حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

    • ملخص
      (حادي الأرواح)

      *تحفة أهل الجنة إذا دخلوها*

      ⚪عن ثوبان-رضي الله عنه- قال: كنت قائما عند رسول الله-صلى الله عليه وسلم- *فجاء حبر من أحبار اليهود*. فقال: *السلام عليك يا محمد*؛ فدفعته دفعة كاد يصرع منها .فقال: *لم تدفعني؟*

      فقلت: *(ألا تقول يا رسول الله)* فقال اليهودي :إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله .

      ☄فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- 《 *إن اسمي محمدا الذي سماني به أهلي*》فقال اليهودي: *جئت أسألك.*

      ☄فقال له رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *أينفعك بشيء إن حدثتك*؟فقال: *اسمع*.

      ☄فنكث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بعود معه فقال:《 *سل*》
      فقال اليهودي: *أين تكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض*.

      ☄فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- *《في الظلمة دون الجسر》*.
      قال: *فمن أول الناس إجازة يوم القيامة*؟
      ☄ قال: *《فقراء المهاجرين》* قال اليهودي : *فما تحفتهم حين يدخلون الجنة*؟
      ☄قال :《 *زيادة كبد النون*》
      قال: *فما غذاؤهم على إثرها*؟
      ☄ قال:《 *ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها》* قال : *فما شرابهم*
      ☄قال :《 *من عين فيها تسمى سلسبيلا*》 .
      قال: *صدقت* *جئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان*

      يتبع
      • القرآن جنتي
    • ملخص
      (حادي الأرواح)
      *ريح الجنة*

      عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:《 *من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام*》

      عن أبي بكرة -رضي الله عنه- قال :سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول :《 *ريح الجنة يوجد من مسيرة مائة عام*》


      عن أبي هريرة-رضي الله عنه- عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال : *《إن رائحة الجنة توجد من مسيرة خمسمائة عام》*

      عن جابر-رضي الله عنه قال :قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام ،والله لا يجدها عاق، ولا قاطع رحم*》

      وهذه الألفاظ لا تعارض بينهما

      ⌛ *ريح الجنة نوعان*:
      1.ريح يوجد *في الدنيا* تشمه الآرواح أحيانا لا تدركه العباد.

      2.وريح *يدرك بحاسة الشم للابدان* كما يشم روائح الأزهار وغيرها.
      ☝وهذا *يشترك أهل الجنة في إدراكه في الآخرة من قرب وبعد*.

      *وأما في الدنيا فقد يدركه من شاء الله من أنبيائه ورسله* ،

      ☄وهذا الذي وجده أنس بن النضر-رضي الله عنه- يوم أحد، فستقبله سعد بن معاذ فقال له: أين؟ فقال: [ *واهًا لريح الجنة، أجده دون أحد*] فقاتلهم حتى قتل. فُوجد في جسده بضع وثمانون ما بين ضربة وطعنة ورمية فقالت أخته:[ *ما عرفت أخي إلا ببنانه*] .

      يتبع....
      • القرآن جنتي
    • *أشجار الجنة وبساتينها وظلالها*


      ⚪{ *وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين، في سدر مخضود، وطلح منضود، وظل ممدود، وماء مسكوب، وفاكهة كثيرة، لا مقطوعة ولا ممنوعة*}.

      ♦ *المخضود*: الذي خضد شوكة أي *نزع وقطع فلا شوك فيه*.

      أقبل أعرابي يوما، فقال: يا رسول الله، ذكر الله في الجنة شجرة مؤذية، وما كنت أرى في الجنة شجرة تؤذى صاحبها!. قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *وما هي*》؟ قال: السدر؛ فإن له شوكا مؤذيا .قال:《 *أليس الله يقول في (سدر مخضود) خضد الله شوكة، فجعل مكان كل شوكة ثمرة، ولهذا الشجر نور ورائحة، وظل ظليل، وقد نضد بالحمل والثمر مكان الشوك*》.

      عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها فاقرؤا إن شئتم وظل ممدود*》

      عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب*》.


      عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: قال: رجل: يا رسول الله *ما طوبى؟! قال:《 *شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها*》

      يتبع...
      • القرآن جنتي
    • *ثمارها وتعداد أنواعها وصفاتها*

      قال تعالى: { *وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا، قالوا هذا الذي رزقنا من قبل، وأتوا به متشابها* } .

      قال بن عباس-رضي الله عنه- : *متشابها في اللون والمرأى وليس يشبه الطعم*
      .

      قال يحيى بن ابي كثير-رضي الله عنه-:( *عشب الجنة الزعفران وكثبانها المسك، ويطوف عليهم الولدان بالفاكهة فيأكلونها، ثم يأتونهم بمثلها .فيقولون: هذا الذي جئتمونا به آنفا، فيقول لهم الخدم: كلوا فإن اللون واحد والطعم مختلف* )

      قال تعالى :{ *وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة* }أي لا تكون في وقت دون وقت، ولا تمنع ممن أرادها .

      قال تعالى { *ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا*} قريب إليهم مذللة كيف شاؤا،
      فهم يتناولونها قياما وقعودا ومضطجعين.

      ومعنى تذليل القطف: *تسهيل تناوله*
      قال تعالى { *ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم*}.

      عن ثوبان بن ثوبان-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى* 》.

      عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال :( *ثمر الجنة أمثال القلال والدلاء, أشد بياضا من اللبن , وأحلى من العسل ,وألين من الزبد ليس فيه عجم*)

      يتبع...
      • القرآن جنتي
    • *زرع الجنة*

      { *وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين*}.
      عن أبي هريرة-رضي الله عنه- [أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان يحدث يوما وعنده رجل من أهل البادية :《 *أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه عز و جل في الزرع. فقال:《 له أولست فيما اشتهيت؟》. فقال :(بلى، ولكني أحب أن أزرع). فأسرع وبذر، فبادر الطرف نباته، وإستواءه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال .فيقول الله عز و جل :《 دونك يا ابن آدم فإنه لايشبعك شيء* 》.

      فقال الأعرابي: يا رسول الله: *لا نجد هذا إلا قرشيا أو أنصاريا* ؛فإنهم أصحاب زرع، *فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع*. فضحك رسول الله]. رواه البخاري

      يتبع...
      • القرآن جنتي
    • *أنهار الجنة*

      قال تعالى :{ *جنات تجري من تحتها الأنهار*}
      جارية تحت غرفهم وقصورهم .

      قال تعالى : *{فيهما عينان نضاختان*} عن أنس-رضي الله عنه- قال: ( *نضاختان بالمسك والعنبر ينضخان على دور أهل الجنة، كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا*) .

      قال تعالى: *{ مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ،ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم*} فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة، ونفى عن كل واحد منها الآفة التي تعرض له في الدنيا.


      عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم – قال: (( *رفعت إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة، نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة, يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان. فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: أما النهران الباطنان ففي الجنة ,وأما الظاهران فالنيل والفرات*)).

