قيادة ضعيفة لشعب قوي***عبد الباري عطوان

    • قيادة ضعيفة لشعب قوي***عبد الباري عطوان

      :confused:

      التفاصيل التي نشرتها الصحف العبرية عن محضر لقاء القمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، ولم نسمع لها تكذيبا، تجعلنا نشعر بالخجل، لاننا لم نكن نتصور ان تصل درجة الهوان بالقيادة الفلسطينية الي هذا المستوي!
      انها المرة الاولي في التاريخ التي نقرأ فيها عن رئيس يمثل شعبا مقاوما، يطلب المساعدة من عدوه المحتل لارضه، القاتل لشعبه، ويتوسل اليه منحه اسباب القوة، حتي ينجح في مهمته، في مواجهة اعداء السلام اي الذين يقاومون الاحتلال. كما انها المرة الاولي التي يحاول فيها ممثلو شعب مقاوم محاولة استدرار عطف اعدائهم وشفقتهم، اللهم الا اذا كان السيد عباس يعتبر شارون عدوا.
      لا نعرف كيف سيواجه الرئيس عباس شعبه، ووزراءه، بل وافراد عائلته، بعد هذه الصورة المهينة، التي تكونت في اذهان الكثيرين عنه، بعد اللقاء الاول له كرئيس منتخب مع شارون.
      ولا نفهم كيف يقبل السيد عباس، ورئيس وزرائه احمد قريع، واعضاء الوفد المرافق له، اللقاء مع شارون في منزله في القدس المحتلة، وعلي مائدة الطعام في مطبخه، فهل هذا يليق برئيس شعب مناضل ثائر مقاوم، قدم آلاف الشهداء علي مدي مئة عام من مسيرته الجهادية؟
      هذا اللقاء كشف عن عدم وجود مستشارين، ولا استراتيجية فلسطينية علمية مدروسة بعناية، تقوم علي اساس قراءة صحيحة لتطورات الاحداث ورؤية سياسية واضحة للمستقبل.
      فالذهاب الي القدس المحتلة، وعقد لقاء في منزل شارون قد يفسر علي انه اعتراف صريح بالمدينة كعاصمة ابدية موحدة للدولة العبرية، الامر الذي ربما يشجع العديد من الدول علي نقل سفاراتها اليها، وخاصة الولايات المتحدة الامريكية.
      فتوقيع اتفاقات اوسلو هو الذي ألغي الصفة العنصرية عن الدولة العبرية، واعاد تأهيلها كدولة مسالمة وفتح الباب امام العالم لاقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها، وشجع دولا عربية علي فتح سفارات، ومكاتب تجارية، والذريعة المستخدمة هي لا يمكن ان نكون فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين انفسهم .
      اصغر طفل فلسطيني يدرك ان شارون لن يقدم اي تنازلات للجانب الفلسطيني علي صعيد الافراج عن الاسري او فتح مطار غزة ومينائها بعد الانسحاب الاسرائيلي المتوقع، واخذ خطوات عملية علي صعيد الممر الآمن بين الضفة والقطاع، لان شارون وببساطة شديدة يريد حربا اهلية فلسطينية تنهي السلطة والمعارضة معا.
      فهذا الرجل متخصص في الاخذ وليس العطاء، التدمير وليس البناء، تدمير بيوت الفلسطينيين ومزروعاتهم، والبناء الوحيد الذي يجيده هو بناء المستوطنات وتوسيعها.
      من المفترض ان يكون السيد عباس اكثر الناس فهما لعقلية شارون ونواياه، ليس بحكم موقعه وخبرته السياسية الطويلة في التفاوض مع الاسرائيليين، وانما لانه التقاه اكثر من مرة في منزله ومزرعته عندما كان يوصف بالرجل الثاني في منظمة التحرير، ولكنه اثبت خطأ اعتقادنا من خلال ادائه السيء اثناء اللقاء الاخير مع شارون.
