
في ليلة تعلن الخضوع والرجوع الى زمان مضى ..
الى الذكرى المؤلمة القاتله ..
حيث الحزن أطال الأوجاع ..
بينما كنت أقلب دفتر أشعاري ..
أقراء هنا وهناك ..
لفت ناظري تلك الكلمات والاحزان العميقه فأطلت القرآة فيها ..
فأخذتني الى ذاك العالم الغريب كي اعد العيش فيه من جديد ..
بذاكرتي المؤلمة ..
...
أنطفت الشموع ..
واختفت الدموع ..
لا عودة ولا رجوع ..
في ليلة الحزن ..
ظلام يتسيد الموقف ..
ليلة كأي ليلة من ليالي هذه الدنيا العجيبه ..
حزن فاق من بعد سبات ..
وعاد قلبي الى الخضوع ..
رغم قرار الهروب ..
والصمت المطبق .. الذي طالت مدته ..
تسوق لي رياح الحزن .. مطر الشقاء من جديد ..
فتغرق فيضانات الألم بساتين السعادة ..
رائحة الحزن في كل مكان ..
بؤس .. ألم .. حيث الذكرى المريرة ..
أعيد ذكرى أيام مضت ..
لم تحمل لحياتي سوى الوجع الكبير ..
في ليلة الحزن هذه ..
تذكرت في يوم من الايام انني كنت انسان اخر ..
أنسان لم يتذوق في تلك الحقبة سوى كؤوس المرارة ..
قد مضت خمس سنوات وانقضت ولكن تبقى الذكرى تعيد ما ذهب ..
في حديث طويل مع قلبي لم اسمع سوى كلمات الشقاء ..
حزن .. وألم .. حياة مليئة بالاحداث الموجعة ..
لم يكن لنورس عمان في تلك الايام سوى مكان واحد فقط ..
عندما كنت افتقد أحبابي ..
كنت اسامر النجوم بجانب سفينة على أرض اليابسة بعيد عن البحر ..
احدثها عن احبابي ,, وأشتكي لله مواجعي .. وأطيل البقاء لساعات طويلة حتى وقت متأخر من الليل ..
عندما يأتي الصباح .. وقبل بزوغ الفجر واشراقة الشمس ..
كنت احب التواجد بجانب البحر .. حيث شروق الشمس يبادلني تحية الصباح ..
حيث الطيور تتواجد بجانبي ايظا ..
لقد كان شعور جيد .. لقد كنت اكثر الحديث مع البحر .. متسائلا ماذا يوجد في الجانب الاخر ..
تأتي الليلة المقمرة .. الليلة المؤلمة .. الليلة الحزينه ..
كنت احدث البحر عن احزاني ..
لا اسمع من البحر سوى كلمة واحده .. كفى .. كفى .. كفى ..
لقد سئم البحر من حديث أحزاني .. فقلت في نفسي يكفي تواجدي وصمتي ..
رغم وجود الكثير من البشر ..
كنت مبتسم دائما ..
كان البعض يحسدني على صفاء قلبي وروح ابتسامتي ..
لكن .. للاسف لم يدركوا في يوم من الايام بأنني أحمل بداخلي أهات الزمان ..
حرمان .. وافتقاد للحياة ..
لم أدرك كيف مضت تلك السنين ..
صحيح انها انتهت وانتهى معها كل شيء ..
لكن لم يبقى سوى الجراح .. والندوب المؤلمه في صدري ..
قلب مفعم بالجراح .. وجسد واهن كهل افتقد الكثير ..
أيام مضت .. حلوها ومرها أصبحت مجرد ذكرى ..
الان انا اعيش حياة أخرى ..
انسان عادي كأي شخص اخر يعيش في هذه الدنيا ..
عندما قررت في يوم من الايام ترك الكتابه .. خانتني الكلمات واجبرتني نفسي على البقاء..
رغم اني رميت بقلمي في قاع البحر ,, إلا ان الدنيا اعادته لي قلم أخر ..
قلم منقذ من الغرق .. قلم معاد للحياة من جديد ..
ذهب ذاك القلم النازف .. قلم قد جرت جراحه مثل صاحبه في زمان مضى ..
والان اكتفي بأني أنسان اعيش في حياتي متأملا لاجل حياة أمنه ..
وتكفي الذكرىالجميله اجمل ما بقى لي ..
نورس عمان
19\9\2008