انا لست أبحث عن أخي ..
فأنا أراه ..وارى ابتسامته تضيء لي الطريق ..
وأراه يصرخ .. والأسى في عينه صمت عميق ..




أنا لست أبحث عن أخي ..
فأنا أراه خلف الجدار الأسود الوحشي يصرخ ..
يا أخي اني هنا ..خلف الجدار ..
خلف الجدار الأسود المصبوغ بالدم و النجيع ..
حيث السياط وقسوة الجلاد و الحصن المنيع ..
لا تبحثوا عني فاني قد أعود ..
وقد أموت ..
وقد يطول بي الطريق ..




لا تبحثوا فأنا هناك ..
حيث القلوب السود و الأيدي الغلاظ ..
ومفاصل النازية الشوهاء ..تشرب من دماء الأبرياء ..
ما مات هتلر .. ألف هتلر هاهنا ..
بعثوا ليغتالوا الضياء ..
أفرانه وكلابه..أحواض تذويب العظام..
ما مات هتلر ..
انه .. وعليه من قلبي السلام ..
قد كان تلميذا جهولا لو يقاس بعبقريات الشياطين الكرام .ز





أنا يا أخي أدميت اقدامي .. لأعرف اين أنت ..
مر النهار ولم أزل ألقي سؤالي .. أين أنت ؟..
ولكم سألت وردني الحراس و السد المنيع ..
وتلفتوا خوفا .. وصاحوا .. لن تراه ولن يعود ..
وتجمعوا حولي وقالوا ..كفكف دموعك يا أخي انا حيارى ..
في قلوبنا تغلي الدماء ..وتنام أمواج الضياء ..
ولقد نعذب من نراه ..ونقطع الأيدي ونغتصي الحياة ..
لكنه أمر علينا أن نطيع ..سفاحنا .. لا يستطيع النوم الا فوق بحر من نجيع..





وتركتهم ومضيت لا أدري الطريق ..و البائع الجوال عبر الطريق
وصاح بي : ماذا تريد؟..وتركته فمضى يمازحني .. ويضحك من جديد !!..
وصرخت فيه اذهب ودعني .. أيها الصنم البليد !!..
كل الذين رأيتهم هذا الصباح .. مروا بذهني عابرين ..
ولعنتهم وبقيت وحدك يا أخي .. في قلبي الدامي الحزين ..
وبقيت انت ..
رغم الرياح الهوج تعول في الفضاء ..
رغم الغبار يسد أبواب السماء ..
في قلبي الدامي الحزين ..