ما مفهوم الحرية لديك .!؟

    • ما مفهوم الحرية لديك .!؟

      السلام عليكم ورحمة الله وبركااته .. وأقول لكم عيدكم مباارك

      في الحقيقة كثيراً ما يتبادر إلى الذهن . أسئلة تجول في خاطر الانسان . ويتكلّم بمفهوم الحرية ، وغيره ربما يرد عليه هذه ليستْ حرية . وليس من حقك . ترى والسؤال الذي أطرحه بين أيديكم .

      ما معنى الحرية .؟! من مفهومك الخاص .؟!

      وإليكم مثال / واحد يدخن في الباص ، وينفر الأخرين منه ويقول هذه حريتي . ما مكتوب لائحة ممنوع التدخين .؟! فيرد بر عليه الآخر .. لكنها تضربي بي وبالآخرين .. يقول له ، طيب انزل .. أو اخبر السائق بأنه لايأخذ المدخنين.. وهكذا دواليك .؟!

      جارة تناشد جارتها بان تخفف على صوت التسجيل .. فترد هذه حريتي .!

      ترى كيف تعبّر لنا مفهومك لهذه الحرية .؟!

      وشكراً على تواصلكم ..|a
    • بسم لله الرحمن الرحيم



      بالتأكيد يصعب اختصار الحرية فهي كل لا يمكن تجزأته والحرية المنقوصة ليست أكثر من وهم وسراب سرعان ما يتلاشى

      الحرية يا سيدي وساتكلم عن حرية التعبير طالما هي المقصود هنا
      هي أن تعبر عن ما يجول في خاطرك أو وجهة نظرك أو رايك دون أي قيد أو شرط
      على أن تراعي وأنت تعبر عن نفسك الأمور التالية
      أن لا تسيء للآخرين وأعني أي آخرين
      أن لا تنكر واقعاً فرضه علينا المنطق والعقل فلا حرية لشاذ ولا حرية لغير العاقل فالمنطق أحد ضوابط الحرية المهمة
      الأعراف والمعتقدات والأديان أيضاً يجب احترامها اثناء التعبير عن الحرية
      عدم تجاوز حريات الآخرين واستخدام لغة حوار راقية ومناسبة أحدى ضوابط الحرية أيضا
      أن أختلف معك بالراي وأجهد نفسي لأوصل رايك للآخرين هذه الحرية
      أن اتجنب الدخول في تفاصيل قد تكون محرجة على الملأ من آداب الحرية
      المسؤولية الكاملة عن ما أقول وما أفعل هو ما يجعل الحرية حضارية
      والعكس ينتج العكس
      اتاحة المجال للجميع لنقدي أيضاً أمر مهم عنمدا نحب أن نمارس الحرية
      عدم الرد على الاساءة بمثلها من أخلاق الأحرار
      وضمن جميع هذه الضوابط تستطيع أن تمارس حرية كاملة ومسؤولة وإلا فأنت وعذراً من الجميع تمارس الهمجية وهي حرية لكن لغير العاقلين

      هذا هو مفهومي للحرية يسلموو على الطرح الجميل
      انظر للماضي على انّه كنزاً من الخبرات، استعملها بحكمة، وانظر إلى المستقبل على أنّه الأمل في السعادة حيث أن "ما الأمس إلا حلم، وما الغد إلا رؤية، ولكن اليوم الذي تعيشه كما يجب، يجعل الأمس حلماً من السعادة والغد رؤية من الأمل".
    • وعليكم السلام والرحمه
      يعطيك العافيه علي الموضوع الرائع


      الشعور بالحريه شي جميل

      وكل إنسان يبحث عن الحريه

      والحريه هي ان نفعل ما نريد بشرط ان لا يتعرض مع عادات المجتمع والقيم التي تربينا عليها
      تقبل مروري
    • نايف الوحيد كتب:

      بسم لله الرحمن الرحيم



      بالتأكيد يصعب اختصار الحرية فهي كل لا يمكن تجزأته والحرية المنقوصة ليست أكثر من وهم وسراب سرعان ما يتلاشى

      الحرية يا سيدي وساتكلم عن حرية التعبير طالما هي المقصود هنا
      هي أن تعبر عن ما يجول في خاطرك أو وجهة نظرك أو رايك دون أي قيد أو شرط
      على أن تراعي وأنت تعبر عن نفسك الأمور التالية
      أن لا تسيء للآخرين وأعني أي آخرين
      أن لا تنكر واقعاً فرضه علينا المنطق والعقل فلا حرية لشاذ ولا حرية لغير العاقل فالمنطق أحد ضوابط الحرية المهمة
      الأعراف والمعتقدات والأديان أيضاً يجب احترامها اثناء التعبير عن الحرية
      عدم تجاوز حريات الآخرين واستخدام لغة حوار راقية ومناسبة أحدى ضوابط الحرية أيضا
      أن أختلف معك بالراي وأجهد نفسي لأوصل رايك للآخرين هذه الحرية
      أن اتجنب الدخول في تفاصيل قد تكون محرجة على الملأ من آداب الحرية
      المسؤولية الكاملة عن ما أقول وما أفعل هو ما يجعل الحرية حضارية
      والعكس ينتج العكس
      اتاحة المجال للجميع لنقدي أيضاً أمر مهم عنمدا نحب أن نمارس الحرية
      عدم الرد على الاساءة بمثلها من أخلاق الأحرار
      وضمن جميع هذه الضوابط تستطيع أن تمارس حرية كاملة ومسؤولة وإلا فأنت وعذراً من الجميع تمارس الهمجية وهي حرية لكن لغير العاقلين

      هذا هو مفهومي للحرية يسلموو على الطرح الجميل



      شكراً لك على هذا التنوير وعلى هذه الاضافة ، التي قلّ أن نستفيد منها ..
      أنتظر منك المداخلة الأكثر فهماً لهذه العبارة .. فأنت وصلت معي إلى الهدف ..!

      تقبل تحياتي إليك بخاصة .. فأنت تستحقها .
      |a
    • حكاية عطر كتب:

      وعليكم السلام والرحمه



      يعطيك العافيه علي الموضوع الرائع



      الشعور بالحريه شي جميل


      وكل إنسان يبحث عن الحريه


      والحريه هي ان نفعل ما نريد بشرط ان لا يتعرض مع عادات المجتمع والقيم التي تربينا عليها
      تقبل مروري


      لا شك أنكِ اطلعتينا على مفهوم الحرية من وجهة نظرك .. وقد وصلت معنا واشتركتِ مع زميلنا الرائع نايف ، على عبارتك المختصرة ، فيا حبذا تُبحري بنا إلى مرافئ هذه العبارة ، ومشاركتنا بأمثلة نسائية منها . .
      ولي فيك وطيد الثقة بأنكِ ستطفي ظمأ عطش المتشوقين إلى كتابتك الرائعة .!

