اللجوء إلى الله‎

    • اللجوء إلى الله‎


      اللجوء إلى الله‎






      قال تعالى :
      { رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }[ الكهف : 10 ]

      عن صدق اللجوء إلى الله ,عن أولئك الذي آووا إلى الله ، فآواهم الله وأيدهم برحمته

      قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ في الحديث القدسي-:

      ( إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ،
      وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً )

      كثيرٌ منّا ينتظر معاملة الهرولة من ربه ، وهو لم يُقدّم حتى ذلك الشبر في الطريق إليه !

      كثيراً ما ننتظر رحمته وولايته وهدايته , وإن صدقنا في طلب ذلك ولكنه مجرد تمني !
      وليس الإيمان بالتمني , إنما ما وقر في القلب وصدّقه العمل !

      يقول د.صلاح الخالدي :
      [ إن القيام بالإيمان وبالإسلام ، والثبات عليه والدعوة إليه ، يحتاج إلى قلوب تختاره ثم تمتلئ به ،
      ثم تطلب من الله أن يربط عليها , فلما ربط الله على قلوب أصحاب الكهف
      منحهم القوة والعزيمة والهمّة فقاموا قياماً بإيمانهم وهكذا القلوب المؤمنة المجاهدة دائماً ]

      هؤلاء الفتية خرجوا بلا أسباب ولكنهم يعرفون وجهتهم ,قاموا قومة حقٍ جادين صادقين في اختيار طريق الله ،
      وأعلنوها واضحة صريحة :

      { رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَاْ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا }[ الكهف : 14 ]

      فأنزل الله عليهم رحمته وربط على قلوبهم وهيأ لهم أسباب السموات والأرض لتحفظهم .

      هكذا ربك الولي
      تأتيه بلا أسباب ولكنك تعلم أنه مالك الأسباب ومسبباتها
      تأتيه لا تحمل معك إلا قلباً صادقاً في طلب طريقه ورضاه
      ثم تأخذ تلك الخطوة ، فقط ذلك الشبر فترى منه
      ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر !

      إنها جنة معية الله ورحمته لأوليائه المؤمنين
      فما عليك سوى أن تختاره ،
      فيختارك ويتولاك


      درر بن القيم رحمه الله
      [ على قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار ،
      يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم ،
      وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط ، فمنهم من يمر كالبرق ،
      ومنهم من يمر كالطرْف ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كشد الركاب . ]

      مدارج السالكين ابن القيم

      اللهم ثبتنا على الصراط المستقيم في الدنيا والاخرة
      بين أنفاسي أحمل أماني جميلة ... وحنين ل غدٍ أروع وقلب ينبض بالأمل كل ما أحلم به سأغلفه بصدق نيتي وأبعثه بتراتيل دعاء خفية ربي قد فوضت لك أمري

    • يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
      ولرب نازلة يضيق بها الفتى … ذرعا وعند الله منها المخرج
      ضاقت فلما استحكمت حلقاتها … فرجت وكنت أظنها لا تفرج
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...