      عن أنس –رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (( *بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف, فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال :هذا الكوثر الذي أعطاك ربك. قال: فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر*))

      عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (( *الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب, ومجراه على الدر والياقوت, تربته أطيب من المسك, وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج*)).

      عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-قال: *أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض ،لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض ،أحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت، وطينها المسك الأذفر .قال: قلت: ما الأذفر قال الذي لا خلط له*.

      عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال: *إن في الجنة نهرًا يقال له البيدج ,عليه قباب من ياقوت, تحته جوار، يقول أهل الجنة أنطلقوا بنا إلى البيدج, فيتصفحون تلك الجواري, فإذا أعجب رجلا منهم جارية, مس معصمها فتتبعه.*

      يتبع...
      • القرآن جنتي
    • *أنهار الجنة*

      قال تعالى :{ *جنات تجري من تحتها الأنهار*}
      جارية تحت غرفهم وقصورهم .

      قال تعالى : *{فيهما عينان نضاختان*} عن أنس-رضي الله عنه- قال: ( *نضاختان بالمسك والعنبر ينضخان على دور أهل الجنة، كما ينضخ المطر على دور أهل الدنيا*) .

      قال تعالى: *{ مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى ،ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم*} فذكر سبحانه هذه الأجناس الأربعة، ونفى عن كل واحد منها الآفة التي تعرض له في الدنيا.


      عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم – قال: (( *رفعت إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة، نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة, يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان. فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: أما النهران الباطنان ففي الجنة ,وأما الظاهران فالنيل والفرات*)).

      عن أنس –رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: (( *بينا أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف, فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال :هذا الكوثر الذي أعطاك ربك. قال: فضرب الملك بيده فإذا طينة مسك أذفر*))

      عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (( *الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب, ومجراه على الدر والياقوت, تربته أطيب من المسك, وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج*)).

      عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-قال: *أظنكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض ،لا والله إنها لسائحة على وجه الأرض ،أحدى حافتيها اللؤلؤ والأخرى الياقوت، وطينها المسك الأذفر .قال: قلت: ما الأذفر قال الذي لا خلط له*.

      عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال: *إن في الجنة نهرًا يقال له البيدج ,عليه قباب من ياقوت, تحته جوار، يقول أهل الجنة أنطلقوا بنا إلى البيدج, فيتصفحون تلك الجواري, فإذا أعجب رجلا منهم جارية, مس معصمها فتتبعه.*

      يتبع...
      • القرآن جنتي
    • *طعام أهل الجنة وشرابهم ومصرفه*

      قال تعالى:{ *فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم أقرؤا كتابيه، إني ظننت أني ملاق حسابيه، فهو في عيشة راضية، في جنة عالية، قطوفها دانية، كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية*}

      قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *يأكل أهل الجنة ويشربون ،ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون، طعامهم ذلك جشاء كريح المسك، يلهمون التسبيح والتكبير، كما تلهمون النفس*.》

      عن يزيد بن أرقم-رضي الله عنه- :قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا أبا القاسم: تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون؟! قال :《 *نعم والذي نفس محمد بيده إن أحدهم ليعطي قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع والشهوة*》 قال: فإن الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى!. قال:《 *تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك فيضمر بطنه*》.

      عن عبد الله بن عمرو في قوله تعالى:{ *يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب} قال : يطاف عليهم بسبعين صحفة من ذهب كل صحفة منها فيها لون ليس في الأخرى.*

      عن أبي الدرداء في قوله { *ختامه مسك*} قال: *هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم* لو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل يده فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد ريح طيبها.

      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • *آنيتهم التي يأكلون فيها ويشربون*


      قال تعالى:{ *يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب*} الصحاف جمع صحفة, قال الكلبي: بقصاع من ذهب.

      قال تعالى { *يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين*} الأباريق: *هي الأكواب التي لها خراطيم* فإن لم يكن لها خراطيم ولا عرى *فهي أكواب*, وإبريق إفعيل من البريق , *وهو الصفاء*
      فهو: *الذي يبرق لونه من صفائه*, وأباريق الجنة *من الفضة* في صفاء القوارير *يرى من ظاهرها ما في باطنها* , والعرب تسمي السيف إبريقا؛ *لبريق لونه*.
      قال تعالى{ *يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا*}
      فالقوارير: *هي الزجاج* فأخبر سبحانه وتعالى عن مادة تلك الآنية *أنها من الفضة وأنها بصفاء الزجاج* فاجتمع لها *بياض الفضة وصفاء القوارير*

      قال ابن قتيبة-رضي الله عنه-: [ *كل ما في الجنة من الأنهار وسررها وفرشها وأكوابها مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد*].
      قال ابن عباس-رضي الله عنه-: [ *ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء*] .

      حذيفة بن اليمان-رضي الله عنه-: أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال : 《 *لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافهما ؛فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة*》.


      *لباسهم وحليهم*

      قال تعالى :{ *يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك*}.
      قال الزجاج: *هما نوعان من الحرير* وأحسن الألوان الأخضر وألين اللباس الحرير *فجمع لهم بين حسن منظر اللباس، والتذاذ العين به ،وبين نعومته والتذاذ الجسم به*.

      قال تعالى:{ *إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير*}.

      عن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده-رضي الله عنهم- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:《 *لو أن رجلا من أهل الجنة أطلع فبدأ سواره؛ لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم*》

      عن أبا أمامة-رضي الله عنه- حدث أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حدثهم وذكر حلى أهل الجنة فقال:《 *مسورون بالذهب والفضة، مكللون بالدر، عليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة، وعليهم تاج كتاج الملوك شباب مرد مكحلون*》

      سأل ابن عباس-رضي الله عنه- ما حلل الجنة؟ قال: [ *فيها شجرة ،فيها ثمر كأنه الرمان، فإذا أراد ولي الله كسوة؛ أنحدرت إليه من غصنها ،فانفلقت عن سبعين حلة، ألوانا بعد ألوان، ثم تنطبق ترجع كما كانت*]

      عن أبو هريرة-رضي الله عنه- :[ *دار المؤمن في الجنة لؤلؤة، فيها شجرة تنبت الحلل، فيأخذ الرجل بإصبعيه، وأشار بالسابة والإبهام سبعين حلة ممنطقة باللؤلؤ والمرجان*]

      عن ابي سعيد الخدري-رضي الله عنه- أن النبي-صلى الله عليه وسلم- تلا قوله عز و جل:{ *جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب*}

      فقال: *أن عليهم التيجان أن ادنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب*



      ( *الفرش*)
      قال تعالى:{ *متكئين على فرش بطائنها من إستبرق*}

      قال تعالى { *وفرش مرفوعة*} فوصف الفرش بكونها مبطنة بالإستبرق.

      *وهذا يدل على أمرين* أحدهما : *إن ظهائرها أعلى وأحسن من بطائنها* لأن بطائنها للارض وظهائرها للجمال والزينة والمباشرة.

      عن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في قوله { *وفرش مرفوعة*} قال :《 *ما بين الفراشين كما بين السماء والأرض*》.

