
ولا بأس أن أكتب لك رغم الإحساس بطعم المرارة لأخبرك أني هزمت .. هزمت تماما .
جميل أن يهزمنا الموتى ..
لست أدري كيف تسنى لي أن أقول لك ذات مساء : ( لنفترق .. أشعر أن الحب مات ) .
وكعادتك .. وضعت قلبك تحت قدمك وسحقته .. مضيت شامخا وصلبا وطاغية ..
وأنت تردد : حذار .. لا تقارني بيني وبين أي شخص كي لا تصبحي عانس .
همست ليّ : ( أكرهكِ كما كرهت كل من أحببت .. ولا شيء يستحق هذا الألم ) .
فأقسمت أن لا أتذكرك .. أقسمت أن أقتلعك من قلبي كما سحقتني .
---------------------
كدت أن أصبح عانس كما أردت لي لولا القبيلة التي كانت تطاردني بالريبة والسؤال عن عذريتي ..
ـ لماذا القبيلة لا تطارد الرجال ؟
وددت لو امتلكت الشجاعة لأعلن أني أحبك وأن لا أحد يستحق هذا الجسد سواك .
ولكن كعادة كل فتيات القبيلة خنت الشجاعة ، لأثبت عذريتي .. تخيل .
حاولت أن أنساك بانشغالي في تربية الأطفال .
لم أستطع .. ولم يساعدني ذاك الغبي الذي يسافر دائما إلى مدن الجسد .
ذاك الغبي الذي مزق كل الأشياء الجميلة في الليلة الأولى .. ثم أدار ظهره كأي قائد أنتصر في إحدى غزواته .
تركني ملطخة بحزني عليّ .. حولني إلى وعاء لجيناته الغبية .. إلى امرأة تجتر الذاكرة .. الذاكرة فقط .
يا الله ..
أشعر الآن أني محمومة إذ أتذكر حديثك عن الليلة الأولى .
ـ إن انتابكِ الخوف يا حبيبتي في ليلتنا الأولى سأضع رأسي على ركبتكِ وأنام .. لأحلم بكِ ، أنتِ في الحلم لا تخافين .
فأسائلك ..
ـ هل تحبني ؟
ـ إن عينيك تدفعان أي فتى للغرق فيهما .
فأعيد السؤال .. هل تحبني ؟
ـ كل ما أتمناه أن يكون قلبكِ بيتا لقلبي .. ولا يهم أين أنام .
فأقتل خجلي وأسألك : لماذا لا تنظر إلي بعيني ذئب ؟
ـ إن النظر إلى جسدك بينية سيئة حرام .
الآن وأنا أفكر بك .. يبدأ العذاب .. أتمنى لو أني فقدت عقلي .. أتمنى لو أننا لم نلتقي .. أتمنى .. لو أني لم أحبك .
-- التوقيع .. المرأة الملعونة .
-------------------------------
انحنت ( المرأة الملعونة ) لتضع الرسالة فوق قبره ثبتت الرسالة بوردة بيضاء ..
هو كذلك يحب بياض الورد .
فرت دمعة من عينيها لتسقط على قبره .. فآلمته .
مضت إلى الذاكرة دون أن يودعها .
وما قرأ الرسالة .
تنويه :
يمكن للعذاب أن يكون رحيما كالحب .. يمكنكم الفرح على قبور من تحبو كي لا تؤلمهم دموعكم .
عـاشق .. للحظات