||,, سيرة حياة حــــكام الـــعرب حصررريا ,,||

    • ||,, سيرة حياة حــــكام الـــعرب حصررريا ,,||


      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,


      اهلا بكم

      جاتني فكرة هذا الموضوع وانا ابحث عن شي يمكن يجذب الاعضاء
      الى ساحة الساسه والاقتصاد

      فكرة الموضوع تدور عن سيرة حياة حكام العرب
      .
      .
      .

      كل ثلاثة ايام رح انزل سيرة حياة احدى من حكام العرب

      وطبعا الموضوع لا يخلى من مدخلاتكم واضافتكم عن كل حاكم

      واذا حب اي حد منكم يضيف سيرة حياة اي حاكم عربي لم يتم ذكره يرسلي ع الخاص
      :)


      واتمنى منكم التفاعل في هذا الموضوع

      ودمتم بووود
      |a
    • السيرة النضالية للشهيد الرئيس الرمز ياسر عرفات:

      "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". صدق الله العظيم .

      في اليوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني نوفمبر من عام 2004 م، فقد الشعب العربي الفلسطيني، وفقدت الأمتين العربية والإسلامية، وفقد أحرار العالم، رجلا من أغلى الرجال، رجلا أمضى حياته فارسا مغوارا، ومناضلا بطلا، سياسيا محنكا، ومع ذلك رفع غصن الزيتون مرتين، مرة عام 1974م عندما ألقى كلمة فلسطين في الأمم المتحدة، والأخرى عام 1993 عندما نادى للعمل من اجل سلام الشجعان
      عند توقيع اتفاقية إعلان المباديء في واشنطن، داعيا العمل من اجل إحلال السلام القائم على العدل، لا السلام القائم على الظلم والاضطهاد.
      لقد وعى الرئيس عرفات جيدا أبعاد النكبة التي حلت بشعبه عام 1948م، فقرر أن يسخر حياته لإزالة أثارها وعودة الحقوق الى أصحابها، رافعا شعلة أضاءت للشعب الفلسطيني طوال أربعين عاما، طريقا حالك الظلام نحو فلسطين، استطاع أن يعيد القضية الفلسطينية الى فلسطينيتها، بعد أن غلفتها شعارات التيه والضياع ردها من الزمن، ظاهرها رحمة وباطنها المؤامرات والدسائس.
      لقد استشهد ياسر عرفات بعد أن استطاعت مدرسته الثورية والنضالية من تخريج العشرات والمئات بل الألوف ومعهم جماهير الشعب الفلسطيني لمواصلة الطريق، طريق ابو عمار نحو فلسطين والقدس.
      ومع اليقين بان عشرات الكتب ستظهر أجلا أم عاجلا، متناولة سيرة عرفات وفكرة ونضاله وحياته، فان مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، الذي تشرف بقيام الرئيس عرفات بافتتاحه، يقدم هذه البانوراما السريعة لحياة الشهيد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات، رئيس دولة فلسطين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية.

      أولا: السيرة النضالية للرئيس ياسر عرفات:


      " ولد في القدس- فلسطين في 4/8/1929
      " الاسم: "محمد ياسر" عبد الرؤوف القدوة الحسيني
      " تلقى تعليمه في القاهرة- مصر
      " التحق بالضباط الاحتياط للجيش المصري وقاتل في صفوفه منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956
      " تخرج مهندساً من جامعة فؤاد الأول - القاهرة
      " انخرط في شبابه في الحركة الوطنية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى اتحاد طلاب
      " فلسطين في 1944 وتولى رئاسته لاحقاً.
      " في الخمسينات أسس مع إخوانه من المناضلين الفلسطينيين حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وأعلن الناطق الرسمي لها في1965.
      " في شباط 1969 انتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
      " 1973 قائدا عاما لقوات الثورة الفلسطينية
      " 1974 ألقى كلمة باسم الشعب الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
      " حصل علي عده أوسمة وجوائز للسلام.
      " 1997وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي.
      " 1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد "الهند".
      " دكتوراه من جامعة جوبا في السودان.
      " دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999.
      " 1982 قاد المعركة البطولية ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان ومعركة الصمود
      " خلال حصار بيروت من قبل القوات الإسرائيلية.
      " نوفمبر 1984 ونيسان 1987 أعيد انتخابه رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل الدورات 17 و 18 و 19 للمجلس الوطني الفلسطيني.
      " 15/11/1988 تم إعلان الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانتخب رئيسا لدولة فلسطين.
      " 13/12/1988ألقى خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في جنيف التي انتقلت لعقد جلستها في جنيف بسبب رفض الحكومة الأمريكية منح الرئيس ياسر عرفات تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية للذهاب إلى نيويورك من أجل إلقاء كلمته في الجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وخاطبها في جنيف كما خاطب مجلس الأمن في جنيف في شباط وأيار 1995 لنفس السبب.
      " 13-14/12/1988أطلق مبادرة السلام الفلسطينية لتحقيق السلام العادل في الشرق الأوسط، والتي فتحت بناءا عليها الحكومة الأمريكية برئاسة الرئيس رونالد ريغان، حوارها مع منظمه التحرير الفلسطينية في تونس.
      " 30/3/1989اختاره المجلس المركزي الفلسطيني رئيساً لدولة فلسطين، وقد تم اختياره لهذا المنصب من قبل المجلس الوطني الفلسطيني مباشرة.
      " أطلق ووجه سياسة "سلام الشجعان " التي تتوجت بتوقيع اتفاقية إعلان المبادئ بين منظمه التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل في البيت الأبيض يوم 13/1993.
      " اختاره المجلس المركزي الفلسطيني في 12/10/1993 رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية
      " 31اكتوبر 1993 اختير رئيسا للمجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والأعمار.
      " نائب رئيس حركة عدم الانحياز، ونائب رئيس دائم لمنظمة المؤتمر الإسلامي
      " في تموز 1994 منح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام
      " في أكتوبر 1994 منح جائزة نوبل للسلام
      " في نوفمبر 1994 منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا
      " 20/1/1996 انتخابه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية- الانتخابات العامة
      " 3/12/2001 ، فرضت الحكومة الإسرائيلية برئاسة ارئيل شارون عليه الحصار في المقاطعة في رام الله، وهذا الحصار دام حتى ساعة استشهاده، قامت قوات الاحتلال بتدمير أجزاء كبير من مبنى المقاطعة، وقصفت المبنى وبداخله الرئيس ياسر عرفات ورفاقه ومعاونيه مرات عديدة بقذائف الدبابات والطائرات، وهددت أكثر من مرة بتدمير المبنى على رؤوس من بداخله، ليس هذا فحسب بل قصفت قوات الاحتلال جميع مقرات الرئيس في قطاع غزة والضفة الغربية، كما دمرت مطار غزة الدولي وطائرات الرئاسة المروحية للحيلولة دون تنقل الرئيس ومتابعته لأمور شعبه.
      " 1/8/2004منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس- أبو ديس.



      ثانيا: المحطات الرئيسية في حياة الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات
      البداية:


      بدأ حياته السياسية في مطلع الخمسينات من القرن الماضي، حيث شارك في تأسيس اتحاد طلاب فلسطين في مصر عام 1952 م عندما كان طالبا في كلية الهندسة بجامعة القاهرة حيث ظهرت مواهبه السياسية كناشط وزعيم سياسي، وبعد ذلك تولى رئاسة رابطة الخريجين الفلسطينيين في مصر، انجذب الى حركة الأخوان المسلمين في بداية حياته وكان مؤيدا لها، إلا ان النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، وإعلان قيام دولة إسرائيل على 78% من ارض فلسطين التاريخية، واجبار سكانها على الهجرة منها ليعيشوا لاجئين في الدول المجاورة، جعله يعتنق فكرة الكفاح المسلح من اجل التحرير والعودة، وييستدل من ذلك الرسالة التي أرسلها الى اللواء محمد نجيب في أعقاب ثورة 23/ يوليو/ 1952 المكونة من ثلاث كلمات كتبها بدمائه وهي " لا تنسوا فلسطين ". و التحق بالخدمة العسكرية في الجيش المصري، واكتسب خبرة عسكرية واستخدام المتفجرات، وشارك في التصدي للعدوان الثلاثي عل مصر 1956.

      تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح":


      في العام 1958 وأثناء عمله مهندسا في دولة الكويت، بدا بوضع اللبنات الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حيث شكل الخلية الأولى التي تبنت الكفاح المسلح طريقا لتحرير فلسطين ومن رفاقه الذين شاركوه التأسيس، صلاح خلف " ابو إياد" ، وخليل الوزير " ابو جهاد " وبدأ الرئيس ياسر عرفات بمحاولة جمع عدد من البنادق من مخلفات الحرب العالمية الثانية ، وفي ليلة الأول من يناير عام 1965 نفذت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح أولى عملياتها ضد الاحتلال الإسرائيلي بنسف محطة مائية ، حيث قام ياسر عرفات تسليم نص البيان الأول الى صحيفة النهار اللبنانية بنفسه ، وفي أعقاب حرب عام 1967 انتقل عرفات للعمل السري في الضفة الغربية المحتلة حيث قام بتنظيم مجموعة من خلايا المقاومة، واستمر ذلك مدة أربعة اشهر . وانتخب في العام 1969 رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية

      معركة الكرامة:


      في أعقاب حرب 1967، توفرت لياسر عرفات ظروفا ملائمة لتطوير الثورة ومقامة الاحتلال حيث يتواجد أعداد كبير من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، عمل الرئيس ياسر عرفات الذي عرف بابو عمار على تدريب العديد من الشباب الفلسطيني على عمليات المقامة ضد الاحتلال الاسرائيليي وذلك عبر التسلل عبر الحدود ونهر الأردن، حيث وجهت مجموعات المقاومة ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية بشن هجوم ضخم على بلدة الكرامة الأردنية، بهدف القضاء وتدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك في مارس سنة 1968، أظهرت فيها المقاومة الفلسطينية بقيادة ابو عمار بطولة خارقة حيث تصدت للدبابات والطائرات الإسرائيلية بأسلحة خفيفة بدائية، والحقت بالقوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وكانت لهذه المعركة التي لم تستطع إسرائيل من تحقيق أهدافها حيث لجبرت على الانسحاب أمام ضربات المقاومة، تأثيرا كبير على الشارع الفلسطيني والعربي خصوصا وأنها حدثت في أعقاب هزيمة حرب عام 1967 م ، حيث ارتفعت المعنويات واثبتت هذه المعركة أن المقاتل العربي يمكنه القتال بشراسة ضد الغازي المحتل، واحيي الأمل لدى الفلسطينيين في التحرير والعودة بتصميمهم على الكفاح المسلح من اجل ذلك .



      أحداث أيلول الأسود عام 1970


      وهي معارك طاحنة دارت بين الجيش الأردني وقوات المقاومة، في أعقاب قيام بعض فصائل المقاومة باختطاف أربع طائرات ركاب وإجبارها على الهبوط في الصحراء الأردنية ، حيث هاجم الجيش الأردني قواعد المقاومة في عمان وجرش وعجلون ، سقط خلالها العديد من الضحايا من الجانبين ، قررت بعدها المقاومة الانتقال الى لبنان بعد تدخل العديد من الوساطات العربية لإنهاء الصدام بين الجانبين الأردني والفلسطيني، وخرج ابو عمار سرا من الأردن الى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربي الطاريء الذي عقد لتناول أحداث أيلول 1970.
      في لبنان أعاد ابو عمار ترتيب صفوف المقاومة ومواصلتها معتمدا على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.



      قمة الرباط 29/10/1974


      اتخذ مؤتمر القمة العربية التي عقدت في الرباط عام 1974 قرارا باعتبار منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وفي 13/11/1974م ، ألقى ابو عمار كلمة هي الأولى من نوعها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال عبارته المشهورة " لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي " ومنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفة مراقب في الأمم المتحدة .



      بيروت 1982

      بعد اشتداد عمليات المقاومة، وتسديد ضرباتها الموجعة للعدو الإسرائيلي ، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي آرئيل شارون في ذلك الوقت لبنان حتى وصل الى مشارف بيروت وقام بمحاصرة الجانب الشرقي من بيروت المعروف ببيروت الشرقية ، وهي المنطقة التي يتواجد فيها مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية والعديد من كوادر المقاومة على رأسهم ابو عمار ، دام الحصار 80 يوما بذل فيها ابو عمار ورفاقة من القادة والمقاتلين أروع آيات الصمود والتصدي ، ولم تتمكن قوات الاحتلال من اقتحام بيروت تمام صمود المقاومة، وبعد وساطات عربية ودولية خرج ابو عمار ورفاقه من بيروت الى تونس وكان ذلك في يوم 30/8/1982 م .



      إعلان الاستقلال 15/11/1988


      بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، انعكست تأثيراتها على القضية الفلسطينية، التي كادت ان تشهد فترة من اللامبالاة العربية والدولية لتعيد لهذه القضية مكانتها كأهم واخطر قضية في العالم ، وعلى اثر ذلك عقد المجلس الوطني الفلسطيني دورته التاسعة عشر ، في شهر تشرين الثاني من عام 1988م وفي هذه الدورة ألقى ابو عمار وثيقة الاستقلال ، وفي ابريل من عام 1989 ن كلف المجلس المركزي الفلسطيني ابو عمار برئاسة دولة فلسطين .

      مؤتمر مدريد للسلام نوفمبر عام 1991


      في أعقاب حرب الخليج الأولى، اثر الاحتلال العراقي للكويت، أجريت العديد من الاتصالات الدولية بشان البدء بمناقشة سبل حل القضية الفلسطينية ، أسفرت عن عقد مؤتمر دولي للسلام في مدينة مدريد بأسبانيا ، شارك فيها الوفد الفلسطيني ضمن وفد مشترك أردني فلسطيني، وبعد هذا المؤتمر عقد جولات عديدة من المفاوضات في واشنطن واستمرت
      المفاوضات دون فائدة بسبب المماطلة الإسرائيلية.


      اتفاقيات اوسلو


      في عام 1990 أعلن ابو عمار عن أجراء اتصالات سرية بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي ، أسفرت فيما بعد عن توقيع اتفاقية إعلان المباديء بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بتاريخ 13/9/1993، والتي عرفت باتفاقية غزة - أريحا أولا ، وبعدها عقدت سلسلة من الاتفاقيات منها اتفاقية اوسلو المرحلية في 28/9/1995 ، ومذكرة شرم الشيخ وطابا، وواي ريفر ، وبروتوكول باريس الاقتصادي ، وعلى اثر توقيع اتفاقية إعلان المباديء ، انسحبت القوات الإسرائيلية من بعض المناطق في قطاع غزة مدينة أريحا، وفي 4/5/1994 دخلت أول طلائع قوات الأمن الوطني الفلسطيني الى ارض الوطن ، لتبدأ عمل أول سلطة وطنية فلسطينية على الأرض الفلسطينية بقياد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين .


      الانتخابات الفلسطينية الأولى بعد نشوء السلطة الوطنية الفلسطينية


      في يوم 20 كانون الثاني يناير عالم 1996، نظمت أول انتخابات فلسطينية لانتخاب أعضاء المجلس التشريعي وانتخاب رئيس السلطة التي نصت عليها اتفاقات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، حيث تم انتخاب الرئيس ياسر عرفات رئيسا للسلطة الفلسطينية.

      قمة كامب ديفيد عام 2000


      في 25 تموز يوليو عقدت قمة فلسطينية وإسرائيلية في منتجع كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية برعاية أمريكية، كان ابو عمار رئيسا للوفد الفلسطيني، وايهود باراك رئيس وزراء إسرائيل رئيس الوفد الاسرائيليى برعاية الرئيس بيل كلينتون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية انتهت بالفشل أمام التعنت والصلف الإسرائيلي تجاه مطالبة الفلسطينيين بحقوقهم.

      انتفاضة الأقصى 2000


      في الثامن والعشرين من شهر أيلول سبتمبر عام 2000 أقدم آرئيل شارون على محاولة دخول المسجد الأقصى المبارك على الرغم من النداءات المتكررة من الرئيس ياسر عرفات بعدم الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطير، ولم يأبه شارون بهذه النداءات او غيرها التي صدرت عن الأمين العام للأمم المتحدة والزعماء العرب وغيرهم ، واثارت هذه الخطوة مشاعر الشعب الفلسطيني الذي هب الى مواجهة القوات الإسرائيلية التي أحاطت بشارون لحمايتة ، فتصدت القوات الإسرائيلية الى جموع الفلسطينيين العزل ليسقط عددا كبيرا منهم بين شهيد وجريح ، وسرعان ما انتقلت الشرارة الى باقي الاراضي الفلسطينية معلنة اندلاع انتفاضة كبري مازالت مستمرة حتى ألان على الرغم من القيام بالعديد من المبادرات والمؤتمرات وأهمها تقرير لجنة متشل ، ووثيقة تينت ، وخطة خارطة الطريق .

      الحصار الثاني 2001


      في الثالث من شهر كانون الأول ديسمبر عام 2001، قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة ارئيل شارون فرض حصار على الرئيس عرفات في مبنى المقاطعة برام اللة ، ومنعته من التحرك والانتقال حتى داخل الاراضي الفلسطينية بين مدنها وبلداتها لمتابعة أمور الشعب الفلسطيني ، وهدد مرارا على الأقدام بهدم مبنى المقاطعة على رأس الرئيس ورفاقة ومعاونية المتواجدين معه في المقاطعة ، وقامت بتدمير أجزاء كبير من المبنى ، ولكن الرئيس ابو عمار وكعادته ظل صامدا أمام هذه الهجمة الإسرائيلية وأثناء الاجتياح الإسرائيلي لرام الله في أواخر مارس عام 2002 قال عبارتة المشهورة " يرودوني إما طريدا وإما أسيرا وإما قتيلا ، لا أنا أقول لهم شهيدا ،شهيدا ، شهيدا "، واستمر الحال حتى ساءت صحة الرئيس ياسر عرفات ، رأى الأطباء ضرورة نقله الى باريس للعلاج ، وغادر يوم 29/10/2004 ، أجريت له العديد من الفحوصات والتحاليل الطبية ولكن إرادة الله نفذت، واستشهد قائداً وزعيماً ومعلماً.










    • عاشق الشوق كتب:

      وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته



      موضوع متميز وفكرة رائعه مشرفتنا


      بارك الله فيك


      ولنا متابعه ومشاركه بإذن الله



      :)




      اشكرك اخوي عاشق الشوق

      في انتظار مشاركاتك
      :)
    • ماشاء الله عليك يابرنسيسه
      موضوع جميل ان نعرف عن حيات وسير الحكام العرب
      الى امام دوم يابنوووته

      وان شاء الله نكون متابعين معك على هذا المجهود الطيب .


    • فتى المخابرات كتب:

      ماشاء الله عليك يابرنسيسه

      موضوع جميل ان نعرف عن حيات وسير الحكام العرب
      الى امام دوم يابنوووته


      وان شاء الله نكون متابعين معك على هذا المجهود الطيب .





      برنسيسه مره وحده #e
      لوووول
      #i

      تسلم اخوي فتى المخابرات ما تقصر والله
      اشكرك على المرور

      ولا تحرمنا من مداخلاتك ومشاركتك ويانا

      في انتظارك
      :)
    • الأوسمة والجوائز التي حصل عليها

      [
      [*]1979 وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي.

      [*]1981 دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد الهند.

      [*]دكتوراه من جامعة جوبا في السودان.

      [*]يوليو 1994 نح جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام.

      [*]أكتوبر 1994 منح جائزة نوبل للسلام.

      [*]نوفمبر 1994 منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا.

      [*]دكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا 1999.

      [*]1 أغسطس 2004 منح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة القدس في أبو ديس.
      .
      .


      تدهور صحته ووفاته :

      في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما قرر أطباءه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (فتيليغو)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، وإلتهاب في المعدة أصيب به منذ تشرين أول أكتوبر 2003. وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة ، وعانى ضعفا عاما وتقلب في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.
      تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهوراً سريعاً في نهاية أكتوبر 2004، قامت على اثره طائرة مروحية على نقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة اخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004. وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوبا بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به. وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الانباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين، وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 عن نبأ موت الرئيس عرفات سريرياً وأن أجهزة عرفات الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الالكترونية لا عن طريق الدماغ. وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.
      .
      .

      موت طبيعي أم اغتيال :

      تضاربت الأقوال كثيرا في وفاة ياسر عرفات، ويعتقد الكثيرون بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه، فيقول طبيبه الخاص الدكتور الكرد بخصوص إمكانية تسميمه "في الحقيقة أن الأطباء الفرنسيين بحثوا عن سموم في جثة عرفات بعد مماته في باريس، وتجدر الإشارة أن البحث عن سموم في جسم الرئيس المتوفى حدث بعد أسبوعين من تناول الرئيس عرفات تلك الوجبة المشبوهة، ويعتقد أن فترة اسبوعين هي فترة كافية لتغلغل السم في جسم الرئيس عرفات وإحداث الضرر ومن ثمة الخروج من جسم الرئيس بطريقة أو باخرى، أضف إلى أن المختبرات الفرنسية كانت تبحث عن سموم معروفة إذ يصعب البحث عن شيء لاتعرفه" كما يقول ناصر القدوة :"كل خبير استشرناه بين أنه حتى السم الأكثر بساطة، والذي يستطيع عالم متوسط انتاجه، سيصعب تحديده من عالم فذ!" ويضيف:"لا أستطيع ان احدد يقينا أن إسرائيل قتلته، لكنني لا أستطيع ايضا أن انفي هذه الإمكانية فالأطباء أنفسهم لم يلغوا هذه الفرضية.
      ويقال أن الحراسة حول عرفات لم تكن بالمستوى المطلوب وأنه كان يقابل مئات الزوار أثناء فترة حصاره في المقاطعة وكان يحصل على حلوى وحتى أدوية منهم، كما كان معرضا للوخز بدبابيس علقوها بملابسه، وتلقى هدايا كثيرة بغير رقابة.

      .
      .


      هذه بعض المعلومات نقلتها لكم


      :):):)
    • ...بنت العز... كتب:

      تسلم اخوووووووووووووي ع الاضافه

      :)


      ,,,,,,,,


      تعددت الاسباب والموت واحد
      وهذا كان قضاه وقدره




      الله يسلمك مشرفتنا
      صحيح هذا قضاه وقدره

      .
      .



    • ولد جمال عبد الناصر في ١٥ يناير ١٩١٨ في ١٨ شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية .
      كان جمال عبد الناصر الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذي ولد في عام ١٨٨٨ في قرية بني مر في صعيد مصر في أسره من الفلاحين، ولكنه حصل على قدر من التعليم سمح له بأن يلتحق بوظيفة في مصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه يكفى بصعوبة لسداد ضرورات الحياة .


      جمال عبد الناصر فى المرحلة الابتدائية:

      التحق جمال عبد الناصر بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبه في عامي ١٩٢٣ ، ١٩٢٤ .
      وفى عام ١٩٢٥ دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبه في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي – ١٩٢٦ – علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها، ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه – كما ذكر لـ "دافيد مورجان" مندوب صحيفة "الصنداى تايمز" – ثم أضاف: "لقد كان فقد أمي في حد ذاته أمراً محزناً للغاية، أما فقدها بهذه الطريقة فقد كان صدمة تركت في شعوراً لا يمحوه الزمن. وقد جعلتني آلامي وأحزاني الخاصة في تلك الفترة أجد مضضاً بالغاً في إنزال الآلام والأحزان بالغير في مستقبل السنين ".
      وبعد أن أتم جمال السنة الثالثة في مدرسة النحاسين بالقاهرة، أرسله والده في صيف ١٩٢٨ عند جده لوالدته فقضى السنة الرابعة الابتدائية في مدرسة العطارين بالإسكندرية .


      جمال عبد الناصر فى المرحلة الثانوية:

      التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٢٩ بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاماً واحداً، ثم نقل في العام التالي – ١٩٣٠ – إلى مدرسة رأس التين الثانوية بالإسكندرية بعد أن انتقل والده إلى العمل بمصلحة البوسطة هناك .

      وفى تلك المدرسة تكون وجدان جمال عبد الناصر القومي؛ ففي عام ١٩٣٠ استصدرت وزارة إسماعيل صدقي مرسوماً ملكياً بإلغاء دستور ١٩٢٣ فثارت مظاهرات الطلبة تهتف بسقوط الاستعمار وبعودة الدستور.
      ويحكى جمال عبد الناصر عن أول مظاهرة اشترك فيها: "كنت أعبر ميدان المنشية في الإسكندرية حين وجدت اشتباكاً بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات من البوليس، ولم أتردد في تقرير موقفي؛ فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شئ عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، ولقد شعرت أنني في غير حاجة إلى سؤال؛ لقد رأيت أفراداً من الجماهير في صدام مع السلطة، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادى للسلطة.
      ومرت لحظات سيطرت فيها المظاهرة على الموقف، لكن سرعان ما جاءت إلى المكان الإمدادات؛ حمولة لوريين من رجال البوليس لتعزيز القوة، وهجمت علينا جماعتهم، وإني لأذكر أنى – في محاولة يائسة – ألقيت حجراً، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية.
      ولما كنت في قسم البوليس، وأخذوا يعالجون جراح رأسي؛ سألت عن سبب المظاهرة، فعرفت أنها مظاهرة نظمتها جماعة مصر الفتاة في ذلك الوقت للاحتجاج على سياسة الحكومة.
      وقد دخلت السجن تلميذاً متحمساً، وخرجت منه مشحوناً بطاقة من الغضب". (حديث عبد الناصر مع "دافيد مورجان" مندوب "صحيفة الصنداى تايمز" ١٨/٦/١٩٦٢) .
      ويعود جمال عبد الناصر إلى هذه الفترة من حياته في خطاب له بميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦/١٠/١٩٥٤ ليصف أحاسيسه في تلك المظاهرة وما تركته من آثار في نفسه: "حينما بدأت في الكلام اليوم في ميدان المنشية. سرح بي الخاطر إلى الماضي البعيد ... وتذكرت كفاح الإسكندرية وأنا شاب صغير وتذكرت في هذا الوقت وأنا اشترك مع أبناء الإسكندرية، وأنا أهتف لأول مرة في حياتي باسم الحرية وباسم الكرامة، وباسم مصر... أطلقت علينا طلقات الاستعمار وأعوان الاستعمار فمات من مات وجرح من جرح، ولكن خرج من بين هؤلاء الناس شاب صغير شعر بالحرية وأحس بطعم الحرية، وآلي على نفسه أن يجاهد وأن يكافح وأن يقاتل في سبيل الحرية التي كان يهتف بها ولا يعلم معناها؛ لأنه كان يشعر بها في نفسه، وكان يشعر بها في روحه وكان يشعر بها في دمه". لقد كانت تلك الفترة بالإسكندرية مرحلة تحول في حياة الطالب جمال من متظاهر إلى ثائر تأثر بحالة الغليان التي كانت تعانى منها مصر بسبب

      تحكم الاستعمار وإلغاء الدستور. وقد ضاق المسئولون بالمدرسة بنشاطه ونبهوا والده فأرسله إلى القاهرة.
      وقد التحق جمال عبد الناصر في عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة، واستمر في نشاطه السياسي فأصبح رئيس اتحاد مدارس النهضة الثانوية.
      وفى تلك الفترة ظهر شغفه بالقراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير" وكتب مقالة بعنوان "فولتير رجل الحرية" نشرها بمجلة المدرسة. كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندى" وقرأ رواية البؤساء لـ "فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ "شارلز ديكنز".(الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية). (الكتب التي كان يقرأها عبد الناصر في المرحلة الثانوية).
      كذلك اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجباً بأشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وقرأ عن سيرة النبي محمد وعن أبطال الإسلام وكذلك عن مصطفى كامل، كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم خصوصاً رواية عودة الروح التي تتحدث عن ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم ودفعهم نحو النضال في سبيل الحرية والبعث الوطني.


      وفى ١٩٣٥ في حفل مدرسة النهضة الثانوية لعب الطالب جمال عبد الناصر دور "يوليوس قيصر" بطل تحرير الجماهير في مسرحية "شكسبير" في حضور وزير المعارف في ذلك الوقت.
      وقد شهد عام ١٩٣٥ نشاطاً كبيراً للحركة الوطنية المصرية التي لعب فيها الطلبة الدور الأساسي مطالبين بعودة الدستور والاستقلال، ويكشف خطاب من جمال عبد الناصر إلى صديقه حسن النشار في ٤ سبتمبر ١٩٣٥ مكنون نفسه في هذه الفترة، فيقول: "لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائر الحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيد مصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم. أين من يخلق خلفاً جديداً لكي يصبح المصري الخافت الصوت الضعيف الأمل الذي يطرق برأسه ساكناً صابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالي الصوت عظيم الرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأه في طلب الاستقلال والحرية... قال مصطفى كامل ' لو نقل قلبي من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانه المكين أو تغير مجرى [النيل] فلن أتغير عن المبدأ ' ... كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عده في عمل يوقظ الأمة من غفوتها ويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن في الصدور. ولكن كل ذلك لم يدخل في حيز العمل إلى الآن".(خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ٤/٩/١٩٣٥).

