بالتزامن مع تدريبات إسرائيلية على إقتحامه الجمعة
القدس المحتلة ـ الوطن:
حذرت وزارة الخارجية والمغتربين في فلسطين من مغبة تمادي اليهود المتطرفين ومنظماتهم وعصاباتهم الاستعمارية في المس والاستهداف المتواصل للمسجد الأقصى المبارك بطريقة تدريجية، بهدف تكريس تقسيمه الزماني، ريثما تتم عملية تقسيمه مكانيا. وأدانت الوزارة في بيان، صدر عنها أمس، الجهات الحكومية والعسكرية والشرطية والقضائية الإسرائيلية التي ساندت ودعمت هذا الزحف الاستيطاني التهويدي باتجاه أبواب المسجد الأقصى، حيث أعطت الشرطة الإسرائيلية الضوء الأخضر لإقامة تدريبات “قرابين عيد الفصح اليهودي” في منطقة القصور الأموية جنوب القدس المحتلة، وسط مشاركة العديد من الحاخامات المتطرفين. وحملت الوزارة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج ممارساتها وسياساتها الاستفزازية، وتداعيات عدوانها المتواصل على المقدسات المسيحية والإسلامية. وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة سرعة التحرك والدفاع عن ما تبقى من مصداقية لهما في حماية الشعب الفلسطيني عامة، ومقدساته بشكلٍ خاص.
يأتي ذلك بالتزامن مع تدريبات واسعة تجريها شرطة الاحتلال لمئات من عناصر قواتها الخاصة المعروفة بـ “اليسام” تحاكي عملية اقتحام للمسجد الأقصى. وقالت مصادر إسرائيلية إن 700 من العناصر الخاصة التابعة للشرطة من مختلف المراكز في إسرائيل، بدأت تدريبات تشمل العديد من السيناريوهات المحتملة في ظل التوتر واحتمالات التصعيد خلال يوم الجمعة القادم الذي يصادف يوم الأرض، وعشية عيد الفصح اليهودي. وأوضحت أن من بين السيناريوهات التي يتدرب عناصر الشرطة عليها، سيناريو يتم خلاله اقتحام المسجد الأقصى، وتم بناء مجسمات تحاكي أبواب المسجد الأقصى في منطقة التدريب. وذكرت المصادر أن قيادة ما يسمى حرس الحدود التابعة للشرطة الإسرائيلية أعدت وتشرف على التدريب الذي سيستمر طيلة هذا اليوم، ويجرى في منطقة “هشفلا”. وقالت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، إن التدريب يهدف إلى فحص قدرة القوات على مواجهة سيناريوهات صعبة في ظل التوتر الأمني الحالي في الضفة الغربية ودعوات حماس لمسيرات العودة باتجاه حدود قطاع غزة، واحتمال اندلاع مواجهات عنيفة في يوم الأرض الذي يصادف يوم الجمعة القادم. وعلى الرغم من الاستعدادات الكبيرة للاحتلال لمواجهة دعوات التصعيد في يوم الأرض، إلا أن مفتش عام الشرطة الإسرائيلية روني ألشيخ قال في رسالة لتهدئة الإسرائيليين، خلال جولة له في أطراف مدينة القدس، إنه لا توجد زيادة في عدد الإنذارات حول نية فلسطينيين تنفيذ عمليات عشية عيد الفصح اليهودي.
في سياق متصل، اقتحم 66 مستوطناً، معظمهم باللباس التلمودي التقليدي، و37 عنصراً من مخابرات الاحتلال، امس الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. وأوقفت قوات الاحتلال أحد المُصلين من الشبان وأخرجته من المسجد وأخضعته للتفتيش الجسدي دون معرفة ما إذا كانت اعتقلته أم لا. وأشار إلى أن مجموعات المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في المسجد، وسط أداء عدد منهم حركات تلمودية صامتة، في حين نفذت عناصر المخابرات جولة استكشافية في العديد من مرافق المسجد المبارك. وكانت “منظمات الهيكل” المزعوم دعت إلى تفريغ المسجد الأقصى الجمعة المقبل من المصلين؛ بذريعة “تنفيذ قرابين الفصح التوراتي”. وألصقت عناصر تابعة لهذه المنظمات في ساعات مبكرة من فجر امس الثلاثاء، إعلانات عنصرية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، تدعو إلى افراغ الأقصى فيما أسمته بـ”يوم الابكار التوراتي”، الذي يسبق يوم “البيسح” أو الفصح العبري. كما قضت محكمة الصلح التابعة للاحتلال في مدينة القدس المحتلة، بالسماح للمستوطنين اليهود الصلاة على أبواب المسجد الأقصى، مدعية بأن “حقهم في ذلك لا يقل عن حق العرب”.
وذكرت مصادر عبرية، أن القرار جاء في إطار جلسة للمحكمة عقدت أول أمس، للنظر في قرار شرطة الاحتلال إبعاد ثلاث مستوطِنات عن منطقة الأقصى، بعد أدائهن صلوات يهودية عند باب حطة (أحد أبواب المسجد الأقصى).
Source: alwatan.com/details/252679Alwatan كتب:
في السياسة 28 مارس,2018
نسخة للطباعة
