°•● ثقافة المشي ●•°

    • °•● ثقافة المشي ●•°

      *"ثقافة المشي" *
      من كتاب "ومضات"
      للشيخ الدكتور /
      محمد بن ابراهيم الحمد


      1 / ثقافة المشي تكاد تكون معدومة في مجتمعنا، فمع فوائده للإنسان ودوره المباشر في حفظ صحته وتأخير شيخوخته وتناسق جسمه ، إلا أن ممارسته نادرة .

      2 / ‏المشي مفيد للصغير والكبير والرجل والمرأة ويوصف علاجاً لمرضى السكري والكوليسترول وضغط الدم ، بل يصفونه للمرضى النفسيين .

      3 / ينصح باستخدام الحذاء المناسب وفي مكان مناسب واختيار اللباس الفضفاض وأن
      لا تقل مدة المشي عن عشرين دقيقة أربع مرات في الأسبوع .

      4 / ثم إن المشي يمكن مزاولته في أي وقت وأي مكان ولا يحتاج إلى زيّ وتجهيزات ، كما يمكن ممارسته بصفة فردية أو جماعية ، وهو يهدئ الأعصاب --1-- .

      5 / المشي يكاد يخلو من الإصابات مقارنة بغيره من الرياضات ، وله دور في صفاء الذهن وراحة البال ، وهو متاح لجميع أصحاب الأوزان .

      6 / ‏لنتأمل في صفة مشي النبي صلى الله عليه وسلم : كان إذا مشى تكفّأ تكفُّواً وكان أسرع الناس مشية ، وأحسنها وأسكنها .

      7/ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفّأ تكفّؤاً كأنما ينحطُ من صبب . وقال : إذا مشى تقلّع .

      8 / وعباد الرحمن وصف الله تعالى مشيتهم فقال: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} أي بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت .

      9 / وكان صلى الله عليه وسلم يقطع المسافات الطويلة في مشيه إذا احتاج لذلك ، فقد خرج من الطائف حزينا ووصل إلى قرن الثعالب أي مايعادل 40 كيلا.

      10 / ‏وكان العرب يتداوون بالمشي ، فقد شكى عمرو بن معدي إلى الفاروق إصابته بالنقرس فقال : كذِّب عليك مشي الظهائر .

      11 / وأيضا عمرو بن معدي اشتكى إلى الفاروق رضي الله عنهما التواء عصب الرجل فقال : كذّب عليك العسْل ، والعسَلان مشي الذئب أي عليك بسرعة المشي .

      12 / ‏ويذكر عن العلامة طاهر الجزائري أنه يهوى المشي ، ولطالما قطع عشرات الأميال بين المدن والقرى سائرا على قدميه رحمه الله .

      13 / ‏وكان بيت الإمام العلامة ابن باز يبعد عن الحرم المدني مسافة تزيد عن الكيلو وكان يمشي إلى المسجد مالم يخف فوات الصلاة .

      14 / وقد خصص رحمه الله وقتاً للمشي مدة تصل إلى نصف ساعة يوميا ، حيث كان سماحته يمشي في الغرفة وبين البيوت قبل النوم وفي الصباح .

      15 / ولعل حرصه على المشي كان سبباً في تمتعه بالصحة إلى أن فارق الحياة عام 1420 هـ وعمره تسعون سنة .

      16 / ‏وكان العلامة ابن عثيمين رحمه الله يمشي يومياً ما يقارب 10 كم، فكان بيته يبعد عن المسجد مسافة كيلو متر وكان يذهب ويرجع راجلاً رحمه الله .

      17 / وكان ابن عثيمين إذا مشى لا يستطيع بعض الشباب لحاقه ، وكان يقول :
      "من ترك المشي تركه المشي" وذلك من أسباب صحته رحمه الله تعالى .

      18 / ‏فتأمل يا أخي وخصص لنفسك وقتاً للمشي ، فإذا ضاق صدرك أو أجهدتَ فكرك طيلة يومك فخُذ ساعة من الزمن للمشي ولاحظ الفرق .

      19 / وإذا كنت في رحلة في البر أو في مكانٍ فسيح فلا تحرم نفسك من وقت تمشي فيه ، وإذا حضرتك الصلاة فاحرص على أجر المشي إلى المسجد .

      20 / ‏ونستغرب عندما نرى ثقافة المشي جزء من نظام الحياة لدى الأمم الأخرى ، بينما مجتمعاتنا لم تأخذ حظها منه!

      فينبغي علينا إعادة النظر في هذا الجانب.

      منقول.. ^^