      ووبعد ذلك بشهرين وفور صدور تصريح "صمويل هور" – وزير الخارجية البريطانية – في ٩ نوفمبر١٩٣٥ معلناً رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر، اندلعت مظاهرات الطلبة والعمال في البلاد، وقاد جمال عبد الناصر في ١٣ نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية واجهتها قوة من البوليس الإنجليزي فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لم تنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التي تصادف وقوع الحادث بجوارها ونشر اسمه في العدد الذي صدر صباح اليوم التالي بين أسماء الجرحى. (مجلة الجهاد ١٩٣٥).

      وعن آثار أحداث تلك الفترة في نفسية جمال عبد الناصر قال في كلمة له في جامعة القاهرة في ١٥ نوفمبر ١٩٥٢: "وقد تركت إصابتي أثراً عزيزاً لا يزال يعلو وجهي فيذكرني كل يوم بالواجب الوطني الملقى على كاهلي كفرد من أبناء هذا الوطن العزيز. وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبد المجيد مرسى فأنساني ما أنا مصاب به، ورسخ في نفسي أن على واجباً أفنى في سبيله أو أكون أحد العاملين في تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحرير الوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعب. وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى؛ فازداد إيماني بالعمل على تحقيق حرية مصر".
      وتحت الضغط الشعبي وخاصة من جانب الطلبة والعمال صدر مرسوم ملكي في ١٢ ديسمبر ١٩٣٥ بعودة دستور ١٩٢٣.

      وقد انضم جمال عبد الناصر في هذا الوقت إلى وفود الطلبة التي كانت تسعى إلى بيوت الزعماء تطلب منهم أن يتحدوا من أجل مصر، وقد تألفت الجبهة الوطنية سنة ١٩٣٦ بالفعل على أثر هذه الجهود.
      وقد كتب جمال في فترة الفوران هذه خطاباً إلى حسن النشار في ٢ سبتمبر ١٩٣٥ قال فيه: "يقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فأين تلك القوة التي نستعد بها لهم؛ إن الموقف اليوم دقيق ومصر في موقف أدق...".
      ووصف جمال عبد الناصر شعوره في كتاب "فلسفة الثورة" فقال: "وفى تلك الأيام قدت مظاهرة في مدرسة النهضة، وصرخت من أعماقي بطلب الاستقلال التام، وصرخ ورائي كثيرون، ولكن صراخنا ضاع هباء وبددته الرياح أصداء واهية لا تحرك الجبال ولا تحطم الصخور".
      إلا أن اتحاد الزعماء السياسيين على كلمة واحدة كان فجيعة لإيمان جمال عبد الناصر، على حد تعبيره في كتاب "فلسفة الثورة"، فإن الكلمة الواحدة التي اجتمعوا عليها كانت معاهدة ١٩٣٦ التي قننت الاحتلال، فنصت على أن تبقى في مصر قواعد عسكرية لحماية وادي النيل وقناة السويس من أي اعتداء، وفى حال وقوع حرب تكون الأراضي المصرية بموانيها ومطاراتها وطرق مواصلاتها تحت تصرف بريطانيا، كما نصت المعاهدة على بقاء الحكم الثنائي في السودان.
      وكان من نتيجة النشاط السياسي المكثف لجمال عبد الناصر في هذه الفترة الذي رصدته تقارير البوليس أن قررت مدرسة النهضة فصله بتهمة تحريضه الطلبة على الثورة، إلا أن زملائه ثاروا وأعلنوا الإضراب العام وهددوا بحرق المدرسة فتراجع ناظر المدرسة في قراره.
      ومنذ المظاهرة الأولى التي اشترك فيها جمال عبد الناصر بالإسكندرية شغلت السياسة كل وقته، وتجول بين التيارات السياسية التي كانت موجودة في هذا الوقت فانضم إلى مصر الفتاة لمدى عامين، ثم انصرف عنها بعد أن اكتشف أنها لا تحقق شيئاً، كما كانت له اتصالات متعددة بالإخوان المسلمين إلا أنه قد عزف عن الانضمام لأي من الجماعات أو الأحزاب القائمة لأنه لم يقتنع بجدوى أياً منها ،"فلم يكن هناك حزب مثالي يضم جميع العناصر لتحقيق الأهداف الوطنية".
      كذلك فإنه وهو طالب في المرحلة الثانوية بدأ الوعي العربي يتسلل إلى تفكيره، فكان يخرج مع زملائه كل عام في الثاني من شهر نوفمبر احتجاجاً على وعد "بلفور" الذي منحت به بريطانيا لليهود وطناً في فلسطين على حساب أصحابه الشرعيين.


      جمال عبد الناصر ضابطاً:


      لما أتم جمال عبد الناصر دراسته الثانوية وحصل على البكالوريا في القسم الأدبي قرر الالتحاق بالجيش، ولقد أيقن بعد التجربة التي مر بها في العمل السياسي واتصالاته برجال السياسة والأحزاب التي أثارت اشمئزازه منهم أن تحرير مصر لن يتم بالخطب بل يجب أن تقابل القوة بالقوة والاحتلال العسكري بجيش وطني.
      تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح في الكشف الطبي ولكنه سقط في كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح من بني مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً، ولأنه اشترك في مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة.
      ولما رفضت الكلية الحربية قبول جمال، تقدم في أكتوبر ١٩٣٦ إلى كلية الحقوق في جامعة القاهرة ومكث فيها ستة أشهر إلى أن عقدت معاهدة ١٩٣٦ واتجهت النية إلى زيادة عدد ضباط الجيش المصري من الشباب بصرف النظر عن طبقتهم الاجتماعية أو ثروتهم، فقبلت الكلية الحربية دفعة في خريف ١٩٣٦ وأعلنت وزارة الحربية عن حاجتها لدفعة ثانية، فتقدم جمال مرة ثانية للكلية الحربية ولكنه توصل إلى مقابلة وكيل وزارة الحربية اللواء إبراهيم خيري الذي أعجب بصراحته ووطنيته وإصراره على أن يصبح ضابطاً فوافق على دخوله في الدورة التالية؛ أي في مارس ١٩٣٧.
      لقد وضع جمال عبد الناصر أمامه هدفاً واضحاً في الكلية الحربية وهو "أن يصبح ضابطاً ذا كفاية وأن يكتسب المعرفة والصفات التي تسمح له بأن يصبح قائداً"، وفعلاً أصبح "رئيس فريق"، وأسندت إليه منذ أوائل ١٩٣٨ مهمة تأهيل الطلبة المستجدين الذين كان من بينهم عبد الحكيم عامر. وطوال فترة الكلية لم يوقع على جمال أي جزاء، كما رقى إلى رتبة أومباشى طالب.

      تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور ١٧ شهراً، أي في يوليه ١٩٣٨، فقد جرى استعجال تخريج دفعات الضباط في ذلك الوقت لتوفير عدد كافي من الضباط المصريين لسد الفراغ الذي تركه انتقال القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس.
      وقد كانت مكتبة الكلية الحربية غنية بالكتب القيمة، فمن لائحة الاستعارة تبين أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ مثل "بونابرت" و"الإسكندر" و"جاليباردى" و"بسمارك" و"مصطفى كمال أتاتورك" و"هندنبرج" و"تشرشل" و"فوش". كما قرأ الكتب التي تعالج شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلات الدول التي على البحر المتوسط والتاريخ العسكري. وكذلك قرأ عن الحرب العالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وعن تاريخ ثورة ١٩١٩.(الكتب التى كان يقرأها عبد الناصر فى الكلية الحربية).
      التحق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد في الصعيد، وقد أتاحت له إقامته هناك أن ينظر بمنظار جديد إلى أوضاع الفلاحين وبؤسهم. وقد التقى في منقباد بكل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.
      وفى عام ١٩٣٩ طلب جمال عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم في الخرطوم وفى جبل الأولياء، وهناك قابل زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر. وفى مايو ١٩٤٠ رقى إلى رتبة الملازم أول.





      لقد كان الجيش المصري حتى ذلك الوقت جيشاً غير مقاتل، وكان من مصلحة البريطانيين أن يبقوه على هذا الوضع، ولكن بدأت تدخل الجيش طبقة جديدة من الضباط الذين كانوا ينظرون إلى مستقبلهم في الجيش كجزء من جهاد أكبر لتحرير شعبهم. وقد ذهب جمال إلى منقباد تملؤه المثل العليا، ولكنه ورفقائه أصيبوا بخيبة الأمل فقد كان معظم الضباط "عديمي الكفاءة وفاسدين"، ومن هنا اتجه تفكيره إلى إصلاح الجيش وتطهيره من الفساد. وقد كتب لصديقه حسن النشار في ١٩٤١ من جبل الأولياء بالسودان: "على العموم يا حسن أنا مش عارف ألاقيها منين واللا منين.. هنا في عملي كل عيبي إني دغرى لا أعرف الملق ولا الكلمات الحلوة ولا التمسح بالأذيال.





      شخص هذه صفاته يحترم من الجميع ولكن.. الرؤساء. الرؤساء يا حسن يسوءهم ذلك الذي لا يسبح بحمدهم.. يسوءهم ذلك الذي لا يتملق إليهم.. فهذه كبرياء وهم شبوا على الذلة في كنف الاستعمار.. يقولون.. كما كنا يجب أن يكونوا. كما رأينا يجب أن يروا.. والويل كل الويل لذلك... الذي تأبى نفسه السير على منوالهم... ويحزنني يا حسن أن أقول إن هذا الجيل الجديد قد أفسده الجيل القديم متملقاً.. ويحزنني يا حسن أن أقول أننا نسير إلى الهاوية – الرياء – النفاق الملق - تفشى في الأصاغر نتيجة لمعاملة الكبار. أما أنا فقد صمدت ولازلت، ولذلك تجدني في عداء مستحكم مستمر مع هؤلاء الكبار...". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار..١٩٤١ ... ينشر لأول مرة)
      وفى نهاية عام ١٩٤١ بينما كان "روميل" يتقدم نحو الحدود المصرية الغربية عاد جمال عبد الناصر إلى مصر ونقل إلى كتيبة بريطانية تعسكر خلف خطوط القتال بالقرب من العلمين.



      ويذكر جمال عبد الناصر: "في هذه المرحلة رسخت فكرة الثورة في ذهني رسوخاً تاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذ لا أزال أتحسس طريقي إلى ذلك، وكان معظم جهدي في ذلك الوقت يتجه إلى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون في قراراتهم بصالح الوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضية المشتركة".
      وأثناء وجوده في العلمين جرت أحداث ٤ فبراير ١٩٤٢ حينما توجه السفير البريطاني – "السير مايلز لامسبون" – ليقابل الملك فاروق بسراي عابدين في القاهرة بعد أن حاصر القصر بالدبابات البريطانية، وسلم الملك إنذاراً يخيره فيه بين إسناد رئاسة الوزراء إلى مصطفى النحاس مع إعطائه الحق في تشكيل مجلس وزراء متعاون مع بريطانيا وبين الخلع، وقد سلم الملك بلا قيد ولا شرط.
      ويذكر جمال عبد الناصر أنه منذ ذلك التاريخ لم يعد شئ كما كان أبداً، فكتب إلى صديقه حسن النشار في ١٦ فبراير ١٩٤٢ يقول: "وصلني جوابك، والحقيقة أن ما به جعلني أغلى غلياناً مراً، وكنت على وشك الانفجار من الغيظ، ولكن ما العمل بعد أن وقعت الواقعة وقبلناها مستسلمين خاضعين خائفين. والحقيقة أنى أعتقد أن الإنجليز كانوا يلعبون بورقة واحده في يدهم بغرض التهديد فقط، ولكن لو كانوا أحسوا أن بعض المصريين ينوون التضحية بدمائهم ويقابلوا القوة بالقوة لانسحبوا كأي امرأة من العاهرات.
      أما نحن. أما الجيش فقد كان لهذا الحادث تأثير جديد على الوضع والإحساس فيه، فبعد أن كنت ترى الضباط لا يتكلمون إلا عن النساء واللهو، أصبحوا يتكلمون عن التضحية والاستعداد لبذل النفوس في سبيل الكرامة.

      وأصبحت تراهم وكلهم ندم لأنهم لم يتدخلوا – مع ضعفهم الظاهر – ويردوا للبلاد كرامتها ويغسلوها بالدماء.. ولكن إن غداً لقريب.. حاول البعض بعد الحادث أن يعملوا شئ بغرض الانتقام، لكن كان الوقت قد فات أما القلوب فكلها نار وأسى. عموماً فإن هذه الحركة أو هذه الطعنة ردت الروح إلى بعض الأجساد وعرفتهم أن هناك كرامة يجب أن يستعدوا للدفاع عنها، وكان هذا درساً ولكنه كان درساً قاسياً". (خطاب عبد الناصر لحسن النشار... ١٦/٢/١٩٤٢).
      ررقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليوزباشى (نقيب) في ٩ سبتمبر ١٩٤٢. وفى ٧ فبراير ١٩٤٣ عين مدرساً بالكلية الحربية. ومن قائمة مطالعاته في هذه الفترة يتضح أنه قرأ لكبار المؤلفين العسكريين من أمثال "ليدل هارت" و"كلاوزفيتز"، كما قرأ مؤلفات الساسة والكتاب السياسيين مثل "كرومويل" و"تشرشل". وفى هذه الفترة كان جمال عبد الناصر يعد العدة للالتحاق بمدرسة أركان حرب.
      وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم خالد وعبد الحميد وعبد الحكيم. لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.