      اللقاءات التي تكون علي هذه الدرجة من الاهمية يتم الاعداد لها بشكل جيد بحيث يتوفر الحد الادني من ضمانات النجاح، واذا كانت هذه الضمانات غير موجودة او غير ممكنة، فان القائمين علي ترتيبها يلجأون الي التأجيل، ريثما تتوفر ظروف افضل، ولكن هذه القاعدة السياسية الاساسية غابت تماما عن الجانب الفلسطيني، لسبب بسيط لانه في وسط تلهفه علي لقاء شارون والجلوس اليه، واستجداء بعض التنازلات منه نسي الاصول والاعراف.
      توقعنا ان يظهر السيد عباس في مؤتمر صحافي لكي يرد علي هذه الاهانات، ويشرح للعالم ما جري في اللقاء، ولكنه فضل الاعتكاف في منزله، وترك هذه المهمة للسيد قريع رئيس الوزراء، الذي لم يدل بكلمة مفيدة واحدة غير قوله اننا عرضنا كذا، وطالبنا بكذا، ولم نحصل علي اي شيء!
      فاذا كان رئيس السلطة الفلسطينية، ورئيس وزرائه، يقبلون ان يعاملهم شارون بهذه الصورة المتعالية، واذا كانوا هم انفسهم يقبلون ان يكونوا في هذا الموضع الدوني امامه، يتوسلون مساعدته، فكيف سيكون حالهم في مفاوضات الوضع النهائي المعقدة، التي تتناول مسائل مصيرية، مثل المستوطنات وحق العودة والقدس والحدود النهائية؟
      اننا لا نستغرب، وفي ظل حالة الضعف التي ظهرت عليها قيادة السلطة، ان يطالب شارون الفلسطينيين بدفع نفقات تدمير المنازل في مستوطنات قطاع غزة التي هو بصدد اخلائها حسب تصريحاته الاخيرة. ولن نفاجأ اذا ما طالب السلطة بدفع تعويضات للمستوطنين الاسرائيليين الذين سيتم اجلاؤهم!
      الوضع المهترئ للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها هو الذي يؤدي الي مسلسل الاهانات والاحباطات الراهن، فكيف يمكن ان يحترمنا صديق، او يرهبنا عدو، ووزير الداخلية الفلسطيني يشتكي من وجود بلطجية في اجهزته الامنية، وعملاء لاجهزة استخبارات اجنبية؟ وكيف يمكن ان يتعامل شارون مع سلطة باحترام ورئيس وزرائها يهدد بالاستقالة، او التوقف عن العمل، احتجاجا علي الفلتان الامني. فاذا كان رئيس الوزراء ووزير داخليته لا يستطيعان ترتيب بيتهما الامني من الداخل فمن يستطيع؟!
      نريد قيادة فلسطينية تحترم نفسها وتحترم شعبها، وترتقي الي مستواه، وتكون قادرة علي تحمل الامانة الملقاة علي عاتقها، ومن المؤسف ان القيادة الفلسطينية الحالية ليست اهلا لهذه المسؤولية، لعوامل ذاتية، او لاسباب خارج نطاق مسؤولياتها، وطالما اننا نتحدث باعجاب عن فضائل الديمقراطية الفلسطينية التي تجلت بعد ان اظهرت نتائج الانتخابات البلدية عورات السلطة وحجم تمثيلها في الشارع، فان اول بديهيات الديمقراطية هي استقالة القادة والوزراء والمسؤولين الكبار عندما يعجزون عن انجاز ما يمكن ان يفيد ناخبيهم.
      :confused:
    • كان الله في عون الشعب الفلسطيني المظلوم
      والذين في لهفة وشوق لتحقيق السلام الذي بات شكله مستحيلا فقط هتافات تتداولها الالسن في
      افواه الرؤساء المتعاونين مع بعضهم من خائن ومنافق وعميل للطغاة........

