رجل وامرأة
أخرجت لسانها ومررته على شفتيها لترطبهما ثمَّ قالت :
أنتم الرجال لستم أهل ثقة وأمان تمطرونا بعباراتٍ من حبٍ ومديحٍ وهيامٍ وكأنكم خلقتم من سكر ثمَّ حين ترون أننا وقعنا في السكر .. يختفي السكر ويحل مكانه الملح !!!
تتكبرون .. تركلون .. تتنكرون .. تشتمون .. وفي أحايين كثيرة تبصقون ..
أنظر إلى طريقتك الآن في التعامل أنظر .. سابقاً كنت تركض يوم أشير الى ناحية تركض لتحقق لي ما أتمنى وما يرضيني أنظر اليوم الى نفسك بت تشتم الناحية التي أشير إليها وتبصق عليها وكأنك بت تكرهني ؟!!!
صاح الرجل مقاطعاً : ولكنك أيضاً تغيرتي وتغيرت طريقتك في التعبير وفي التصوير .
لم أعد أشعر بذلك الحب الذي يتوهج كيانك وكلماتك يوم تحادثيني !
لم أعد أشعر بالنار ِ التي تشتعل في أنفاسك يوم كنتي تشتاقين لي ؟!!
أشياءٌ عدة تبدلت وتحوّلت .!!
أوقف السيارة .. صاحت الفتاة بحدة :
أنتم الرجال كلكم نفس الشاكلة ونفس العجينة والطريقة تَخطون نفس الخُطى ..ثمَّ ترمون عيوبكم وأخطائكم علينا .. تمارسون ما مارسه أجدادكم مع جداتنا .. أنتم لم ولن تتغيروا فما أن بدأت ألومك على التقصير حتى بدأت حضرتك بسرد القائمة الأزلية في قلبِ الأمور على عقبيها واتهامي بأنني سبب الحال الذي صرنا إليه !!!
لا تصرخي في وجهي بهذه الطريقة .. قالها الرجل بغضب :
هل نسيتي كيف كنتِ وكيف صرتِ ؟ أم أذكرّك أيتها النزقة ؟
يوم عرفتك تمنيت أن لا أعرف بعدك امرأة وعاهدت نفسي أن لا أحب مثلك امرأة وأن لا أخلص ولا أوفي لامرأة ولا ألتزم بها أبداً إلاكِ أنتي وأمي ..
ثم بدأت تدريجياً بأمرٍ من الحبِ وهيمنته بالتقصير مع أمي لأضعك أنتي إياها !!
لتكوني أهم امرأة في حياتي !!
وكنت يوم أكون معك أشعر أنني في جوٍ ملائكي لا تقربه شياطين كنت أشعر أني اعتلي السحاب وأعانق المطر وأسابق الريح كنت أشعر أن رائحة العطر المنبثقة منك تندلق على جسدي كله لتعطّره كنت اشعر بأن البخور المتطاير من أنفاسك يجعلني أستحم فيك !!
اليوم أنظري الى حالنا .. انظري الى نفسك ..
تخرجين معي وأنتي تكررين نفس الرائحة ..
نفس الماكياج .. نفس الطريقة ..
أين التجدد ؟ أين ...؟
يا امرأة حتى القطط تغير طريقتها في المعيشة والحياة تتجدد كل يوم بتجدد الطبيعة حتى في مواءها .. !!
أخرس .. قالتها بكل غضب اخرس :
لا تكمل .. الحق علّي يا رجل الحق علّي الآن أصبحت أنا المخطئة .. المذنبة ..؟
ماذا تظن نفسك أنت سوبر موديل .. المتجدد الدائم ... الرجل الذي لا يُمل ...... الرجل السوبرمان .. الرجل الخارق المعجزة ...
والله أني يوم عرفتك يا رجل كنت أتمنى أن أقتلع العقارب من الساعة لأجعلها تتوقف ليطول بي لقاؤك أما حين تعاقبت الأيام وعرفتك صرت أتمنى أن أضيف إلى عقربيها مئات العقارب لأجعل الساعة تعدو بسرعةِ البرق لأتخلص من سماجتك وثقلك ..
يا رجل أصبحت مملاً في كل شيء ...
الكلام نفسه .. في كل موعد ..
المكان نفسه في كل موعد ..
حتى الأغنية نفسها ..
تسمعني فيروز وهي تشدو بصوتها الملائكي أغنية في الفراق والهجر ؟!!
أي فراق وأي هجر يا رجل ؟
جعلتني أكره فيروز وأغانيها ! جعلتني أنعت صوتها بالنشاز والشيطاني ؟!!
هل تظن نفسك رومانسياً وكلاسيكياً ورائعاً يوم تضع يدك على كتفي وتنظر إلىّ ببؤبؤيك الجاحظين لتخبرني أن الكحل الذي أضعه يجعل في عيني سحر هاروت ثم َّ تأتي لتضيف بعدها أنني لم أضبط الطريقة في وضعه ؟!!