      تنظيم الضباط الأحرار:

      شهد عام ١٩٤٥ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة الضباط الأحرار، ويقول جمال عبد الناصر في حديثة إلى "دافيد مورجان": "وقد ركزت حتى ١٩٤٨ على تأليف نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور في مصر مبلغ استيائي، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافي للإقدام على التغيير اللازم. وكنا يومئذ جماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أن نخرج مثلنا العليا العامة في هدف مشترك وفى خطة مشتركة".
      وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر ١٩٤٧ عقد الضباط الأحرار اجتماعاً واعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب ضد هذا الانتهاك للكرامة الإنسانية والعدالة الدولية، واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة في فلسطين.
      وفى اليوم التالي ذهب جمال عبد الناصر إلى مفتى فلسطين الذي كان لاجئاً يقيم في مصر الجديدة فعرض عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربين لفرقة المتطوعين وكمقاتلين معها. وقد أجابه المفتى بأنه لا يستطيع أن يقبل العرض دون موافقة الحكومة المصرية. وبعد بضعة أيام رفض العرض فتقدم بطلب إجازة حتى يتمكن من الانضمام إلى المتطوعين، لكن قبل أن يبت في طلبه أمرت الحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك في الحرب. فسافر جمال إلى فلسطين في ١٦ مايو ١٩٤٨، بعد أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) في أوائل عام ١٩٤٨.
      لقد كان لتجربة حرب فلسطين آثاراً بعيدة على جمال عبد الناصر فعلى حد قولة: "فلم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلى مستوى في حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا في كثير من الحالات أسلحة فاسدة، وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام في غزه للملك فاروق.
      وقد بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعة ممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذا كانت تضعف مركزنا العام في القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركة أم لا.
      وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربي المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين.
      وجاءت القطرة الأخيرة التي طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلىّ بأن أقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التي كان الإسرائيليون يهاجمونها، وقبل أن أبدأ في التحرك نشرت تحركاتنا كاملة في صحف القاهرة. ثم كان حصار الفالوجا الذي عشت معاركه؛ حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغم أن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرب بالهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة " في ٢٤ فبراير ١٩٤٩.
      وقد جرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى. ونظراً للدور المتميز الذي قام به خلال المعركة فإنه منح نيشان "النجمة العسكرية" في عام ١٩٤٩.
      وبعد رجوعه إلى القاهرة أصبح جمال عبد الناصر واثقاً أن المعركة الحقيقية هي في مصر، فبينما كان ورفاقه يحاربون في فلسطين كان السياسيون المصريون يكدسون الأموال من أرباح الأسلحة الفاسدة التي اشتروها رخيصة وباعوها للجيش.
      وقد أصبح مقتنعاً أنه من الضروري تركيز الجهود لضرب أسرة محمد على؛ فكان الملك فاروق هو هدف تنظيم الضباط الأحرار منذ نهاية ١٩٤٨ وحتى ١٩٥٢.
      ووقد كان في نية جمال عبد الناصر القيام بالثورة في ١٩٥٥، لكن الحوادث أملت عليه قرار القيام بالثورة قبل ذلك بكثير.
      وبعد عودته من فلسطين عين جمال عبد الناصر مدرساً في كلية أركان حرب التي كان قد نجح في امتحانها بتفوق في ١٢ مايو ١٩٤٨. وبدأ من جديد نشاط الضباط الأحرار وتألفت لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبد الناصر، وتضم كمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر وحسين إبراهيم وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادي وخالد محيى الدين وأنور السادات وحسين الشافعي وزكريا محيى الدين وجمال سالم، وهى اللجنة التي أصبحت مجلس الثورة فيما بعد عام ١٩٥٠، ١٩٥١.
      وفى ٨ مايو ١٩٥١ رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة البكباشى (مقدم) وفى نفس العام اشترك مع رفاقه من الضباط الأحرار سراً في حرب الفدائيين ضد القوات البريطانية في منطقة القناة التي استمرت حتى بداية ١٩٥٢، وذلك بتدريب المتطوعين وتوريد السلاح الذي كان يتم في إطار الدعوى للكفاح المسلح من جانب الشباب من كافة الاتجاهات السياسية والذي كان يتم خارج الإطار الحكومي.
      وإزاء تطورات الحوادث العنيفة المتوالية في بداية عام ١٩٥٢ اتجه تفكير الضباط الأحرار إلى الاغتيالات السياسية لأقطاب النظام القديم على أنه الحل الوحيد. وفعلاً بدئوا باللواء حسين سرى عامر - أحد قواد الجيش الذين تورطوا في خدمة مصالح القصر – إلا أنه نجا من الموت، وكانت محاولة الاغتيال تلك هي الأولى والأخيرة التي اشترك فيها جمال عبد الناصر، فقد وافقه الجميع على العدول عن هذا الاتجاه، وصرف الجهود إلى تغيير ثوري إيجابي.
      ومع بداية مرحلة التعبئة الثورية، صدرت منشورات الضباط الأحرار التي كانت تطبع وتوزع سراً. والتي دعت إلى إعادة تنظيم الجيش وتسليحه وتدريبه بجدية بدلاً من اقتصاره على الحفلات والاستعراضات، كما دعت الحكام إلى الكف عن تبذير ثروات البلاد ورفع مستوى معيشة الطبقات الفقيرة، وانتقدت الاتجار في الرتب والنياشين. وفى تلك الفترة اتسعت فضيحة الأسلحة الفاسدة إلى جانب فضائح اقتصادية تورطت فيها حكومة الوفد.
      ثم حدث حريق القاهرة في ٢٦ يناير ١٩٥٢ بعد اندلاع المظاهرات في القاهرة احتجاجاً على مذبحة رجال البوليس بالإسماعيلية التي ارتكبتها القوات العسكرية البريطانية في اليوم السابق، والتي قتل فيها ٤٦ شرطياً وجرح ٧٢. لقد أشعلت الحرائق في القاهرة ولم تتخذ السلطات أي إجراء ولم تصدر الأوامر للجيش بالنزول إلى العاصمة إلا في العصر بعد أن دمرت النار أربعمائة مبنى، وتركت ١٢ ألف شخص بلا مأوى، وقد بلغت الخسائر ٢٢ مليون جنيهاً.
      وفى ذلك الوقت كان يجرى صراعاً سافراً بين الضباط الأحرار وبين الملك فاروق فيما عرف بأزمة انتخابات نادي ضباط الجيش. حيث رشح الملك اللواء حسين سرى عامر المكروه من ضباط الجيش ليرأس اللجنة التنفيذية للنادي، وقرر الضباط الأحرار أن يقدموا قائمة مرشحيهم وعلى رأسهم اللواء محمد نجيب للرياسة، وقد تم انتخابه بأغلبية كبرى وبرغم إلغاء الانتخاب بتعليمات من الملك شخصياً، إلا أنه كان قد ثبت للضباط الأحرار أن الجيش معهم يؤيدهم ضد الملك، فقرر جمال عبد الناصر – رئيس الهيئة التأسيسية للضباط الأحرار – تقديم موعد الثورة التي كان محدداً لها قبل ذلك عام ١٩٥٥، وتحرك الجيش ليلة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ وتم احتلال مبنى قيادة الجيش بكوبري القبة وإلقاء القبض على قادة الجيش الذين كانوا مجتمعين لبحث مواجهة حركة الضباط الأحرار بعد أن تسرب خبر عنها .
      وبعد نجاح حركة الجيش قدم محمد نجيب على أنه قائد الثورة - وكان الضباط الأحرار قد فاتحوه قبلها بشهرين في احتمال انضمامه إليهم إذا ما نجحت المحاولة - إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه جمال عبد الناصر حتى ٢٥ أغسطس ١٩٥٢ عندما صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بضم محمد نجيب إلى عضوية المجلس وأسندت إليه رئاسته بعد أن تنازل له عنها جمال عبد الناصر.


      بيان الثورة:

      وفى صباح يوم ٢٣ يوليه وبعد احتلال دار الإذاعة تمت إذاعة بيان الثورة التالي:
      "اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.
      أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق".
      وبعد نجاح الثورة بثلاثة أيام – أي في ٢٦ يوليه – أجبر الملك فاروق على التنازل عن العرش لابنه أحمد فؤاد ومغادرة البلاد. وفى اليوم التالي أعيد انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار.
      وفى ١٨ يونيه ١٩٥٣ صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب إلى جانب رئاسته للوزارة التي شغلها منذ ٧ سبتمبر ١٩٥٢، أما جمال عبد الناصر فقد تولى أول منصباً عاماً كنائب رئيس الوزراء ووزير للداخلية في هذه الوزارة التي تشكلت بعد إعلان الجمهورية. وفى الشهر التالي ترك جمال عبد الناصر منصب وزير الداخلية – الذي تولاه زكريا محيى الدين – واحتفظ بمنصب نائب رئيس الوزراء.(قرار المجلس بإلغاء الملكية) .



      تعيين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة:

      وفى فبراير ١٩٥٤ استقال محمد نجيب بعد أن اتسعت الخلافات بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة، وعين جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً لمجلس الوزراء. وفيما يلي البيان الذي أذاعه المجلس بأسباب ذلك الخلاف في ٢٥ فبراير ١٩٥٤:
      "أيها المواطنون
      "لم يكن هدف الثورة التي حمل لواءها الجيش يوم ٢٣ يوليه سنة ١٩٥٢ أن يصل فرد أو أفراد إلى حكم أو سلطان أو أن يحصل كائن من كان على مغنم أو جاه، بل يشهد الله أن هذه الثورة ما قامت إلا لتمكين المُثل العليا في البلاد بعد أن افتقدتها طويلاً نتيجة لعهود الفساد والانحلال.
      لقد قامت في وجه الثورة منذ اللحظة الأولى عقبات قاسية عولجت بحزم دون نظر إلى مصلحة خاصة لفرد أو جماعة، وبهذا توطدت أركانها واطرد تقدمها في سبيل بلوغ غاياتها.
      ولا شك أنكم تقدرون خطورة ما أقيم في وجه الثورة من صعاب، خاصة والبلاد ترزح تحت احتلال المستعمر الغاصب لجزء من أراضيها، وكانت مهمة مجلس قيادة الثورة في خلال هذه الفترة غاية في القسوة والخطورة، حمل أفراد المجلس تلك التبعة الملقاة على عاتقهم ورائدهم الوصول بأمتنا العزيزة إلى بر الأمان مهما كلفهم هذا من جهد وبذل.
      ومما زاد منذ اللحظة الأولى في قسوة وخطورة هذه التبعة الملقاة على أعضاء مجلس قيادة الثورة أنهم كانوا قد قرروا وقت تدبيرهم وتحضيرهم للثورة في الخفاء قبل قيامهم أن يقدموا للشعب قائداً للثورة من غير أعضاء مجلس قيادتهم وكلهم من الشبان، واختاروا فعلاً فيما بينهم اللواء أركان حرب محمد نجيب ليقدم قائداً للثورة، وكان بعيداً عن صفوفهم، وهذا أمر طبيعي للتفاوت الكبير بين رتبته ورتبهم، وسنه وسنهم، وكان رائدهم في هذا الاختيار سمعته الحسنة الطيبة وعدم تلوثه بفساد قادة ذلك العهد.
      وقد أخطر سيادته بأمر ذلك الاختيار قبل قيام الثورة بشهرين اثنين ووافق على ذلك.
      وما أن علم سيادته بقيام الثورة عن طريق مكالمة تليفونية بين وزير الحربية فى ذلك الوقت السيد مرتضى المراغى وبينه وفى منزله حتى قام إلى مبنى قيادة الثورة واجتمع برجالها فور تسلمهم لزمام الأمور.
      ومنذ تلك اللحظة أصبح الموقف دقيقاً؛ إذ أن أعمال ومناقشات مجلس قيادة الثورة استمرت أكثر من شهر بعيدة عن أن يشترك فيها اللواء محمد نجيب إذ أنه حتى ذلك الوقت وعلى وجه التحديد يوم ٢٥ أغسطس سنة ١٩٥٢ لم يكن سيادته قد ضم إلى أعضاء مجلس الثورة.
      وقد صدر قرار المجلس فى ذلك اليوم بضمه لعضويته كما صدر قرار بأن تسند إليه رئاسة المجلس بعد أن تنازل له عنها البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر الذى جدد انتخابه بواسطة المجلس قبل قيام الثورة كرئيس للمجلس لمدة عام ينتهى فى أخر أكتوبر سنة ١٩٥٢.
      نتيجة لذلك الموقف الشاذ ظل اللواء محمد نجيب يعانى أزمة نفسية عانينا منها الكثير رغم قيامنا جميعاً بإظهاره للعالم أجمع بمظهر الرئيس الفعلى والقائد الحقيقى للثورة ومجلسها مع المحافظة على كافة مظاهر تلك القيادة.
      وبعد أقل من ستة شهور بدأ سيادته يطلب بين وقت وآخر من المجلس منحه سلطات تفوق سلطة العضو العادى بالمجلس، ولم يقبل المجلس مطلقاً أن يحيد عن لائحته التى وضعت قبل الثورة بسنين طويلة إذ تقضى بمساواة كافة الأعضاء بما فيهم الرئيس فى السلطة، فقط إذا تساوت الأصوات عند أخذها بين فريقين فى المجلس فترجح الكفة التى يقف الرئيس بجانبها.
      ورغم تعيين سيادته رئيساً للجمهورية مع احتفاظه برئاسة مجلس الوزراء ورئاسته للمؤتمر المشترك إلا أنه لم ينفك يصر ويطلب بين وقت وأخر أن تكون له اختصاصات تفوق اختصاصات المجلس، وكان إصرارنا على الرفض الكلى لكى نكفل أقصى الضمانات لتوزيع سلطة السيادة فى الدولة على أعضاء المجلس مجتمعين.
      وأخيراً تقدم سيادته بطلبات محددة وهى:
      أن تكون له سلطة حق الاعتراض على أى قرار يجمع عليه أعضاء المجلس، علماً بأن لائحة المجلس توجب إصدار أى قرار يوافق عليه أغلبية الأعضاء.
      كما طلب أن يباشر سلطة تعيين الوزراء وعزلهم وكذا سلطة الموافقة على ترقية وعزل الضباط وحتى تنقلاتهم؛ أى أنه طالب إجمالاً بسلطة فردية مطلقة.
      ولقد حاولنا بكافة الطرق الممكنة طوال الشهور العشرة الماضية أن نقنعه بالرجوع عن طلباته هذه التى تعود بالبلاد إلى حكم الفرد المطلق، وهو ما لا يمكن نرضاه لثورتنا، ولكننا عجزنا عن إقناعه عجزاً تاماً وتوالت اعتكافاته بين وقت وأخر حتى يجبرنا على الموافقة على طلباته هذه، إلى أن وضعنا منذ أيام ثلاثة أمام أمر واقع مقدماً استقالته وهو يعلم أن أى شقاق يحدث فى المجلس فى مثل هذه الظروف لا تؤمن عواقبه.
      أيها المواطنون
      لقد احتمل أعضاء المجلس هذا الضغط المستمر فى وقت يجابهون فيه المشاكل القاسية التى تواجه البلاد والتى ورثتها عن العهود البائدة.
      يحدث كل ذلك والبلاد تكافح كفاح المستميت ضد مغتصب فى مصر والسودان وضد عدو غادر يرابط على حدودها مع خوضها معركة اقتصادية مريرة وإصلاحاً لأداة الحكم وزيادة الإنتاج إلى أخر تلك المعارك التى خاضتها الثورة ووطدت أقدامها بقوة فى أكثر من ميدان من ميادينها.
      واليوم قرر مجلس قيادة الثورة بالإجماع ما يلى:
      أولاً: قبول الاستقالة المقدمة من اللواء أركان حرب محمد نجيب من جميع الوظائف التى يشغلها.
      ثانياً: يستمر مجلس قيادة الثورة بقيادة البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر فى تولى كافة سلطاته الحالية إلى أن تحقق الثورة أهم أهدافها وهو إجلاء المستعمر عن أرض الوطن.