      ( *البسط والزرابي*) قال تعالى: *{ متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان}*
      قال تعالى { *فيها سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة*}

      عن سعد بن جبير-رضي الله عنه- قال: *[ الرفرف رياض الجنة والعبقري عتاق الزرابي]*

      عن الحسن-رضي الله عنه - في قوله تعالى *{متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان}* قال: هي
      [ *البسط*]، *وأما النمارق* فقال الواحدي :هي *الوسائد*

      *وأما الرفرف* فقال: الليث-رضي الله عنه-: *ضرب من الثياب خضر تبسط الواحد رفرفة*

      قال ابن الأعرابي: *الرفرف ههنا طرف البساط* فشبه ما فضل من المحابس عما تحته بطرف الفسطاط *فسمى رفرف*

      قلت: أصل هذه الكلمة من الطرف أو الجانب فمنه الرفرف في الحائط

      ( *عبقريا*) أصل هذا : *نسب إلى عبقر وهي أرض يسكنها الجن* فصار مثلا منسوبا إلى شيء رفيع.

      قال: *ابن عباس وعبقري يريد البسط الطنافس*.

      ◻ *فتأمل* كيف وصف الله سبحانه وتعالى *الفرش بأنها مرفوعة* والزرابي *بأنها مبثوثة* والنمارق بأنها *مصفوفة*

      ◽ *فرفع الفرش دال على سمكها ولينها* وبث الزرابي دال على كثرتها ،وأنها في كل موضع، لا يختص بها صدر المجلس دون مؤخره وجوانبه.

      ▫ *وصف المساند يدل على أنها مهيأة للاستناد إليها دائما* ليست مخبأة تصف في وقت دون وقت والله أعلم

      يتبع...
      • القرآن جنتي
    • *خيامهم وسررهم*

      قال تعالى{ *حور مقصورات في الخيام*}

      عن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:《 *إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا، فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا*》

      وفي لفظ 《 *لهما في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن*》

      وفي لفظ آخر 《 *لهما أيضا الخيمة درة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون*》

      وللبخاري وحده في لفظ 《 *طولها ثلاثون ميلا*》 وهذه الخيم غير الغرف والقصور بل *هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار* .

      عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال:《 *الخيمة درة مجوفة فرسخ في فرسخ لها أربعة الآف مصراع من ذهب*》.


      عن ابن عباس-رضي الله عنه-{ *حور مقصورات في الخيام*} قال:[ *الخيمة درة من لؤلؤة مجوفة طولها فرسخ وعرضها فرسخ ولها ألف باب من ذهب ، حولها سرادق ،دوره خمسون فرسخا ، يدخل عليه من كل باب منها ملك بهديه من عند الله عز و جل، وذلك قوله {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب} والله أعلم]*

      *(السرر)*
      قال تعالى : *{ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين*}

      قال تعالى :{ *فيها سرر مرفوعة*} فأخبر تعالى: عن سررهم *بأنها مصفوفة بعضها إلى جانب بعض ليس بعضها خلف بعض ولا بعيدا من بعض*

      قالوا : *موضونة منسوجة بقضبان الذهب مشتبكة بالدر والياقوت والزبرجد*


      عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال :[ *سرر من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت والسرير مثل ما بين مكة وأيلة*].

      وقال الكلبي :*طول السرير في السماء مائة ذراع، فإذا أراد الرجل أن يجلس عليه تواضع له حتى يجلس عليه، فإذا جلس عليه أرتفع إلى مكانه)*

      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • *خدمهم وغلمانهم*

      قال تعالى:
      { *يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين* }
      قال تعالى: { *ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا*}.

      ◻*مخلدون* لا يهرمون ولا يتغيرون.

      ◻ *وشبههم سبحانه باللؤلؤ المنثور* لما فيه من البياض وحسن الخلقة .

      ◽وفي *كونه منثورا فائدتان: أحداهما: *الدلالة على أنهم غير معطلين* بل مبثوثون في خدمتهم وحوائجهم .

      *و الثاني*: *أن اللؤلؤ إذا كان منثورا* على بساط من ذهب أو حرير *كان أحسن لمنظره وأبهى* من كونه مجموعا في مكان واحد.

      ◻هؤلاء الولدان *مخلوقون من الجنة كالحور العين خدما لهم* وغلمانا .

      يتبع..
      [list=1][*]
      [/list]
      • القرآن جنتي
    • *نساء أهل الجنة وأصنافهن وحسنهن وجمالهن الظاهر والباطن*

      قال تعالى :{ *وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها، ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون*}

      ◻ *(الأزواج:)* :جمع زوج والمرأة زوج للرجل وهو زوجها هذا هو الأفصح كقوله *{أسكن أنت وزوجك الجنة*}


      ◻( *المطهرة*) : طهرت من الحيض والبول والنفاس والغائط والمخاط والبصاق، وكل قذر ،وكل أذى يكون من نساء الدنيا ،
      *فطهر باطنها من الأخلاق السيئة، والصفات المذمومة، وطهر لسانها من الفحش والبذاء، وطهر طرفها من أن تطمح به إلى غير زوجها، وطهرت أثوابها من أن يعرض لها دنس أو وسخ.*


      ( *الحور* )جمع حوراء وهي: *المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين*

      وقال مجاهد: *الحور العين التي يحار فيهن الطرف باديا مخ سوقهن من وراء ثيابهن، ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة، من رقة الجلد، وصفاء اللون ،وهذا من الإتفاق*


      وقوله تعالى :{ *وزوجناهم بحور عين*} قال أبو عبيدة : *جعلناهم أزواجا* كما يزوج النعل بالنعل جعلناهم اثنين اثنين.

      قوله تعالى في ص *{وعندهم قاصرات الطرف أتراب*} قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يطمحن إلى غيرهم، وقيل قصرن طرف أزواجهن كلهن ،فلا يدعهم حسنهن وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن.
      أما ( *الأتراب*) فجمع ترب وهو لذة الإنسان.


      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • وصف الحور العين


      قال تعالى *{حور مقصورات في الخيام المقصورات*} المحبوسات

      قال مقاتل: *وفيه معنى آخر وهو أن يكون المراد أنهن محبوسات على أزواجهن، لا يرون غيرهم وهم في الخيام*

      قال تعالى:{ *فيهن خيرات حسان*} فالخيرات جمع خيرة وهي مخففة من خيره كسيدة ولينة وحسان جمع حسنة *فهن خيرات الصفات والاخلاق والشيم وحسان الوجوه.*

      عن ابي عبيدة عن مسروق عن عبد الله-رضي الله عنهم- قال: ( *لكل مسلم خيرة، ولكل خيرة خيمة ،ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها في كل يوم من كل باب تحفة وهدية و كرامة* * ..