هل تظن أنك أشعلتني طرباً ونشوة وأنت تغازلني ثمَّ بعدها تشتمني بملاحظاتك القذرة تلك ... كم أنت سخيف يا رجل ..؟ كم أنت سخيف .. أرجعني الى المنزل هيا .. أرجعني ..
إلى الجحيم .. قالها الرجل بحنقٍ وغيظ .
تحرّكت السيارة ... تمنى في نفسهِ لها الموت ..
أمنيتها كانت مثله ... الموت له ..
الاثنان منشغلان ... أو يحاولان أن يُظهران أنهما منشغلان ..
الأفكار كالمعارك وكالمطارق تدق وتقرع وتدور في رأسيهما ..
الاتهامات .. التجريحات .. الكلمات السامّة .. الماضي .. المستقبل ..
كل شيء ٍ حوصر بهالةٍ من الموت .. !!
وخيمَّ الموت على السيارة .. بصمتٍ ثقيل ٍ سمجٍ كالعادةِ والتقليد
أنتبه أنتبه .. صاحت الفتاة بذعر ..!!
حاول الرجل تفادي العجوز التي ظهرت فجأة كشبحٍ أمامه .. ! حاول تفاديها حاول ..
وبمعجزةٍ تفاداها وبمعجزةٍ أخرى انحرفت السيارة ..! حاول إرجاعها .. لا فائدة .. حاول .. دون جدوى .. ثمَّ فجأة انقلبت الدنيا رأساً على عقبٍ ودوى صوت الموت .. في مساحةٍ واسعةٍ تطايرت النيران واللهب !!!!!
الأم .. أم الفتاة .. وأم الفتى ..
أمام غرفة العمليات .. ترددان كالببغاء :
ماتا .. لن يموتا .. ماتا .. لن يموتا ..ماتا .. لن يموتا ..
الأب .. أب الفتاة .. وأب الفتى يرددان كالبومةِ الحكيمة :
الأعمار بيد الله .. وسينجون ..
هما عصفوران في مقتبل العمر لا بد أن يعيشا في عشٍ واحد .. لابد ..
لكن الله لم يستجب للأب .. أب الفتاة ..وأب الفتى ..واستجاب لأم الفتاة .. وأم الفتى..
وأخذ من كلمتيهما: ماتا لم يموتا .. ماتا .. لن يموتا.( أمره ُ ).. ... وماتا
أخرجت لسانها ومررته على شفتيها لترطبهما ثمَّ قالت :
أنتم الرجال لستم أهل ثقة وأمان تمطرونا بعباراتٍ من حبٍ ومديحٍ وهيامٍ وكأنكم خلقتم من سكر ثمَّ حين ترون أننا وقعنا في السكر .. يختفي السكر ويحل مكانه الملح !!!
تتكبرون .. تركلون .. تتنكرون .. تشتمون .. وفي أحايين كثيرة تبصقون ..
أنظر إلى طريقتك الآن في التعامل أنظر .. سابقاً كنت تركض يوم أشير الى ناحية تركض لتحقق لي ما أتمنى وما يرضيني أنظر اليوم الى نفسك بت تشتم الناحية التي أشير إليها وتبصق عليها وكأنك بت تكرهني ؟!!!
صاح الرجل مقاطعاً : ولكنك أيضاً تغيرتي وتغيرت طريقتك في التعبير وفي التصوير .
لم أعد أشعر بذلك الحب الذي يتوهج كيانك وكلماتك يوم تحادثيني !
لم أعد أشعر بالنار ِ التي تشتعل في أنفاسك يوم كنتي تشتاقين لي ؟!!
أشياءٌ عدة تبدلت وتحوّلت .!!
أوقف السيارة .. صاحت الفتاة بحدة :
أنتم الرجال كلكم نفس الشاكلة ونفس العجينة والطريقة تَخطون نفس الخُطى ..ثمَّ ترمون عيوبكم وأخطائكم علينا .. تمارسون ما مارسه أجدادكم مع جداتنا .. أنتم لم ولن تتغيروا فما أن بدأت ألومك على التقصير حتى بدأت حضرتك بسرد القائمة الأزلية في قلبِ الأمور على عقبيها واتهامي بأنني سبب الحال الذي صرنا إليه !!!
لا تصرخي في وجهي بهذه الطريقة .. قالها الرجل بغضب :
هل نسيتي كيف كنتِ وكيف صرتِ ؟ أم أذكرّك أيتها النزقة ؟
يوم عرفتك تمنيت أن لا أعرف بعدك امرأة وعاهدت نفسي أن لا أحب مثلك امرأة وأن لا أخلص ولا أوفي لامرأة ولا ألتزم بها أبداً إلاكِ أنتي وأمي ..
ثم بدأت تدريجياً بأمرٍ من الحبِ وهيمنته بالتقصير مع أمي لأضعك أنتي إياها !!
