لماذا تدوم الزلازل القمرية كل هذا الوقت خلافًا للزلازل على الأرض؟ بالطبع لسنا مستائين لقصر مدة زلازلنا الأرضية على الإطلاق، فمثل هذه الزلازل المتكررة والتي تمتد لساعات ستكون آثارها كارثية على حضارتنا البشرية. إلا أن السبب الحقيقي لطول مدة الزلازل القمرية يكمن في عنصر حيوي بسيط: الماء!
الماء يُضعِف الصخور، ويمدد بنية المعادن على اختلافها. وعندما تضرب الطاقة عبر تلك البنية القابلة للتمدد والضغط للتربة، فإنها تتصرف كالإسفنجة الرغوية وتهديء من عنفوان الهزات وتأثيرها. هذا ما يحدث على كوكبنا تمامًا، وإنّا لشاكرين لوجود الماء حقًا؛ لكن لسوء حظ القمر، فهو يفتقد إلى عنصر الماء. تربته جافة قاحلة للغاية وهكذا يهتز كما تفعل الشوكة الرنانة! قد تتوقف القوة المسببة للزلازل على سطحه إلا أن الهزة الزلزية ستستمر لساعات طويلة، تمامًا كما تفعل النقرة على الشوكة الثنائية الرنانة … النقرة انتهت إلا أن الشوكة لن تتوقف عن الاهتزاز مباشرة وإنما بطيئًا وتدريجيًا.
لهذا، فالخطر الأعظم الذي يهدد أي مشاريع استعمار مستقبلية للقمر هو التحدي المتمثل في بناء وحدات سكنية بمواد مرنة تتحمل كل هذا الشد والإنحناء المتكرر والطويل بلا توقف تقريبًا؛ وإلا سيجد قاطنو تلك الوحدات القمرية أنفسهم في العراء تمامًا بعد هزة قمرية سطحية واحدة!
وفي النهاية، من الجميل أن تضيف إلى معلوماتك أن الماء على الأرض ليس مصدر الحياة وسرها فحسب، وإنما درعها كذلك الذي يحمي الكوكب بأكمله من تشقق قشرته وإنهياره.