Source: alwatan.com/details/167854Alwatan كتب:
أبوان ربيا أولادهما على القيم الأخلاقية النبيلة ولكن عند خروج الأولاد من البيت وعند زيارة أرحامهم يتعلمون السب والشم وما شابه ذلك فكيف تحل هذه المشكلة؟
على أي حال ينبغي يُعوّد الأولاد من أول الأمر على التقزز على الكلمات المستهجنة وألا يُعودا إلا على الأخلاق الفاضلة.أبوان عودا أبناءهما على تقبيل يديهما ورأسيهما عند الاستيقاظ أو عند مصافحتهما ، ولكن يقوم أجداد هؤلاء الأبناء بتأنيبهم بسبب هذا احتجاجاً بأن هذا ليس من الرجولة فما قولكم؟
ليس في ذلك أي حرج، ما كان ينبغي لأولئك الأجداد أن يفعلوا ذلك.ما هو السن الأمثل الذي يكون فيه الطفل قادراً على استيعاب التربية العقدية؟
ذلك يختلف باختلاف مدارك الأطفال، فمن الأطفال من يكونوا مهيئين في مرحلة مبكرة على إدراك مثل هذه القضايا، ومنهم من يكونوا بليدي الأذهان فتراعى هذه المدارك وتفاوتها، فمن كان ألمعياً قادراً على الاستيعاب يُغذى بالمعارف في مرحلة مبكرة، ومن كان بخلاف ذلك يراعى فيه أيضاً هذا الجانب ويعطى من الجرعات بقدر ما تحتمله مداركه.كثير من الآباء يستخدم وسيلة الضرب لتقويم سلوك الأبناء، فهل الضرب وسيلة ناجعة للتربية؟ وإذا لم تكن فهل هناك وسائل أخرى؟
لا يصار إلى الضرب إلا مع عدم جدوى غيره ، والضرب يكون ضرب أدب ، ضرب غير مؤثر ولا مبرح، أما الضرب المؤثر والمبرح فهو من الخطأ وقد يعكس آثاراً نفسية سلبية في نفسية الطفل فلا ينبغي ذلك، وعلى أي حال ينبغي أن يحس الطفل بإشفاق والديه عليه وحبهما له ورحمتهما به وأنهما يدفعانه إلى الخير دفعاً.كيف يمكن لنا أن نزرع في نفوس أبناءنا قوة الإرادة والثقة بالنفس؟
إنما ذلك بما يرونه في الآباء أنفسهم ، فمن الضرورة أن يكون الأب نفسه قبل كل شيء قوي الشخصية ليغرس هذه الشخصية في نفسية أولاده.ما هي الأبعاد النفسية التي تترتب على التفضيل بين الأبناء؟
لا ريب أن كل نفس ترغب أن تكون سابقة وألا تكون مسبوقة، وفي هذا تنافس بين جميع الناس، الأولاد مع آبائهم، والمرؤوسون مع رؤسائهم والأتباع مع قادتهم، الكل يحرص على أن يكون سابقاً لا أن يكون مسبوقاً، فلئن كان هذا الولد غير مقصر في شيء ويرى الآخر من الأولاد يقدم عليه لا لسبب إلا لكونه محبوباً وهو لم ينل هذه المحبة فإن ذلك مما يدعوه إلى الغيظ ، ويدعوه إلى أن يحس بالكراهية لذلك الذي ينافسه ويتقدم عليه بغير موجب إلا لكونه محبوباً وهو لم ينل هذه المحبة وهذه الحظوة عند والديه أو عند أحدهما، فلذلك ينبغي للأبوين أن يحرصا على تآلف أولادهما وانسجامهما في حياتهما وعدم إحساس أحدهم منهم بأنه مؤخر عن غيره بحيث يكون هؤلاء الأولاد يرون الأبوين يغمرانهم جميعاً بمشاعر الرحمة، ويغمرانهم بالإحسان من غير أن يقدما أحداً على غيره.
نحن لو نزلنا إلى واقع الأسر نجد بعض الأبناء يبرون آبائهم أكثر من الآخرين فيقدمون للأب أو الأم خدمة جليلة مالية وغيرها من المساعدات فيميل الأب لذلك الذي يخدمه من أبنائه ألا يجوز له أن يفضله ولو بشيء من الهدايا؟
نعم هذه مكافأة، ليس ذلك إيثاراً، وإنما هذه مكافأة على ما قدمه الولد، والمكافأة على الإحسان محمودة، وهذا مما يشجع الآخرين أيضاً على الإحسان.ما مدى صحة القول بأن ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم حيث أصبحت التربية التقليدية التي تربينا عليها لا تصلح لزمن التلفاز والانترنت وغيره من وسائل الإعلام المؤثرة على الطفل، ما هي النصيحة التي تقدمها للأم والأب حتى يؤديا أمانتهما على أكمل وجه؟
على أي حال هنالك ثوابت لا تختلف بين زمان وآخر، وهناك متغيرات تراعى فيها ظروف الزمان والمكان، فالثوابت تجب المحافظة عليها من غير تفريط فيها، والمتغيرات لا بد من أن تتغير بحسب اختلاف الأزمنة والأمكنة فإن ما يتطلبه الظرف الحالي والمرحلة الراهنة غير ما كانت تتطلبه الظروف السابقة من أجل ما هو معلوم من هذه الطفرة في التطور واختلاف نمط الحياة من وقت إلى آخر.
فتاوى وأحكام
- خبر
-
مشاركة
-
مواضيع مشابهة