      تحياتي فأنت تستحقين أحسنها .
      |a
    • الحرية تقف عند حدود حرية الأخرين

      فهناك حدود بهذا المجتمع لا يمكن تجاوزها و هناك حريات لا يمكن تقيدها
      و يرسم هذه الحدود لحرية الفرد من التعبير عن الرأي إلى إستقلال الذات و
      إتخاذ القرارات الشخصية و الحق في تقرير توجهاته و الأفكار التي يتبناها
      عوامل عديدة ...تشرعية ...ثقافية...إجتماعية ...أخلاقية...قانونية وحتى
      إنسانية ... لا يمكن بالطبع أن نتجاوز هذه الحدود فقد تجاوزنا بذالك الحرية
      نحو التفريط في المسؤلية هناك حقوق واجبات هناك ممنوع و مسموح هناك
      صواب و هناك خطأ هناك رأي حر و هناك تعدي على حرية الرأي بتجاوز هذه
      الحدود نحو رأي لا يخضع لمنطق الحق والعدل والعقل في مجتمع من المجتمعات
      فنحن في متسع نسميه الحرية و ليس في سماء يسمى بالحرية فهذا الكون من
      حولنا يخضع لقوانين و يسير وفق نظام فكيف بالحرية أن لا تخضع لهذا النظام
      ولهذه القوانين .... في أمان الله
    • الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بداية شكرا ع الموضوع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرية

      //


      بكل إختصار
      الحرية بالنسبة لي فـ كل شي ممكن تكون ... بس ،
      بما إنها فـ كل شي إذا هي فـ كل هـ الأشياء بحدود

      سواء كان فـ الأكل واللبس والتعامل مع الأخرين والتعبير عن الرأي
      ووجهات النظر كـ كل

      وهـ الحدود تعتمد ع ديانة الشخص بشكل خاص جدا ومعتقداتهـ ومبادئة
      ونظرتهـ للحياهـ وثقافتهـ بشكل عام

      //


      تحياتي
      Miss DemoOo
      it's me $$f
      Miss DemoOo

    • الحرية لاتنتج نفوساً حرة متحررة من أغلال الواقع ولاتطلق مارد الإرادة
      لهي عبودية للذات على الذات..

      وإن حرية لا تنقل الانسان من واقع بائس الى رحاب عالم راش
      لهي اطار لمضمون مفرغ من قيمه الصالحة..

      وإن حرية الذات لا تعكسها التصرفات والمسلكيات
      وتنقلها من واقع الذات الى عالم الخارج
      والى رحاب المعاملة والى فضاء التربية
      لهي حرية منفية في وجودها..
      وبمثابة إدعاء عبد ظن بأنه سيد حر!

      إن مجتمعاً لا يتذوق أفراده طعم الحرية في أعماق نفوسهم
      ولا يشعرون بمكنوناتها
      ولا يمارسونها مع ذواتهم
      ولا مع أسرهم
      ولا مع أصدقائهم
      ولا.. ولا..
      ان مجمتعاً كهذا-لايغير ما بذاته-
      لن يتمكن من بناء كياْنه بصورة سليمة
      ولن يتمكن من اعادة صياغة بنيته الإجتماعية.

      لأنه لا يفقد أبسط مقومات النهوض فقط,..
      بل انه يعيش العبودية للواقع
      ولأغلال النفس
      وإصر التقاليد
      ويصادر الحرية من ذاته
      ويقمعها في أعماق نفسه
      وهل يعرف العبيد طعم الحرية!

      وهل كانت دعوة الرسول الأعظم محمد(صلى الله عليه وسلم)
      إلا تخليصا الناس من العبودية..
      عبودية الذات والعادات الجاهلية..
    • مشكور موضوع جميل

      [QUOTE=المرتاح;1063694063]لا شك أنكِ اطلعتينا على مفهوم الحرية من وجهة نظرك .. وقد وصلت معنا واشتركتِ مع زميلنا الرائع نايف ، على عبارتك المختصرة ، فيا حبذا تُبحري بنا إلى مرافئ هذه العبارة ، ومشاركتنا بأمثلة نسائية منها . .
      ولي فيك وطيد الثقة بأنكِ ستطفي ظمأ عطش المتشوقين إلى كتابتك الرائعة .!

      تحياتي فأنت تستحقين أحسنها .
      |a[/QUOTE] #j
      (انا سعودي وافتخر , واللي مو عاجبه ينتحر ) .... $$e
    • ناقوس الخطر كتب:

      الحرية تقف عند حدود حرية الأخرين



      فهناك حدود بهذا المجتمع لا يمكن تجاوزها و هناك حريات لا يمكن تقيدها
      و يرسم هذه الحدود لحرية الفرد من التعبير عن الرأي إلى إستقلال الذات و
      إتخاذ القرارات الشخصية و الحق في تقرير توجهاته و الأفكار التي يتبناها
      عوامل عديدة ...تشرعية ...ثقافية...إجتماعية ...أخلاقية...قانونية وحتى
      إنسانية ... لا يمكن بالطبع أن نتجاوز هذه الحدود فقد تجاوزنا بذالك الحرية
      نحو التفريط في المسؤلية هناك حقوق واجبات هناك ممنوع و مسموح هناك
      صواب و هناك خطأ هناك رأي حر و هناك تعدي على حرية الرأي بتجاوز هذه
      الحدود نحو رأي لا يخضع لمنطق الحق والعدل والعقل في مجتمع من المجتمعات
      فنحن في متسع نسميه الحرية و ليس في سماء يسمى بالحرية فهذا الكون من
      حولنا يخضع لقوانين و يسير وفق نظام فكيف بالحرية أن لا تخضع لهذا النظام
      ولهذه القوانين .... في أمان الله


      ناقوس الخطر .. شكراً لك على هذه العبارات التي حملتْ طياً من المعرفة .. وقد أكسبتنا فهماً جديداً حول هذه الحواريات ، وكنت أتمنّى أن أجد أكثر اتساعاً من المعرفة حول ذات الموضوع .. مع ضرب أمثلة من الواقع .

      تحياتي |a
    • قمرالزمان كتب:

      موضوع جميل ورائع

      لكن للحريه حدود


      قمر الزمان شكراً على الدخول .. فيا حبذا تعطينا عن رأيك في مفهوم الحرية .. أو ماهي الحرية بالنسبة لمفهومك العام والخاص .؟!


      تحياتي :P
    • اذا بنتكلم عن موضوع الحرية فله حديث مطول
      ولكن يجب دائما ان نغرس في أنفسنا حب لأخيك ما تحبه لنفسك
      اذا الجميع اخذوا هذا المبدآ في حياتهم فالجميع سيكون مرتاحا

      وان وصفت الحرية فهي عدم التقيد بأمر ما قد يجده الشخص غير ملائم لشخصيته
      ولا يمكن ان تأخذ الحرية معناها التربوي إلا اذا كانت مطابقة للعادات والتقاليد
    • شمس السلطنة كتب:

      اذا بنتكلم عن موضوع الحرية فله حديث مطول
      ولكن يجب دائما ان نغرس في أنفسنا حب لأخيك ما تحبه لنفسك
      اذا الجميع اخذوا هذا المبدآ في حياتهم فالجميع سيكون مرتاحا

      وان وصفت الحرية فهي عدم التقيد بأمر ما قد يجده الشخص غير ملائم لشخصيته
      ولا يمكن ان تأخذ الحرية معناها التربوي إلا اذا كانت مطابقة للعادات والتقاليد



      تحياتي شمس

      بصراحة كان كلامك محل تقديرنا ولكني أطمح أكثر لزيادة التعرف على وجهة نظر فيما يخص مفهوم الحرية ... ومواقفها لديك .
    • المجنــDemoOoـنونة كتب:

      الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بداية شكرا ع الموضوع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرية

      //


      بكل إختصار
      الحرية بالنسبة لي فـ كل شي ممكن تكون ... بس ،
      بما إنها فـ كل شي إذا هي فـ كل هـ الأشياء بحدود

      سواء كان فـ الأكل واللبس والتعامل مع الأخرين والتعبير عن الرأي
      ووجهات النظر كـ كل

      وهـ الحدود تعتمد ع ديانة الشخص بشكل خاص جدا ومعتقداتهـ ومبادئة
      ونظرتهـ للحياهـ وثقافتهـ بشكل عام

      //


      تحياتي
      Miss DemoOo


      السلام عليك يا مجنونة
      بصراحة قرأت ردك ولم أفهمه كثيراً .. فحبذا مساعدتنا بأمثلة ومواقف منها .. كي نتعرف أكثر على أفهامك .

      |a
    • نوميديا كتب:

      الحرية هي لا ضرر ولا ضرار

      هي احترام الاخر

      اما ان تضره وتقول انا حر فهي قلة اداب



      نعم نوميديا .. صدقت ، ولكن كانت جملة معروفة لا رأي لكِ فيها .. فهلاّ نغترف غرفة من رأيك كي نغتسل بهذا المفهوم الأخلاقي الكبير ..


      |a
    • مفهوم الحرية في الإسلام


      عرض/إبراهيم غرايبة
      يعرض الكتاب مفاهيم الحرية في الفكر الإسلامي التراثي، ويبحث موقف الفقهاء والفلاسفة والمتصوفة المسلمين من قضايا الحرية والرق والسخرة والسجن، ويقارن بين المفاهيم الإسلامية للحرية والرؤية الفلسفية اليونانية التي اشتغل بها المسلمون فترة طويلة واستوعبها في العلوم والأفكار الإسلامية.

      مشكلة الحرية
      يعود المؤلف في معالجة مفهوم الحرية إلى عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحاضر وفي النطاق القانوني، ويلاحظ أن مفهوم الحرية هو أهم محرك تاريخي عرفه العالم، وأن "الحرية" استطاعت أن تعتق نفسها من إطار قيود التعريفات، وأن تتطور إلى مصطلح ليس له وجود خارجي يمكن تحديده إلا ما يعطيه لها العقل الإنساني.

      -الكتاب: مفهوم الحرية في الإسلام "دراسات في مشكلات المصطلح وأبعاده في التراث العربي الإسلامي"
      -المؤلف: فرانز روزنتال
      -
      ترجمة: رضوان السيد، معن زيادة
      -الصفحات:184
      -الناشر:
      دار المدار الإسلامي، بيروت
      -
      الطبعة: الأولى/2007



      ويجد المؤلف أن للحرية مستويين، الأول: هو المستوى الفلسفي الوجودي الذي يضيف إليه الإسلام والمجتمعات الدينية الأخرى بعدا كلاميا.
      والثاني: هو المستوى الاجتماعي، ويقيم المسلمون تلقائيا فصلا قاطعا بين هذين المستويين، فمفهوم حرية الإرادة وحرية الاختيار يعبر عنه بمصطلح يختلف عن ذاك الذي يستخدم للتعبير عن الحرية الاجتماعية.

      ولكن المؤلف يهتم بمفهوم الحرية الذي يعني تسليم الفرد للقانون والنظام الإلهي، لأنه ينطبق على الوضع السائد في الإسلام.
      ويقول إن الإسلام والمسيحية يشتركان في أمر واحد بالنسبة للحرية، فكلاهما على حد سواء يقف ضد البحث اللامشروع عن حرية متوهمة، وكما يقول غارديه "إن الحرية في الإسلام هي حرية مربوطة بالخضوع".
      ويجد المؤلف أن أقدم تعريفات الحرية في الشرق الإسلامي لم تصدر عن دوائر إسلامية، ولم يعبر عنها في اللغة العربية، بل وردت في الأعمال السريانية، على أساس أن الحرية هي القوة غير المحددة للطبائع العاقلة التي تتعلق بالحواس والإدراك العقلي.
      ويورد المؤلف نصا مقتبسا عن أبي حيان التوحيدي، الذي استفتى مسكوية عن معاني الخير والاختيار، فقال "إن الإنسان تصدر عنه حركات وأفعال كثيرة لا تشبه بعضها بعضا، فيظهر منه فعل من حيث إنه جسم طبيعي، يناسب به الجماد، وبعض الأفعال تتناسب بفعل البهائم، ويظهر من فعل حيث يكون ناطقا فيناسب بذلك الفعل الملائكة، ولكل فعل له دواع ولها أسباب، وتعرض لها عوائق كثيرة، وموانع مختلفة، بعضها طبيعية، وبعضها اتفاقية، وبعضها قهرية.
      أما بالنسبة إلى حقيقة الخير والاختيار، فيقول إن الفعل -مع اختلاف أنواعه وتباين جهاته- يحتاج إلى أربعة أشياء، الفاعل الذي يظهر منه، والمادة التي يحصل فيها، والغرض الذي ينساق إليه، وأخيرا الصورة التي تتقدم عند الفاعل ويروم بالفعل اتخاذها في المادة، وربما تكون الصورة هي الفعل بعينه، والتي تحتاج إلى الآلة والزمان والبنية الصحيحة، ولكن ليس لأي فعل.
      "
      الاختيار له مكانة رفيعة في ميزان المعايير عند الفلاسفة، فالحرية كما يقول القدماء هي "هبة الله" ولكن الإنسان بعيد عن تلك الحرية الشاملة، فأي نظرية في الاختيار ترفض قبول ضرب من الحرية الإنسانية في التصرف لم تكن لتلقى قبولا واسعا
      "
      ثم يصل الفيلسوف إلى القول إن الإنسان لا يفكر ولا يجيل رأيه في الشيء الممتنع، إنما يفكر ويجيل رأيه في الشيء الممكن، التي تخص بالفعل الإنساني، وإذا كان الفعل مما ينظر فيه على طريق الإضافة أن يكون طاعة لمن تجب طاعته أو معونة لمن تجب معونته، أو غير ذلك من وجوه الإضافات الواجبة ثم امتنع من الفعل، فهو ملوم غير معذور، لأنه قادر ومتمكن، ولأجل ذلك تلحقه الندامة، من نفسه، والعقوبة من غيره، أو العيب والذم، وهذه الجهة التي تخص الإنسان من جهات الفعل المتعلقة بالفكر وإجالة الرأي المسمى بالاختيار، هي ثمرة العقل ونتيجته، ولولا هذه الجهة لما كان لوجود العقل فائدة، بل يصير وجوده عبثا ولغوا، ونحن نتيقن أن العقل أجل الموجودات، أشرف ما من الله تعالى به ووهبه للإنسان.

      من هنا نجد أن الاختيار له مكانة رفيعة في ميزان المعايير عند الفلاسفة، فالحرية كما يقول القدماء هي "هبة الله" ولكن الإنسان بعيد عن تلك الحرية الشاملة، فأي نظرية في الاختيار ترفض قبول ضرب من الحرية الإنسانية في التصرف لم تكن لتلقى قبولا واسعا.
      ويتتبع المؤلف مفهوم الحرية ومصطلحاتها في المصادر الإسلامية، فتعريفات "الحر" "الحرية" عند المؤلفين المسلمين، بدأت بتعريف الحر بأنه ضد الرقيق، فالرجل الحر يمتلك كبرياء وأخلاقا تبعثه على طلب الأخلاق الحميدة، والعبد بخلاف ذلك، فتفهم الحرية على أنها خاصية أخلاقية تتلاقى أيضا مع مضامين كلمة "حر" كما عُرفت قبل الإسلام.
      أما الرازي فيقدم تعريفا فلسفيا للحرية، حرية النفس، ويقع ضمن التقليد الأخلاقي الذي يربط حرية النفس بـ"sophrosyne eleutheritos"، أما التعريفات الصوفية للحرية فترد في رسالة القشيري التي تهدف إلى إعطاء عرض متكامل لموقف المتصوفة من مفهوم الحرية.
      "فالحرية هي الخروج عن رق الكائنات وقطع جميع العلائق والأغيار، وهي على مراتب: حرية العامة عن رق الشهوات، وحرية الخاصة عن رق المرادات لفناء إرادتهم في إرادة الحق، وحرية خاصة الخاصة عن رق الرسوم والآثار لانمحاقهم في تجلي نور الأنوار".
      ويلاحظ المؤلف أن الفقهاء المسلمين قبلوا بالعبودية كمؤسسة، وأقصى ما وصل إليه الفقهاء في مواقفهم من العبودية كان أن وقفوا من الأمر الواقع موقف عدم الارتياح لعدم قيامه على أسس أخلاقية ثابتة، خاصة أن الرقيق محرومون في مواطن متعددة، مثل عدم أهليتهم للمناصب العليا وانتقاص حقهم في ممارسة واجباتهم المدنية، والطريف في الأمر أنه في بعض حالات العقوبات كان الأمر ينقلب لصالحهم.
      فقد أعفوا من بعض الفروض الدينية كالقيام بأداء شعائر الحج، ولم يكن هناك اعتراض على المبدأ العام القائل بأن العبودية ليست قدرا طبيعيا على بعض الناس، رغم أن العبودية وجدت نتيجة لتطورات تاريخية معينة ونتيجة للآثام البشرية، ورغم استمرار وجودها يتمسك الفقهاء المسلمون بأن الأصل في الناس الحرية.
      وما يتناقض مع مفهوم الحرية هو السجن، وتبدو مؤسسة السجن مألوفة في القرآن الكريم، وقد كانت السجون معروفة في الجزيرة العربية أيام النبي كما كانت موجودة بكثرة في الجزيرة قبل الإسلام، هذا الوضع انعكس في تصرف النبي، كما انعكس في النظرية القانونية الإسلامية.
      فقد احتجز الرسول عليه السلام أحدهم عندما ساورته الشكوك في أمره، وقد اشترى عمر بن الخطاب بيتا وحوله إلى سجن، وقد شكل هذا فيما يبدو سابقة قانونية.
      "
      مهما يكن من أمر الممارسات الشعبية في بعض الحقب وفي بعض أجزاء العالم الإسلامي فإن النظرية المعترف بها زكانت تحترم باعتبارها حقا أساسيا للمسلم الحر، كانت حرية العمل وحرية الكسب وحرية سعي المرء حسب هواه
      "
      وتبدو أدلة كافية في التدليل على مشروعية السجن، رغم أن العقوبات الست التي تحددها الشريعة حدودا للجرائم الرئيسية لا يدخل فيها السجن، فيمكن القول إن الشريعة الإسلامية لم تكن تميل في الأساس إلى حرمان الأفراد من حريتهم، وقد كان التحدي الأكبر للحرية الفردية، فقد نتج عن واقعة أن الحاكم بيده السلطة الفعلية في سجن ألأفراد حسب إرادته عندما يرى ذلك ضروريا.

      وقد عرف المجتمع الإسلامي "السخرة"، وكانت على وجه العموم ممقوتة، وهي لم توجد في أي سند فقهي أو قانوني، فقد رأى ابن خلدون أن السخرة تعيق الاقتصاد أولا ثم تدمره ومعه المجتمع السياسي، وهذا ما لاحظه في شمال غرب أفريقيا، وهو ناشئ عن ملاحظاته الشخصية التي أثبتت له أن الحكام الذين عمل معهم كانوا يميلون ميلا واضحا إلى تسخير الناس، وكذلك في مصر عندما كان المماليك يحملون الناس على ذلك.
      ولقد كان العمل القسري على أي حال ممقوتا في الإسلام وقليلا ما يلجأ إليه، إن حضارة كالحضارة الإسلامية نشأت حول التجارة والحياة المدنية لم يكن يمكن المساس فيها بالتوازن الاقتصادي، وكان أمر كهذا يؤدي عواقب وخيمة.
      ومهما يكن من أمر الممارسات الشعبية في بعض الحقب وفي بعض أجزاء العالم الإسلامي فإن النظرية المعترف بها التي كانت تحترم باعتبارها حقا أساسيا للمسلم الحر كانت حرية العمل وحرية الكسب وحرية سعي المرء حسب هواه.aljazeera.net/NR/exeres/C6FC46…22-B10F-0E4FDD5521B2.htm#
      فلسفة الحرية
      يعتقد المؤلف أن الأفكار والنظريات اليونانية حول الحرية على المستوى الفلسفي والأخلاقي والسياسي والميتافيزيقي صارت جزءا من النسيج العام للفكر الإسلامي، وكانت الأخلاق أحد فروع الفلسفة التي ارتبطت بالحرية.