      عن أم سلمة-رضي الله عنها- قالت: قلت يا رسول الله : *أخبرني عن قوله*- عز و جل- { *حور عين*} قال: *حور بيض عين، ضخام العيون، شقر الحوراء ،بمنزلة جناح النسر. قلت: أخبرني عن قوله عز و جل *{ كأنهم لؤلؤ مكنون}* قال: *صفاؤهن صفاء الدر الذي في الاصداف الذي لم تمسه الأيدي. قلت يا رسول الله: أخبرني عن قوله عز و جل *{فيهن خيرات حسان}* قال : *خيرات الأخلاق، حسان الوجوه. قلت يا رسول الله: أخبرني عن قوله عز و جل* :{ *كانهن بيض مكنون*} قال: *رقتهن كرقة الجلد الذي رأيته في داخل البيضة مما يلي القشر وهو الغرقىء. قلت يا رسول الله: أخبرني عن قوله عز و جل *{عربا اترابا* }.قال: *هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمضا شمطا خلقهن الله بعد الكبر، فجعلهن عذارى عربا، متعشقات
      متحببات، أترابا على ميلاد واحد.* قلت يا رسول الله: نساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: *بل نساء الدنيا أفضل من الحور كفضل الظهارة على البطانة*. قلت يا رسول الله: *وبم ذلك*؟ قال: *بصلاتهن و صيامهن و عبادتهن الله تعالى ألبس الله وجوههن النور، و أجسادهن الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفر الحلي، مجامرهن الدر، و أمشاطهن الذهب، يقلن نحن الخالدات فلا نموت ،و نحن الناعمات فلا نيأس أبدا ،و نحن المقيمات فلا نظعن أبدا ،ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا، طوبى لمن كنا له و كان لنا*، قلت يا رسول الله :والمرأة منا تتزوج زوجين أو ثلاث أو أربع ثم تموت فتدخل الجنة و يدخلون معها، من يكون زوجها؟ *قال يا أم سلمة إنها تخير، فتختار أحسنهم خلقا، فتقول :أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا، فزوجنيه* . يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا و الآخرة .

      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • *هل في الجنة حمل و ولادة*


      عن ابي سعيد الخدري-رضي الله عنه- قال قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم:《 *المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنه في ساعة كما يشتهي*》.

      *و قد اختلف أهل العلم في هذا*
      فقال بعضهم: *في الجنة جماع و لا يكون ولد هكذا روى عن طاووس و مجاهد و إبراهيم النخعي*

      وقال محمد -يعني البخاري- قال اسحاق بن إبراهيم في حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-:《 *إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي و لكن لا يشتهي*》.


      قال محمد: و قد روى عن أبي ذر بن العقيلي-رضي الله عنهم- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:
      *《 إن أهل الجنة لا يكون لهم فيها ولد》*


      والله أعلم

      يتبع..
      • القرآن جنتي

    • *غناء الحور العين*


      قال تعالى: { *ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون، فأما اللذين آمنوا و عملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون*}

      ◽قال يحيى بن ابي كثير-رحمه الله.: *الحبرة اللذة و السماع*


      ◽وقال مجاهد و قتادة-رحمهم الله: *ينعمون، فلذة الأذن بالسماع، من الحبرة و النعيم*.


      عن ابي هريرة-رضي الله عنه- قال: [ *إن في الجنة نهرا طول الجنة، حافتاه العذارى، قيام متقابلات يغنين بأصوات؛ حتى يسمعها الخلائق، ما يرون في الجنة لذة مثلها، فقلنا: يا أبا هريرة و ما ذاك الغناء؟ قال :إن شاء الله التسبيح و التحميد و التقديس و ثناء على الرب عز و جل] .هكذا رواه موقوفا.*


      عن ابي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- 《 *إن في الجنة شجرة جذوعها من ذهب و فروعها من زبرجد و لؤلؤ، فتهب لها ريح فيصطفقن، فما سمع السامعون بصوت شيء قط الذ منه*

      عن ابي أمامة-رضي الله عنه- عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال :《 *ما من عبد يدخل الجنة إلا و يجلس عند رأسهو عند رجليه ثنتان من الحور العين، يغنيانه بأحسن صوت سمعه الإنس و الجن و ليس بمزامير الشيطان*》

      خالد بن يزيد-رضي الله عنه-قال: *إن الحور العين يغنين أزواجهن فيقلن: نحن الخيرات الحسان أزواج شباب كرام،و نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط ،ونحن المقيمات فلا نظعن ،في صدر إحداهن مكتوب أنت حبي ،و أنا حبك، انتهت نفسي عندك لم تر عيناني مثلك*..


      عن شهر بن حوشب-رضي الله عنه- قال: *إن الله جل ثناؤه يقول للملائكة: إن عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيدعونه من أجلي؛ فأسمعوا عبادي، فيأخذوا بأصوات من تهليل و تسبيح و تكبير لم يسمعوا بمثله قط.*

      عن مالك بن دينار-رضي الله عنه- في قوله عز و جل :{ *وإن له عندنا لزلفى و حسن مآب*} قال: *إذا كان يوم القيامة أمر بمنبر رفيع فوضع في الجنة، ثم نودي يا داود مجدني بذلك الصوت الحسن الرخيم الذي كنت تمجدني به في دار الدنيا، قال: فيستفرغ صوت داود نعيم أهل الجنان.*

      ] *ولهم سماع أعلى من هذا* يضمحل دونه كل سماع و ذلك *حين يسمعون كلام الرب جل جلاله* و خطابه و سلامه عليهم ومحاضرته لم و يقرأ عليهم كلامه.

      عن عبد الله بن بريدة-رضي الله عنه- قال: *إن أهل الجنة يدخلون كل يوم مرتين على الجبار جل جلاله، فيقرأ عليهم القرآن وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه، على منابر الدر و الياقوت و الزبرجد و الذهب و الزمرد، فلم تقر أعينهم بشيء، و لم يسمعوا شيئا قط أعظم، و لا أحسن منه، ثم ينصرفون إلى رحالهم ناعمين، قريرة أعينهم إلى مثلها من الغد*.


      يتبع..
      [
      • القرآن جنتي
    • *مطايا أهل الجنة و خيولهم و مراكبهم*


      عن ابي هريرة-رضي الله عنه- أن إعرابيا قال: *《يا رسول الله أفي الجنة أبل؟ قال: يا اعرابي إن يُدخلك الله الجنة رأيت فيها ما تشتهي نفسك و تلذ عينك*》


      عن ابي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ذُكر الجنة فقال: *《و الفردوس أعلاها سموًا، و أوسعها منه محلا ،و منها تفجر أنهار الجنة ،و عليها يوضع العرش يوم القيامة، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله إني رجل حُبب إلي الخيل، فهل في الجنة خيل؟ قال:《 أي و الذي نفسي بيده إن في الجنة لخيلًا و أبلًا هفافة، تزف بين خلال ورق الجنة، يتزاورون عليها حيث شاؤوا*》


      عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:《 *إذا دخل أهل الجنة الجنة، جائتهم خيول من ياقوت أحمر، لها أجنحة لا تبول و لا تروث، فقعدوا عليها، ثم طارت بهم في الجنة، فيتجلى لهم الجبار فإذا رأوه ؛خروا سجدا، فيقول لهم الجبار تعالى: أرفعوا رؤوسكم فإن هذا ليس يوم عمل، إنما هو يوم نعيم و كرامة، فيرفعون رؤوسهم، فيمطر الله عليهم طيبا؛ فيمرون بكثبان المسك، فيبعث الله على تلك الكثبان ريحا، فتهيجها عليهم، حتى إنهم ليرجعوا الى أهليهم و إنهم لشعث غبر*


