تعرّف على أبرز ما دار في جلسات ومناقشات مؤتمر التأمين الصحي

    • خبر
    • تعرّف على أبرز ما دار في جلسات ومناقشات مؤتمر التأمين الصحي

      Atheer News كتب:

      مسقط-أثير

      شهد مؤتمر الشرق الأوسط الحادي عشر للتأمين الصحي الذي تستضيفه الهيئة العامة لسوق المال في مسقط خلال الفترة من 26-27 سبتمبر 2017 وتنظمه مجموعة الشرق الأوسط للتأمينMiddle East Insurance Review تقديم أوراق عمل ومناقشات مثرية حول تطبيقات هذا النوع من التأمين وأبرز متطلبات التطبيق الإلزامي والتوجهات التنظيمية المثلى إلى جانب الوقوف على التحديات وآلية تجاوزها، كما تناولت المناقشات كيفية تنظيم العلاقة بين الأطراف المعنية بالتأمين الصحي بداية من حامل الوثيقة التأمينية والجهات التنظيمية وشركات التأمين والمؤسسات المقدمة لخدمات الرعاية الصحية.

      وقد شارك في أعمال المؤتمر عدد من الخبراء والمختصين من أسواق إقليمية ودولية لتستعرض تجاربها وخبراتها فقد تحدث روبن علي الذي يعمل كمسؤول الممارسة كونسيلينت للاستشارات في ورقته والتي تبحث حول المسائل التنظيمية في تأمين الرعاية الصحية والتأمين الطبي في الشرق الأوسط موضحا العلاقة بين المريض ومقدمي الخدمة والجهات الممولة لا تعد علاقة بسيطة كما تناول التحديات التي يتعين على الجهات التنظيمية التعامل معها عند تبني مفهوم التأمين الصحي كأداة لتمويل الرعاية الصحية في سوق رقمية يسعى فيها الكثير من المشاركين لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الحصول على خدمة رعاية صحية ذات جودة وميسورة التكلفة لكل من المواطنين والوافدين والأغنياء والفقراء.

      وتكلم روبن عن الجوانب التنظيمية التي يجب الالتفات لها في هذه المرحلة المحورية لوضع النظام الصحي في أن تكون اللوائح والقوانين مصاغة بوضوح مع الاستفادة من تجارب الدول الأخرى مؤكدا انه كلما كانت السياسة واضحة ستكون الطريق في ممارسة هذا النوع من التأمين سهلة ويسيرة بما يؤدي إلى اتخاذ القرارات بوضوح وهذا ما يسهل عملية التسريع في تطبيق التأمين الصحي بشكل سليم.

      واستعرض المتحدث نظام التأمين الصحي بشكل عام وفي عمان بشكل خاص، ففي عمان هناك عدة جهات معنية بالتأمين الصحي ذات علاقة بالموضوع أولها وزارة الصحة والهيئة العامة لسوق المال والقوى العاملة والغرفة ووزارة السياحة مؤكدا على أهمية وجود آلية واضحة للتنسيق على أن تتولى مؤسسة معينة الاشراف والرقابة حتى لا تضيع المهام والمسؤوليات وسط زحام الجهات المعنية وهذا يعتبر نموذج تنظيمي مطبق عالميا، وهناك أنموذج مطبق عالميا يتمثل في وجود مؤسسة واحدة تجمع مهام كل هذه الأطراف. كما تكلم عن طبيعة التشريعات فهناك تشريعات احترازية تعنى الاشتراطات والضوابط التنظيمية وتشريعات رقابية تتدخل في سياسات التسعير المناسبة.

      ومن جانب آخر تحدث ستيف كلمنتس مدير أعمال الصحة والمزايا بميدل ايست ويليس تاورز واتسون والذي استعرض البحوث التي تناقش التكلفة الطبية وأسبابها وتكلفة أساليب الإدارة التي يستخدمها أصحاب العمل كما تحدث عن الأنماط الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية. وأوضح ستيف أن التكلفة الطبية ارتفعت بمعدلات تفوق معدل التضخم وأن السبب الرئيس لارتفاع الكلفة تعود إلى تكاليف العيادات الخارجية والترقيد مع وجود تفاوت من مكان لآخر، كما تكلم عن المخاوف التي عبرت عنها شركات التأمين وأبرزها استغلال توظيف نظام التأمين الصحي من قبل المؤمن عليهم والمؤسسات الصحية وتكلم عن أبرز وسائل تمويل التأمين الصحي والمساهمات والتمويل المشترك بين رب العمل والموظف مثلاً.

      وحول تأثير التقنية الرقمية في تطوير قطاع الرعاية الصحية أفادنا هاوارد غوغ الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لغلوبات اندفيدوال ملخصا بـأن هناك ثلاث فوائد يمكن أن يتم جنيها من خلال التقنية الرقمية ، فاستخدام التقنية الرقمية مثلا في اختزال الأعمال الإدارية وهو ما سيوفر الانفاق على الموارد البشرية اللازمة ويتركز الصرف نحو تطوير الرعاية الصحية من خلال استقطاب أفضل الكفاءات واحدث التقنيات، كما أنها وسيلة سهلة لحفظ البيانات وإنها المعاملات بين شركات التامين والمؤسسات الصحية إلى جانب سهولة الرجوع إليها وهو ما يساعد على تسريع تقديم الرعاية الصحية المناسبة،ومن جهة أخرى تساهم التقنيات الرقمية في تعزيز شعور المؤمن له الإطمئنان والرضى من الخدمات المقدمة.