      فالحرية خاصية وموقف للفرد، ولا ترتبط بالظروف السياسية والاجتماعية، كما أنها لا تتجزأ، فالإنسان لا يمكن أن يكون نصف حر ونصف عبد في شخصه الأخلاقي.
      والحرية الأخلاقية تعني رغبة الإنسان في أن يكون طيبا، وضبط الإنسان بنفسه هو شرط ضروري لسيطرته على غيره، إن الحرية تعطي الإنسان العاقل القدرة على تحرير نفسه من قيود بيئته الطبيعية وعاداته الرتيبة، وبذلك تجعل منه إنسانا حكيما.
      "
      الإنسان الحر يمثل كل الصفات النبيلة، في حين يمثل العبد كل ما هو شرير ودنيء في الطبيعة البشرية، وهذا المعنى يتلاءم والاستخدام العربي القديم لكلمة "حر"، فأخلاقيات الإنسان هي التي تحدد كونه حرا أو عبدا
      "
      وسئل من أحق الناس أن يؤتمن على تدبير المدينة؟ فقيل "من كان في تدبير نفسه حسن المذهب، فالحر النفس هو سيد لناموس الطبيعة، ومن شروط العالم والمفكر الحقيقي أن يولد حرا، وقد جعل أبقراط في وصيته الحرية بالمولد لطالب الطب، أما إذا نظرنا إلى الحرية من الناحية السلبية فهي التحرر من عوامل الإرغام ومن أعباء الحياة اليومية، أما العالم رشيد الدين بن خليفة فيرى أن "الحرية هي الحياة الخيرة"، ويعرف الحرية بالسلب على أنها التحرر من الشر، ومن العوامل التي تعيق الإنسان عن بلوغ الهدف الحقيقي لإنسانيته، إن تجنب الشرور التي ترتكبها الكائنات البشرية عادة هو الحرية الحقيقية، "فعسير على الإنسان أن يكون حرا وهو ينصاع للأفعال القبيحة الجارية مجرى العادة".

      ويقول رشيد الدين بن خليفة "الرضا هو باب الحرية" ويرى شاعر عربي أن عبودية الرغبات هي عبودية أبدية، وتعرف التوراة الحرية باعتبارها تقوم على رفض الشهوات، ويعتبر المتكلمون أن كلمة "الدنيا" مصطلح لكل الرغبات الضارة، فيعشقها الجهول ويأنف منها الحر، فالحرية باعتبارها تعني التحرر من الرغبات الدنيا هي أحد فروع فضيلة العفة، والتحرر من الشهوات هو أحد جوانب الكمال الإنساني، إنه يرتفع بالإنسان إلى درجة كمال إنسانيته.
      والغاية القصوى للفلسفة -وهي السعادة- يمكن بلوغها عندما تتحرر النفس بكمالها، فالحرية تقوم مقام الخصائص التي تميز الإنسان الأخلاقي، فالإنسان الحر يمثل كل الصفات النبيلة، في حين يمثل العبد كل ما هو شرير ودنيء في الطبيعة البشرية، وهذا المعنى يتلاءم والاستخدام العربي القديم لكلمة "حر"، فأخلاقيات الإنسان هي التي تحدد كونه حرا أو عبدا، ولا توسط بينهما.
      وقد وصل الفكر السياسي المتعلق بالحرية إلى المسلمين بالطريقة نفسها التي وصلت بها كثير من الأعمال السياسية لأفلاطون وأرسطو التي ترجمت إلى العربية، فقد فسر ابن رشد جمهورية أفلاطون بأن على كل إنسان أن يقتنع بأنه حر، وأن شكل الدولة التي تمثل الحرية هو الديمقراطية، ويبقى هنا على كل حال احتمال تحول الزيادة في الحرية لغير صالحها.
      فالإنسان المنحط يستطيع أن يدعي لنفسه الحرية المطلقة، ويعطي نفسه الحق في التخلي أو في رفض كل القيود الأخلاقية، وبالمثل فإن دولة الحرية يمكن أن تفقد شخصيتها.
      ويتبنى الفارابي الفكرة القائلة بأن الديمقراطية هي مدينة الحرية، ويرى أن أشكال الحكومات الموجودة في هذا العالم غير كاملة، إنها نتيجة حاجة الإنسان للتنظيم الاجتماعي لضمان بقائه.
      من هذه المدن الجماعية التي يتمتع أفرادها بالحرية التامة، وهي مؤسسة المساواة حيث يكون زعيما عليهم وإنهم على استعداد لتسليم السلطة لأولئك الذين يعدونهم بمزيد من الحرية.
      فهي مدينة تشكل بيئة صالحة يظهر فيها الأفاضل والفلاسفة والخطباء والشعراء بسرعة، وتبدو أقرب المدن إلى المدينة الكاملة، التي تبدو أكثرها استعداد للخير أو للشر.
      ميتافيزيقا الحرية
      ثمة فكرة قديمة قبل الإسلام بأن الجسد الإنساني هو سجن النفس، وأن العالم سجن للإنسان، وأن الموت يعني التحرر من ذلك السجن وهذا ما يرغب فيه كل المؤمنين الحقيقيين.

      "
      يرى ابن عربي أن الإنسان الحر هو الذي لا يستعبده امتلاك أو رتبة، إنه يحكم الأشياء كلها ولا تحكمه، وبالنسبة له فإن الإنسان هو عبد لله فقط لا لأحد أو شيء غيره أيا كان ومهما كان، وعلى هذا فالحرية الحقيقية تكمن في العبودية الحقيقية لله
      "
      ويقول المؤلف إن الفكرة هذه لقيت قبولا واسعا عند المسلمين الأتقياء، وهنا توضح العلاقة مع الفلسفة الإغريقية، والذين تحدثوا عن الجسد الإنساني على أنه سجن، وقد وجدت الفكرة القائلة إن الحياة سجن أو قبر مكانا لها في مجموعات الأحاديث المنسوبة إلى النبي، "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر"، وطبعا تبنى الصوفية هذه الفكرة بحماس.

      وفي نظرية وحدة الوجود عند ابن عربي يختفي كل من السيد والعبد باختفاء التمايز بينهما اختفاء تاما، ويرى أن الإنسان الحر هو الذي لا يستعبده امتلاك أو رتبة، إنه يحكم الأشياء كلها ولا تحكمه، وبالنسبة لابن عربي فإن الإنسان هو عبد لله فقط لا لأحد أو شيء غيره أيا كان ومهما كان، وعلى هذا فالحرية الحقيقية تكمن في العبودية الحقيقية لله.
      ومع ذلك فإن العبودية لا توضع عادة مقابل الحرية بل تقابل عادة بالربوبية، فالمصطلحات الصوفية مثل الإمساك والابتعاد عن الأمور الدنيوية واجتناب صحبة الناس وتفضيل العزلة لا تهدف إلى تمجيد الحرية الفردية، إذ إن التحرر من الأمور الدنيوية عند الصوفية يهدف إلى الاستعداد للقبول التام بالعبودية لله.



    • عزيزي / متى كانت الحرية تسلط على الناس بتصرفات رعنا مثل الأمثلة التي تناولتها في حديثك ، الحرية تكمن في أن نقوم بأمور تخصنا وتفيدنا في حياتنا ولا تعرضنا للنقد أو المسائله من الغير ، أو تؤدي إلى إيقاع الضرر بمن حولنا ـ الحرية تعني أن نقدم خدمة للمجمتع الذي نعيش فيه تبرز مكانتنا وتحفظ لنا شخصيتنا ويتذكرنا ممن عاشوا معنا بالخير.فحرية الإنسان تكمن فيما يملكه لنفسه فقط دون إيقاع الضرر بالأخرين وممن حوله .
    • *عماني* كتب:

      مفهوم الحرية في الإسلام





      عرض/إبراهيم غرايبة



      يعرض الكتاب مفاهيم الحرية في الفكر الإسلامي التراثي، ويبحث موقف الفقهاء والفلاسفة والمتصوفة المسلمين من قضايا الحرية والرق والسخرة والسجن، ويقارن بين المفاهيم الإسلامية للحرية والرؤية الفلسفية اليونانية التي اشتغل بها المسلمون فترة طويلة واستوعبها في العلوم والأفكار الإسلامية.