      يتبع...
      • القرآن جنتي
    • ملخص(حادي الأرواح)
      *زيارة أهل الجنة*

      قال تعالى:{ *و أقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إني كان لي قرين، يقول أئنك لمن المصدقين ،أئذا متنا و كنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون، قال هل أنتم مطلعون، فاطلع فرآه في سواء الجحيم، قال تالله إن كدت لتردين، و لولا نعمة ربي لكنت من المحضرين*}

      قال كعب-رضي الله عنه- :[ *بين الجنة و النار كوى، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا ،أطلع من بعض تلك الكوى*]

      قال تعالى { *وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ،فمن الله علينا ،و وقانا عذاب السموم، إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم* }

      عن أبي أمامة-رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أيتزاور أهل الجنة؟ قال:《 *يزور الأعلى الأسفل و لا يزور الأسفل الأعلى، إلا الذين يتحابون في الله يأتون منها حيث شاؤوا على النوق محتقبين الحشايا*》


      عن انس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:《 *إذا دخل أهل الجنة الجنة، فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض. قال: فيسير سرير هذا إلى سرير هذا، وسرير هذا إلى سرير هذا، حتى يجتمعا جميعا، فيقول أحدهما لصاحبه: تعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبه: يوم كنا في موضع كذا و كذا فدعونا الله فغفر لنا*》 .

      عن شفي بن مانع -رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم - قال:《 *إن من نعيم أهل الجنة أنهم يتزاورون على المطايا و النجب، و إنهم يؤتون في الجنة بخيل مسرجة ملجمة لا تروث و لا تبول، فيركبونها حتى ينتهوا حيث شاء الله عز و جل، فياتيهم مثل السحابة، فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت، فيقولون أمطري علينا، فما يزال المطر عليهم حتى ينتهي ذلك فوق أمانيهم، ثم يبعث الله ريحا غير مؤذية فتنسف كثائب من مسك عن أيمانهم، و عن شمائلهم فيأخذ ذلك المسك في نواصي خيولهم، و في مفارقهم و في رؤوسهم، و لكل رجل منهم جمة على ما اشتهت نفسه، فيتعلق ذلك المسك في تلك اللجام و في الخيل، و فيما سوى ذلك من الثياب، ثم يقبلون حتى ينتهوا إلى ما شاء الله تعالى، فإذا المراة تنادي بعض أولئك: يا عبد الله أما لك فينا حاجة؟ فيقول: ما أنت و من أنت؟ فتقول: انا زوجتك و حبك، فيقول: ما كنت علمت بمكانك، فتقول المرأة :أو ما علمت أن الله قال:{ *فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون*} فيقول: بلى و ربي. فلعله يشتغل عنها بعد ذلك الموقف أربعين خريفا ،لا يلتفت و لا يعود ما يشغله عنها، إلا ما هو فيه من النعيم والكرامه.

      عن ابي هريرة-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه سأل جبريل عن هذه الآية *{و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الارض الا من شاء الله} قال: هم الشهداء يبعثهم الله متقلدين أسيافهم حول عرشه، فأتاهم ملائكة من المحشر بنجائب من ياقوت، أزمتها الدر الابيض، برحال الذهب، أعناقها السندس و الاستبرق، و نمارقها الين من الحرير، مد خطاها مد ابصار الرجال، يسيرون في الجنة على خيول، يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا ننظر كيف يقضي الله بين خلقه، يضحك الله إليهم و إذا ضحك الله إالى عبد في موطن فلا حساب عليه*》

      علي-رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم - يقول: *إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها حلل، و من أسفلها خيل من ذهب مسرجة ملجمة من در و ياقوت، لا تروث و لا تبول، لها أجنحة خطوها مد بصرها، فيركبها أهل الجنة فتطير بهم حيث شاءوا، فيقول الذين أسفل منهم درجة: يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة؟ قال: فيقال لهم كانوا يصلون في الليل و كنتم تنامون، و كانوا يصومون و كنتم تأكلون، و كانوا ينفقون و كنتم تبخلون، و كانوا يقاتلون و كنتم تجبنون*》

      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • *سوق الجنة*

      عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم - قال: 《 *إن في الجنة لسوقا، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم و ثيابهم، فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم و قد أزدادوا حسنا و جمالا، فيقول لهم أهلوهم و الله لقد أزددتم بعدنا حسنا و جمالا، فيقولون و الله و أنتم ،لقد أزددتم بعدنا حسنا و جمالا*》 .

      عن سعيد بن المسيب-رضي الله عنه- أنه لقي أبا هريرة-رضي الله عنه- فقال ابو هريرة: ( *أسال الله أن يجمع بيني و بينك في سوق الجنة .فقال سعيد: أو فيها سوق؟! قال :نعم أخبرني رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوها بفضل أعمالهم، فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة عن أيام الدنيا ،فيزورون الله تبارك و تعالى، فيبرز لهم عرشه، و يتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فيوضع لهم منابر من نور، و منابر من لؤلؤ ،و منابر من زبرجد، و منابر من ياقوت ،و منابر من ذهب و منابر من فضة، و يجلس أدناهم ،و ما فيها دنى على كثبان المسك و الكافور، ما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسا*》 قال أبو هريرة: *وهل نرى ربنا عز و جل*؟ قال:《 *نعم هل تمارون في رؤية الشمس و القمر ليلة البدر*》 قلنا: لا .قال: *فكذلك لا تمارون في رؤية ربكم ، و لا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة، حتى يقول: يا فلان ابن فلان أتذكر يوم فعلت كذا و كذا، فيذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: بلى أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى فمغفرتي بلغت منزلتك هذه. قال: فبينما هم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من فوقهم،فأمطرت عليهم طيبا، لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط، قال: ثم يقول ربنا تبارك و تعالى: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم. قال: فيأتون سوقا قد حفت بها الملائكة فيها ما لم تنظر العيون إلى مثله، و لم تسمع الأذان، و لم يخطر على القلوب. قال: فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيه و لا يشترى، و في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا. قال: فيقبل ذو البزة المرتفعة فيلقى من هو دونه و ما فيهم دني؛ فيروعه ما يرى عليه من اللباس و الهيئة، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه احسن منه، و ذلك أنه لا ينبغي لاحد أن يحزن فيها. قال: ثم ننصرف إلى منازلنا، فيلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا و أهلا بحبنا. لقد جئت و إن بك من الجمال و الطيب أفضل مما فارقتنا عليه. فتقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز و جل و بحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا*)و رواه الترمذي



      عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنه- قال:خرج علينا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- و نحن مجتمعون. فقال:《[audio]
      *يا معشر المسلمين إن في الجنة لسوقا، ما يباع فيها و لا يشترى إلا الصور، من أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها*》و الله أعلم


