تدشين موقع بصيرة الالكتروني

    • تدشين موقع بصيرة الالكتروني

      تدشين موقع بصيرة الالكتروني
      الخليلي: مثل هذه المواقع فرصة لأمة الإسلام لإبلاغ الرسالة ودعوة الناس إلى الخير
      الاختلاف في القضايا الفرعية لا يؤدي إلى الكفر أو الفسوق ما دام المخالف فيها لم يتعمد مخالفة الدليل الشرعي


      افتتح سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة موقع بصيرة الإلكتروني بالشبكة العالمية للمعلومات الإنترنت.
      وقدم خلال الافتتاح عرض مرئي للتعرف على الموقع من خلال مشاهدة نماذج من محتويات مكتباته الثلاث بالإضافة إلى مكتبة المنوعات.
      وفي أول مقابلة حوارية للموقع مع سماحة الشيخ بهذه المناسبة هنأ سماحته القائمين على الموقع بهذه الخطوة المباركة سائلا الله سبحانه وتعالى أن يفتح على أيديهم آفاق الخير وأن يمن عليهم بالتوفيق وأن يأخذ بأيديهم إلى ما يحبه ويرضاه وأن ييسر لهم ما كان عسيرا ويسهل لهم ما كان صعبا ويوفقنا وإياهم للتقوى والعمل بما يرضى والدعوة إلى الله على بصيرة فإن الدعوة إلى الله واجب ملقى على عاتق كل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر ويحرص على أن يكون من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث هاديا وبشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا هذا ولا ريب أن عصرنا هذا تتلاطم فيه الأفكار وقرب فيه البعيد وأصبح الناس كثيرا ما يتطلعون إلى ما يأخذ بأيديهم وينتشلهم من الضياع الذي وقعوا فيه فالإنسانية بأسرها بحاجة في حقيقة الأمر إلى من ينتشلها من الضياع ومن يأخذ بيدها إلى سبيل الفطرة حتى تخرج من ورطتها التي هي واقعة فيها والأمة الإسلامية هي بحاجة إلى ما يجمع شتاتها ويوحد صفها ويرأب صدعها ويقضي على أسباب الفرقة فيما بينها بحيث يردم هذه الفجوة ويقضي على هذه الجفوة ومن المعلوم أن أصحابنا والحمد لله وفقوا في الأخذ بأسباب الهداية فإنهم عولوا على النقل والعقل معا لم يهملوا جانب العقل وعقيدتهم عقيدة واضحة لا غبار عليها وهذه العقيدة يجب أن ينفظ عنها ما علق بها من غبار الزمن وعواد الدهر حتى يكون الناس على بينة من أمرها ويمكنهم أن يتبعوا هذا الحق غير لاوين على شيء من الباطل، من ناحية أخرى فإننا نجد والحمد لله أنهم أهل الحق والاستقامة إنما هم أتباع حق وحقيقة وليسوا أتباع الرجال فهم وإن نظروا إلى الرجال ففي ضوء العقيدة ولذلك كانت أقوالهم بعيدة كل البعد عن التعصب إلا للدليل الشرعي في حين نسمع من يقول بأن القرآن لا خير فيه إلا بالسنة والسنة لا خير فيها إلا بإتباع أقوال السلف الصالح كما يزعم الزاعم نجد أهل الحق والاستقامة يقولون أن المعول على كتاب الله كما يقول الإمام السالمي رحمه الله تعالى تبعا لمن قبله من الأئمة :
      ولا تناظر بكتاب الله ولا كلام المصطفى الأواه
      معناه لا تجعل له نظيرا ولو يكون عالما خبيرا
      وكما يقول العلامة أبو مسلم رحمه الله :
      وخذ بكتاب الله حسبك إنه
      دليل مبين للطريق خفير
      فما خاب من كان القران دليله
      وما ضل من سير القرآن يسير
      تمسك به في حالة السخط والرضا
      وطهر به الآفات فهو طهور
      وحارب به الشيطان والنفس تنتصر
      فكافيك منه عاصم ونصير
      لذلك كان هذا المبدأ جديرا بأن تتقبله النفوس وأن لا تعافه الفطر كذلك نجد أن من مزاياهم أنهم لا يتسرعون في الأحكام فهم دائما يحرصون على توقي المحذور ولذلك كانوا أبطأ الناس في إصدار الأحكام حتى يتبينوا الحقيقة وكانوا في منتهى الورع والحيطة بحيث لم يصدروا حكما بالارتداد أو الخروج من الملة على أحد من أهل القبلة إلا عندما يرد نصا متواترا قطعي الدلالة كما أنه قطعي الثبوت وأن لا يكون مع ذلك متأولا شيئا يتستر به عن الحكم بالخروج عن الملة أما عندما يكون متأولا فحسبه أن يحكم عليه بأنه ضال إن كان تأويله تأويلا باطلا وأن يحكم عليه بأنه فاسق وأن يحكم عليه بأنه كافرا كفر نعمة أي لم يكن كافرا كفر شرك لم يكن خارجا عن ملة الإسلام بمقتضى فعله هذا وكذلك نجد أن أهل الحق والاستقامة يسعون إلى جمع الشتات وتأليف القلوب على كلمة سواء فهم دائما يدعون إلى الحق الذي جاء من عند الله سبحانه وتعالى نابذين التعصب هم يرضون في كل موقف أن يكون الاحتكام إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بأن