      مشكلة الحرية


      يعود المؤلف في معالجة مفهوم الحرية إلى عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحاضر وفي النطاق القانوني، ويلاحظ أن مفهوم الحرية هو أهم محرك تاريخي عرفه العالم، وأن "الحرية" استطاعت أن تعتق نفسها من إطار قيود التعريفات، وأن تتطور إلى مصطلح ليس له وجود خارجي يمكن تحديده إلا ما يعطيه لها العقل الإنساني.



      -الكتاب: مفهوم الحرية في الإسلام "دراسات في مشكلات المصطلح وأبعاده في التراث العربي الإسلامي"




      -المؤلف: فرانز روزنتال



      -ترجمة: رضوان السيد، معن زيادة


      -الصفحات:184


      -الناشر: دار المدار الإسلامي، بيروت


      -الطبعة: الأولى/2007






      ويجد المؤلف أن للحرية مستويين، الأول: هو المستوى الفلسفي الوجودي الذي يضيف إليه الإسلام والمجتمعات الدينية الأخرى بعدا كلاميا.


      والثاني: هو المستوى الاجتماعي، ويقيم المسلمون تلقائيا فصلا قاطعا بين هذين المستويين، فمفهوم حرية الإرادة وحرية الاختيار يعبر عنه بمصطلح يختلف عن ذاك الذي يستخدم للتعبير عن الحرية الاجتماعية.



      ولكن المؤلف يهتم بمفهوم الحرية الذي يعني تسليم الفرد للقانون والنظام الإلهي، لأنه ينطبق على الوضع السائد في الإسلام.


      ويقول إن الإسلام والمسيحية يشتركان في أمر واحد بالنسبة للحرية، فكلاهما على حد سواء يقف ضد البحث اللامشروع عن حرية متوهمة، وكما يقول غارديه "إن الحرية في الإسلام هي حرية مربوطة بالخضوع".


      ويجد المؤلف أن أقدم تعريفات الحرية في الشرق الإسلامي لم تصدر عن دوائر إسلامية، ولم يعبر عنها في اللغة العربية، بل وردت في الأعمال السريانية، على أساس أن الحرية هي القوة غير المحددة للطبائع العاقلة التي تتعلق بالحواس والإدراك العقلي.


      ويورد المؤلف نصا مقتبسا عن أبي حيان التوحيدي، الذي استفتى مسكوية عن معاني الخير والاختيار، فقال "إن الإنسان تصدر عنه حركات وأفعال كثيرة لا تشبه بعضها بعضا، فيظهر منه فعل من حيث إنه جسم طبيعي، يناسب به الجماد، وبعض الأفعال تتناسب بفعل البهائم، ويظهر من فعل حيث يكون ناطقا فيناسب بذلك الفعل الملائكة، ولكل فعل له دواع ولها أسباب، وتعرض لها عوائق كثيرة، وموانع مختلفة، بعضها طبيعية، وبعضها اتفاقية، وبعضها قهرية.


      أما بالنسبة إلى حقيقة الخير والاختيار، فيقول إن الفعل -مع اختلاف أنواعه وتباين جهاته- يحتاج إلى أربعة أشياء، الفاعل الذي يظهر منه، والمادة التي يحصل فيها، والغرض الذي ينساق إليه، وأخيرا الصورة التي تتقدم عند الفاعل ويروم بالفعل اتخاذها في المادة، وربما تكون الصورة هي الفعل بعينه، والتي تحتاج إلى الآلة والزمان والبنية الصحيحة، ولكن ليس لأي فعل.


      "


      الاختيار له مكانة رفيعة في ميزان المعايير عند الفلاسفة، فالحرية كما يقول القدماء هي "هبة الله" ولكن الإنسان بعيد عن تلك الحرية الشاملة، فأي نظرية في الاختيار ترفض قبول ضرب من الحرية الإنسانية في التصرف لم تكن لتلقى قبولا واسعا


      "ثم يصل الفيلسوف إلى القول إن الإنسان لا يفكر ولا يجيل رأيه في الشيء الممتنع، إنما يفكر ويجيل رأيه في الشيء الممكن، التي تخص بالفعل الإنساني، وإذا كان الفعل مما ينظر فيه على طريق الإضافة أن يكون طاعة لمن تجب طاعته أو معونة لمن تجب معونته، أو غير ذلك من وجوه الإضافات الواجبة ثم امتنع من الفعل، فهو ملوم غير معذور، لأنه قادر ومتمكن، ولأجل ذلك تلحقه الندامة، من نفسه، والعقوبة من غيره، أو العيب والذم، وهذه الجهة التي تخص الإنسان من جهات الفعل المتعلقة بالفكر وإجالة الرأي المسمى بالاختيار، هي ثمرة العقل ونتيجته، ولولا هذه الجهة لما كان لوجود العقل فائدة، بل يصير وجوده عبثا ولغوا، ونحن نتيقن أن العقل أجل الموجودات، أشرف ما من الله تعالى به ووهبه للإنسان.


      من هنا نجد أن الاختيار له مكانة رفيعة في ميزان المعايير عند الفلاسفة، فالحرية كما يقول القدماء هي "هبة الله" ولكن الإنسان بعيد عن تلك الحرية الشاملة، فأي نظرية في الاختيار ترفض قبول ضرب من الحرية الإنسانية في التصرف لم تكن لتلقى قبولا واسعا.


      ويتتبع المؤلف مفهوم الحرية ومصطلحاتها في المصادر الإسلامية، فتعريفات "الحر" "الحرية" عند المؤلفين المسلمين، بدأت بتعريف الحر بأنه ضد الرقيق، فالرجل الحر يمتلك كبرياء وأخلاقا تبعثه على طلب الأخلاق الحميدة، والعبد بخلاف ذلك، فتفهم الحرية على أنها خاصية أخلاقية تتلاقى أيضا مع مضامين كلمة "حر" كما عُرفت قبل الإسلام.


      أما الرازي فيقدم تعريفا فلسفيا للحرية، حرية النفس، ويقع ضمن التقليد الأخلاقي الذي يربط حرية النفس بـ"sophrosyne eleutheritos"، أما التعريفات الصوفية للحرية فترد في رسالة القشيري التي تهدف إلى إعطاء عرض متكامل لموقف المتصوفة من مفهوم الحرية.


      "فالحرية هي الخروج عن رق الكائنات وقطع جميع العلائق والأغيار، وهي على مراتب: حرية العامة عن رق الشهوات، وحرية الخاصة عن رق المرادات لفناء إرادتهم في إرادة الحق، وحرية خاصة الخاصة عن رق الرسوم والآثار لانمحاقهم في تجلي نور الأنوار".