      يتبع..
      • القرآن جنتي


    • عن أبي برزة الاسلمي-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:《 *إن أهل الجنة ليغدون في حلة، و يروجون في أخرى، كغدو أحدكم ورواحه إلى ملك من ملوك الدنيا، كذلك يغدون و يروحون إلى زيارة ربهم عز و جل ،و ذلك لهم بمقادير و معالم يعلمون تلك الساعة التي يأتون فيها ربهم عز و جل*》


      عن علي-رضي الله عنه- قال: *[إذا سكن أهل الجنة الجنة أتاهم ملك، فيقول لهم: إن الله تبارك و تعالى يأمركم أن تزوروه ، فيجتمعون فيأمر الله تبارك و تعالى داود عيله السلام، فيرفع صوته بالتسبيح و التهليل، ثم يوضع مائدة الخلد. قالوا: يا رسول الله و ما مائدة الخلد؟ قال: زاوية من زواياه أوسع مما بين المشرق و المغرب، فيطعمون ثم يسقون ثم يكسون فيقولون : لم يبق إلا النظر في وجه ربنا عز و جل، فيتجلى لهم فيخرون سجدا، فيقال: لهم لستم في دار عمل إنما أنتم في دار جزاء]*

      يتبع...

      [/audio]
      • القرآن جنتي
    • *السحاب و المطر في الجنة*


      عن كثير بن مرة-رضي الله عنه- قال: [ *إن من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة، فتقول ماذا تريدون أن أمطركم؟ فلا يتمنون شيئا إلا أمطروا.*]

      ◻وقد جعل الله سبحانه و تعالى السحاب و ما يمطره *سببا للرحمة و الحياة في هذه الدار*

      ◽و يجعله *سببا لحياة الخلق في قبورهم* حيث يمطر على الأرض أربعين صباحا مطرا متداركا، من تحت العرش، *فينبتون تحت الأرض كنبات الزرع، و يبعثون يوم القيامة*، و السماء تطش عليهم.


      ◻و كذلك أهل النار *ينشئ لهم سحابا يمطر عليهم عذابا إلى عذابهم* كما أنشأ لقوم هود وقوم شعيب سحابا أمطر عليهم عذابا أهلكهم فهو سبحانه ينشئه للرحمة و العذاب


      يتبع..

      *مُلك الجنة
      قال تعالى :{ *و إذا رأيت ثم رأيت نعيما و ملكا كبيرا*}
      قال كعب : يرسل إليهم ربهم الملائكة فتأتي الملائكة فتستأذن عليهم الملائكة.

      عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: *[إن أدنى أهل الجنة منزلة و ليس فيهم دنيء، من يغدو عليه كل يوم و يروح خمسة عشر ألف خادم، ليس منهم خادم إلا و معه طرفة ليست مع صاحبه]*.

      عن أبي عبد الرحمن الحبلي-رضي الله عنه- قال: *إن العبد أول ما يدخل الجنة يتلقاه سبعون ألف خادم كأنهم اللؤلؤ*.

      أبي عبد الرحمن المغافري-رضي الله عنه- قال: *إنه ليصف للرجل من أهل الجنة سماطان، لا يرى طرفاهما من غلمانه، حتى إذا مر مشوا وراءه*.

      عن أبي سعيد-رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله-صلى الله عليه وسلم- *《إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان و سبعون زوجة، وتنصب له قبة من لؤلؤ و ياقوت و زبرجد كما بين الجابية وصنعاء* .》

      *رؤيتهم ربهم تبارك و تعالى بأبصارهم*

      قوله تعالى{ *واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه*}
      قوله تعالى { *تحيتهم يوم يلقونه سلام*}
      و قوله تعالى:{ *فمن كان يرجو لقاء ربه*}
      وقوله تعالى:{ *قالوا الذين يظنون انهم ملاقوا الله*}
      و قوله تعالى:{ *فمن كان يرجو لقاء ربه*}

      ◻ واجمع أهل اللسان على أن اللقاء متى نسب إلى الحي السليم من العمى و المانع اقتضى المعاينة و الرؤية،و لا ينتقض هذا بقوله تعالى { *فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه*}
      فقد دلت الأحاديث الصحيحة الصريحة على أن المنافقين يرونه تعالى في عرصات القيامة بل و الكفار أيضا.
      • القرآن جنتي
    • *مسألة رؤية الله عزوجل*

      و في هذه المسألة ثلاثة اقوال لأهل السنة :
      1 *. ان لا يراه إلا المؤمنون*.
      *2. يراه جميع أهل الموقف*. مؤمنهم وكافرهم ثم يحتجب عن الكفار فلا يرونه بعد ذلك .
      *3. يراه المنافقون دون الكفار* .

      الأقوال الثلاثة في مذهب احمد و هي لأصحابه، و كذلك الأقوال الثلاثة بعينها لهم في تكليمه لهم، و شيخنا(ابن القيم الجوزي) في ذلك منصف مفرد و حكى فيه أقوال الثلاثة وحجج أصحابها و كذا قوله سبحانه و تعالى { *يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه*}
      *الدليل الاول*:إن عاد الضمير على العمل فهو رؤيته في الكتاب مسطورا مثبتا.
      *الدليل الثاني*: و إن عاد على الرب سبحانه و تعالى فهو لقاؤه الذي وعد به
      .

      *الدليل الثالث*:
      قوله تعالى { *و الله يدعو إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم للذين احسنوا الحسنى و زيادة و لا يرهق وجوههم قتر و لا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون*}
      فالحسنى *الجنة* و الزيادة *النظر إلى وجهه الكريم* كذلك فسرها رسول الله الذي انزل عليه القران فالصحابة من بعده .


      يتبع ..الأدلة.
      • القرآن جنتي
    • *أدلة رؤية الله عزوجل في الجنة*

      *الدليل السادس*:
      قوله عزو جل { *لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار*}
      .

      هذه الآية *دليل على جواز الرؤية أدل منها على امتناعها*، فإن الله سبحانه إنما ذكرها في سياق التمدح؟ *ومعلوم أن المدح إنما يكون بالأوصاف الثبوتية*، أما العدم المحض فليس بكمال، و لا يمدح به ، *وإنما يمدح الرب تبارك و تعالى بالعدم إذا تضمن أمرا وجوديا* ،كتمدحه *بنفي السنة و النوم*، المتضمن *كمال القيومية*، و *نفي الموت* المتضمن *كمال الحياة*، و *نفي اللغوب و الاعياء* المتضمن *كمال القدرة* ، *ونفي الشريك و الصاحبة و الولد و الظهير* المتضمن *كمال ربوبيته*، *ونفي الأكل و الشرب* المتضمن *كمال الصمدية*،...الخ

      ◼ *ولهذا لم يتمدح بعدم محض لا يتضمن أمرا ثبوتيا*، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم ، *ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو و المعدوم فيه*.فلو كان المراد بقوله { *لا تدركه الأبصار*}أنه لا يرى بحال *لم يكن في ذلك مدح، و لا كمال لمشاركة المعدوم له في ذلك*، فان العدم الصرف لا يرى و لا تدركه الأبصار،
      *والرب جل جلاله يتعالى أن يمدح بما يشاركه فيه العدم المحض*، فاذا المعنى أنه يرى، و لا يدرك و لا يحاط به كما كان المعنى في قوله{ *و ما يعزب عن ربك من مثقال ذرة*} أنه يعلم كل شيء و في قوله و { *ما مسنا من لغوب*} أنه كامل القدرة، و في قوله :{ *و لا يظلم ربك أحدا*} أنه كامل العدل ،و في قوله:{ *لا تأخذه سنة و لا نوم}*، أنه كامل القيومية،

      فقوله:{ *لا تدركه الأبصار*} يدل على غاية عظمته، و أنه أكبر من كل شيء، و أنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به،
      *فإن الإدراك هو: الإحاطة بالشيء،* و هو قدر زائد على الرؤية كما قال تعالى { *فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى أنا لمدركون قال كلا*}

      فلم ينفي موسى الرؤية، و لم يريدوا بقولهم أنا لمدركون أنا لمرئيون، فإن موسى صلوات الله و سلامه عليه نفى إدراكهم إياهم، بقوله *{كلا}* و أخبر الله سبحانه و تعالى أنه لا يخاف دركهم بقوله :{ *و لقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا و لا تخشى*}
      *فالرؤية و الإدراك كل منهما يوجد مع الآخر و بدونه، فالرب تعالى يرى و لا يدرك، كما يعلم و لا يحاط به، و هذا هو الذي فهمه الصحابة و الأئمة من الآية*

      قال بن عباس : *لا تدركه الأبصار لا تحيط به الأبصار*،
      قال قتادة: *هو أعظم من أن تدركه الأبصار*
      ،وقال عطية : *ينظرون إلى الله ولا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصره يحيط بهم*، فذلك قوله تعالى { *لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}*

      ◻ *فالمؤمنون يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم عيانا ولا تدركه أبصارهم بمعنى أنها لا تحيط به وهكذا يسمع كلام من يشاء من خلقه ولا يحيطون بكلامه* .



      *الدليل السابع*:

      قوله تعالى :{ *وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة*} منادية نداء صريحا أن الله سبحانه يرى عيانا بالأبصار يوم القيامة، وتعديته بأداة إلى الصريحة في نظر العين، وإخلاء الكلام من قرينه تدل على أن المراد بالنظر المضاف إلى الوجه المعدي بالي خلاف حقيقة، *وموضوعه صريح في أن الله سبحانه وتعالى أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى نفس الرب جل جلاله*.

      فان النظر له *عدة استعمالات بحسب صلاته و تعديه بنفسه*، فإن عدى *بنفسه فمعناه التوقف و الانتظار* كقوله :{ *انظرونا نقتبس من نوركم*}
      ، *وأن عدى بفي*: فمعناه *التفكر و الاعتبار كقوله { أو لم ينظروا في ملكوت السماوات و الأرض*}
      و *أن عدى بإلى*: فمعناه *المعاينة بالأبصار كقوله :{ انظروا إلى ثمره إذا أثمر*}

      *فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر؟*

      عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنه قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى:{ *وجوه يومئذ ناضرة*} قال: *من البهاء و الحسن إلى ربها ناظرة* قال: في وجه الله عز و جل.*

      قال أبو صالح عن ابن العباس-رضي الله عنه- إلى ربها ناظرة، قال : *تنظر إلى وجه ربها عز و جل*.

      و قال عكرمة :{ *وجوه يومئذ ناضرة}* قال من النعيم إلى ربها ناظرة.

      ◼و أما الأحاديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الدالة على الرؤية فمتواترة. رواها عنه أبو بكر الصديق و أبو هريرة و أبو سعيد الخدري و جرير ابن عبد الله البجلي و صهيب بن سنان الرومي و عبد الله بن مسعود الهذلي و علي وغيرهم كثير.

      ◻ *تلقاها بالقبول و التسليم و انشراح الصدر، لا بالتحريف و التبديل و ضيق العطن، و لا تكذب بها، فمن كذب بها لم يكن إلى وجه ربه من الناظرين، و كان عنه يوم القيامة من المحجوبين.*


      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • )


      *تكليمه سبحانه و تعالى لأهل الجنة و خطابه لهم و محاضرته اياهم و سلامه عليهم*


      قال تعالى:{ *إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا، أولئك لا خلاق لهم في الاخرة، و لا يكلمهم الله، و لا ينظر إليهم يوم القيامة، و لا يزكيهم*}

      وقال في حق الذين يكتمون ما انزل الله من البينات و الهدى { *و لا يكلمهم الله يوم القيامة}*
      فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين؛ لكانوا في ذلك هم و أعداؤه سواء، و لم يكن في تخصيص أعدائه بأنه لا يكلمهم فائدة أصلا .


      *وقد أخبر الله سبحانه أنه يسلم على أهل الجنة*، و أن ذلك السلام حقيقة، وهو قول من رب رحيم و تقدم تفسير النبي لهذه الاية في حديث جابر في الرؤية و أنه يشرف عليهم من فوقهم و يقول : *سلام عليكم يا أهل الجنة* فيرونه عياينا، *وفي هذا إثبات الرؤيةو التكليم و العلو، و المعطلة تنكر هذه الامور الثلاثة ، و تكفر القائل بها*.

      ◻و تقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه في سوق الجنة و قول النبي ولا يبقى أحد في ذلك المجلس إلا حاضره الله محاضرة فيقول يا فلان اتذكر يوم فعلت كذا و كذا الحديث

      ◻و تقدم حديث عدي بن حاتم:《 *ما منكم إلا من سيكلمه ربه يوم القيامة*》
      ◻ و حديث أبي هريرة في الرؤية و فيه يقول الرب تبارك و تعالى للعبد:《 *ألم أكرمك و أسودك*...ألخ》
      ◻ و حديث بريدة :《 *ما منكم من أحد إلا سيخلوا به ربه و ليس بينه و بينه ترجمان و لا حجاب*》

      ◻ و حديث أنس في يوم المزيد و مخاطبته فيه لأهل الجنة مرارا.
      *وبالجملة فتأمل أحاديث الرؤية تجد في أكثرها ذكر التكليم*

      قال البخاري في صحيحه: *باب كلام الرب تبارك و تعالى مع أهل الجنة* وساق فيه عدة أحاديث *فأفضل نعيم أهل الجنة رؤية وجهه تبارك وتعالى تكليمه لهم*

      *فإنكار ذلك إنكار لروح الجنة و أعلى نعيمها و أفضله الذي ما طابت لأهلها إلا به و الله المستعان*


      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • *ابدية الجنة و اهلها وأنها لا تفنى و لا تبيد*

      قال تعالى:{ *و أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات و الارض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ*}
      غير مجذوذ: أي غيرمقطوع *و لا تنافي بين هذا و بين قوله إلا ما شاء ربك*

      قال الجعفي سألت عبد الله بن وهب عن هذا الاستثناء فقال: *سمعت فيه أنه قدر وقوفهم في الموقف يوم القيامة إلى أن يقضي بين الناس* .

