يتسع الحزن
يضيّق دائرتي
والوقت يمضي ويمضي
يفتح ذاكرتي ..
تصطدم المرات بالمرات ..
وقلمي _ الذي ما تألّق _ واحدٌ
ينزف حبرًا
بل هو دمًا
أتعبني .. أرهقني ..
بات لا يعرف الحروف
لكن بالأسطر كلمات من يوقفها ؟
إنها لغة من يفهمها ؟
تسكنها الساحة هنا .. لا الساحات ..
لا أدري ..
لكن الذي تسرب من ذلك القلم (( تعنتر ))
وارتدى الإسم
بالأمس كان هنا
هز سُباتي مرةً ..
قرأته مرات ومرات
ولأنه (( تعنتر )) خلعت عنه صورتي
كان هنا ..
وفجأة تسرب الحبر فخرج من صمته
لون المساحات البيضاء
بحروف وكلمات وعتاب
تلعثمت الورقة
تعال .. تعال ..
لأعطيك اللا شيء
فأنا القرطاسُ وأنت القلمُ
(( لم تدرك الورقة من أن اللاشيء والفراغ والبياض هو كل شيء ))
تعال .. تعال
الحبر السائل يعرفني ..
ثم ..
إحمّر الوجه
عطِش الإسم
تمالكتُ ذاتي
تسلقت اللاشيء .. ووصلت
لملمت أجزائي الملقاة في الصمت
ورحلت ..
آه .. يا ساحتي عُدت ..
احتضنتها سؤالا .. ولكن لا جواب
أناجي ولا من سامع ولا من محاور
فآثرت أن أضرب الصمت برأسي وفعلت
سحقا .. هو أيضا صار خشبًا ..
وأنا .. ما زلت أنا
أبحث عن ظل لصوتي أو لصمتي ..
لا أعلم ..
أنهكني حتى الصمت ..
وأخيرًا ..
كل الحروف غريقة
وصرت لا أعلم
هل ترحل إلى السماء
أم يحكيها مداد البحر
أعلم ..
أنها تبللت .. تبعثرت
لكنها رأت كل شيء ..
أحست بكل شيء ..
وحكت بكل شيء ..
ونحنُ
لنتفق ..
لنختلف ..
وكفى ..
همسة :
كنتُ هنا .. اقرأكم وحروفكم .. لكني آثرت الصمت ..
حتى خرج الصمت من ثوبه ..
دمتم بود .. أرق التحايا .. وأطيبها ..