      ويلاحظ المؤلف أن الفقهاء المسلمين قبلوا بالعبودية كمؤسسة، وأقصى ما وصل إليه الفقهاء في مواقفهم من العبودية كان أن وقفوا من الأمر الواقع موقف عدم الارتياح لعدم قيامه على أسس أخلاقية ثابتة، خاصة أن الرقيق محرومون في مواطن متعددة، مثل عدم أهليتهم للمناصب العليا وانتقاص حقهم في ممارسة واجباتهم المدنية، والطريف في الأمر أنه في بعض حالات العقوبات كان الأمر ينقلب لصالحهم.


      فقد أعفوا من بعض الفروض الدينية كالقيام بأداء شعائر الحج، ولم يكن هناك اعتراض على المبدأ العام القائل بأن العبودية ليست قدرا طبيعيا على بعض الناس، رغم أن العبودية وجدت نتيجة لتطورات تاريخية معينة ونتيجة للآثام البشرية، ورغم استمرار وجودها يتمسك الفقهاء المسلمون بأن الأصل في الناس الحرية.


      وما يتناقض مع مفهوم الحرية هو السجن، وتبدو مؤسسة السجن مألوفة في القرآن الكريم، وقد كانت السجون معروفة في الجزيرة العربية أيام النبي كما كانت موجودة بكثرة في الجزيرة قبل الإسلام، هذا الوضع انعكس في تصرف النبي، كما انعكس في النظرية القانونية الإسلامية.


      فقد احتجز الرسول عليه السلام أحدهم عندما ساورته الشكوك في أمره، وقد اشترى عمر بن الخطاب بيتا وحوله إلى سجن، وقد شكل هذا فيما يبدو سابقة قانونية.


      "


      مهما يكن من أمر الممارسات الشعبية في بعض الحقب وفي بعض أجزاء العالم الإسلامي فإن النظرية المعترف بها زكانت تحترم باعتبارها حقا أساسيا للمسلم الحر، كانت حرية العمل وحرية الكسب وحرية سعي المرء حسب هواه


      "وتبدو أدلة كافية في التدليل على مشروعية السجن، رغم أن العقوبات الست التي تحددها الشريعة حدودا للجرائم الرئيسية لا يدخل فيها السجن، فيمكن القول إن الشريعة الإسلامية لم تكن تميل في الأساس إلى حرمان الأفراد من حريتهم، وقد كان التحدي الأكبر للحرية الفردية، فقد نتج عن واقعة أن الحاكم بيده السلطة الفعلية في سجن ألأفراد حسب إرادته عندما يرى ذلك ضروريا.


      وقد عرف المجتمع الإسلامي "السخرة"، وكانت على وجه العموم ممقوتة، وهي لم توجد في أي سند فقهي أو قانوني، فقد رأى ابن خلدون أن السخرة تعيق الاقتصاد أولا ثم تدمره ومعه المجتمع السياسي، وهذا ما لاحظه في شمال غرب أفريقيا، وهو ناشئ عن ملاحظاته الشخصية التي أثبتت له أن الحكام الذين عمل معهم كانوا يميلون ميلا واضحا إلى تسخير الناس، وكذلك في مصر عندما كان المماليك يحملون الناس على ذلك.


      ولقد كان العمل القسري على أي حال ممقوتا في الإسلام وقليلا ما يلجأ إليه، إن حضارة كالحضارة الإسلامية نشأت حول التجارة والحياة المدنية لم يكن يمكن المساس فيها بالتوازن الاقتصادي، وكان أمر كهذا يؤدي عواقب وخيمة.


      ومهما يكن من أمر الممارسات الشعبية في بعض الحقب وفي بعض أجزاء العالم الإسلامي فإن النظرية المعترف بها التي كانت تحترم باعتبارها حقا أساسيا للمسلم الحر كانت حرية العمل وحرية الكسب وحرية سعي المرء حسب هواه.


      فلسفة الحرية


      يعتقد المؤلف أن الأفكار والنظريات اليونانية حول الحرية على المستوى الفلسفي والأخلاقي والسياسي والميتافيزيقي صارت جزءا من النسيج العام للفكر الإسلامي، وكانت الأخلاق أحد فروع الفلسفة التي ارتبطت بالحرية.


      فالحرية خاصية وموقف للفرد، ولا ترتبط بالظروف السياسية والاجتماعية، كما أنها لا تتجزأ، فالإنسان لا يمكن أن يكون نصف حر ونصف عبد في شخصه الأخلاقي.


      والحرية الأخلاقية تعني رغبة الإنسان في أن يكون طيبا، وضبط الإنسان بنفسه هو شرط ضروري لسيطرته على غيره، إن الحرية تعطي الإنسان العاقل القدرة على تحرير نفسه من قيود بيئته الطبيعية وعاداته الرتيبة، وبذلك تجعل منه إنسانا حكيما.


      "


      الإنسان الحر يمثل كل الصفات النبيلة، في حين يمثل العبد كل ما هو شرير ودنيء في الطبيعة البشرية، وهذا المعنى يتلاءم والاستخدام العربي القديم لكلمة "حر"، فأخلاقيات الإنسان هي التي تحدد كونه حرا أو عبدا


      "وسئل من أحق الناس أن يؤتمن على تدبير المدينة؟ فقيل "من كان في تدبير نفسه حسن المذهب، فالحر النفس هو سيد لناموس الطبيعة، ومن شروط العالم والمفكر الحقيقي أن يولد حرا، وقد جعل أبقراط في وصيته الحرية بالمولد لطالب الطب، أما إذا نظرنا إلى الحرية من الناحية السلبية فهي التحرر من عوامل الإرغام ومن أعباء الحياة اليومية، أما العالم رشيد الدين بن خليفة فيرى أن "الحرية هي الحياة الخيرة"، ويعرف الحرية بالسلب على أنها التحرر من الشر، ومن العوامل التي تعيق الإنسان عن بلوغ الهدف الحقيقي لإنسانيته، إن تجنب الشرور التي ترتكبها الكائنات البشرية عادة هو الحرية الحقيقية، "فعسير على الإنسان أن يكون حرا وهو ينصاع للأفعال القبيحة الجارية مجرى العادة".


      ويقول رشيد الدين بن خليفة "الرضا هو باب الحرية" ويرى شاعر عربي أن عبودية الرغبات هي عبودية أبدية، وتعرف التوراة الحرية باعتبارها تقوم على رفض الشهوات، ويعتبر المتكلمون أن كلمة "الدنيا" مصطلح لكل الرغبات الضارة، فيعشقها الجهول ويأنف منها الحر، فالحرية باعتبارها تعني التحرر من الرغبات الدنيا هي أحد فروع فضيلة العفة، والتحرر من الشهوات هو أحد جوانب الكمال الإنساني، إنه يرتفع بالإنسان إلى درجة كمال إنسانيته.


      والغاية القصوى للفلسفة -وهي السعادة- يمكن بلوغها عندما تتحرر النفس بكمالها، فالحرية تقوم مقام الخصائص التي تميز الإنسان الأخلاقي، فالإنسان الحر يمثل كل الصفات النبيلة، في حين يمثل العبد كل ما هو شرير ودنيء في الطبيعة البشرية، وهذا المعنى يتلاءم والاستخدام العربي القديم لكلمة "حر"، فأخلاقيات الإنسان هي التي تحدد كونه حرا أو عبدا، ولا توسط بينهما.


