاوز السادسة من العمر مرمية على أحد القبور الحديثة و تحفر بكلتا يديها القبر و هي تقول باكية : كافي اطلع ما اريد بعد ألعب غميضان اطلْع حلال ...أحزنني هذا المشهد كثيرا فاقتربت منها فإذا بوالدها يجلس على حافة قبر آخر و الدمع ينهمر بصمت من عينيه وهو ينظر إليها دون أن يمنعها...

      ✍★ حاولت حمل الطفلة و إبعادها عن هذا العمل لكنها أبت إلا أن تتابع ما تقوم به و هي تبكي ، سألت والدها عن السبب فأخبرني و الدمع يملأ عينيه و الحرقة تعتصر قلبه...وقال لي. في ذلك اليوم أراد ابني أن يخرج من البيت لكن أخته هذه منعته من ذلك و هي متعلقة به كثيرا و كلما هم بالخروج قامت بالبكاء الشديد لتمنعه فما كان منه إلا أن لجأ إلى الخدعة معها فقال لها : كافي مااريد بعد روحي خلينا نلعب غميضه...فقبلت... و لعبا سوية فهي تغمض و هو يختبئ و بعد عدة مرات أغمضت عينيها و استغل الفرصة و خرج من المنزل ،

      ✍★ فتحت عينيها و بدأت بالبحث عن أخيها دون جدوى...وما هي إلا لحظات حتى رن جرس هاتفي ظاهرا عليه اسم ابني فتحت الخط فإذا بي أسمع أصوات ضجيج و صوت رجل غريب أخبرني بأن ابني قد استشهد برصاص قناص غادر وضيع...شيعناه في اليوم التالي فشاهدته ابنتي و هو محمول على الأكتاف فنادته فلم يستجب
      فقالت لي : بابا و ين آخذو أخي؟؟؟؟
      فقلت لها في حيرة : راح ياخدوه حتى يتخبى علمود تكملون لعبة الغميضه... فقالت : بس أنا مااريد إلعب بعد..؟؟؟ فقلت لها : بس هالمرة.. و أثناء دفنه أغمضت ابنتي عينيها في حجري و قالت لي هامسة : يللا خلي يتخبى ، لقد و ضعناه في الحفرة و لفه تراب الوطن شهيدا.

      ✍★ بإذن الله و عدنا إلى البيت
      ومن يومها تطلب منا كل يوم أن نأتي إلى المقبرة لأنها تعرف أن أخيها قد اختبأ هنا و تقول : يا متخبي اطلعلي ... ثم شهق شهقة أحرقت قلبي و قال لي : و الله ما عاد يطلع ثم أجهش بالبكاء حتى احمرت عيناه و ابتلت لحيته. فتركتهما و خرجت من المقبرة و أنا أردد في نفسي و الدمع في عيني : يا متخبي كافي واطلع..