يرجع إلى كتاب الله وإلى الثابت القطعي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا خلاف فيه وذلك في قضايا العقيدة التي هي أساس الوحدة أو الاختلاف بين الأمة أما في قضايا الفروع وهي قضايا الفقه فإن مجال الاختلاف فيها مجال رحب ويسوغ للإنسان أن يرجح القول الذي يراه حسب الدليل لأن غالب الأدلة التي تبنى عليها الأحكام الفقهية إنما هي أدلة ظنية قد تكون ظنيتها في ثبوتها وقد تكون ظنيتها في دلالتها فلذلك يوسعون الاختلاف فيها لأن الاختلاف فيها لا يؤدي إلى الكفر ولا يؤدي إلى الفسوق مادام المخالف فيها لم يتعمد مخالفة الدليل الشرعي وإنما اتبع ما تصوره دليلا ولم يتبع هوى نفسه فلذلك بجميع هذه الاعتبارات نرى
      أن هذا الفكر له مستقبل بمشيئة الله وإنما المرء عدو ما جهل وكثير من الناس جهلوا هذا الفكر فكان هذا الجهل منشأ تعصبهم ضده ووقوفهم موقف المعادي له ونرجو بمشيئة الله أن تردم هذه الهوة وأن يقضى على هذه الجفوة وأن يعود الناس تحت مظلة الإسلام الحنيف إخوانا مستمسكين بحبل الله تعالى المتين وتابعين نوره المبين.
      وفي سؤال وجه لسماحته عن الرسالة التي يوجهها في ظل التزايد المتسارع للقنوات الفضائية المتعددة والمتنوعة أجاب سماحته :
      رسالتي إلى الجميع بأن يتقوا الله وأن يقولوا قولا سديدا وأن يصلحوا ذات بينهم وذلك بالرجوع إلى المعين الدفاق الطهور الذي من خلاله يمكن للأمة أن تجتمع وتتآلف وتتوحد وذلك بأن يؤثروا ما جاء من عند الله على هوى النفوس فإن اتباع الهوى هو الذي يردي فالهوى هو الذي يهوي بصاحبه في دركات النيران والعياذ بالله عندما يؤثره على الحق الذي يأتي من عند الله تعالى .
      وحول دور المواقع الإلكترونية في بث الفكر والمعتقد قال سماحته: أن الله سبحانه وتعالى فتح للناس في هذا العصر آفاقا كانت مغلقة وقرب لهم جوانب كانت بعيدة وأصبح العالم بترامي أطرافه منزويا كأنما أخذ بجميع أطرافه فجمع في طرف واحد وأصبح هذا العالم قرية صغيرة يطل أهل كل جانب من جوانبه على الجوانب الأخرى ويطلعون على كل ما يدور في كل جانب من هذه الجوانب وذلك من خلال ما هيأه الله سبحانه وتعالى من أسباب لذلك ومن بين هذه الأسباب هذه المواقع فإنها من أسباب الإعلام المقربة فمن خلالها تمكن مشاهدة البعيد والاطلاع على البعيد وسماع الصوت الذي يأتي من بعيد وبهذا حصلت الفرصة لأمة الإسلام عامة أن يحرصوا على إبلاغ الرسالة ودعوة الناس إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتبصيرهم بالحق الذي جاء من عند الله سبحانه وتعالى ويمكن من خلال ذلك لهذه الأمة أن تتوحد في ظلال الكتاب والسنة الثابتة الصحيحة وأن يلتقوا على الخير الذي بعث به رسول الله صلى الله عليها وسلم متمما للخير الذي جاء به المرسلون من قبل وما أقوله للقائمين على موقع البصيرة هو أن عليهم أن يتقوا الله سبحانه وأن يخلصوا هذا العمل لوجه الله وأن يسارعوا إلى مرضاته وأن يدأبوا إلى الخير فإن أعمال الخير ولو كانت يسيرة عند الدؤوب عليها تكون مباركة أما عندما تنقطع فلا ريب أن بركتها تنقطع فخير العمل ما استمر ودام ولو كان عملا يسيرا والعمل الذي لا دوام له لا يبقى له أثر فلذلك أدعوهم إلى الدؤوب والمثابرة في السير في هذا السبيل وبذل كل ما يمكن من أجل تحقيق هذه الغاية المنشودة وهي إيصال رسالة الحق إلى الناس وتبصيرهم به ودعوتهم إليه والله تعالى ولي التوفيق وأسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحبه ويرضاه وأسأل الله لكل أخ مسلم التوفيق للعمل الصالح واتباع الحق إنه تعالى على كل شيء قدير .
      الجدير بالذكر أن الموقع وعنوانه الالكتروني (www.baseera.net) قامت بتصميمه شركة ستريم سوفت (streem soft).
      والموقع عبارة عن موسوعة إلكترونية في العلوم الإسلامية ويتضمن ثلاث مكتبات إلكترونية (مرئية،وسمعية،ومقروءة) لسماحة المفتي بالإضافة إلى مكتبة منوعات تبرز جوانب من التراث الفكري والحضاري للسلطنة في ماضيها العريق وحاضرها الزاهر بمكتسبات النهضة المباركة التي يقودها حضرة مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله تعالى.

      المصدر : omandaily.com/malaheq/dini/eshraqat3.htm

      موقع بصيرة : baseera.net/main.htm

      موقع موسوعة الفتاوى لسماحة الشيخ أحمد الخليلي : ftawaa.net/