      وقد وصل الفكر السياسي المتعلق بالحرية إلى المسلمين بالطريقة نفسها التي وصلت بها كثير من الأعمال السياسية لأفلاطون وأرسطو التي ترجمت إلى العربية، فقد فسر ابن رشد جمهورية أفلاطون بأن على كل إنسان أن يقتنع بأنه حر، وأن شكل الدولة التي تمثل الحرية هو الديمقراطية، ويبقى هنا على كل حال احتمال تحول الزيادة في الحرية لغير صالحها.


      فالإنسان المنحط يستطيع أن يدعي لنفسه الحرية المطلقة، ويعطي نفسه الحق في التخلي أو في رفض كل القيود الأخلاقية، وبالمثل فإن دولة الحرية يمكن أن تفقد شخصيتها.


      ويتبنى الفارابي الفكرة القائلة بأن الديمقراطية هي مدينة الحرية، ويرى أن أشكال الحكومات الموجودة في هذا العالم غير كاملة، إنها نتيجة حاجة الإنسان للتنظيم الاجتماعي لضمان بقائه.


      من هذه المدن الجماعية التي يتمتع أفرادها بالحرية التامة، وهي مؤسسة المساواة حيث يكون زعيما عليهم وإنهم على استعداد لتسليم السلطة لأولئك الذين يعدونهم بمزيد من الحرية.


      فهي مدينة تشكل بيئة صالحة يظهر فيها الأفاضل والفلاسفة والخطباء والشعراء بسرعة، وتبدو أقرب المدن إلى المدينة الكاملة، التي تبدو أكثرها استعداد للخير أو للشر.


      ميتافيزيقا الحرية


      ثمة فكرة قديمة قبل الإسلام بأن الجسد الإنساني هو سجن النفس، وأن العالم سجن للإنسان، وأن الموت يعني التحرر من ذلك السجن وهذا ما يرغب فيه كل المؤمنين الحقيقيين.


      "


      يرى ابن عربي أن الإنسان الحر هو الذي لا يستعبده امتلاك أو رتبة، إنه يحكم الأشياء كلها ولا تحكمه، وبالنسبة له فإن الإنسان هو عبد لله فقط لا لأحد أو شيء غيره أيا كان ومهما كان، وعلى هذا فالحرية الحقيقية تكمن في العبودية الحقيقية لله


      "ويقول المؤلف إن الفكرة هذه لقيت قبولا واسعا عند المسلمين الأتقياء، وهنا توضح العلاقة مع الفلسفة الإغريقية، والذين تحدثوا عن الجسد الإنساني على أنه سجن، وقد وجدت الفكرة القائلة إن الحياة سجن أو قبر مكانا لها في مجموعات الأحاديث المنسوبة إلى النبي، "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر"، وطبعا تبنى الصوفية هذه الفكرة بحماس.


      وفي نظرية وحدة الوجود عند ابن عربي يختفي كل من السيد والعبد باختفاء التمايز بينهما اختفاء تاما، ويرى أن الإنسان الحر هو الذي لا يستعبده امتلاك أو رتبة، إنه يحكم الأشياء كلها ولا تحكمه، وبالنسبة لابن عربي فإن الإنسان هو عبد لله فقط لا لأحد أو شيء غيره أيا كان ومهما كان، وعلى هذا فالحرية الحقيقية تكمن في العبودية الحقيقية لله.


      ومع ذلك فإن العبودية لا توضع عادة مقابل الحرية بل تقابل عادة بالربوبية، فالمصطلحات الصوفية مثل الإمساك والابتعاد عن الأمور الدنيوية واجتناب صحبة الناس وتفضيل العزلة لا تهدف إلى تمجيد الحرية الفردية، إذ إن التحرر من الأمور الدنيوية عند الصوفية يهدف إلى الاستعداد للقبول التام بالعبودية لله.






      شكراً صديقي على ما أوردته هنا من جهد .. ولكني أرى وتلك هي وجهة نظري ، أتحاور بها معك في هذا .. فأنت قمت واجتهد بشي مقبول وتُشكر عليه ، لكن ما أـيت به هو عبارة عن مصطلحات وأهداف الحرية في معاني العبارات .. وهي لغة القواميس أو لغة للتعريفات .. ونحن لم نقول ما قُلته ‘لى إعتبار أننا نطلب منك ، توسيط معنى مفهوم الحرية لديك ، وليس مصطلحاتها اللغوية اوالقواميسية ( إن صحّت العبارة ) فد اوردتها معناها اومعنى عبارة الحرية لدى الصوفية مثلاً ، أو معناهاى في الفكر الاسلامي .. وهذه تعني التنظير الفسفي من حيث معرفة مبادي الحرية اللغتي الأصطلاحي .. حسب معرفتي المحدودة .. وكذا ذهبت إلى مشكلاتها في المسار التاريخي كدراسة وابعاد في التاريخ الاسلامي تحديداً ، ثم اوردت تقسيم مصطلحاتها من حيث الفلسفي الوجودي والشعور به .. ومن حيث المصلطلح الثقافي في العصور ما قبل الاسلام .. وقد ذهب منظروها او محدثوها عن محتوى نطاقها القانوني آنذاك .. وذلك بُغية خروجها أو انعتاقها كما عبروا عنها ، من مسارها التعريفي إلى مسار آخر جديد لها .. ألا وهو تحرير العقل من بعض قيود ما . واطلقوا عليه مشكلات او مشكلة الحرية . وتكلّم الكثيرون منها حرية الارادة وتقييدها وحرية الأنعتاق من العبودية . وذهب غيرهم إلى الميتزافيقيات الماء ورائية .. كحرية الارادة الأختيارية .. أو حقيقة الشر والخير .. أو حتى الممارسات الجاهلية التي كانت أشبه بمعتقدات ..! بدليل ان إبن عربي كما أوردته في اجتهادك الطيب .. فإبن عربي يرى ان الحرية تعني العبودية لله وحده وهو الانخضاع التام لله .. مثل العبادات وأدائها .. بحيث ان إبن عربي ذهب ما ذهبت إليه الفلسفة الأغريقية .. أن الجسد الآنسانس هو سجن .. وذهب كثيرون إلى أبعاد هذه الفلسفة إلى أعتبروا المخرج منها هو إعتبار الحياة سجن .. كما حدث عند الصوفية الذين يروا أن التحرر من الاومور الحياتية او الدنيوية مرده إلى الحرية الالهية إلتي تعني أن العبودية لله وحده .
      لكننا في إطار بحثنا أو محاولة الوصول .. إلى مفهوم الحرية لديك أنت كفرد وليس كمصطلح فلسفي .. يتداوله المختصون .. ببساطة وزأريحية أكثير كيف ترى أنت ومن منورك الخاصة لمجمل ما قرأت وما كتبته هنا ، ماذا تعني لك الحرية بمعنى آخر .. أريد إسهاباً يوصلني إلى قدر معلوم من مفهوم هذه الحرية التي تتشاكل على الأفهام الخاصة والعامة .!

      تقبل تحياتي |a