إلى المقبلين والمقبلات على الزواج

    • إلى المقبلين والمقبلات على الزواج


      في الإجازة الصيفية خاصة، وفي غيرها من الإجازات عامة تكثر الزيجات، ويتهيأ العروسان لبناء بيت الزوجية.

      والحياة الزوجية تتطلب من الزوجين فهما صحيحا لهذه الحياة، وعليهما أن يستمعا لنصائح من لديهم الخبرة والدراية

      لطبيعة الحياة الجديدة، فيقدمون لمن ليس لديهم المعرفة بحقيقة الحياة الجديدة: النصائح، وما تتطلبه من علم لسير

      الحياة سيرا طبيعيا؛ لذلك أسهمت في هذا الموضوع، وقدمت للمقبلين والمقبلات على الزواج رسائل نصح لهم

      تساعدهم على بناء معالم لحياتهم، لا يضلون إذا ساروا عليها بصدق وإخلاص. وإليكم هذه الرسائل:
      رسائل إلى المقبلين والمقبلات على الزواج
      – أيتها العروس: إن أسعد النساء امرأة فجَّرَ الحب الإنساني في وجدانها ينبوعاً دفاقاً, فأروى نفسها, وأفاض على عالمها

      معاني الرقة والحنان, والجمال، فغدت نفسها ربيعاً, فازدادت طاعة لربها, وحباً لمن سيكون شريكاً لها في حياتها.

      – إن المرأة الطيبة العاقلة هي التي تحتفظ بأنوثتها وجاذبيتها, وسحرها ودلالها وعاطفتها

      والمرأة ذات النظرة الصائبة، تكره الرجل الذي فقد شخصيته, فصار ضعيفاً, وإن أقرب الرجال إلى

      المرأة هو من يحسن عشرتها, فيحترمها ويكرمها, ويجاملها, ويعاملها باللياقة والأدب.

      – الجمال الحقيقي أيتها الفتاة: هو جمال الروح والتربية والخلق. أما جمال الصورة والشكل والجسم

      فعلى الرغم من أنه مرغوب فيه, وله تأثير سريع؛ لكنه لا يصل إلى مرتبة الجمال الروحي في بهائه وسناه

      ونقائه على مر الأيام. وإن أتعس النساء من تخلت عن أنوثتها؛ والتي من أخص خصائصها الحياء

      والحياء لا يأتي إلا بخير, فمن ظنت أن الانطلاق هو أقصر الطرق إلى قلب الرجل، فقد خدعها الشيطان

      وجنوده، فالفتاة المتثاقلة أحب إلى الرجل ممن تطير إليه كما يطير الفراش حول النار, فيحترق.

      – الفتاة التعيسة هي المبذرة التي تقدس الأزياء، وحب الشهرة والظهور إلى درجة الجنون, لذلك تراها

      حيرى لا تشبع من الدنيا, ولو جاءتها كل صبيحة في ثوب جديد, فقلبها معلق بما يفنى لا بما يبقى

      وتجار الغرائز والعواطف المنحرفة، يعرفون الوسائل التي بها يصطادونها, ويرمون شباكهم عليها

      فلا تقدر على الانفلات منهم، إلا إذا رجعت إلى رشدها, وأيقنت أنها هدف لكل شيطان مريد

      ولُكَعَةٍ خبيث, لا يريد منها سوى سلب إرادتها وجعلها رهينة لديهم.

      – إليكِ أختي المسلمة هذه النصيحة، وأنت مقبلة على الزواج؛ للحصول على حب زوجك:

      ينبغي عليك أن تعطيه أولاً؛ فإن الحب يولد الحب, وعلى قدر سخاء العطاء من جانبك، يكون سخاء

      العطاء من الجانب الآخر. أما الأنانية، فإنها مدمرة للحب وللحياة الزوجية. إن الصراحة والصدق

      من عوامل النجاح والسعادة في عش الزوجية؛ وما من شيء يعكر السعادة الزوجية مثل: سوء التفاهم

      بين الزوجين, وممارسة الكذب في العلاقة بينهما, ونضوب المشاعر

      واستطالة لسان كل منهما على الآخر, وسوء التقدير, والظن.