      #h
    • بسم الله الرحمن الرحيم

      إن ما يحدث بهذا العصر ومع تخبطات الدول بهذه الزوبعه امر لايحمد عقباه وهو بنفس الوقت امر متوقع من قادة الدوله الفلسطينيه كمايزعمون هم على انهم قاده
      هل يعقل ان يحاصر رئيس دولة بعقر داره ويمنع من الخروج؟؟
      هذا ماحدث ايام الرئيس الفلسطيني الراحل
      ومع كثرة الامور الحاصله الغير متوقعة الحصول اصبحنا بحالة لاتدعنا نستثار من مواقف جرتها الايام لنا واستحدثتها لنا
      ان اعلان الدولة الفلسطينيه اصبح امر غير مشوق كما كنا متشوقين له منذ بداية اعلان انه ستعلن الدولة الفلسطينيه
      ان مايكنه لنا نحن المسلمين او بعبارة اصح ما اتوقع ان يكنون لنا من حقد وكراهية ماهو إلا نتاج مايرونه مننا فهم شعب دولة ضعيفه لايد لها ولاعون بل يزيد الاعداء والطامعين بها ونحن المسلمين واقفون مكتوفي الايدي وعندما اطلق لفظ نحن المسلمين اقصد به من لهم السلطه للقيام بشيء يفترض القيام به
      وبوجهة نظري انا فلا اتعجب ولا استغرب ان صح التعبير عما يحدث من القياده الفلسطينيه حاليا
      فهذا الشيء قد تعودت اعيننا وآذاننا عليه منذ الرئيس الراحل الذي كان يقوم بالتفنن بانواع القبلات وبحركات المصافحه لاشد اعداءه
      يتوجب على الفلسطينيين ان ينهضو ويتداركو مايحدث لهم من عدوان ومن تخبطات فعليهم استدراك الامر ومحاولة اصلاح انفسهم
      يجب اصلا النفس والوقوف يدا بيد والتكاتف لانقاذ مافات فالشعب الفلسطيني هم انفسهم الذين يدمرون نفسهم
      واكبر دليل ماحدث ابان حرب الخليج بدولة الكويت فلقد كان الفلسطينيين اول الخونة واعداء لمن مد لهم يد العون ومن وفر لهم سبل العيش ومن فتح لهم باب وطريق الحياه لمستقبل زاهر فهل جزاء الاحسان إلا الاحسان ومع هذا إلا انني لا اعمم على العامه بل اخصص فئة من الناس وان كانو الاغلبيه منهم وحديثي بهذا الشأن ليس عن نقل لما سمعته او ماقرأته بل هو نقل لما رأيته بأم عيني000
      اسئله كثيرة تطرح نفسها بهذا الموضوع:
      متى سيفهم الشعب الاسرائيلي انهم مجرد متطفلين؟؟
      ومتى سيعلم الاسرائيليين انهم لادولة لهم بالاصل وليسو بشعب بل هم مجرد مشردين اجتمعو على الظلم؟؟
      ومتى سيتوقف اليهود عن العدوان الغاشم على المسلمين الابرياء
      وبالصورة المقابله
      متى ستتكاتف الدول الاسلاميه لنصرة دين الله واعلاء كلمته وتطهير القدس الشريف من ايدي ايهود؟
      ومتى سنسمع بدولة فلسطينيه قانونيه معلن عنها ومعترف بها من قبل كافة الدول؟؟
      ومتى سيمارس الفلسطينيون كافة حقوقهم كمواطنين؟؟
      ومتى سيأتي جيل فلسطيني جديد منقح ومنخول عن سالفه؟؟
      اتوقع ان اجابة الاسئله ستكون بالمستقبل القريب البعيد

      كلامي من وجهة نظري مع احترامي لكل وجهات النظر

      اشكر اخي قاتل الكلام على اتحافنا بمواضيعه الشيقه

      ودمتم سالمين
    • أخونا السعدي دمتم بطيب حال/
      أولا أود أن أؤكد حقيقة واقعة، وهو إعجابي وحبي المطلق للشعب الفلسطيني وتقديري له وتبجيلي، وكذلك لكل شريف أبي النفس عروبي التوجه من محيطها لخليجها!
      إنتقيت المقال وهو لفلسطيني من أبناء مخيمات اللاجئين بمدينة رفح الحدودية، وليس من أبناء الذوات أو ملاك العقار أو الأطيان، عن قصد وإصرار لأوكد بغضي للفساد والإنحلال والخنوع والعمالة أيا كان مصدرها، فليس عندي بقر مقدس لايمس، والمرء عندي بأفعاله ونتائجها، لابحسن نواياه، فمن يحاسب على النيات هو رب العباد وحده.
      موضوع حرب الخليج أعمق جدا من تدركه بخفاياه وأسراره السياسية والعسكرية، وهو أكبر من أن توجزه بجار طامع وخونة ناكري للجميل "لمن مد لهم يد العون ومن وفر لهم سبل العيش ومن فتح لهم باب وطريق الحياه لمستقبل زاهر فهل جزاء الاحسان إلا الاحسان ومع هذا إلا انني لا اعمم على العامه بل اخصص فئة من الناس وان كانو الاغلبيه منهم وحديثي بهذا الشأن ليس عن نقل لما سمعته او ماقرأته بل هو نقل لما رأيته بأم عيني!"هذه عفوا سطحية في الحكم والتحليل، وتجني على الواقع، وأي محلل حيادي لايقبلها، لمجانبتها التامة للواقع.
      نستطيع أن نناقش كل ما إستغلق عليك فهمه بأدق التفاصيل لو أردت بهدوء وتعقل وبحقائق ووقائع وأرقام، بعدها يتضح لك من الخائن ومن المدعي الكذاب، ومن الجاني ومن الضحية. وبعدها ستذهل وتصعق حينما يتبين لك مدى ضآلة المساهمة العربية لأجل تحرير فلسطين.