لتكوني أهم امرأة في حياتي !!
وكنت يوم أكون معك أشعر أنني في جوٍ ملائكي لا تقربه شياطين كنت أشعر أني اعتلي السحاب وأعانق المطر وأسابق الريح كنت أشعر أن رائحة العطر المنبثقة منك تندلق على جسدي كله لتعطّره كنت اشعر بأن البخور المتطاير من أنفاسك يجعلني أستحم فيك !!
اليوم أنظري الى حالنا .. انظري الى نفسك ..
تخرجين معي وأنتي تكررين نفس الرائحة ..
نفس الماكياج .. نفس الطريقة ..
أين التجدد ؟ أين ...؟
يا امرأة حتى القطط تغير طريقتها في المعيشة والحياة تتجدد كل يوم بتجدد الطبيعة حتى في مواءها .. !!
أخرس .. قالتها بكل غضب اخرس :
لا تكمل .. الحق علّي يا رجل الحق علّي الآن أصبحت أنا المخطئة .. المذنبة ..؟
ماذا تظن نفسك أنت سوبر موديل .. المتجدد الدائم ... الرجل الذي لا يُمل ...... الرجل السوبرمان .. الرجل الخارق المعجزة ...
والله أني يوم عرفتك يا رجل كنت أتمنى أن أقتلع العقارب من الساعة لأجعلها تتوقف ليطول بي لقاؤك أما حين تعاقبت الأيام وعرفتك صرت أتمنى أن أضيف إلى عقربيها مئات العقارب لأجعل الساعة تعدو بسرعةِ البرق لأتخلص من سماجتك وثقلك ..
يا رجل أصبحت مملاً في كل شيء ...
الكلام نفسه .. في كل موعد ..
المكان نفسه في كل موعد ..
حتى الأغنية نفسها ..
تسمعني فيروز وهي تشدو بصوتها الملائكي أغنية في الفراق والهجر ؟!!
أي فراق وأي هجر يا رجل ؟
جعلتني أكره فيروز وأغانيها ! جعلتني أنعت صوتها بالنشاز والشيطاني ؟!!
هل تظن نفسك رومانسياً وكلاسيكياً ورائعاً يوم تضع يدك على كتفي وتنظر إلىّ ببؤبؤيك الجاحظين لتخبرني أن الكحل الذي أضعه يجعل في عيني سحر هاروت ثم َّ تأتي لتضيف بعدها أنني لم أضبط الطريقة في وضعه ؟!!
هل تظن أنك أشعلتني طرباً ونشوة وأنت تغازلني ثمَّ بعدها تشتمني بملاحظاتك القذرة تلك ... كم أنت سخيف يا رجل ..؟ كم أنت سخيف .. أرجعني الى المنزل هيا .. أرجعني ..
إلى الجحيم .. قالها الرجل بحنقٍ وغيظ .
تحرّكت السيارة ... تمنى في نفسهِ لها الموت ..
أمنيتها كانت مثله ... الموت له ..
الاثنان منشغلان ... أو يحاولان أن يُظهران أنهما منشغلان ..
الأفكار كالمعارك وكالمطارق تدق وتقرع وتدور في رأسيهما ..
الاتهامات .. التجريحات .. الكلمات السامّة .. الماضي .. المستقبل ..
كل شيء ٍ حوصر بهالةٍ من الموت .. !!
وخيمَّ الموت على السيارة .. بصمتٍ ثقيل ٍ سمجٍ كالعادةِ والتقليد
أنتبه أنتبه .. صاحت الفتاة بذعر ..!!
حاول الرجل تفادي العجوز التي ظهرت فجأة كشبحٍ أمامه .. ! حاول تفاديها حاول ..
وبمعجزةٍ تفاداها وبمعجزةٍ أخرى انحرفت السيارة ..! حاول إرجاعها .. لا فائدة .. حاول .. دون جدوى .. ثمَّ فجأة انقلبت الدنيا رأساً على عقبٍ ودوى صوت الموت .. في مساحةٍ واسعةٍ تطايرت النيران واللهب !!!!!
الأم .. أم الفتاة .. وأم الفتى ..
أمام غرفة العمليات .. ترددان كالببغاء :
ماتا .. لن يموتا .. ماتا .. لن يموتا ..ماتا .. لن يموتا ..
الأب .. أب الفتاة .. وأب الفتى يرددان كالبومةِ الحكيمة :
الأعمار بيد الله .. وسينجون ..
هما عصفوران في مقتبل العمر لا بد أن يعيشا في عشٍ واحد .. لابد ..
لكن الله لم يستجب للأب .. أب الفتاة ..وأب الفتى ..واستجاب لأم الفتاة .. وأم الفتى..
وأخذ من كلمتيهما: ماتا لم يموتا .. ماتا .. لن يموتا.( أمره ُ ).. ... وماتا