      التجديد في الحياة مطلوب؛ لأنه يبعث على النشاط والحيوية, ويدفع الملل والسأم, والبيت الذي

      لا يتجدد هواؤه تفسد الحياة فيه. فالمرأة التي ستغادر بيت أبيها إلى بيت زوجها عليها: أن تحرص على

      تجديد الحياة فيه, وللتجديد صور وأشكال، وله جوهر أصيل, ومظهر متحرك. فالتجديد

      هو الماء الذي لا تقوم الحياة إلا به, ولذلك فإن تجديد الروح يحصل بالتأمل والتفكر، واللسان الرطب

      بذكر الله, والنظر في أحوال الآخرة. كما أن التجديد جميل في الزينة والتنسيق, والترتيب والنظافة

      والابتسامة, والملاطفة، وخفة الروح والحب, والإيثار و و و و وعلى الزوجين أن يتقنا

      فن التغيير الذي ينشد الحق والخير والجمال.

      إن أحسن وصية نهديها إلى الفتاة أثناء الخطبة، أو العقد، وقبل أن تنتقل إلى عش الزوجية

      أن تحرص على عدم إطالة أمد الخطوبة؛ لأن مظاهر التكلف بينهما قائمة على قدم وساق, إن فترة

      الخطوبة يجب أن تكون ناصعة البياض, منضبطة بالقواعد الشرعية, والحدود بين الخطيبين فيها ينبغي

      أن تكون واضحة مفهومة؛ وبذلك يلتقي الطرفان – إن شاء الله – على هدف واحد هو الزواج.

      – قال بعض الحكماء: (من النساء امرأة لا جمال فيها, ولا سحر يشدك إليها, حتى إذا قطفتها

      ووضعتها فوق صدرك, أحسست بعطرها يملأ أنفك ويستحوذ على نفسك. فالسعادة الزوجية ليست بيد

      الرجل فقط, بل هي في كليهما، فكثيرات من النساء استطعن إصلاح أزواجهن بالحب والحكمة.

      والمرأة ببسمتها الحلوة, وبأشعة الخير المنبعثة من وجهها, ونسمات الود التي ترفرف بأجنحتها في بيت

      زوجها تُقَوِّمُ النفوس الجامحة, وتخفف الكثير من عيوب المحبوب، ومن صعوبات الحياة وضيق العيش).

      – أيها العروسان, ليس من الحكمة رفع الكلفة بينكما؛ لأن الحب يستمد بقاءه عادة من هذه الهالة التي يحسها

      كل مخلوق نحو الآخر, ورفع الكلفة بين الزوجين، والمزاح الذي لا يعرف حدود الاحترام يمكن أن ينزع قشرة الحب

      فيصاب بالأسن, مثلما تفسد الثمرة إذا سلخت عن قشرتها, ولا يعني هذا أن نخسر حياة المرح, وخفة الروح وإشراقها.

      إن خسارة المرح أو فقدانه يتيح للنكد أن يضرب أوتاده في البيت, عندئذ يمل أهله وساكنوه. إن توقف التعبير

      عن الأحاسيس هو الباب المفتوح على الملل؛ فالزوجة تجدد حياة زوجها في طريقة ملاقاتها له, وهي ترتدي حلة بهية

      وتتمايل أمامه مثل تمايل النشوان, وتهتز كالغصن الرطب, ويقابل الزوج زوجته مقابلة عاطفية، وكأن أحدهما

      قد فارق الآخر, وغاب عنه غيبة طويلة, فأمَضَّهُ الشوق والحنين إلى لقياه.

      – إن سخرية الزوج من زوجته, أو سخرية الزوجة من الزوج ميسور؛ لكنه مدمر الحياة الزوجية.

      إن على الزوجين واجبات وتكاليف ومن أهمها: تنشيط المشاعر العاطفية بينهما، كلما أحسا بفتورها

      وتعزيز الثقة التي ربما قد يصيبها الوهن، والنظر إلى الخلافات الزوجية نظرة استخفاف, وقد يساعد

      الفراق المؤقت المتفق عليه في تأجيج ما خبا من جاذبية كل منهما نحو الآخر, وللهدية أثر ملموس

      [b]في تقوية الأواصر بينهما, وأحياناً تبادل الرسائل الغرامية بكشف مكنون كل طرف نحو الآخر, فإذا

      هما وجهاً لوجه أمام الحقيقة التي يتشبث بها الطرفان, فيتعلق الزوج بزوجته تعلقاً يغبطان عليه.



      يا ربة البيت يا مشكاة بهجته العيـش بعدك مر كله صـبر
      [/b]
      بين أنفاسي أحمل أماني جميلة ... وحنين ل غدٍ أروع وقلب ينبض بالأمل كل ما أحلم به سأغلفه بصدق نيتي وأبعثه بتراتيل دعاء خفية ربي قد فوضت لك أمري