      متى سيفهم الشعب الاسرائيلي انهم مجرد متطفلين؟؟
      ومتى سيعلم الاسرائيليين انهم لادولة لهم بالاصل وليسو بشعب بل هم مجرد مشردين اجتمعو على الظلم؟؟


      لا أدري من يتحدث هنا؟ كأن حضارة الكنعانين والعمورين وغيرها لم تكن فلسطينية؟
      سيادة الإستاذ/
      إن لم يكن في المسألة إحراج شخصي لسموكم، هل لكم أن تقولوها وبصراحة، مع من ميولكم وتأديكم المطلق؟ وهل لكم دالة خاصة على الشعب اليهودي لتخاطبوه بهذا اللطف؟
      ومتى كان للشعب اليهودي دولة أصلا، منذ ثمان وأربعين؟ ومتى إنتهت فلسطين كدولة على الخريطة؟ أليس بذات العام؟
      فمن أين خرجت علينا بمقولة "انهم لادولة لهم بالاصل وليسو بشعب بل هم مجرد مشردين اجتمعو على الظلم؟؟

      أحدثك كشاهد ومشارك منذ حرب ثمان وأربعين، حتى حرب الخليج الأولى. فهل لديك الرغبة الجادة في أمر كما ذكر عالية!
      وتفضلوا بقبول فائق الإحترام!
    • ماشاء الله

      بناديك استاذنا

      مشارك من حربثمان واربعين

      اخي حديثي ينم عن وجهة نظري مع احترامي لوجهات النظر

      وانا تلميذك بالنقاش وانته اخبر و ادري عني بهذه الامور بما انك مشارك وشاهد وبما انك اكبر مني عمرا

      على العموم

      منكم نستفيد

      مع تحفظي لوجهة نظري


      نستطيع أن نناقش كل ما إستغلق عليك فهمه بأدق التفاصيل لو أردت بهدوء وتعقل وبحقائق ووقائع وأرقام، بعدها يتضح لك من الخائن ومن المدعي الكذاب، ومن الجاني ومن الضحية. وبعدها ستذهل وتصعق حينما يتبين لك مدى ضآلة المساهمة العربية لأجل تحرير فلسطين.

      ماعندي مانع اذا حبيت توضح لي الخائن والكاذب لكونك ادرى و اعلم واخبر مني بهذه المواضيع وسأكون الشخص المصغي لك وعند جهلي بشيئ او نقطه سنتناقش بها


      لا أدري من يتحدث هنا؟ كأن حضارة الكنعانين والعمورين وغيرها لم تكن فلسطينية؟

      حديثي كان عن الاسرائيليين وانا لا انكر الحضاره الفلسطينيه ولم انكرها


      إن لم يكن في المسألة إحراج شخصي لسموكم، هل لكم أن تقولوها وبصراحة، مع من ميولكم وتأديكم المطلق؟ وهل لكم دالة خاصة على الشعب اليهودي لتخاطبوه بهذا اللطف؟


      اولا لااعتقد اني خاطبت الشعب اليهودي بلطف راجع اخي كلامي وردي 000يمكن تكون فهمت كلامي غلط



      انهم لادولة لهم بالاصل وليسو بشعب بل هم مجرد مشردين اجتمعو على الظلم؟؟


      كلامي هنا اقصد به الاسرائيلين وليس الفلسطينيين وانته تؤيد كلامي بقولك

      ومتى كان للشعب اليهودي دولة أصلا، منذ ثمان وأربعين؟ ومتى إنتهت فلسطين كدولة على الخريطة؟ أليس بذات العام؟

