لم يبخل على حبيبه يوما بمثقال ذرة حب وسقاه زلال الصدق والوفاء، لكنه جازاه لإخلاصه أن هجره وخانه، فما كان للمحب الصادق سوى أن يقول ...
يــا من بقلبــي ساكنا، ويجولُ
أين الوفاءُ المرتجـــى المأمولُ
لمَ قد نأيتَ، بعدمـــــا ولعتني
فيكَ، وصرتُ بحبكَ مشغـــولُ
شهران مرا، لم تزرني فيهمـــا
وأنتَ الذي،برعيتي المسئـــولُ
وكم قلت أن العيش دوني غصةٌ
والسعدُ فيهــا، والوفا مقتولُ
ووعدتني بالغيث يغمر جنتـــي
يا كاذبا في الوعد،جــاء محولُ
مــاتت أزاهير المودة من ضمىً
وقضى النبـاتُ وضُيع المحصولُ
خلفتني وحدي، أُصــارع حيرتي
لا ترس عندي وسيفهــا مسلولُ
فيـا من سقيتكَ ، من زلال محبتي
وهجرتنــي ، لما رأيتَ هطولُ
عد لي وإلا، ستصطليك جهنمـي
لا لن يجيــركُ ، من عليه تعولُ
ولأشكينك ، عند ربـي في الدجى
وقل لي إذا أُحضرت، ما ستقولُ؟
وقل لي إذا أُحضرت، ما ستقولُ؟
أتظنُ أنكَ، يــــا ظلومُ بمنقذ
هيهـــات إنك ، واهمٌ وجهولُ
ستلقى عقـابكَ ، عاجلا وستجتني
ثمرَ المراءِ ، وقولــك المعسولُ
شمس الخيانة يا جحودُ مصـيرها
بعد السطوعِ ، في السمـاء أفولُ