      تحدث الدكتور سيفن روهت المدير التجاري من الشركة الوطنية للتأمين الصحي حول النصائح المتعلقة باستراتيجية تأمين الرعاية الصحية قال فيها إن هناك عدة أسباب تؤدي إلى الأمراض والوفيات المبكرة على مستوى العالم مع وجود تفاوت من منطقة إلى أخرى، فهناك أسباب تتعلق بالبيئة وأسباب وراثية وأخرى تتعلق بالحوادث بأنواعها والحروب والكوارث الطبيعية إلا أن اكثر الأسباب تأثيرا وتقود إلى الموت والاصابة بالإمراض تتعلق بمنهجية وأسلوب الحياة فهذا السبب الطاغي، فقد أشارت الدراسات أن هذا العامل يؤدي إلى 40% من الوفيات المبكرة، ولذلك فإن التركيز على أنماط الحياة الصحيحة كالبعد عن التدخين وتناول الوجبات الصحية السليمة وغيرها الكثير، وكلما كان هناك وعي مجتمعي واتباع نمط حياة سليمة سيكون هناك انعكاس بشكل إيجابي على حجم الانفاق في الرعاية الصحية إلى جانب المحافظة على الأرواح البشرية وهو الأهم.

      وأكد على أنماط الحياة في كل مجتمع تختلف على حسب مستوى الوعي الصحي فهناك مجتمعات تسودها عادات التدخين وبالتالي هناك حجم انفاق أكبر للرعاية الصحية وشركات التامين تصنف مثل هذه المجتمعات على أنها اكثر خطورة عند توفير التغطية التأمينية الصحية السليمة.

      فيما تحدث ماركو بانرمان المدير التنفيذي للتوزيع ام ني ايه انترناشونال حول الابتكار في الرعاية الصحية وكيف يدعم التأمين الصحي أصحاب العمل مع واجب العناية بالقوى العاملة المتحركة عالميا، فقد بين فيها ما تقوم به المؤسسات وأربابها من تقديم خدمة التأمين الصحي للموظفين كميزة وظيفية تنافسية لاستقطاب الكفاءات والكوادر الفاعلة في تعزيز مستوى الإنتاجية وكيف ينعكس ذلك بشكل إيجابي على أداء المؤسسة والأرباح التي تجنى، مشيرا إلى التغطيات التأمينية للموظفين تتفاوت مستوياتها في عدد أفراد العائلة التي تشملها التغطية لكل موظف وكذلك نوعية الوثيقة التي يتم توفيرها للموظف مستعرضا تجارب الشركات الرائدة عالميا في هذا الجانب.

      وتحدث المحاضر أيضا حول المؤسسات المقدمة لخدمة الرعاية الصحية وطريقة التعامل معها للحيلولة دون استغلال المريض والاستفادة من زيارته للمؤسسة في حدود تتجاوز الحاجة الأساسية مؤكدا بأن على القائمين على تقديم الخدمات الصحية ومزودي الخدمات التأمينية القيام بالواجبات على أكمل وجه في توفير التغطية التأمينية من خلال تجويد الرعاية الصحية بشكل سليم وبدرجة عالية من الأمانة لإنها تتعلق بصحة وسلامة الأفراد وعدم التركيز على الربحية فقط .

      وأشار أيضا في ورقته إلى أهمية أن يعمل القائمون على الخدمات الصحية وأصحاب العمل في توعية الموظفين بأهمية التأمين الصحي قبل السفر نظرا لتكاليف الرعاية الصحية العالية في تلك الدول حيث يصل معدل تكلفة الفرد المسافر من 2 مرات إلى 3 مرات عن تكلفته في بلده الأصلي.

      وأضاف أن على القائمين على الرعاية الصحية القيام بالمراجعة المستمرة والدورية للعوامل التي تتعلق بالتكاليف الصحية العالية ومحاولة تجويد الخدمات من خلال السيطرة على تلك التكاليف التي من شانها تطوير القطاع الصحي متى ما تمت السيطرة عليها ، وأشار إلى ان التوعية تعتبر عنصر أساس في تطبيق نظام التأمن الصحي على اعتبار أنها من أهم العوامل التي تعمل على تجنيب القطاع الصحي الأعباء والتكاليف العالية ويأتي بعدها آليات وسياسات الاكتتاب الصحيحة والسليمة.

      يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على التأمين الصحي وكيفية الاستفادة منه، والاطلاع على التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال، كما ويسعى المؤتمر إلى الوقوف على الرؤى المستقبلية تجاه التطبيق الأمثل لهذا النوع من التأمين، إضافة إلى تعزيز الوعي والمعرفة بحقوق حملة الوثائق التأمينية لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية .

      يأتي تنظيم المؤتمر انطلاقا من إيمان الهيئة العامة لسوق المال بأهمية قطاع التأمين بشكل عام كممكّّن أساسي للتنمية الاقتصادية من ناحية وكوسيلة لتلافي وإدارة المخاطر من ناحية أخرى، وقناعة متجذرة بمستقبل التأمين الصحي الذي يحظى باهتمام متزايد من جميع الجهات، كما تشه منتجات التأمين الصحي تطورا ملفتا حيث بلغ متوسط نمو القطاع خلال السنوات الخمس الأخيرة حوالي 34 % ويحتل التأمين الصحي المرتبة الثانية ضمن حجم سوق التأمين في السلطنة بعد تأمين المركبات.

      Source: atheer.om/archives/447266/%d8%…%d9%82%d8%b4%d8%a7%d8%aa/