      فأنا لم آتي بمقولة خارجة عن الواقع


      استاذي قاتل الكلاب اتوقع ان الامر التبس عليك

      راجع ردي السابق


      ودمتم سالمين
    • سيادة الأخ العزيز/
      من مبدآ تحديد الموقع ونقط الإنطلاق والمحاور الهامة طرحت عليكم تلك الأسئلة، لأعرف مع من أتحاور. هناك نقطة أخرى أود ذكرها هنا، وهي أني أفرق بين اليهودي والصهيوني، لامشكلة لي مع اليهودية كديانة ومعتقد على كل مافيها من العنصرية وإحتقار كل الأجناس الأخرى، طالما ظلت بصورتها النظرية، ولم تطبق عمليا علينا!
      ليس كل صهيوني يهودي، وأخطر الصهيانة إطلاقا مثل بوش وإدارته ليسوا يهودا، ليس في ديننا ولا ثقافتنا مبدأ التطهير العنصري وإبادة جنس غير مسلم أو إثنية معينة أو عرق ما. غاية مافعله رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم بعد كل كيدهم وأذيتهم وخيانتهم للعهود والمواثيق معه، ومحاولاتهم قتله بالسم، أن أجلاهم عن جواره، لم يقم لهم المحارق والمعتقلات، ويقتلهم جميعا رضيعا ووليدا وشيخا وإمرآة، أو يبني حولهم سورا عنصريا كما يفعلون هم. أقول حتى هذا الإجراء الإحترازي تم بعد فشل كل الجهود المضنية لإستمالتهم أو لتحيدهم، فآبوا وهذه طبيعتهم إلا الغدر!
      ومع ذلك وعلى مر العصور التي كان للإسلام فيها دولة، لم يحسن معاملتهم أحد مثل المسلمين والعرب، وفي أكثر من عهد تولى قوم منهم الوزارة ومفاصل هامة في الدولة. ولم يعرف نظير مثل هذا الأمر بأوروبا إلا في مطلع القرن العشرين!

      بالنسبة لموضوع حرب الخليج الثانية، وما فيه من أحداث دامية ومآسي، يحسن بنا أن نحدد اللاعبين الأساسيين فيه، وكذلك الدمى والهامشيين.
      ليس صحيحا إطلاقا إن إحتلال العراق اليوم هو نتاج إحتلال الكويت لأكثر من عقد قبلها، الأمر كان مخططا له منذ جلاء بريطانيا عن العراق، فقط كانت ضروف التنفيذ غير مواتية، ولذلك بدء به على مراحل متدرجة، أولها إقامة حلف بغداد، تمهيدا لملئ الفراغ عملا بنظرية إيزنهاور، إيزنهاور عسكري بالأساس، ولذلك فنمط تفكيره أقرب الي من السياسي العادي، كان لابد من تواجد أمريكي بهذه المنطقة الحيوية، وأولا كان الموقع الجيوستراتيجي هو الأساس، وبعدها يأتي النفط!
      وبإنهيار حلف بغداد وجدت أمريكا بدائلا هامة تمثلت بحلفاءها بنظام إيران وتركيا، لكن الحلقة لم تكن محكمة، ومفتوحة تماما من الجنوب الغربي، وإتضح للإدرات الأمريكية أن الأمر مجرد مسألة وقت، وعليها أن ترتب نظم حكم موالية لها، غير قادرة على الوجود بدونها، مع تقوية إطرادية لأعداء تلك النظم التقليدين وخصوصا إيران وإسرائيل، ليشتد إعتماد تلك النظم على الوجود الأمريكي.