      ثالثاً: تعيين البكباشى أركان حرب جمال عبد الناصر رئيساً لمجلس الوزراء.
      ونعود فنكرر أن تلك الثورة ستستمر حريصة على مُثلها العليا مهما أحاطت بها من عقبات وصعاب، والله كفيل برعايتها إنه نعم المولى ونعم النصير، والله ولى التوفيق".
      وسرعان ما تم تدارك مظاهر ذلك الخلاف فقبل مجلس قيادة الثورة عودة محمد نجيب إلى رئاسة الجمهورية في بيان صدر في ٢٧ فبراير ١٩٥٤.
      ثم بدأت بعد ذلك أحداث الشغب التي دبرتها جماعة الإخوان المسلمين التي أصدر مجلس قيادة الثورة قراراً مسبقاً بحلها في ١٤ يناير ١٩٥٤، (قرار المجلس بحل جماعة الإخوان المسلمين) وقد تورط أيضاً بعض عناصر النظام القديم في هذه الأحداث.


      ووقد تجلى الصراع داخل مجلس قيادة الثورة في هذه الفترة في القرارات التي صدرت عنه وفيها تراجعاً عن المضى في الثورة، فأولاً ألغيت الفترة الانتقالية التي حددت بثلاث سنوات، وتقرر في ٥ مارس ١٩٥٤ اتخاذ الإجراءات فوراً لعقد جمعية تأسيسية تنتخب بالاقتراع العام المباشر على أن تجتمع في يوليه ١٩٥٤ وتقوم بمناقشة مشروع الدستور الجديد وإقراره والقيام بمهمة البرلمان إلى الوقت الذي يتم فيه عقد البرلمان الجديد وفقاً لأحكام الدستور الذي ستقره الجمعية التأسيسية. وفى نفس الوقت تقرر إلغاء الأحكام العرفية والرقابة على الصحافة والنشر.
      وثانياً: قرر مجلس قيادة الثورة تعيين محمد نجيب رئيساً للمجلس ورئيساً لمجلس الوزراء بعد أن تنحى جمال عبد الناصر عن رئاسة الوزارة وعاد نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة.
      وأخيراً قرر مجلس قيادة الثورة في ٢٥ مارس ١٩٥٤ السماح بقيام الأحزاب وحل مجلس قيادة الثورة يوم ٢٤ يوليه ١٩٥٤ أي في يوم انتخاب الجمعية التأسيسية. (قرار المجلس بالسماح بقيام أحزاب).

      وبالرغم من إلغاء مجلس قيادة الثورة لتلك القرارات في ٢٩ مارس ١٩٥٤ (قرار المجلس بإرجاء تنفيذ قرارات ٢٥ مارس ١٩٥٤) إلا أن الأزمة التي حدثت في مجلس قيادة الثورة أحدثت انقساماً داخله بين محمد نجيب يؤيده خالد محيى الدين وبين جمال عبد الناصر وباقي الأعضاء.
      وقد انعكس هذا الصراع على الجيش، كما حاول السياسيون استغلاله وخاصة الإخوان المسلمين وأنصار الأحزاب القديمة الذين كانوا فى صف نجيب وعلى اتصال به.
      وفى ١٧ أبريل ١٩٥٤ تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء واقتصر محمد نجيب على رئاسة الجمهورية إلى أن جرت محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر على يد الإخوان المسلمين عندما أطلق عليه الرصاص أحد أعضاء الجماعة وهو يخطب في ميدان المنشية بالإسكندرية في ٢٦ أكتوبر ١٩٥٤، وثبت من التحقيقات مع الإخوان المسلمين أن محمد نجيب كان على اتصال بهم وأنه كان معتزماً تأييدهم إذا ما نجحوا في قلب نظام الحكم. وهنا قرر مجلس قيادة الثورة في ١٤ نوفمبر ١٩٥٤ إعفاء محمد نجيب من جميع مناصبه على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغراً وأن يستمر مجلس قيادة الثورة في تولى كافة سلطاته بقيادة جمال عبد الناصر.

      وفى ٢٤ يونيه ١٩٥٦ انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور ١٦ يناير ١٩٥٦ ـ أول دستور للثورة.
      وفى ٢٢ فبراير ١٩٥٨ أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى مؤامرة الانفصال التي قام بها أفراد من الجيش السوري في ٢٨ سبتمبر ١٩٦١.
      وظل جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في ٢٨ سبتمبر ١٩٧٠.
    • leema_dala3 كتب:

      مشاء الخير غاليتي بنت العز

      موضوع رائع
      شئ حلو اننا نتعرف ع الحكام وسيرتهم
      تسلمي بنت العز
      وانا شئ اكيد اني راح اكون متابعه
      وان شاء الله بشاركك

      :)




      تسلمين غاليتي ليما الدلع
      اسعدني تواجدج هنا

      وفي انتظارج وانتظار تعليقاتج خيتووو

      :)
    • جمال عبد الناصر كان قائداً عظيمة في تاريخ العرب

      تسلمين أختي الغاليه على هذا المجهود الطيب

      يعطيك العافيه

      نحن معك متابعين موضوعك

      |a
    • فتى المخابرات كتب:

      جمال عبد الناصر كان قائداً عظيمة في تاريخ العرب



      تسلمين أختي الغاليه على هذا المجهود الطيب


      يعطيك العافيه


      نحن معك متابعين موضوعك



      |a



      صحيح اخوي قائد ما زال محفور بذاكرتنا
      :)

      والله يسلمك اخوي فتى المخابرات
      والله يعافيك ويحفظك

      اسعدني تواجدك
      :)
    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




      الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان .. رحمة الله عليه



      من هو الشيخ زايد ؟


      ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1918 في مدينة أبوظبي بقصر الحصن, وهو الإبن الرابع للشيخ سلطان. انتقل الشيخ زايد من قلعة الحصن إلى قلعة المويجعي عام 1946 بمدينة العين التي تتركز أهميتها في كبر مساحتها وكونها مركزا لتجمعات البدو أمضى زايد في مدينة العين السنوات الأولى من شبابه. وقد تعلم مبادئ الحرب والقتال بين البدو. إتصف بالشجاعة وكان يقاتل للشرف لا للمغنم ويبذل دمه رخيصا دفاعا عن أرضه ضد أي اعتداء وهو على استعداد للتضحية بحياته لحماية من يلجأ إليه وشغف زايد بمعرفة وقائع وتاريخ المنطقة في شبه الجزيرة العربية ويحب الشعر فقد كان الشعر العربي أقرب في حكمته ومغزاه إلى ذاته بالاضافة إلى شعر الطرد.


      هو زايد بن سلطـان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان. وهذا الأخير كان يتزعم قبيلة البو فلاح التي استوطنت أبوظبي عام 1760 م.







      لم يولد الشيخ زايد بن سلطان وفي فمه ملعقة منالذهب! ولم يتعود جسده ملمس ونعومة الحريرلقد فتح زايد عينه على قومه , وقد نالتمنهم سنوات الحرمان والقهر .. وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرممن كل شيء إلا الكرامة والآباء


      وفي السنوات المبكرة من حياة زايد .. كانت سورة((الفاتحة)) هي أول ما تنامى إلى سمعه . .كان لا يزال طفل صغير , يمرح ويركض فيرحاب قصر الحصن مقر الحكم
      هذه هي البداية التي ثبتت في أعماق زايد ميزان العدل .. وأودعت في قلبه ينبوع الرحمة
      وعندما كان أبناء القبائل يحضرون إلى مجلس الشيخسلطان والده .. كان زايد يراقب والده في المجلس وينصت إلى حديثه مع الناس ويتعلمطريقته وهو يحل المشاكل ويساعد المعوزين أحب زايد الصقور والصيد وركوب الخيلالعربية والجمال , حتى ذاعت شهرته فيما بعد كأحسن فارس , وكانت هذه هي أهمالهوايات التي أولع بها ولا زال
      ثم انتقل زايد إلى مدينة العين وفيها أمضىالسنوات الأولى من شبابه .. يقول الذين عاشوا هذه الفترة من حياته :-كان الصبي يصعدإلى جبل حفيت على مشارف مدينة العين وينجح في قنص الغزلان بفضل إجادته استخدامالبنادق..ولم يكن هناك ما يمنعه عن الوصول إلى الهدف


      وعندما أصبح زايد يافعا , كان قد تعلم مبادئ الحرب والقتال بين البدو .. يتصف بالشجاعة , ويقاتل للشرف لاللمغنم , ويبذل دمه رخيصا دفاعا عن أرضه ضد أي اعتداء أو غزو



      شخصيتة :





      الشيخ / زايد عربي مسلم ، ذو سمات إنسانية ، وهو رجل واضح الذاتية ، وطيد الأصالة ، مفتوح الطموح ، مكفول الحاجات ، رشيد التصرف ، كريم المنزلة ، غير منكمش ولا هياب ، جم القدرة على الابتكار والإبداع ، ففي عام 1948 قام الرحالة البريطاني تسيجر بزيارة المنطقة ، وعندما سمع كثيراً عن الشيخ / زايد أثناء طوافه في الربع الخالي ، جاء إلى قلعة المويجعي لمقابلته ، يقول تسيجر : إن زايد قوي البنية ، ويبلغ من العمر ثلاثين عاما ، له لحيه بنية اللون ، ووجهه ينم عن ذكاء ، وقوة شخصية ، وله عينان حادتان ، ويبدو هادئاً ، ولكنه قوي الشخصية ، ويلبس لباساً عمانياً بسيطاً ، ويتمنطق بخنجر ، وبندقيته دوماً إلى جانبه على الرمال لا تفارقه ، ولقد كنت مشتاقاً لرؤية زايد بما يتمتع به من شهرة لدى البدو ، فهم يحبونه لانه بسيط معهم ، وودود ، وهم يحترمون شخصيته وذكاءه وقوته البدنية ، وهم يرددون باعتزاز : زايد رجل بدوي ، لأنه يعرف الكثير عن الجمال ، كما يجيد ركوب الخيل مثل واحد منا ، كما أنه يطلق النار بمهارة ، ويعرف كيف يقاتل .



      ولم يعرف عن الشيخ / زايد أية نقيصة أو تقصير في أداء واجبه نحو الغير ، أو نجدة المضطر إليه ، وكان كريماً سخياً ، وجواداً لا يرد لإنسان حاجة ، وظلت هذه الصفة تلاحقه حتى اليوم ، وكثيراً ما ضاق به مقربوه ومستشاروه في الدولة الحديثة ، واعتبروها إسرافاً في الكرم لدرجة الإفراط ، والواقع إن كل من عرفه ، منذ تلك الفترة يشهد له بهذه الشخصية القوية والمميزة .



      ويصف النقيب البريطاني انطوني شبرد في كتابه مغامرة في الجزيرة العربية مكانة زايد وعظمته وسط مواطنيه ، قائلاً : كان رجلاً يحظى بإعجاب ، وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي ، وكان بلا شك أقوى شخصية في الدول المتصالحة ، وكنت اذهب لزيارته أسبوعياً في حصنه ، وكان يعرض عليّ وضع السياسة المحلية بأسلوب ممتاز ، وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر ، لقد كان واحداً من العظماء القلة الذين التقيتهم ، وإذا لم نكن نتفق دوماً فالسبب في جهلي .



      وكان العقيد بوستيد الممثل السياسي البريطاني أحد المعجبين بكرم الشيخ / زايد ، فقد كتب بعد زيارته للعين ، لقد دهشت دائما من الجموع التي تحتشد دوما حوله ، وتحيطه باحترام واهتمام .



      كان لطيف الكلام دائما مع الجميع ، وكان سخيا جدا بماله ، ودهشت على الفور مما عمله في بلدته العين ، وفي المنطقة لمنفعة الشعب ، فقد شق الترع لزيادة المياه ، لري البساتين ، وحفر الآبار ، وعمر المباني الأسمنتية في الافلاج ، إن كل من يزور البريمي يلاحظ سعادة أهل المنطقة .



      زايد والخليج :




      إن العلاقات الخليجية في فكر زايد وضميره هي الوحدة المأمولة لكلدول المنطقة وإذا لم تكن هذه الخطوة إلى الوحدة الخليجية قد تحققت سياسيا. فإنهايمكن أن تتحقق اقتصاديا فالاقتصاد والسياسة جوادان يسيِّران مركبة واحد
      يقول زايد: إن قوة الخليج فيوحدته الاقتصادية لأنها التحدي الحقيقي الذي سيثبت فيه الإنسان الخليجي مكانته التييستحقها ولان القوة الاقتصادية هي المقياس الحقيقي للقوة الذاتية الخليجية تعويضا للتخلف واندفاعا نحو التقدم والرقي
      وفي الدائرةالخليجية كانت الحركة النشيطة لزايد انطلاقا من وشائج القربى والدين والجواروالمصالح القريبة والبعيدة التي لا يمكن وصفها بأنها مجرد مصالح متشابكة بــل هيمصالح واحدة وقد شملت تحركات زايد طوال السنوات الماضية كافة الأصعدة لتنسيق الجهود بين دولالخليج العربية لمواجهة التحديات الدولية والمحافظة على مصالح شعوب الخليج التييراها شعبا واحدا وحماية أمن واستقرار المنطقة بعيدا عن صرا عات القوى الخارجيةوإبعاد نفوذها عن منطقة المحيط الهندي والخليج العربي.




      وتأتي في مقدمة تحركات الشيخ زايد الزيارات واللقاءات التيعقدها مع إخوانه حكام ورؤساء الخليج والمبادرة لحل كل مشكلة طارئ تعكر صفو العلاقات بين أبناء الخليجوكان أسلوبه في ذلك دائما عربيا نابعا من صدق عروبته وإسلامه.





      زايد والوطن العربي







      [B]يؤمن زايد بأن بلاده جزء من الأمة العربية وتربطهابشعوبها وشائج وطيدة من القرابة واللغة والتاريخ والتراث الحضاري والآمال المشتركة. لذلك كانت حركته شاملة ومستمرة من أجل الحفاظ على وحدة الصف العربي في مواجهةكافة التحديات ولم تكن سياسة زايد العربية سياسة من يكتفي بعضوية الجامعة العربية بل كانت دائماجهدا مستمرا وزيارات ولقاءات متصلة ومباشرة بينه وبين الأقطاب العربية. وأسهمتجولات زايد في مد جسور المودة بينه وبين كل الدول العربية لان مبادئ زايد السامية هيالترفع عن التورط في أي نزاع بين الأشقاء. وحرص زايد على تقديم مختلف أسباب الدعمالمادي والمعنوي للأشقاء العرب في جميع المجلات وحين اشتعلت الحرب في لبنان وتدخلت الدول العربية لوضع حد للقتال بين الإخوةاللبنانيين وتقرر إرسال قوات الردع العربية كانت دولة الإمارات أول من أرسل القواتإلى البلد الشقيق حينها قال زايد: قواتنا المسلحة جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة العربية ونحن لانقبل أن يراق الدم العربي هكذا. أو أن يرفع العربي السلاح في وجه أخيه.