      و قالت آخرون: *الاستثناء راجع إلى مدة لبثهم في الدنيا*.

      ◻و هذه الأقوال متقاربة، و يمكن الجمع بينها بأن يقال أخبر سبحانه عن خلودهم في الجنة كل وقت، إلا وقتا يشاء أن لا يكونوا فيها، و ذلك يتناول وقت كونهم في الدنيا و في البرزخ و في موقف يوم القيامة و على الصراط، و كون بعضهم في النار مدة، وعلى كل تقدير فهذه الاية من المتشابه.و قوله فيها { *عطاء غير مجذوذ*} محكم .

      و قد أكد الله سبحانه و تعالى خلود أهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع من القران و أخبر أنهم{ *لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الاولى*} و هذا الاستثناء منقطع و إذا ضممته إلى الاستثناء في قوله *{إلا ما شاء ربك}* تبين لك المراد من الآيتين استثناء الوقت، الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود، كاستثناء الموتة الاولى من جملة الموت، فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية، و ذاك مفارقة للجنة تُقدم على خلودهم فيها و بالله التوفيق


      و قد تقدم قول النبي-صلى الله عليه وسلم- 《 *ينادي مناد يا أهل الجنة أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا و أن تشبوا فلا تهرموا أبدا و أن تحيوا فلا تموتوا أبدا*》 ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري.


      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • *إلحاق ذرية المؤمن به في الدرجة و إن لم يعملوا عمله*


      عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم:-《 *إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته، وإن كانوا دونه في العمل؛ لتقر بهم عينه ثم قرأ {و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم و ما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين*}

      عن ابن عباس قال شريك أظنه حكاه عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:《 *إذا دخل الرجل الجنة، سأل عن أبويه و زوجته و ولده، فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك أو عملك، فيقول يا رب قد عملت لي و لهم، فيؤمر بالإلحاق بهم، ثم تلا ابن عباس: *{والذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان*}

      قال الشعبي: *أدخل الله الذرية بعمل الآباء الجنة*.

      وقال الكلبي :عن ابن عباس-رضي الله عنه-: *إن كان الآباء أرفع درجة من الأبناء، رفع الله الأبناء إلى الآباء، و إن كان الأبناء أرفع درجة من الآباء رفع الله الآباء إلى الأبناء*.

      قال إبراهيم: *أعطوا مثل أجور آبائهم، ولم ينقص الآباء من أجورهم شيئا*.
      )
      *اختلف المفسرون في الذرية على ثلاثة أقوال:*

      اختلافهم مبني على إن قوله *{بإيمان}* حال من الذرية و التابعين أو المؤمنين المتبوعين .

      1.فقالت طائفة المعنى : *والذين آمنوا و أتبعتهم ذريتهم في إيمانهم*، *فأتوا من الإيمان بمثل ما أتوا به*، ألحقناهم بهم في الدرجات،

      *فالأيمان هو القول و العمل و النية* و هذا إنما يمكن من الكبار، و على هذا فيكون المعنى *إن الله سبحانه يجمع ذرية المؤمن إليه إذا أتوا من الإيمان بمثل إيمانه*.
      كما إن زوجات النبي معه في الدرجة تبعا و إن لم يبلغوا تلك الدرجة بأعمالهن.


      2. قالت طائفة أخرى الذرية ههنا: الصغار ، *والمعنى الذرية تتبع الآباء و إن كانوا صغارا في الإيمان*،قالوا: و يدل على صحة هذا القول البالغين لهم حكم أنفسهم في الثواب و العقاب؛ فانهم مستقلون بأنفسهم، ليسوا تابعين الآباء في شيء من أحكام الدنيا، و لا أحكام الثواب و العقاب لاستقلالهم بأنفسهم.

      ولو كان المراد بالذرية البالغين لكن أولاد الصحابة البالغون كلهم في درجة آبائهم، و تكون أولاد التابعين البالغون كلهم في درجة آبائهم، و هلم جرا إلى يوم القيامة ،فيكون الآخرون في درجة السابقين.

      وقالوا: إن الله سبحانه- و تعالى- *جعل المنازل في الجنة بحسب الأعمال في حق المستقلين*، و أما الاتباع فإن الله سبحانه و تعالى يرفعهم إلى درجة أهليهم، و إن لم يكن لهم أعمالهم كما تقدم، وايضا فالحور العين والخدم في درجة أهليهم وإن لم يكن لهم عمل ،بخلاف المكلفين البالغين إانهم يرفعون إلى حيث بلغتهم أعمالهم.


      3.و قالت فرقة اخرى : *تحمل الذرية الصغار و الكبار، لان الكبير يتبع الأب بإيمان نفسه ،و الصغير يتبع الأب بإيمان الأب، قالوا: والذرية تقع على الصغير و الكبير و الواحد و الكثير و الابن و الأب كما قال تعالى:{ و آية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون*} أي آباءهم ،و الإيمان يقع على الإيمان التبعي و على الاختياري الكسبي،

      قلت:(ابن القيم) و اختصاص الذرية ههنا بالصغار أظهر؛ لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في الدرجات، و لا يلزم مثل هذا في الصغار، فإن أطفال كل رجل و ذريته معه في درجته و الله اعلم


      يتبع..
      • القرآن جنتي
    • *آخر اهل الجنة دخولا اليها*


      صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال:《 *آخر من يدخل الحنة رجل فهو يمشي على الصراط مرة، و يكبو مرة، و تسعفه النار مرة، فإذا جاوزها إلتفت إليها* ،فقال: تبارك الله الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين و الآخرين ،فترتفع له شجرة ،فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة، أستظل بظلها، و أشرب من مائها، فيقول الله تبارك و تعالى: [ *يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها*]، فيقول: لا يا رب، و يعاهده أن لا يسأله شيئا غيرها، و ربه يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها، فيستظل بظلها، و يشرب من مائها، ثم ترتفع له شجرة هي أحسن من الأولى. فيقول: يا رب أدنني من هذه لأشرب من مائها، و أستظل بظلها، لا أسالك غيرها. فيقول: يا ابن آدم ،ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها. فيقول :لعلي إن أدنيتك منها إن تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، و ربه يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها ،فيستظل بظلها و يشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة، هي أحسن من الأوليين. فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة لأستظل بظلها و أشرب من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول :يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها، قال: بلى يا رب هذه لا أسالك غيرها .و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ،فيدنيه منها ، *فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة* ،فيقول: *يا رب أدخلنيها*، فيقول : *يا ابن آدم ما يرضيك مني، أيرضيك أنى أعطيتك الدنيا و مثلها معها* ، قال: يا رب أتستهزئ مني و أنت رب العالمين؟!
      *فضحك ابن مسعود* فقال: ألا تسألونني مم أضحك قالوا: *مم تضحك*؟ قال : *ضحك رسول الله-صلى الله عليه وسلم*' فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: *من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ بي و أنت رب العالمين*. فيقول: *لا استهزئ بك و لكن على ما أشاء قادر*.

      يتبع..
      • القرآن جنتي