      هذا تلخيص أمين لمبدأ أيزنهاور الذي جري العمل به، ويعطيك صورة عن الأنظمة الحاكمة، ولا أقصد هنا الخليجية فقط!.
      بالنسبة للرئيس صدام، وهو ليس عسكريا، ظن أنه بمقدوره فهم العسكرية من خلال الكتب والنظريات، وهذه أكبر المصائب، وبكلتا حربيه أراد تطبيق مبدأ "الهجوم خير وسيلة للدفاع!"، ولكنه كمدني ومهما زامل محترفي العسكر لن يمكنه أن يملك الخبرة العملية، التي تبين له متى يكون تطبيق المبدأ المذكور سليما، ومتى يكون إنتحارا!
      المدني يريد فورا إحتلال الأرض، ولا يعرف أنه لامعنى له طالما أن قوة العدو لم تدمر تماما، وقبل أن يمهد لهجومه بترتيب الأرض لصالحه، وضمان ولاء القبائل الحدودية هناك. المؤكد أنه لم يكن يريد الإحتفاظ لابالأراضي الإيرانية ولا الكويت، وإلا لتصرف بطريقة أخرى تماما، جل مراده كان حوز ورقة للضغط. لكن هل كان لديه القوة اللازمة التي تمكنه من الضغط ومواصلته؟ وإن أسقط حساب مصالح الأمريكان من فاتورته؟ هل كان يجهل مدي إرتباط شيعة بلاده بإيران؟
      وأهم من ذلك، هل كان يجهل أنه يزج بجيش ليس له خبرة قتالية كبيرة، أمام عدو كان أصلا معدا كخط دفاع ثان ضد السوفيت؟
      لكل حرب شقين عسكري وسياسي يتمثل في أن تملي على العدو إرادتك، وأي مبتدئ في السياسة كان سيخبرك أنه لن يسمح له بأي نصر سياسي.
      ستظل إيران ورغم كل ما تسمعه من الضجيج حليفا إستراتيجيا لأمريكا، وأي مسقط لهذه الحقيقة من حساباته مغالط لنفسه. وما جرى من الأحداث بعدها بأفغانستان والعراق يؤكد هذه الحقيقة.
      الإيرانيون بإستفزازهم له، كانوا يتحركون وفق مخطط مدروس، وعلى إطلاع تام بنواياه، ومعظم خطط الهجوم كانت تصلهم أولا قبل أن تعرض على قادة الفرق والألوية، ومن هيئة أركان الجيش العراقي. وكان دوما للإيرانين وقت كاف لوضع خطط مضادة. هل إستخلصنا أي عبرة مما يحدث؟
      لا، مضينا على نفس المنوال، ولم نرتب أوضاع الكويت قبل الزيارة، وحركنا القوات وتركناها مكشوفة في الصحراء، لمدة ستة أشهر، بدون حتى تأمين خطوط إمداد، أو إقامة إستحكامات منيعة، ووضع خطة إنسحاب مأمون، الذي حدث هو فرض الإنسحاب الكمي على جيش مجهد ينسحب على محور واحد، تحت قصف أعداء يمتلكون السيادة الجوية والبرية والبحرية، ولديهم أفضل نظام إتصالات في العالم، وصورا للأقمار الصناعية وقوات كافية، تمكنهم من تشتيت إنتباه المدافعين، بهجوم خداعي على محور ثانوي.
      كما ترى كان العراقيون يقاتلون عدوا يراهم على الدوام، بينما تشكيلاتهم مبنية على معلومات سابقة، لعدو يفترض قدومه من إتجاه محتمل، وهذا الإتجاه الدائم التغير، كان أخفى من أن يستشفه أعظم قادة العراق حرفية، بإمكانياته المتاحة.
      حرب الصحراء تتطلب السرعة والخفة وتركيز الضربة على المفاصل الهامة لجيش العدو، وأن تضمن تغطية قواتك وخطوط إمدادها وسلاسة الإتصالات بين أسلحتها، وكل هذا كان في صالح العدو للأسف، وبرغم ذلك إستفادت بعض القيادات العراقية المحترفة، من طبوجرافيا البيئة وأستطاعت تكبيد العدو خسائر فادحة، خصوصا عن الإلتحام وتحيد القوات الجوية.
      إحتلال الكويت حتى مع وجود القوات الأمريكية به اليوم، ليس مشكلة كبيرة جدا، لجيش شبه متماسك كالجيش الإيراني، ولكن السؤال مابعد؟ وما هو الهدف؟ وهل نستطيع الصمود عسكريا بحرب نظامية أمام عدو يملك كل هذا التفوق؟

      في المرة القادمة بإذن الله سنناقش حرب الكويت بتفصيل أكبر، فقط أود أن تطلعنا على ماشاهدته أنت بأم عينك من أفعال الفلسطينين الخيانية، الجاحدة لجميل حكام الكويت، مع الأخذ بالإعتبار أنك تروى حدثا مر عليه خمس عشرة عاما، رأيته من زاوية معينة تحت تأثير عوامل المكان والزمان والخبرة وصحة المعلومات.