      [/B]








      يتبع ..



      :)



    • مواقف الشيخ زايد


      القضية الفلسطينية والقدس

      انطلاقاً من الموقف الثابت لدولة الإمارات العربية الداعم للقضية الفلسطينية ، ونضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية وإقامة دولته المستقلة ، رحبت الدولة بالدعوة إلى انعقاد مؤتمر مدريد للسلام إلى جانب تأييدها للمفاوضات الجارية بين الأطراف المعنية في أطر ذلك المؤتمر ، والقائمة على أسس الشرعية الدولية والمتمثلة في قرارات الأمم المتحدة وخاصة قراري مجلس الأمن 242 لعام 1967 ، و338 لعام 1973 ، ومبدأ الأرض مقابل السلام .

      وفي إطار هذا النهج أكدت دولة الإمارات دعمها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، واسترداده لحقوقه المشروعة ، كما أكد صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان دعم الإمارات للاتفاق الذي توصلت إليه منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل ، من اجل تحقيق الأهداف ، والمصالح العربية الفلسطينية المنشودة ، معرباً عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق الخطوة الصحيحة على الطريق الصحيح .

      وقد أكد معالي راشد عبدالله وزير الخارجية في كلمته أمام الأمم المتحدة في أكتوبر من عام 1995 ، أن تنفيذ هذه الاتفاقيات من قبل الحكومة الإسرائيلية ، يعتبر خطوة هامة ، وأساسية في سبيل تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير ، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ، أسوة بباقي شعوب العالم .

      كما إن دولة الإمارات ترى إن تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط يقتضي إحراز تقدم ملموس على المسارين السوري ، واللبناني ، الأمر الذي يتطلب جهداً دولياً أكبر . وخاصة من قبل راعيي مؤتمر السلام ، لحمل الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ تعهداتها والتزاماتها في إطار مبدأ الأرض مقابل السلام ، وقرارات مجلس الأمن الدولي 242 ، و 338 ، و 425 ، القاضية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل ، غير المشروط من كافة الأراضي الفلسطينية ، والعربية المحتلة ، بما في ذلك مدينة القدس الشريف ، والجولان السوري .

      ولم يتوقف دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للقضية الفلسطينية ، عند حدود معينة حيث كانت في طليعة الدول التي دعمت قضية القدس ، وساندت صمود المدينة المقدسة ، ووقفت في وجه المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها ، ومصادرة أراضيها ، كما نددت بشدة بقرار الكونغرس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس .

      وقد أعلن صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان عند استقباله الوفود المشاركة في مهرجان من أجلك يا قدس ، الذي أقيم في المجمع الثقافي في أبوظبي ، في 31 أكتوبر 1995 ، إن دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة ، كسائر إخوانه في الوطن العربي .

      كما أعرب سموه عن استعداده لتقديم أي مساعدة يطلبها الاخوة الفلسطينيون من اجل بناء وطنهم مؤكداً سموه انه سيقدم كل عون لما تحتاجه مدينة القدس الشريف فهي أحق بالدعم والمساندة من غيرها .

      كما قرر صاحب السمو رئيس الدولة تمويل إقامة عدد من المشروعات السكنية التي تحمل اسمه في مدينة القدس ، وكذلك عدد من مشاريع الترميم في المدينة ، وقد أعلن ذلك سمو الشيخ / عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الأعلام في افتتاح المهرجان ، وقال : إن صاحب السمو رئيس الدولة أمر كذلك مؤسسة زايد للأعمال الخيرية وجمعية الهلال الأحمر بالدولة بتلبية المتطلبات الطبية ، والتعليمية ، والاجتماعية ، لسكان القدس المحتلة ، وتوفير ما يلزم لدعم المؤسسات المعنية بهذه النشاطات حتى يتسنى للمدينة المقدسة الصمود في وجه محاولات التهويد المستمرة .

      وإيمانا منها بالوضعية الدينية ، والحضارية ، والإنسانية الخاصة لمدينة القدس ، سارعت دولة الإمارات فور صدور قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بنهاية شهر مايو عام 1999 ، بالتنديد بهذا القرار واعتبرته صدمة كبيرة ، لانه يشكل انحيازاً صارخاً لجانب إسرائيل ، مؤكدة انه يضعف إلى حد كبير مصداقية الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى ، وكأحد راعيي السلام في الشرق الأوسط ، كما انه يهدد بتقويض دعائم السلم في المنطقة .

      وقال صاحب السمو الشيخ / حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية إن هذا القرار يعتبر تحدياً سافراً لمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء ، لان مدينة القدس لها وضعية دينية وحضارية ، وإنسانية خاصة وهي محل اهتمام جميع الأديان السماوية ، ولهذا فان وضعها النهائي يجب أن لا يحدد من قبل طرف واحد .

      وأعرب سموه عن أمله في أن تستمر الإدارة الأمريكية في دورها الحيادي كشريك نزيه ، وفعال في مسيرة السلام للمساهمة في الوصول إلى حل شامل ، وعادل ، ودائم للصراع العربي الإسرائيلي .

      كما بذلت دولة الإمارات جهوداً حثيثة خلال توليها رئاسة مجلس جامعة الدول العربية من اجل استصدار قرار من مجلس الأمن ، يدين الحكومة الإسرائيلية لمصادرتها 52 هكتاراً من أراضي القدس الشرقية ، لإقامة مستوطنات عليها .

      وقد طلبت دولة الإمارات عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن ، لاعتماد مشروع القرار المقدم من دول حركة عدم الانحياز الأعضاء في مجلس الأمن ، والذي يدعو إلى إلغاء قرار المصادرة ، وحين استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض ضد مشروع القرار ، أعربت دولة الإمارات عن أسفها واستغرابها للموقف السلبي للولايات المتحدة .


      حرب الخليج الثانية

      رغم كل الشعارات باسم الأمة العربية ، والتضامن العربي ، والوعود البراقة التي تبجح بها العراق ، إلا انه في يوم 2 أغسطس من عام 1990 ، استبيحت الكويت بعدوان غاشم من قبل القوات العراقية ، فلذلك وقف الشيخ / زايد وقفة الزعيم الذي لا يساوم ، وصيحة النداء الصادق النقي .

      لقد وضع الشيخ / زايد أزمة الخليج في إطارها الصحيح حين أكد موقف دولة الإمارات الرافض للعدوان العراقي المنبوذ وأشار بكل وضوح إلى أن حل الأزمة يتمثل في الانسحاب العراقي التام وغير المشروط من الكويت ، وانه لا بد من عودة الحكم الشرعي بقيادة الأمير / جابر الصباح ، واحترام إرادة الشعب الكويتي ، وتطبيق الإرادة الدولية الجماعية فهي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وتجنيب المنطقة والعالم ويلات الحروب .

      لقد كان لمواقف الشيخ / زايد الثابتة ، والتزامه بالعهود ، والمواثيق الأخلاقية ، والإنسانية ، والدفاع عنها مهما كانت النتائج والتضحيات ، لهي مميزات إسلامية في قيادته الحكيمة أكدتها التجربة ، ورسختها الممارسة .

      فمنذ الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت ، وخلال لقاءات واتصالات الشيخ / زايد بالعديد من القيادات السياسية العربية والصديقة والدولية ، حرص القائد على تأكيد موقف الدولة الثابت في تضامنها مع حكومة وشعب الكويت الشقيق ، ورفضها الاحتلال العراقي ، ودعوتها للانسحاب الكامل ، وغير المشروط وعدم الاعتراف بضم الكويت ، وأية نتائج تترتب على ذلك .

      وما أكده زايد بالأمس هو نفسه ما أكده قبل الغزو العراقي للكويت ، وهو نفسه ما يعكس نهج القيادة الحكيمة التي تعتبر الأسرة الخليجية كلا لا يتجزأ ، وأن الدفاع عن الجزء هو الدفاع عن الكل والعكس صحيح ، لقد قال الشيخ زايد : الكويت هي إحدى الدول التي تشكل الأسرة الخليجية في إطار مجلس التعاون ، فإذا وقعت أي واقعة على الكويت ، فنحن أعضاء المجلس الخليجي للتعاون ككل ، لا نجد من الوقوف معها بداً ، مهما حدث ، فهذا الشيء نعتبره فرضا علينا يمليه واقعنا ، وتقاربنا ، واخوتنا ، نحن جسم واحد ما يصيب أحد أعضائه من ضرر يصيب الآخر ، وكما يواجه الإنسان الخطر عندما يقترب منه ، ويداهمه فان عليه إن يواجه بمثله .

      وعندما نفذت كل الحلول وكل الجهود السلمية ، ووصلت جميعها إلى طريق مسدود مع حاكم العراق ، كان لا بد من تحرير الكويت بالقوة ، واعتبر الشيخ / زايد قضية تحرير الكويت قضية مصيرية للمجتمع حيث قال : إن دولة الكويت ستعود حرة كما كانت قبل الاحتلال الغاشم ، لأن قضية تحرير الكويت تعد موقفاً مصيرياً للمجتمع الدولي تأكيداً للمبدأ الذي يقضي بحرمان المعتدي من الاستفادة من عدوانه ، وحرصاً على استقرار المنطقة والشرعية الدولية .

      وانطلاقا من مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الثابتة ، والمؤيدة لقضايا الحق ، والعدالة ، وانسجاما مع إرادة المجتمع الدولي ، فقد أكدت دولتنا الفتية بزعامة الشيخ / زايد تأييدها التام للخطوات المتخذة لتلك القرارات الهادفة ، لتحرير الكويت بعد فشل كافة الجهود ، والمساعي التي بذلت من الغزو العراقي لدولة الكويت ، وحتى انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة .

      وانطلاقا من وفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بعهودها والتزامها بمواثيقها ، فقد استلزم الاعتداء على الكويت الشقيق أن تهب دول الخليج الأخرى شعبا وقيادات ، ومعها شرفاء العرب ، والأصدقاء من دول العالم لتحرير أراضيها ، وهكذا خاضت قواتنا على أرض الكويت الشقيقة معركة التحرير بكفاءة عالية ، وشجاعة نادرة ، ضاربةً في ميدان الشرف ، وساحة القتال أروع البطولات ، والتضحيات المعهودة من أبناء قواتنا البواسل الغيارى على حرمات الدين والوطن ، الذين لبوا نداء الواجب يذودون بأرواحهم ويذودون عن كرامته جبروت الطغاة ، وكيد المتجبرين ، الذين لم يراعوا حرمة الجوار والدم والعقيدة .

      إن امتزاج الدم الخليجي في حرب تحرير الكويت قد جعل من الوحدة الخليجية حقيقة مائلة ، وراسخة على أرض الواقع مثلما كانت ماثلة وراسخة من قبل في مشاعر جميع الخليجيين ، فلقد كان الخليجيون جميعهم في قلب هذه المعركة التي أطلق عليها بحق اسم حرب الخليج وكان فيها لكل بلد خليجي أبطال يرفعون أعلام بلادهم ، ويشاركون بسلاحهم في معركة الدفاع عن الحق والعدل .



      حرب أكتوبر

      عندما اشتعلت الحرب في أكتوبر عام 1973 بين العرب وإسرائيل كان الشيخ / زايد في زيارة للعاصمة البريطانية ، وكان طبيعياً أن تتحرك الدول العربية وتقف إلى جانب شقيقاتها المشتبكة مع العدو الصهيوني .

      ولم يتردد الشيخ / زايد لحظة واحدة باتخاذه قراره التاريخي بدعم المعركة القومية حتى آخر فلس في خزينته ، وعندما عجزت خزينته لم يتردد بنخوة العربي وشهامته إن يقترض ملايين الجنيهات الإسترلينية من البنوك الأجنبية في لندن وإرسالها على الفور إلى مصر وسوريا .

      كما قام بقطع زيارته للعاصمة البريطانية وعاد ليشارك الأشقاء معركتهم المصيرية ، والوقوف مع دول المواجهة بكل إمكانياته المادية وثقله السياسي .

      وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده في لندن في أكتوبر 1973 قبل عودته إلى البلاد أكد الشيخ / زايد موقف بلاده في دعم دول المواجهة ، ووقوفه إلى جانبهم بكل وضوح وحسم .

      ويومها قال كلمته المشهورة التي تكررها الجماهير في العالم العربي في كل مناسبة سنقف مع المقاتلين في مصر وسوريا بكل ما نملك ، ليس المال أغلى من الدم العربي وليس النفط أعلى من الدماء العربية التي اختلطت على ارض جبهة القتال في مصر وسوريا .

      ووضعت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيه من الشيخ / زايد الرئيس والقائد كل ثقلها في المعركة فأجهزة الأعلام أعلنت الطوارئ القصوى في أجهزتها المختلفة ، ووجهت كل طاقاتها الإعلامية لدعم المعركة ، وتهيأ جيش الإمارات للتحرك في أي وقت يطلب منه المشاركة الفعلية في القتال ، وفتحت الدولة رسمياً مكاتب للتطوع في المعركة ، وفرضت ضريبة جهاد على التجار ، والشركات العاملة ، فيها ونظمت مكاتب للتبرع الشعبي ، بالإضافة إلى تبرع العاملين فيها بمرتب شهر كامل بمبادرة ذاتية بالإضافة إلى الرصيد الضخم الذي حدده الشيخ / زايد للمعركة وقدره مائة مليون جنية إسترليني لمساندة مصر وسوريا .

      ناهيك عن الأرقام التي لا تزال في محيط الكتمان ، فضلاً عن المساعدات العينية التي تمثلت في مستشفيات الميدان الجاهزة ، وعربات الإسعاف ، والمواد الطبية التي قدمت لمصر وسوريا هدية من شعب دولة الإمارات ، وكل ذلك ترجمة لما قاله الشيخ / زايد قبل المعركة : عندما تفتح أفواه المدافع ، سوف نغلق على الفور صنابير البترول ، ولن نكون بعيدين عن المعركة .

      اجل لقد كان الشيخ / زايد عند عهده ، وكان حقاً أول حاكم عربي يجسد القدوة ، ويعلن تبرعه للمعركة ، ويحدد موقفه بوضوح ، لقد كان عملاقاً على مستوى معركة العمالقة .

      وعندما سئل زايد وقتها من أحد الصحفيين الأجانب ألست خائفاً من الدول الكبرى ، كان رد الشيخ / زايد التاريخي : إن اكثر شئ يخاف عليه الإنسان هو روحه ، وأنا لا أخاف على حياتي ، وسأضحي بكل شئ في سبيل القضية العربية ، إنني رجل مؤمن والمؤمن لا يخاف الله ، وطوال أيام الحرب كان الشيخ / زايد يتابع تطوراتها ساعة بساعة ، واتصل ثاني أيام الحرب بالرئيس أنور السادات وقال له : نحن معكم وربما وجودي هنا يمكنني من اقدم شيئاً للمعركة ، فماذا يمكنني أن اقدم ، ثم اتصل بالرئيس الأسد وقال له : أرجوا ان تحدد سوريا ما الذي تريده دعماً لموقفها ، إن إمكانيات دولة الإمارات كلها في سبيل خدمة المعركة .

