محاربة داعش ليست فقط عسكرية

    • محاربة داعش ليست فقط عسكرية


      أسهمت الصراعات السياسية وسقوط كيانات الدول في توفير أرض خصبة لانتشار داعش في كل من العراق وسوريا. ولا يُمكن التصدي لداعش إلا من خلال استراتيجية شاملة تجمع بين الإجراءات السياسية والإنسانية والمدنية والعسكرية.

      يستحيل دحر الإرهاب والقضاء عليه من خلال استخدام الوسائل العسكرية فحسب. بيْد أن استخدام الوسائل العسكرية ضد داعش كان ضروريًا لإيقاف تقدم الإرهابيين من أجل إفساح المجال للتدخل السياسي وجهود إرساء قواعد الاستقرار في المنطقة.. وقد ساعد الدعم الذي قدمه التحالف بالإضافة إلى الضربات الجوية التي نفذتها قوات الائتلاف العالمي قوات الأمن العراقية على التصدي لهذه الجماعة الإرهابية: وكانت المُحصلة فقدان داعش لما يُناهز 40% من الأراضي التي كانت تُسيطر عليها في العراق سابقًا.

      ولكن المطلوب أيضا إعادة الإعمار وإرساء الاستقرار وهو ما يقوم به الائتلاف العالمي لدعم إعادة الإعمار وإرساء قواعد الاستقرار للحكومة العراقية. وتشتمل إجراءات إرساء الاستقرار في المناطق المحررة من قبضة داعش على سبيل المثال لا الحصر على إنشاء المدارس واستعادة وإصلاح البنية التحتية الضرورية بما يضمن وصول الكهرباء والمياه إلى هذه المناطق ودعم الجهود المبذولة لتدريب قوات الشرطة العراقية. وجاءت ثمار هذه الجهود في إحدى قصص النجاح في مدينة تكريت التي تقع شمالي العراق؛ حيث استطاع أكثر من 150.000 شخصٍ، أي ما يُمثل 95% من سكان تكريت، العودة إلى ديارهم منذ تحرير هذه المدينة من قبضة داعش.

      ويعمل صندوق الائتمان لإعادة إعمار سوريا على استعادة البنية التحتية الضرورية والمحافظة عليها مما يُساعد على غرس الثقة والإيمان في المجتمعات التي تضررت وتُعاني من ويلات الصراع الدائر في المنطقة. وقد استفاد أكثر من مليونيْ شخص في سوريا بالفعل من المشاريع التي يُمولها الصندوق. على سبيل المثال، تُوفّر مطاحن الدقيق التي يمولها الصندوق الخبز حاليًا لنصف مليون سوري، بالإضافة إلى إعادة الكهرباء إلى أكثر من 300.000 شخص شمالي سوريا.

      لا شك أن المشاركة السياسية في المنطقة هي أكثر العناصر أهمية في محاربة داعش. بالإضافة إلى مكافحة الأيدولوجيات المتطرفة، من خلال دعم الصحافة الاحترافية الموضوعية، بما في ذلك التعاون مع القطاعات الحكومية الشرعية.

      يقدم التحالف العالمي يد العون للحكومة العراقية في جهودها الإصلاحية. أما على الصعيد السوري، فإن مناخ المشاركة السياسية أكثر تعقيدًا بكثير. والأمر الأكثر أهمية هو أن وقف إطلاق النار قد سمح ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين القابعين في منطقة الصراع. يدعم التحالف المفاوضات السياسية بوساطة الأمم المتحدة والتي تُعتبر مهمة لإيجاد حل طويل الأمد لهذا الصراع الذي سمح لسرطان الإرهاب بالتفشي في المنطقة.