      وتفضلوا بقبول فائق الإحترام!
    • لايمكننا أن نوجه اللوم للقياده الفلسطينيه وهي تستجدي عدوها المتفوق عليها بكل شي ما عدى الاراده الفلسطينيه التي لازالت ترفع الرأس برغم ضعفها وفقرها المادي وربما المعنوي بعد أن تخلت عنها القيادات العربيه وتركتها منفردة في الساحه وتواجه أشرس الطغاه وأقواهم عده في العالم المعاصر ؛ والمسنودين ماديا وعسكريا ومعنويا وسياسيا من الغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص وإذا من لوم فأكثر ما يوجه لهذه القيادات العربيه المتهالكه 0 0 0 ~!@q ~!@@ad
    • سيدي الفاضل/
      بعجالة من أمري رددت على سيادتكم بمقالي الآخر حيث كنت أنوي الرد هنا، وذكرت لكم أن قوة إسرائيل، وأنا أعرفها وليس فقط عسكريا، لاترهبني أبدا، ليقيني من قدرتنا على وضع خطط تحرمها من المزايا التي تتمتع بها.
      أقولها لك بصراحة مجردة، إن كنا سننتظر حتى بلوغ توازن قوى عسكري مع إسرائيل، فخير لنا أولا أن نلحق بالسراب ونسقى عطاش إبلنا من سلسبيله! هذه حجة العاجز الكسل الجبان الخوار، بدأها رأس الخونة السادات واقتدى كل إمعاتنا من الحكام بسنته!
      سيدي، الحق والأرض لا يشيخان وتكسد لهما قيمة بمرور الزمن، فلم إذن التهافت على البيع بلا ثمن؟
      ذكرت لكم أنني لا أخشى سوى هؤلاء الزعماء الخونة، الذين يقومون وبولاء شديد وصدق مودة للعدو، بإحباط كل مشروع نهضوي نبتكره لمقاومة العدو وإحباط شروره!
      الأمثلة كثيرة، ولكني سأذكر أبسطها إطلاقا، ألا وهو مقاطعة إسرائيل الذي طرح بستينيات القرن الماضي. من إلتزم به وطبقه ولو لفترة؟ أقولها لك، عدا مصر ناصر وسوريا أمين الحافظ، لا أحد!.
      أعرف خلق عباس هذا المنافق، وفساده ليس هو فقط بل كل من ساهم بأسلو، وأعرف فساد وتخبط قيادة عرفات وبطانته، وخصوصا حماقته بإغداق الرتب العسكرية على مدنيين، كل مؤلاتهم أنهم سجنوا لفترة طالت أو قصرت بمعتقلات العدو، فصرنا نسمع بالعقيد دحلان والمارشال الرجوب والفريق زيد وعمر والليفتنانت جنرال هباب، ليس فقط ألقابا، بل يوضعون على رأس أجهزة أمنية، وأيهم لم يلتحق حتى بدورة لشرطة المرور. كيف يصلح أمر كهذا؟
      أعلم أن كل زعماء العرب خونة ألداء، هم وبطانتهم، لكن وضع فلسطين حساس، ووجود خائن واحد هناك كثير جدا!
      ستدهش لو علمت بضعف ميزانية الموساد الذي يصورونه لنا كطائر العنقاء الإسطوري، وحتى مخابرات جزر القمر الداخلية ميزانيتها عشر أضعافه، لن أذكر أحدا من الأغنياء هنا.
      أقول برغم ذلك أن هذا الكسيح الهزيل وبإرادة زعمائنا إخترق كل موقع لنا، وجند له عملاء بها، وبثمن زهيد جدا، أحيانا لايزيد عن دعوة في مطعم فاخر في بلادنا!
      المواطن مطحون جائع فقير مقهور محروم، يرى كل بهرج الدنيا أمامه، ولايتاله إلا في حلم وردي يراوده، بينما يرى الخونة ينعمون بكل هذا وفوقه الجاه. فماذا يفعل ذو الخلق الضعيف منهم؟ لا بد أن نفهم كيف يخترقونا ومن أي جهات أولا، لنضع حلا جذريا!