      واتصل الشيخ / زايد بسفير دولة الإمارات في لندن وطلب منه حجز جميع غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة ، وان يشتري هذا النوع من الغرف من كل أنحاء أوربا ويرسلها فوراً إلى دمشق والقاهرة .

      وطلب الشيخ / زايد أن تقدم كافة التسهيلات لرجال الأعلام الذين يريدون زيارة جبهات القتال العربية ، وان تكون جميع نفقاتهم على حسابه الشخصي ، وسافر بالفعل 40 صحفياً إلي دمشق والقاهرة ، لتغطية أخبار المعارك ، ممثلين لأكبر الدور الصحفية في بريطانيا ، وألمانيا ، وفرنسا ، وإيطاليا ، وإسبانيا .



      التضامن العربي

      ويؤمن الشيخ زايد إيمانا عميقا بمبدأ التضامن العربي ، باعتباره وسيلة للتغلب على عوامل التمزق ، وسلاحا لكسب القضايا ، وتحقيق الأماني العربية المشتركة . ومن أجل ذلك يؤكد في كل المناسبات ، وقوف دولة الإمارات العربية المتحدة بكل ثقلها وإمكانياتها إلى جانب الأشقاء العرب ، وتحمل نصيبها من أجل استعادة الأرض العربية المحتلة ، وفي مقدمتها استعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وعودة القدس الشريف .

      ولذلك ظل يعمل بجهد كبير من أجل إنهاء الخلافات العربية بين الأشقاء العرب ، فقام بدور الوساطة بين العديد من الدول العربية ، فضلا عن زياراته المتكررة لأقطار عربية مختلفة الهويات ، والمشارب ، والمعتقدات ، وهو لا يستهدف من ذلك كله إلا تقريب وجهات النظر ، وعوامل الاتفاق ، وتبديد عوامل الاختلاف والتمزق .

      لقد كانت زيارته لتلك الأقطار لا تستهدف في الحقيقة غير تحقيق وحدة الصف العربي ، حتى وان كلفه ذلك الكثير من التضحيات في سبيل الوصول إلى هذا الهدف ، وكل هذه الزيارات تستهدف أول ما تستهدف جمع الكلمة العربية ، وتوحيد الصف العربي ، وفي كل الأحوال نرى القضية الفلسطينية تحتل مكان الصدارة ، مع التأكيد على وحدة الصف العربي ، ومن أجل التضامن العربي عمل الشيخ / زايد على وقف نزيف الدم المراق في لبنان ، وكرس طاقته للسيطرة على الموقف في هذا القطر الشقيق ، وشارك مع الأشقاء العرب بحثاً عن مخرج لهذه المأساة الأليمة ، وعندما وقفت قوات الردع لحماية لبنان ، كان جيش الإمارات حاضراً ومشاركاً في أداء واجبه القومي مع القوات العربية المختلفة .

      إن الشيخ / زايد الذي وهب نفسه ، وكرس ثقله السياسي وإمكانياته المادية من أجل الوحدة والتكاتف بين الأقطار العربية لا يألو جهداً في دعوة القادة العرب والشعوب العربية إلى العمل الجاد من اجل تجاوز أية خلافات طارئة بين هذه الدول .

      وهو بذلك يؤكد استعداده لبذل أقصى جهد من شأنه إحداث تقارب وتضامن عربي حقيقي ، خاصة في ظل هذه الظروف الحاسمة التي يجتازها العالم العربي والمشحونة بالتحديات والمتربصة للانقضاض على آمال الأمة العربية ومستفيدة من تناحرها وتمزقها ، وهو أمر مع الأسف يؤدي إلى ضعفها ، وفتح ثغرة في صفوفها لصالح العدو .

      قالت مجلة الصياد اللبنانية الشيخ / زايد داعية الوحدة العربية الأول في المنطقة ، وباني أول وحدة عربية أصيلة في العصر الحديث ، عمل كثيراُ في السنوات الأخيرة من أجل جمع الصف والتضامن العربي .

      وبهذا الصدد يقول الشيخ زايد إن إيماننا بوحدة الصف العربي ، ودوام تضامنه ، واستمراريته وبروزه صفاً متميزاً له هويته السياسية والثقافية والتاريخية النابعة من العروبة والإسلام .

      إن تركيز الجهود نحو تراص الصفوف ، ووحدة الصف لا يعنى إلا شيئاً واحداً وهو القوة ، والقوة مانع وحصن أمام عدوان الآخرين ، أو محاولة أبعاد شبح الإغراء على العدوان من قبل الأعداء المجنحين المتمثل في الصهيونية ، والدول الكبرى التي تستهدف جميعها السيطرة والانقضاض على الثروة في العالم العربي .

      وكان الشيخ / زايد لا يؤمن بوحدة الإمارات والصف العربي فقط ، إنما كان إيمانه بوحدة جميع صفوف المسلمين في شتى أنحاء العالم ، وهنا يقول إننا نؤمن بالوحدة وطنياً ، وخليجياً ، وعربياً ، وإسلاميا ، إيمانا لا يتزعزع ولا يتطرق إليه الشك ، وذلك بما نملك من عناصر الوحدة والقوة .


      الأزمة اللبنانية

      أكدت دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة اللبنانية عام 1975 ، وما أعقبها من افرازات وتداعيات ، دعمها المطلق لسلامة لبنان ووحدة أرضيه وسيادته وعروبته ، وقد حددت موقفها من هذه الأزمة وفق الأسس التالية :

      دعم لبنان مادياً ومعنوياً للمحافظة على طابعة العربي الأصيل .

      المساهمة في بسط سيطرة السلطة اللبنانية على كافة أراضي لبنان .

      التأكيد على وحدة لبنان أرضاً وشعباً .

      الاستعداد للمساهمة في أعادة تعمير لبنان .

      وتفعيلاً لهذه الثوابت شاركت دولة الإمارات عام 1977 ، في قوات الردع العربية لحفظ الأمن في لبنان . ولم تترك سانحة إلا ودعت فيها المجتمع العربي والدولي إلى العمل على إنقاذ لبنان من محنته . خصوصا وإنها تعتبر الحرب في لبنان كما يقول الشيخ زايد ضد مصلحة الأمة العربية ، يضيع فيها المال والرجال بلا مبرر أو سبب ، وتضعف القوة العربية بلا طائل ، ونحن نسأل الله إن يمكن لبنان الشقيق من اجتياز المحنة حتى يعم السلام والاستقرار ربوعه وحتى ينطلق في مسيرة الأعمار والبناء .

      وحين وصلت الأزمة اللبنانية إلى ذروتها في سبتمبر عام 1988 ، حين لم يتمكن مجلس النواب اللبناني من الانعقاد لانتخاب رئيس جديد للبلاد ، عندها أطلق صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مبادرته الشهيرة التي دعا فيها إلى تحرك عربي فوري لإنقاذ لبنان ومساعدته على الخروج من محنته .

      وفي أعقاب الانفراجات الأخيرة على الساحة اللبنانية التي تمثلت في استسلام الجنرال ميشيل عون وبدء سيطرة الدولة على لبنان ، أعرب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حديث لجريدة الأنوار اللبنانية نشرته يوم 17 نوفمبر 1990 ، عن ثقته بأن لبنان على أبواب السلام والنجاة بعد محنته الأليمة التي دامت 15 عاماً .

      ودعا سموه الحكومة والمسئولين اللبنانيين إلى التركيز على دعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وتقويتها وتعزيزها وخلق المزيد من أجواء التهدئة بين المواطنين مما يؤدي إلى استتاب الأمن وعودة الأمور إلى طبيعتها وبسط سيادة الدولة ومواجهة المعرقلين للسلام وتوحيد لبنان بقوة سيادة رادعة .

      وقام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع يوم 29 مايو 2000 بأول زيارة يقوم بها مسئول عربي على هذا المستوى إلى لبنان لنقل تحيات وتهاني صاحب السمو السيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، بعد تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي .

      وأعلن سموه لدى وصوله بيروت " نحمد الله الذي كتب لنا أن نعيش هذه الأيام المجيدة وأن نرى أخوة لنا يحققون نصراً مؤزراً ويحررون أرضهم من الاحتلال الإسرائيلي ، مسجلين واحدة من أنصع الصفحات في التاريخ العربي الحديث ، وأقول لأهلنا في لبنان إن تحملكم أعباء كبيرة في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل وقدرتكم على الصمود وكفاح أبنائكم ، قد أظهر معدنكم الأصيل وجدارتكم بوطن حر كريم ، وأكد دوركم الريادي في محيطكم ومنطقتكم " .

      وقال سموه " لقد أثبتم أن العين التي تنظر في الاتجاه الصحيح يمكن أن تقاوم المعتدي وان الدم الذي يبذل في المكان الصحيح ينب شجرة الحرية ، وأن فئة قليلة متمسكة بحقوقها تستطيع أن تصنع المعجزات وتتصدى للمعتدي وتلحق به الخسائر وتجبره على الفرار .

      وأكد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في لقاء مع رجال الصحافة والأعلام أن زيارته للبنان الشقيق تأتي بتكليف من صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حيث نقل تحياته وتهانيه للبنان رئيسا وحكومة وشعبا ، كما هنأ اللبنانيين باسم سموه على تكاتفهم والحفاظ على وحدتهم الوطنية مما أسهم في تحقيق هذا الانتصار العظيم على قوة عسكرية غاشمة .

      وحول مساعدات دولة الإمارات للبنان في مسيرة البناء والتعمير أكد سموه إن دولة الإمارات رئيسا وحكومة وشعبا تقف إلى جانب لبنان وشعبه في إعادة تعمير ما تم تخريبه من قبل العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني ، وأشار في هذا الصدد إلى أن الوفد المرافق لسموه والذي يضم عددا من كبار المسئولين ومدراء الدوائر سيتوجهون إلى الجنوب اللبناني يوم 30 مايو 2000 للإطلاع على احتياجات الشعب اللبناني وتقديم ما يمليه علينا الواجب الوطني والقومي تجاه أشقاء عانوا طويلا من جراء الاحتلال الإسرائيلي المدمر .

      إزالة الألغام في لبنان

      وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية اللبنانية في 25 أكتوبر 2001 في بيروت على الاتفاقية الخاصة بتنفيذ مشروع التضامن الإماراتي لإزالة الألغام في جنوب لبنان ، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار أمريكي . وأعرب الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الذي حضر توقيع الاتفاقية ، عن تقدير الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي عنان ، للمساهمة القيمة التي قدمتها دولة الإمارات لمساعدة لبنان ، واعتبر إن التحرير الحقيقي لجنوب لبنان لا يتم من دون التخلص من الألغام التي تشبه جنوداً صامتين يتربصون بالأبرياء . وقال " نحن محظوظون بما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة من التزام ، إذ سيساهم في تسريع عملية نزع الألغام ، وسيخفض المدة من عشرات السنين إلى سنوات قليلة .

      وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الأعلام والثقافة قد أعلن في 19 مارس 2001 في بيروت عن مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لتولي إزالة كافة الألغام من جنوب لبنان ، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية ، وذلك عقب استقبال فخامة الرئيس اللبناني العماد اميل لجود لسموه في القصر الجمهوري في بعبدا .

      وقد وجه دولة نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني الشكر إلى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، على هذه المبادرة النبيلة ، معتبرا إن دولة الإمارات في هذه الخطوة التاريخية باتت شريكا في تحرير الجنوب اللبناني ، كما هي شريكة في التنمية وإعادة أعمار ما هدمه الاحتلال الإسرائيلي .

      وقد بدء العمل في تنفيذ هذا المشروع في 20 سبتمبر 2001 ، بتفجير ذخائر غير متفجرة من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تبعد حوالي كيلومتر واحد شمالي بيت ياحون الجنوبية ، وهي خطو ستعقبها خطوات عملية أخرى لإزالة أكثر من 130 ألف لغم زرعتها إسرائيل في الجنوب اللبناني .

      ووصلت بعثة عسكرية من دولة الإمارات إلى لبنان يوم 10 يناير 2002 ، للمشاركة في عمليات إزالة الألغام ، انطلاقا مـن قاعدة صور البحرية التي تم اختيارها كمركز تنسيق لمشروع ( التضامن الإماراتي ) لنزع الألغام في جنوب لبنان .



      البوسنة والهرسك

      حظيت قضية البوسنة والهرسك منذ تفجرها باهتمام بالغ من صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ، وحكومة ، وشعب دولة الإمارات ، حيث كانت دولة الإمارات في مقدمة الدول التي اتخذت مواقف مبدئية واضحة ، في مساندة ودعم شعب البوسنة ، ضد الجرائم والاعتداءات الصربية عليه ، كما نددت بسلبية مواقف الدول الكبرى ، والأمم المتحدة في معالجة هذه القضية .

      كما كانت دولة الإمارات من أولى الدول التي هبت لمساعدة شعب البوسنة بإرسال العديد من شحنات الإغاثة من المواد الغذائية ، والطبية ، وأستقلبت أفواجاً من الجرحى لعلاجهم بمستشفيات الدولة ، وكذلك تكفلت بإقامة العشرات من العائلات في شقق مجهزة بالكامل ووفرت لهم فرص العمل ، وفتحت أبواب المدارس والمعاهد لابنائهم .

      وتجسيداً لهذا التوجه نظمت الدولة يوماً مكرساً للبوسنة في الدولة هو يوم 28 يوليو 1995 ، حيث نظمت هذا اليوم وزارة الأعلام والثقافة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر ، لجمع التبرعات لصالح مسلمي البوسنة والهرسك ، بالإضافة إلى إبراز البعد السياسي لهذه الأزمة .

      وقد دعا صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدول في هذا اليوم المواطنيين والمقيمين من أبناء الدول العربية والإسلامية ، لمساعدة ونصرة شعب البوسنة وقال : إنني على ثقة من إن أبناء شعب الإمارات بكل فئاته وكذلك أبناء الدول العربية والإسلامية وكل من ينتصر للحق ، والعدل ، والإنسانية سيقومون بواجبهم ويتجاوبون مع هذا النداء ، لجمع التبرعات النقدية ، والعينية ، وتقديم كل ما لديهم ، لتخفيف المعاناة عن شعب البوسنة إحقاقا للحق وردعا للظلم .

      وطالب صاحب السمو الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة الدول الكبرى ، مجدداً بتحمل مسؤولياتها التاريخية ، وبألا تقف موقف المتفرج ، وقال سموه إن المأساة التي ترتكب بحق شعب البوسنة وكل الأزمات المماثلة ، هي بالدرجة الأولى مسؤولية الدول العظمى التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان والعدالة .

