المرزوقي كم من البكاء تستحق، ويا لصبر الرياض..!!

    • خبر
    • المرزوقي كم من البكاء تستحق، ويا لصبر الرياض..!!

      Atheer News كتب:

      موسى الفرعي

      كان ينبغي أن لا تولد هذه الكلمات، كما كان عليّ أن ألجأ إلى المهمل من اللغة كي توافقٓ المُخٓاطب، إلا أني قد أخذت على نفسي عهدا أن أرد على كل من يفكر بمدِّ حرف يحاول به  أن ينال من عمان وبأضعاف ما يمكن أن تصوره له كوابيسه، وأما من أراد بها خيرا ذهبت إليه لأقبِّلٓ رأسه.

      وهنا أبدأ بما ذكره مططفى صادق الرفاعي حين قال ” أصبح كل من يكتب ينشر له، وكل من ينشر له عدّ نفسه كاتبا وأديبا” وقد صدق، وها نحن نشهد ميلاد دليل جديد على ذلك يقدمه لنا موقع ” رصد “، دليل جديد على ترهل بعض المنافذ الإعلامية وسذاجة ما يطرح بها، حيث نشر الموقع شيئا له شكل الكتابة حمل عنوان ” عمان تقتدي ببريطانيا” لمرتكبه المدعو منصور المرزوقي البقمي وقد ذُيل بأن الرأي لا يمثل إلا صاحبه، وهي جملة لا تقال إلا نتاج خوف ما، والخوف لا ينبت إلا نتاج خطأ، فإن كان كذلك فأولى بها أن تتجنب الخطأ منذ البدء، وأن لا تدنس الثوب بوساوس الشيطان لأن هناك دائما من ينسي الآخر وساوس الشيطان حين يعطس في مناخره.

      لقد كرر هذا المرزوقي البقمي جملة ” الشعب العماني الذي لا كلمة له” ثلاث مرات وأشار إليها في الرابعة، متكئا على بعض المنشورات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، حالما أن يُحدث شقا بين الشعب العماني وحكومته، ولقد صدّق هذا الوهم، محاولا بضعف نفسه أن يستدرّ حب العمانيين ببعض مفردات الأخوة وروابط الدم، إلا أن رغبته الموغلة في الجهل أعمت بصره وبصيرته، فالإنسان العماني ليس غِراً كي يأخذ بمثل هذا، والإنسان هنا أكبر من هذه المحاولات التي تحاول أن تنفث سمّها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، والإنسان هنا أعلى مما يمكن أن تصل إليه رغبة الشيطان، لأننا كلنا هنا نؤمن بتدافع الرأي من أجل الإتفاق وليس الخلاف والتنازع.

      إن كل حرف كُتب هو دليل على جهله التاريخي والسياسي والذي لا معنى له سوى أنه يُشبع تلك المنطقة السوداء في داخله، وكل حرف هو ممارسة واضحة لمراهقة سياسية وهذه لا شأن لنا بها فهي تحقق شيئا من الرضا المرضي لصاحبها، أما تاريخ المنطقة فكل خيوطه مرتبطة بعُمان ومن هذه الأرض يبدأ التاريخ حديثه ورحلته، أما المستحدثات السياسية فهي ليست أكثر من ” ولدنة ” تمتد بين من لم يصدقها فأدرك أبعاده وعمل على ضوئها ومن صدقها فخنق نفسه بحبال وهمه وأكذوبة لعبته الحديثة.

      إن أي محاولة مساس بأي إنسان عماني هو إعتداء على الحكومة كلها، وأي محاولة مساس بالحكومة هو تجاوز سافر على الإنسان من أقصى عمان إلى أقصاها، فعليك أيها المغرور باللاشيء أن تبلع هرطقة المراهقين المسيطرة عليك وغيظك، فلا مكان لهما سوى في العقول المريضة، والحمد الله أن الإنسان هنا معافى غيور على بلده ودينه وقائده.

      إن عُمان منذ بدء تاريخها مستقلة برأيها لا تنقاد ولا تُلزم بأمر هي لا تؤمن به، ولك في الحاضر السياسي الحديث عشرات الشواهد تنطق بها الكثير من ملفات مجلس التعاون والملفات الإقليمية والعالمية، ولك في التاريخ – رغم جهلك به – مئات الشواهد، وهي أرض كريمة ثابتة على مبادئها وقيمها، مؤمنة أن الحق إن تنازل مقدار إصبع خرج من صفته.

      إن عمان لا تتقن لعبة الثعبان في تغيير جلده فليؤمن من شاء وليكفر من شاء.

      أما مسألة السجون التي أشار إليها فكل نفس بما كسبت رهينة، تلك النفس التي لا تفرق بين حرية التعبير والسباب الواضح منه والخفي، ولا تفرق بين الدين والمتحدثين باسمه زورا وبهتانا، إلا أن ديدن جلالة السلطان هو العفو الدائم، رغم الخطأ فالعفو أقرب إليه من العقاب، والحضور أجدى وأنفع من الغياب، وذلك على خلاف من يُرمى في غيابات الجب دون حتى أن تلتقطه بعض السيارة وهو منهج بعض الأشقاء في التعامل مع الكرامة الإنسانية وحق الإنسان في الحرية والحياة.

      أما “ما أوسع صبر الرياض” على حد تعبيرك  فعُمان لا تعوِّل على صبر أحد، فهي تؤمن بشيء تراه فتقرر وتعمل دون الخشية من أحد أو الطمع بأحد، فإن أحبّت  لوجه الحب والدم لا أكثر وإحترام روابط القرب وأواصر الأخوة، ولكن ما أوسع صبر الرياض على مثلك وكلِّ من يسيء إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة حكومة وإنسانا.

      ما أوسع صبر الرياض على من يحمل أسفارا دون أن يفقه ما يحمل.

      خاتمة الأمر عليك أن تتيقن أن جميع الخطوط الفاصلة بين الشعب العماني وحكومته ذابت كلها هنا، لأن حكمة القائد وإنسانيته اتحدت مع نبل الإنسان وإيمانه، إلى أن أصبح قلب كل واحد منهما ينبض في صدر الآخر، ومثل هذه الهرطقات والسذاجة الممجوجة لا تؤثر على ذرة رمل في عمان، ومثل هذا الدور التهريجي الذي تقوم به لا يمكن أن يقنع ذبابة تسافر في ملكوت الله، فكم من البكاء تستحق أيها المرزوقي  إلى أن تعود من هذا الدور خائبا وذليلا.

      Source: atheer.om/archives/80227/%d8%a…d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%a7/