Atheer News كتب:

رَسائِلُ النَّبيينَ القُدامى

بلِّغْ إلَيَّ عَنِّي ؛ فَأَنا المُتَكَلِّمُ وأَنْتَ اللاَّفِظُ ..!
محيي الدِّين بن عربي

وُلِدُتْ ..
مُسْتَبْصِرًا في النَّشْأَةِ الأُولى
؛ فَكَيْفِ أَكْبُرُ مُرْتَدًّا وَضِلِّيلا ..!؟

وِكَيْفَ أُقْنِعُني ..
أَنَّي بُغَيْرِ هُدَىً
لِأُسْكِتَ المُدَّعي والقَالَ والقِيلا

أَنا امْتِدادُ النَّبيِّينَ الَّذينَ قَضَوْا
حُبًّا ..
وما بَدَّلوا في الحُبِّ تَبْديلا

أَجَلْ ..
أَنا لَيْسَ لي غارٌ وَمُعْجِزَةٌ
وَلَمْ يُنَزِّلْ عَلَيَّ اللهُ تَنْزيلا

وَلَسْتُ أَكْشُفُ ..
لا غَيْبًا وَلا حُجُبًا
حَتَّى أَرى المُنتهى وَالَوْحيَ جِبريلا

لَكِنَّني ..
لَمْ أَنَزِّهْ دونَهُ بَشَرًا
وَغَيْرَهُ لَمْ أُجِلَّ الخَلْقَ تَبْجيلا

وَأَرْفُضُ العُجْبَ والتَّقْديسَ مُعْتَقَدًا
وَلَسْتُ أَعْبُدُ أَصْنامًا تَماثيلا

لَوْ أَنْجَبَتْنِيَ أُمِّي ..
ذاتَ مُبْتَعَثٍ
لَكُنْتُ في الخَلْقِ مِبْعوثًا وَمَرْسولا

أُزجى لِآدَمَ ..
والسِّكِّينَ أُبْدِلُها وَرْدًا ..
وأُصْلِحُ قابِيلاً وَهابيلا

وأَقْتفي الخِضْرَ ..
لمَّا في سَفينَتِهِ
أسَرَّ مُوسى بِـ:ـلا تَسْأَلْ تَفاصيلا

أَنا سَفيرُ النَّوايا البِيضِ ..
أُشْعِلُني
في لُجَّةِ اللَّيلِ قِنْديلًا ؛ فَقِنْديلا

بالحُبِّ ..
لا الحَرْبِ أُغْري الكَارِهينَ ..
كَما أُرَوِّضُ النَّارَ وَالطَّيْرَ الأَبابيلا

أَتْلو وَسيَّانَ عِندي في اخْتِلافِهما
أَتْلَو القَرائيينَ ..
أَمْ ..
أَتْلَو الأَناجيلا ..!

وَكَيْ أُوَحِّدَ صَوْتَ اللهَ دونَ صَدَىً
وَحَّدْتُ صَوْتَ أَذاني والتَّراتيلا

راسَلْتُهُ مُسْتَهامَ القَلْبِ مُعْتَذِرًا
أدري ..
سَيَقْبَلُ أَعْذاري المَراسيلا

أَنا امْتِدادُ النَّبيِّينَ انْهَمَرْتُ ..
وَلي على شُيوخِ بَني قَوْمي ..
اليَدُ الطُّولى

كانَ اصْطِفائِيَ ..
قَبْلَ اسْمِ السِّنينِ ..
وَبَلْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَصْطفي التَّاريخُ أَيْلولا

أَدْرَكْتُ تَأْويلَ آلافِ الوُجوهِ ..
وَلَمْ أُدْرِكْ لِوَجْهيَ ..
تَفسيرًا وَتَأْويلا

يَكْفي بِأَنِّيَ غَيْري ..
لَسْتُ أُشْبِهُني
وَلَسْتُ أَحْتاجُ تَبْيينًا وَتَفْصيلا

تُراوِغُ الدِّينَ والدُّنْيا ..
رُؤايَ ..
كَما يُراوِغُ الشَّاعِرُ الفَذُّ التَّفاعيلا ..!

لَوْ السَّماواتُ أنْثى ..
واخْتَلَيْتُ بِها
أَشْبَعْتُ وَجْنَتَها الزَّرْقاءَ تَقْبيلا

أَنَا المُدَلِّلُ حُزني غَيْرُ مُلْتَفِتٍ
لِمَنْ أَبوا ..
أَنْ يُذيبوا الحُزْنَ تَدليلا

أَحْتَدُّ أَمْتَدُّ آهاتٍ ..
كَأنِّيَ في صَوْتِ العِراقِيِّ مُمْتَدٌّ مَواويلا

عَزَّى وُجوديَ ..
حَتَّى كَدْتُ أَحْسَبُهُ نَهْرَ الفُراتِ ..
يُعزِّي صِنْوَهُ النِّيلا ..!

لذا ..
إذا ارْتَفَعَتْ نَعْشي عَلى كَتِفٍ
غَنُّوا ..
ولا تَنْثُروا المَشْمومَ تَهليلا

وَلَوِّحوا لِلْحَمامِ الفَوْضَوِيِّ مَدَىً
وَلْتَرْفعوا لِلسَّلامِ المَحْضِ مِنْديلا

أَنا امْتِدادُ النَّبيينَ ابْتُعِثْتُ ..
إلى مَوْتَى وَأحياءَ ..
مَوْلودًا وَمَقْتولا ..!

شارك هذا الموضوع: