Source: atheer.om/archives/255711/%d9%…%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%ad/Atheer News كتب:
لا أعرف إلى أي حدّ سيذهب بي هذا الجنون
يكفيني شاعر أو قارئ جيّد لنصّي
محمد الهادي الجزيري
أعرفها منذ قرابة العشرين سنة…طفلة كبيرة تكتب ذاتها بحريّة غريبة ، ولا تقول شيئا لأيّ جاسوس في زيّ صحفيّ ، استدرجتها إلى سؤال أوّل عن الجنون والإبداع فوقعت في الفخّ وباحت بأكثر ما تخفي عن النشر والحبّوالإبداع والجنون ، وما يشغل الشاعر والمثقّف من هواجس وهموم ، فجاء هذا البوح الصريح من قلب جريح …
ــ الشاعر يحتاج مخزونا من الجنون ليبدع ،هل هناك خطوط حمراءعندك لهذا الجنون؟
ـ ” ليس هنالك موهبة خارقة دون بذرة جنون ” هذا ما قاله أريستوت منذ مئات السنين، بل إنّ بعض الدراسات العلميّة أثبتت ارتباط الإبداعي بالجنون والقائمة طويلة ” موباسون ” و ” فون غوغ ” ..وآخرون ، إذا مسألة الجنون لدى الشعراء ليست مجازا، بل هناك ارتباط وثيق بين الحالة النفسيّة للشاعر والتي تصل أحيانا إلى حدّ الاضطرابات وبين ما يبدعه من نصوص، ولا أعتقد أنّ المسألة متعلّقة بخطوط حمراء والرغبة في التوقّف في مرحلة من مراحل الجنون ، بل هي حالات واضطرابات قد تقف إلى حدّ ما ، وقد تذهب إلى أبعد ما تتخيّل وصراحة لا أعرف إلى أي حدّ سيذهب بي هذا الجنون ، ولا أزعم أنّني قادرة على إيقاف طوفانه إن فاجأتني السيول…
ــ ما الذي يمكن ان يجعل من شاعرة تتوقف عن الحب يوما ما ؟
ــ الموت ثمّ الموت ..فربّما حتّى الموت لن يقدر على اطفاء جذوة الحبّ في روح الشاعر رجلا كان أو امرأة ، وفي الحقيقة لديّ للحبّ تعريف مختلف تماما، فهو مجرّد فكرة نربّيها فتكبر وتتكاثر ، وما دام في الشاعر نبض فهو لن يتوقّف عن التوالد وإنجاب الأفكار والحبّ هو أحد هذه الأفكار والمشاعر والأحاسيس الخالدة …
ــ وأنت تنشرين نصوصك في الفيسبوك…تجدين البعض من المعجبين ..في حين يتهاطل المئات على منشورات ما أنزل الله بها من سلطان ..ماذا يعني هذا الفضاء الأزرق؟
ــ أنا لا آخذ مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفيسبوك بالجديّة الكافية، ولا أعتبرها مقياسا حقيقيّا لجودة النصّ، فكما نجد شعراء حقيقيين نجد أيضا مئات من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالشعر ولا بالنثر ولا بالإبداع أصلا، ثمّ إنّ مسألة ” اللايكات ” هي مسألة ذاتية تتضمّن العلاقات الشخصيّة والإعجاب بالشخص لا بالنصّ، يكفيني شاعر أو قارئ جيّد لنصّي وليذهب البقيّة إلى جحيم ” اللايكات “…
ــ ما علاقتك باتحاد الشغل ، كتبت مرّة في الفيسبوك أنّك ستعتبرين كلّ مخالف لهذه المنظمة الوطنية عدوّا لك شخصيّا؟
ــ هي كلّ شيء علاقة اي عامل بالمنظمة التي تدافع عن حقوقه الماديّة والمعنويّة وتضع كرامته فوق كلّ اعتبارات ، وعلاقتي بالمنظمة أيضا باعتباري عضو نقابة أساسية في قطاع التعليم الثانوي ومكوّنة ضمن قسم التكوين والتثقيف العماليّ ، كما تمتدّ علاقتي بالاتحاد إلى المجال الثقافي باعتباري عضو اللجنة الوطنية للثقافة، بالفعل أعتبر المعاديين للمنظمة الشغيلة أعدائي الشخصيين خاصة في فترة تجنّد بعض الأقلام ذات المصالح الشخصية والحزبيّة الضيقة لمهاجمة اتحاد الشغل وتشويه رموزه، رغم الدور التاريخي الذي لعبه قيادة وقواعد في خلق التوازن السياسي والاجتماعي في البلاد …في ظرف استثنائي وصعب للغاية….
ـ هل أنت راضية على انتشار وتوزيع كتابك الشعريّ ” ارض الفطام ” ، وهل لاقى رواجا لدى القرّاء؟
ـ لأرض الفطام مع دور النشر حكاية أطول من حكايات الجازية الهلالية ، فبعد عديد الناشرين استقرّ الكتاب في مطابع وأروقة دار نشر معروفة نسبيّا وتعاملت وهذا ما طمأنني مع أسماء إبداعية كبيرة في تونس وخارجها…، لن أتحدّث عن سنوات الانتظار ولن أتحدّث عن المواعيد التي أخلفها الناشر ولن أتطرّق إلى العقد المجحف الذي أوقعته معه، ولن أشير إلى البند المربك المتعلّق بتقاسم كلّ جائزة ممكنة مع السيد الناشر..، سأقول فقط أنّني ومن شهر الخامس الفارط حصلت على خمسين نسخة من ” ارض الفطام ” وأنّ الكتاب لم يدخل أيّ مكتبة ، ولم يصل إلى يد أيّ قارئ وشكرا لدور النشر في تونس…
ــ مقطع شعري من جديدك..نصافح به القرّاء في خاتمة اللقاء
أحبّك…
لكن أصابعي منهمكة
في رصد تفاصيل الدمع
على خدّ الوردة
أحبّك…
لكنّ شفاهي منشغلة
بقراءة أحزان الملكة
كيف يبوح الطعم الأحلى
بأنين الشهد
وبأحزان النحلة.
شارك هذا الموضوع:
فاطمة بن فضيلة في حوار صريح
- خبر
-
مشاركة