      كما أكد سموه أن المواقف السلبية للدول الكبرى تجاه ما يحدث في البوسنة يدعو إلى الارتياب ، وان السكوت على المعتدى ، والصمت على إذلال الإنسان إلى هذا الحد ، يخفى وراءه أهدافا غامضة ، ويضيف سموه إذا كانت الدول العظمى التي تمتلك العون لم تتحرك ، فعلى بقية دول العالم أن تدافع عن المظلوم ، وتتصدى للظالم بكافة السبل الممكنة ، لأن الظلم لا تقبله الإنسانية .

      وحين تصاعدت حملات التطهير العرقي ، والقتل ، والاغتصاب ضد شعب البوسنة طالب صاحب السمو رئيس الدولة في 19 يوليو 1995 الدول العربية ، والإسلامية باتخاذ موقف حاسم وموحد إزاء الدول الكبرى التي تقف متفرجة على ما يرتكب من مجازر ضد الأبرياء ، وكذلك ضد المعتدين الصرب ، وإزاء الأمم المتحدة التي تقف عاجزة ، وكأنها آلة صماء قدت من صخر دون إحساس ، أو شعور بمعاناة شعب البوسنة ، بينما يفترض فيها أن تمثل ضمير العالم بأسره .

      ودعى صاحب السمو رئيس الدولة إلى رفع فوري لحظر السلاح عن شعب البوسنة والهرسك ، حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه ، والتصدي للهجمات العنصرية البشعة التي يتعرض لها منذ سنوات .

      وأعربت دولة الإمارات عن استيائها للموقف الروسي المتحيز للصرب ، وقد حث سمو الشيخ / حمدان بن زايد آل نهيان وزيـر الدولة للشؤون الخارجية روسيا على انتهاج سياسة متزنة ، وملتزمة باعتبارها دولة كبرى .

      وفى كلمته أمام الأمم المتحدة في شهر أكتوبر 1995 أشار معالي راشد عبدالله وزير الخارجية إلى إن قضية البوسنة والهرسك تشهد منعطفاً جديداً ، تمثل في مفاوضات السلام التي جرت أخيرا وأسفرت عن التوصل أولى للمبادئ الأساسية للتسوية الشاملة استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية .

      وجدد معاليه دعم دولة الإمارات لكافة الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي ولا سيما فرق الاتصال المنبثقة عن منظمة المؤتمر الإسلامي ، والاتحاد الأوربي ، وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية ، لحل النزاع سلمياً بما يكفل احترام السيادة الإقليمية لدولة البوسنة والهرسك .

      كما أكد معاليه في الوقت ذاته أهمية رفع حظر السلاح عن البوسنة والهرسك ، طبقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة للحيلولة دون تكرار العدوان ، والمذابح ، وممارسات التطهير العرقي ، ضد المدنيين البوسنيين ، وخاصة المسلمين منهم .

      وانطلاقاً من سياسة دولة الإمارات في تأييد قضايا الإسلام واستمرارا لدعمها لحكومة وشعب البوسنة والهرسك ، فقد أمر صاحب السمو رئيس الدولة يوم 30 يونيو 1996 بتقديم 15 مليون دولار وبعض المعدات والعتاد العسكري مساهمة من دولة الإمارات في إعادة تسليح جيش البوسنة والهرسك .


      الإرهاب

      جددت دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان لها أمام الأمم المتحدة يوم 17 نوفمبر 1999 نبذها وإدانتها القاطعة لجميع الأعمال والوسائل ذات الطابع الإرهابي بوصفها جرائم ضد الإنسانية وتنتهك سيادات الدول وسلامتها الإقليمية .

      وأكدت خلال البيان الذي أدلى به عضو وفد الإمارات لدى اللجنة السادسة للجمعية العامة على أن مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة هي مسئولية عالمية مشتركة لا يمكن لأي دولة أو إقليم مواجهتها منفردا وخصوصا بعد أن دلت التحقيقات القانونية الإدارية حولها بأنها متجاوزة للحدود الوطنية والإقليمية .

      كما أوضح عضو الوفد عبدالله النقبي للحضور أن دولة الإمارات ، ومن منطلق إيمانها بمسئولياتها في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة والتي تعتبرها دخليه على ثقافة وعادات ومعتقدات مجتمعها المتوارثة والمستمدة من مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء ، حرصت على سن التشريعات والقوانين والأنظمة اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة .

      وشاركت دولة الإمارات في مدلولات الأمم المتحدة بعنوان ( الحوار بين الحضارات ) وأكدت في كلمتها أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم 9 ديسمبر 1999 تأييد الإمارات لجميع التوجهات الدولية المطروحة والجهود المبذولة في سبيل تعزيز الحوار البناء والموضوعي بين الحضارات والثقافات المختلفة للشعوب والدول بحيث تعالج ظواهر الإرهاب والتعصب الديني والعرقي والنزاعات وحالات الاحتلال ، وتكديس أسلحة الدمار الشامل ولا سيما النووية منها ، وعدم استعمال القوة أو التهديد باستعمالها في حل الخلافات ، وحق الشعوب في تقرير المصير ، ومكافحة الفقر والمرض ، وتضييق الهوة الاقتصادية بين الدول المتقدمة والنامية ، والحد من الانتهاكات المتواصلة لمبادئ حقوق الإنسان .

      ودعت دولة الإمارات في كل المحافل الدولية إلى ضرورة نزع أسلحة الدمار الشامل من اجل ضمان واستقرار البشرية .

      ودعا معالي راشد عبدالله وزير الخارجية في كلمة دولة الإمارات أمام الأمم المتحدة إلى العمل على إنشاء مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل بما فيها النووية وخصوصا مناطق الشرق الأوسط والخليج العربي والمحيط الهندي .

      كما دعا مجددا المجتمع الدولي إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي ، وإخضاع مرافقها النووية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

      وحذرت دولة الإمارات من تنامي المشاكل النابعة من استمرار الحروب والخلافات والتطهير العرقي في بعض مناطق القارة الإفريقية والبلقان ، مما يشكل مصدر قلق متواصل للمجتمع الدولي .

      وأعلن معالي راشد عبدالله وزير الخارجية في كلمته أمام الأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر 2000 تأييد دولة الإمارات لجميع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة والرامية إلى معالجة هذه القضايا بالطرق السلمية .

      وأكد ان التسوية العادلة والدائمة لها لا يمكن إن تتحقق إلا بتوفر الإرادة السياسية اللازمة لدى الإطراف المعنية من اجل تحقيق المصالحة الوطنية والتزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية .

      وقد بارك سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مركز زايد للتنسيق والمتابعة في بيان يوم 20 يونيو 2000 ، توصل الإخوة الإثيوبيين والاريتريين إلى اتفاق سلام يحقن دماء الشعبين ويصون مدخراتهما ، واعتبر سمو الشيخ سلطن بن زايد هذه الخطوة حدثاً تاريخياً وإنجازاً يعكس حكمة حكومتي البلدين وجنوحهما للسلم وتغليب منطق العقل من اجل استقرار المنطقة كلها .

      كما حذرت دولة الإمارات من استمرار الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الدول المتقدمة والدول النامية ، ومن ازدياد وتفاقم حالات الفقر والبطالة وتراكم الديون وتدهور البيئة .

      ودعا معالي راشد عبدالله وزير الخارجية في كلمته أمام الأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر 2000 ، المجتمع الدولي إلى تبني إعلان قمة الألفية الثالثة للمنظمة الدولية الذي يدعو إلى القضاء على الفقر وخلق بيئة مواتية للتنمية والسماح لصادرات البلدان النامية للوصول بحرية إلى أسواق الدول الصناعية .

      وأكد عزم دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم هذه الخطة ، والعمل على إن تكون هذه الفجوة بين الغني والفقر أقل حدة ، موضحا إن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تزال مستمرة في جهودها وبشكل متواصل في دعم مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من بلدان العالم خاصة إفريقيا واسيا سواء كان ذلك عن طريق المشاركة المباشرة في تمويل تلك المشاريع أو من خلال دعم الجهود الدولية والإقليمية لبلوغ تلك الأهداف .

      وعملت وزارة الداخلية من خلال جهودها الذاتية والعمل الجماعي في إطار منظومة وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، وجلس وزراء الداخلية العرب ، على مكافحة جميع الأعمال والجرائم الإرهابية بكل إشكالها وأياً كانت الأسباب التي تتستر خلفها ، والتي تتنافى مع الشرائع الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية كافة . وصادقت دولة الإمارات على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من شهر مايو 1999 ، وأكد وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون في ختام اجتماعهم العشرين الذي عقد بالمنامة في 30 أكتوبر 2001 ، بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة ، تأييدهم للتحرك والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وقطع مصادر التمويل عنه وعلاج أسبابه ، كما أكدوا موقفهم الثابت والواضح حيال التمييز بين الإرهاب والحق في الكفاح والنضال المشروع لمقاومة وطرد الاحتلال الأجنبي .

    • الله يرحمه ويغمد روحه الجنه

      فعلا كان قائد عظيم شيخ زايد
      حول بلاده من صحرا الى بلد كل العالم يتكلم عنها
      :)

      وكان مريح شعبه ومعيشيهم في رخاء
      :)

      مشكوره اختي ليما

      وفي انتظار المزيد
    • ...بنت العز... كتب:

      الله يرحمه ويغمد روحه الجنه



      فعلا كان قائد عظيم شيخ زايد
      حول بلاده من صحرا الى بلد كل العالم يتكلم عنها
      :)


      وكان مريح شعبه ومعيشيهم في رخاء
      :)


      مشكوره اختي ليما


      وفي انتظار المزيد




      صح كلامك 100%
      حول بلاده من صحراء الى عمران .. الى بلاد كل شخص يعرفها ويتكلم عنها
      وشعبه احبه حد الجنون
      ما قصر معهم ابدا

      الله يرحمه


      مشكوره بنوتة
      |a
    • leema_dala3 كتب:

      صح كلامك 100%

      حول بلاده من صحراء الى عمران .. الى بلاد كل شخص يعرفها ويتكلم عنها
      وشعبه احبه حد الجنون
      ما قصر معهم ابدا


      الله يرحمه



      مشكوره بنوتة

      |a




      امين خيتوووو

      العفووو بنوته
      :)




    • في رحيل زايد
      ألـــوذُ مِـنْـكَ بِـصبري أيّــها القــــَدَرُ ..... والمؤمنون إذا حل القضا صبـروا

      يدي تلــوح يــوم الـبيــن فـي وهـــنٍ ..... والدمع خلف قناع الصبر مستـتــر

      فزايـــد كان قلــب الـحب في وطني ..... والحب من بعـده للــقلــب مفتــقــر

      هـول الفـجيـعـة هـذا كـاد يُـفـقــدني ..... رشدي وكاد حسام البـأس ينـكســر

      ولا أُلامُ فـــمـــن أبــكـيـه كــان أبــاً ..... عليــه قلــب بـلادي اليـوم منفطــر

      لولا يـقـيني بـأن الـمــوت خـاتـمــة ..... لكـل حــي وأن القبــر مـنتــظـــــر

      لمـا اهـتدت لمواني الصبر أشرعتي ..... فعاصف الحزن لا يبقــى ولا يــذر

      فراق من كان أغلى النـاس زلزلنـي ..... فصحت: لا كنت إلا الزيف يا خبر

      غاب الزعيم العظيم اليوم عن وطني ..... كما تغـيب عــن ظلمائنا الــقـمــــر

      فسـاءلتنــي طيــور الــدوح بــاكيـــة ..... ألن يعـود؟ فكــاد الصبــر ينتــحــر

      هـذي الرمال التي تزهو بخـضرتـها ..... لولاه ما زانها عشــب ولا شــجــر

      عرفته من قــديــم فــارســا بــطـــلا ..... بالحلم والجود مـعروف ومشـتــهر

      كانت تــجــاربــه الــراء مـــدرســة ..... العلم فيها كنور الشمــس منتــشــر

      يـصغــي الى قـارئ الـقـرآن يحفظه ..... ويمعن الفكر فيمــا دلــت الســـور

      كان المعلـم والتـلـمــيــذ فــي زمــن ..... لم يكتسب علمه بـدو ولا حــضــر

      بفـطـرة الـخيـر أعـطـى زايـد دررا ..... من المآثر لا ترقــى لهـــا الـــدرر

      رأيـت فيـه أبـا يحـنــو عـلــى ولـــد ..... وعشت عمري بهذا الفضل أفتخر

      أحــس باليتــم هــذا اليـوم يا وطنـي ..... لكــــن زايـــدنا أيتامــــه كــــثــــر

      وحين يبكي اليتــامــى فالدمــوع دم ..... من خافق الحـب والخلاص ينفجر

      ولا يلامـون إن ناحــوا فــوالــدهــم ..... بفضل حكمتـه في حكمه انتصروا

      رأى الجميــع بعين الحـب محتكـمـا ..... الى العدالة فهي السمــع والبصــر

      يا رب هبنا عزاء الصبر في رجــل ..... أعطى لنا سيرة تزهـو بـها السـيـر

      وهــب خـليـفـتــه التــوفيــق إنّ لــه ..... قلبا كبيرا يحب الشعـب مـعـتــمــر

      علــى طــريـق أبـيـه اخـتار رحلتـه ..... وفي دروب المعالي يقتـفى الأثـــر

      جميع مـن عاهــدو بالامــس والــده ..... على الفـــداء إذا مــا لــوح الخـطر

      أتــو اليــه وعــهـد الـحـب يسبـقـهـم ..... فهم لنصـرتــه أرواحــهــم نــذروا

      وفي مـقـدمــة الـفـرســان كـــان أخٌ ..... شهم كريم وفي الشـداة مـخــتــبــر

      هــذا مـحـمـد عـون الأخ نـاصـــره ..... أوفى الرجال له كـفــؤٌ ومــقــتــدر

      وقام في الليلـة الـظلـمـاء يـعـضــده ..... وفي محياه بانــت للــوفــا صـــور

      يا رب هــب لجـموع الشعب تعزية ..... وامنحهم الصبر حتى يرحل الكدر

      واجعل نعيمك سـكـنـى زايــد فــلـه ..... أسمـى سجـل بفعـل الخير مزدخر

      اليـوم يـلـقـاك يـا اللــه مـبـتـهــجــا ..... فجنـة الـخــلــد للأبــرار تنـتــظــر

      إن ســال دمـعـي ولـم أمـنـع تدفـقـه ..... فلســت عــن ذرفــه للقـوم وأعتذر

      رحيـل زايـــد هـذا اليـوم زلـزلـنـي ..... ولا أُلامُ فــإنــي يــا ورى بــشــــر


      شعر: الدكتور مانع سعيد العتيبه